بسم الله الرحمن الرحيم الجبهة الوطنية العريضة المعارضة البيان الأول
إلى جماهير الشعب السوداني الأبي في كافة ربوع السودان وفي كل بقاع العالم . تلبية لنداء الوطن الجريح المتهاوي . وحفاظاً على وطننا من التفكك والتشتت والانقسام بسبب سياسات سلطة الانقاذ الانقلابية الاقصائية . وإيقافاً لنزيف الدم في دارفور . وتفادياً لنذر حرب شاملة تلوح في جنوبنا الحبيب بسبب المخاطر التي تكتنف عمليات الإستفتاء . وإيقافاً للتدهور المريع في كافة مرافق الحياة في هجير النظام الشمولي الاقصائي الذي ظل جاثماً على صدر الامة مدة واحد وعشرون عاماً ، أفرغ فيها النظام الخدمة العامة والقوات النظامية من المخلصين الاكفاء من أبناء وبنات الوطن ليعيّن مكانهم أهل الولاء والطاعة والمصالح ، وحشد في الاجهزة العدلية الموالين له ، الذين ينفذون مشيئته بلا ضمير و لا وازع أخلاقي ، وأصدر ترسانة من قوانيين وسياسات القمع التي تهدد الحقوق والحريات العامة والخاصة وأفسد الحياة االسياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية ، وسعى إلى تفكيك القوى السياسية ، وإرتكب جرائم و مجازر كبرى غير مسبوقة ضد شعبه الأعزل مما إستوجب تدخل القضاء الدولي ليجبر فساد النظام العدلي الوطني ويرفع ترسانة الحصانات عن أكابر المجرمين ، مما أدخل السودان في مواجهة لامبرر لها مع المجتمع الدولي ، و أفسد علاقات البلاد الخارجية ووضعها في قائمة الدول الراعية للإرهاب ، و أدخل الجوع في غالب الأسر الشريفة التي تأبى أن تقتات من السحت ، فارتفعت نسبة الذين يرزحون تحت خط الفقر إلى أكثر من 95% ، و هتك النسيج الاجتماعي السوداني البريء بعنصرية و جهوية بغيضة . تداركاً لكل هذا و غيره ، وبمبادرة كريمة من المناضل الوطني الجليل الاستاذ / علي محمود حسنين ، فقد إجتمعت في المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية قوي سياسية وشخصيات وطنية مرموقة وصامدة من كافة أقاليم السودان في وحدة تاريخية مشهودة ، للتشاور والتفاكر فيما ينبغي عمله للخروج بالوطن من النفق المظلم الذي أدخلته فيه الطغمة الظالمة وإزالة حالة الأسى والإحباط التي يعاني منها شعبنا . وبعد نقاش وطني مسؤول ، إتفق الجميع على ضرورة قيام جبهة وطنية عريضة معارضة ، آخذين في الإعتبار سلبيات العمل الجبهوي في الماضي ، على إن تضم هذه الجبهة الوطنية في عضويتها كل من يؤمن بأهدافها ويعمل من أجل بقاء السودان موحداً عزيزاً ينعم فيه الجميع بالعدالة والديمقراطية والحرية ، في مساواة تامة في ظل دولة مدنية خادمة لاتفرق بين مواطنيها بسبب الدين أو العرق أو النوع أو الانتماء الجهوي . وقد تم تكوين لجنة تحضيرية بالمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية أوكل إليها الترتيب لقيام الجبهة العريضة ، التي يحمل الجميع فيها قبعة السودان دون ضرورة التخلي عن الإنتماء الحزبي ، تهدف الجبهة الوطنية ، والتي سوف يتفق على إسمها لاحقاً ، إلى إسقاط نظام الإنقاذ بكل السبل المشروعة. أهداف الجبهة الوطنية العريضة المعارضة تعمل الجبهة، بجانب هدفها الرئيسي وهو إسقاط النظام بكل الوسائل المشروعة على تحقيق الأهداف التالية :- 1 – تنفيذ ماتبقى من إتفاقية السلام الشامل بكل صدق وشفافية . 2- وقف نزيف الدم في دارفور ، و إحلال السلام العادل الشامل فيها ، و تحقيق التنمية العاجلة والشاملة فيها بعد إعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية وإعادة بناء القرى والمدن وتوفير الخدمات والبنيات الاساسية وتحديد المسارات وإعادة الأراضي لأصحابها وإبعاد الاجانب منها ، وتعويض كل من تضرر من الحرب تعويضاً مجزياً خاصاً وعاماً ، والعمل على تنمية باقي الأقاليم التي تأثرت بالحرب على ذات النسق . 