لان الماضى لن يعود ولن يتارجح الزمان للخلف ولان التاريخ يمسك بقلمه يسطر احداث الامس واليوم ولن يكتب عن الغد او المستقبل الابعد اطلاله ذاك الغد او استشرافه . لذلك سوف تبقى اثار السياسه والاداره بولايه كسلا ماضى بغيض وان تخللته بعض الاشراقات والاضاءات . الا انها لا تساوى ما فقدناه من ارث حماه الاجداد والاباء ..ارث وتاريخ اهتم به اللواء الخواض ...اهتم به المحافظ عالم الفلك والادارى الفذ المتواضع حسن دفع الله اهتم به المحافظ الشجاع فى عهد النميرى حيدر حسين على .. اهتم بهذا الارث اول حاكم اقليم للشرق الادارىالمتميزالسيد/ حامد على شاش .. اهتم به الراحل/ محمد عثمان حامد كرار .. اهتم به رغم ايامه البسيطه اللواء بكرى المك .. اهتم به ايضا اللواء ابو القاسم ابراهيم له الرحمه اهتم به العميد الجيلى اهتم به ابراهيم حامد محمود واخرين الى ان اطل علينا والينا السونامى الذى اطاح بالتاريخ من اجل التجديد وما ادراك ما التجديد ... فقدنا رموز حضاريه من زمن لن يتكرر ولن يعود . ولن نقول بانه نهايه التاريح ولكنه ماض كان اكثر اشراقا وتوهجا وكانت كسلا التى تغنى لها توفيق صالح جبريل وصدح لها كجراى وعزمى احمد خليل وحام فى شوارعها المخضره جمع من الادباء والشعراء فكان محمد عثمان جرتلى وكان مبارك حسن ازرق وكان الطاهر عبد الكريم . صفوه من الناس وخيره من المجتمع .. كان محمد جباره العوض من الرواد الاوائل الذين ناضلوا من اجل الاستقلال وكان هناك رجال من ابناء الجنوب الذى انفصل. فقد كانوا رجال وحده ناضلوا من اجل السودان منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ... البمباشى عثمان على كيله والد شهيد قصر الضيافه ابان انقلاب 19 يوليو الشهيد محمود كيله ...و كان ضابط المجلس البلدى محمود فرج مالك ذاك الضابط الذى يخشى الله و من الافذاذ عمر احمد جعفر وكمال الدين احمد عبد الكريم ابن حلفا الذى عشق مدينه كسلا وكان الادارى الناجح على جرقندى .... كسلا لا زالت تتذكر من صاغوها لحنا شجيا ...لا زالت تتذكر من اعطو بسخاء وتجرد ونكران ذات .. كسلا كانت تتعطر كل صباح باريج الليمون مع نسائم صباحيه تهب من السواقى الجنوبيه او الشماليه فتعطى كسلا للزائر الحلم الجميل .. كسلا معشوقه المرحوم عمر الحاج موسى الاديب المتفرد عاشق التراث والتاريخ قال عن كسلا ما لن يتكرر ادبا وسماحه ... وشكرا لوالى كسلا الذى غير فى تاريخ المدينه وازال ارثها وهو الان منشغل بتنفيذ حديقه عامه لاهل كسلا ... ما صلى العشاء والتراويح بمسجد الثروه الحيوانيه الا وتحرك مع كوكبه من الوزراء لموقع حديقه ( بابل المعلقه ) عفوا لموقع حديقه كسلا وهم جلوس على كراسى احضرت من اجل المتابعه عن قرب. كأن هم اهل كسلا يتمثل فى هذه الحديقه التى سوف تكون علما من اعلام المدينه ... يتحلقون حولها وكانها حلقه من حلقات الذكر ... والناس فى عجب وهم سكوت واجمون يمرون عبر المكان وقد ماتت ذكرياتهم ... وليت الحديقه كانت مركزا ثقافيا للشباب العاطل المتكدس فى المقاهى حيث اصبحت المقاهى هى ملجأ الشباب لاحتساء البن او الشاى والحديث فيما لا ينفع .. لو ان هذه الحديقه تحولت الى مركز للشباب جمع الانشطه الرياضيه والثقافيه والعلميه كانت انفع ... ولكن الوالى يريدها حديقه عامه تتلاقى فيها العذارى مع الشباب الجموح والطموح ... كنا نريدها صاله من صالات الكمبيوتر ونريدها مسرحا من اجل الابداع ونريدها صالات عرض للفنون الجميله نريدها صالات رياضيه ونريدها صاله للطفل ونريدها مشغل لتعليم المرأه ونريدها مكتبه عامره بامهات الكتب لعل الشباب يلحق بما فاته من ادب وعلم ... ولكن الوالى يريدها حديقه عامه .. لقد صارت هى حلم مدينه كسلا وكل ما سواها باطل ... حديقه عامه من اجل مزيد من التعطل ومزيد من الانفلات ومزيد من ( البشتنه) ... حديقه عامه بكسلا .. تناسى والينا ان كل كسلا حديقه عامه لم تعرف معنى الخصوصيه ولا الانانيه ... كنا نريدها متحفا لكسلا الغنيه بالتراث والملاحم . كسلا الغنيه بالمعرفه والتاريخ .. كسلا التى ردت الايطاليين على اعقابهم يوم ان جاؤها غازين وفاتحين ... تصدى لهم اهل كسلا وقوه دفاع السودان وصال وجال فى المعارك المرحوم ملازم خالد محمد صالح والمرحوم الكوده والمرحوم ابو رفاس والمرحوم بله النور وكثير من قوات دفاع السودان من ابناء كسلا من سلاح الهجانه ... ويريدها الوالى حديقه عامه من اجل مواطنى كسلا .. تناسى ان حديقتنا العامه هى السواقى وهى الختميه حيث توتيل تتدفق من اعلى القمم ... تولوس واويتلا والتيتل ... حديقتنا العامه زياره لضريح السيد الحسن ابو جلابيه ... والسيد عبد الله الميرغنى الذى لم يرفع بصره فى يوم من الايام عن الارض ..ما رد سائلا ولا مصروما .... ذلك هو ارث كسلا وتاريخ كسلا ... الحديقه لا تعنى عند اهل كسلا غير الخراب الذى ساد وسطها .... حديقتنا ضفاف القاش الذى نزوره وقد يأتى ايضا لرد الزياره وتكون زيارته مكلفه كزياره الرئيس لكسلا . عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا