قال مسؤول من الاممالمتحدة إن السودان طرد خمسة من العاملين لدى المنظمة الدولية واللجنة الدولية للصليب الاحمر من ولاية غرب دارفور في أحدث مواجهة مع المنظمات الدولية في المنطقة التي تشهد أكبر عملية اغاثة في العالم. كما أعلنت بعثة حفظ السلام المشتركة المؤلفة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي يوم الاثنين أن خندقا يجري حفره حول نيالا أكبر مدن الاقليم المضطرب للمساعدة في منع عمليات خطف أفراد قوة حفظ السلام والعاملين في مجال الاغاثة. وخطف شرطيان أردنيان من أفراد قوة حفظ السلام المشتركة يوم السبت كما خطفت أمريكية من احدى المنظمات الانسانية قبل ثلاثة أشهر. وكانت علاقات السودان مع وكالات الاغاثة الاجنبية مثل الصليب الاحمر وبعثة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام متوترة منذ فترة طويلة وشهدت عمليات طرد ومنع لكل من يكشف عن انتهاكات لحقوق الانسان خلال تمرد مستمر منذ سبع سنوات. وبعد ان أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير العام الماضي في اتهامات تتعلق بجرائم حرب في دارفور طرد الرئيس 13 منظمة اغاثة وتقول الخرطوم انها أعطت المحكمة أدلة متعلقة بدارفور. وقال عبد الله الفاضل رئيس بعثة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في غرب دارفور لرويترز يوم الاثنين "طلب الرحيل من رئيسي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والفاو (منظمة الاغذية والزراعة) في غرب دارفور فضلا عن رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في (بلدة) زالنجي." وأضاف "أبلغتني الحكومة أيضا أنها طلبت من رئيسي وفدي الصليب الاحمر في الجنينةوزالنجي الرحيل أيضا." وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان طاقمها "استدعي بموافقة السلطات" وأضافت أن عملياتها مستمرة كالمعتاد في ولاية غرب دارفور. وقال الفاضل انه لم يتضح بعد لماذا طلبت السلطات من هؤلاء الافراد المغادرة وما قيل فقط هو أنهم ارتكبوا أخطاء "تتجاوز تفويضهم." وذكر مصدر اخر من الاممالمتحدة طلب عدم نشر اسمه أنه طلب من مدير مكتب الفاو في غرب دارفور الرحيل لانه وزع على الانترنت عريضة ضد الجوع وقالت السلطات انه لم يحصل على تصريح بذلك. وفي السابع من أغسطس اب قال البشير لمحافظي ولايات دارفور الثلاث ان بامكانهم طرد أي اجنبي لا يحترم السلطات السودانية. وتشهد العلاقات بين الحكومة السودانية وقوة حفظ السلام المشتركة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور توترا شديدا بسبب ايواء القوة لستة لاجئين من مخيم كلمة المضطرب تقول الحكومة انهم مسؤولون عن اعمال العنف التي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص الشهر الماضي. وتقول القوات الدولية انها لن تسلم اللاجئين بدون أمر اعتقال أو ضمانات بمحاكمة عادلة وهو موقف أثار غضب الحكومة. وقالت الاممالمتحدة ان السلطات السودانية سمحت لمنظمات الاغاثة بالدخول الى مخيم كلمة يوم الاثنين لاول مرة منذ الثاني من أغسطس اب. وقال سام هندريكس المتحدث باسم الاممالمتحدة "دخل فريق الى هناك بعد ظهر اليوم .. لقد كانت زيارة تفقدية في أغلبها لكن تم توصيل وقود الى مضخات المياه وأدوية." وبدأت عمليات خطف العاملين بوكالات الاغاثة وافراد من قوات حفظ السلام العام الماضي بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال ضد البشير. والخاطفون عادة ما يكونون شبانا من قبائل عربية تطلب فدى. ولم يحاكم السودان أيا من الخاطفين بعد. وقالت قوة حفظ السلام المشتركة انها اتفقت مع الحكومة على حفر خندق بعمق مترين وعرض مترين حول مدينة نيالا التي كثيرا ما يستهدفها الخاطفون. وقالت القوة في بيان "الخندق... سيمتد حوالي 40 كيلومترا ومن المتوقع أن يكتمل خلال أربعة الى خمسة أسابيع". وأضافت القوة انها بدأت بالفعل في الحفر في النصف الخاص بها يوم الاحد. وتهدف هذه الخنادق الى منع السيارات من دخول المناطق السكنية على الطرق الترابية التي يستخدمها الخاطفون