3 – إقامة الدولة المدنية ومنع إستغلال الدين أو العرق في السياسة ، و جعل المواطنة هي الأساس الوحيد للحقوق و الواجبات . 4 – تطبيق النظام الفدرالي الحقيقي بين أقاليم السودان السبعة وهي ( الجنوب ، دارفور ، كردفان ، الأوسط ، الشرق، الشمال ، والعاصمة القومية ) على أن ينشيء كل أقليم ما شاء من ولايات أو محافظات تكون مسؤولة أمام الأقليم ، ولكل أقليم الحق في أن ينشيء داخله نظاماً قضائياً مستقلاً حتى مرحلة الإستئناف ، على أن تكون المحكمة العليا والمحكمة الدستورية قومية . 5 – يكون على رأس الدولة مجلساً مكوناً من رئيس وسبعة نواب يمثلون أقاليمهم ، وبذلك يدير كل أقليم شؤونه من جهة ، ويشارك في إدارة وقيادة الوطن بالتساوي مع باقي الأقاليم على مستوى رئاسة الجمهورية . 6- تطبيق مجانية التعليم و العلاج في كافة أرجاء الوطن . 7 – إقامة العدل والقصاص على كل من إرتكب جرائم في دارفور وباقي الأقاليم ، وإلى أن يتم ذلك يكون التعامل مع المحكمة الجنايات الدولية . 8 – إعادة بناء السلطة القضائية والأجهزة العدلية التي تعد أساس وقوام الدولة وذلك على أساس المهنية والحياد والقومية والكفاءة . 9 – تعديل كافة القوانين المقيدة للحريات تريسخاً لحرية الفرد وكرامته ، ومنع الإعتقال التعسفي وتأكيد حرية النشر والصحافة والتجمع و التنظيم . 10 – إعادة النظر في قانون الأحزاب السياسية تمكيناً للأحزاب من ممارسة الديمقراطية داخلها في إختيار القيادة وإتخاذ القرارات ، وأن يتم التداول الديمقراطي والقيادة فيها دون تدخل السلطة الحاكمة . 11 – محاسبة ومحاكمة كل من فسد وأفسد وأجرم ، والتحقيق في إهدار المال العام . 12 – تحديد نسبة محددة يتفق عليها للثروات الطبيعية للأقاليم التي توجد فيها تلك الثروات ، وتوزيع حصة المركز على باقي الأقاليم التي لا توجد فيها تلك الثروة . 13 – إعادة المفصولين سياسياً أو تعسفياً من الخدمة العامة والقوات النظامية وتعويضهم تعويضاً عادلاً وعاجلاً . 14 – إعادة بناء الخدمة المدنية والقوات النظامية على أساس المهنية والحياد والقومية والكفاءة . 15 – إلغاء كافة نقابات المنشأة وقيام نقابات على أساس المهنة . 16 – إعداد دستور دائم يعبر عن التنوع والتعدد والحرية والديمقراطية والتوزيع العادل للثروة والسلطة وفق ما ورد أعلاه . 17 – إجراء إحصاء سكاني جديد ، وإجراء إنتخابات تعددية عامة حرة ونزيهة على أساس التنافس الديمقراطي في بيئة من الحرية وسيادة حكم القانون .
عضوية الجبهة الوطنية العريضة المعارضة إن عضوية الجبهة الوطنية العريضة مفتوحه لكل سوداني وسودانية في كل أقاليم السودان وفي كل دول المهجر . إن الجبهة ليست حزباً سياسياً ولاتهدف إلى إحتواء أو تذويب أي من القوى السياسية أو حركات المدافعة ، فالوطن في خطر حقيقي ومهدد بالضياع ، ومن ثم ندعو كل فرد ينتمي إلى السودان ويعتزّ بذلك الإنتماء أن يهرع من أجل نجدة وطنه . إننا ندعو كل السودانيين الشرفاء نساءاً ورجالاً شيباً وشباباً وطلاباً مهمشين و فقراء ، و كل القوى السياسية الوطنية و النقابات المهنية و منظمات المجتمع المدني داخل السودان وفي دول المهجر أن يكوّنوا لجاناً تمهيدية توطئةً لمؤتمر جامع تدعو له الجبهة أيذاناً بإنطلاق نضال هذه الجبهة الوطنية العريضة المعارضة وتحقيقاً لأهدافها .
المجد للشعب السوداني النصر لهذا الشعب مكتب إعلام اللجنة التحضيرية للجبهة