جاء في صحيفة الشرق الاوسط: فايز الشيخ خبراً نقلته صحيفة سودانايل الإليكترونية يقول: “تعتزم الحكومة السودانية إجراء إصلاحات وتعديلات قانونية في العاصمة الخرطوم لمراعاة حقوق غير المسلمين للتشجيع على تحقيق خيار الوحدة في الاستفتاء المزمع إجراؤه العام المقبل...” ويمضي التقريرالصحفي ليحدد على لسان، مصدر مسؤول بأن السلطات السودانية "وجهت المفوضية الخاصة لمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة الخرطوم بإجراء تعديلات وإصلاحات قانونية، بتعديل 4 مواد من القوانين حملت صفة دينية. " وينقل التقرير الصحفي عن رئيس اللجنة العدلية بمفوضية غير المسلمين سر الختم صالح على أن «اللجنة شرعت في الاطلاع على القوانين السارية، التي تحتاج لبعض التعديل في موادها»، وأشار إلى أنه وجد أربع مواد في هذه القوانين ذات صفة دينية ولا بد من تعديلها، خاصة المادة المتعلقة بإقامة الحفلات، وتقرر تمديد حفلات الزواج إلى منتصف الليل واستثناء غير المسلمين من الالتزام بإنهاء الحفلات عند الساعة الحادية عشرة مساء، وبرر ذلك بأن للمسيحيين طقوسا في الزواج داخل الكنائس تأخذ زمنا طويلا، كما تم استثناؤهم كذلك من إقامة الحفلات حتى الساعة الثانية عشرة ليلا، وكذلك السماح لغير المسلمين بإقامة الحفلات الغنائية والمسرحية أثناء صلاة الجمعة إذا كان الاحتفال غير مقصود به التشويش على الصلاة. وأشار صالح إلى أن «الاجتماع تطرق إلى المادة 21 الخاصة بالمحال التجارية أثناء صلاة الجمعة. وقررت اللجنة استثناء المحال التي يديرها غير المسلمين بفتح أبوابها أثناء صلاة الجمعة، بجانب السماح لهم بفتح محال المأكولات والمشروبات أثناء شهر رمضان. وتحظر التشريعات السودانية فتح المحال التجارية أثناء صلاة الجمعة، وفتح المطاعم والكافتيريات في نهار رمضان. واعتبرت المفوضية أن القرارات والتعديلات جاءت من أجل إغراء الجنوبيين في التصويت لصالح وحدة السودان خلال استفتاء حق تقرير المصير في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.” وكأنه بذلك قد قال كل شيء، وحلّ المشكلة، ووضع السودان في طريق الوحدة الصحيح بعد أن تاه الجميع عنه كل هذا الأمد!! يا حسرة على بلد عملاق يتقدمه أقزام،كما قال الأستاذ محمود محمد طه، وها هو الدليل الحي نجده ساطعاً في مثل هذا الإفك والتضليل! عجبت والله من هذا الهراء واللغو الذي هو بلا طائل، كما قال الدكتور عبد الوهاب الأفندي! والذي وللأسف يقال في مثل هذا الوقت الحاسم من عمر البلد وهو يواجه تحديات حقيقية، ولا أكبر، تتعلق ببقائه بلداً واحداً، أو بلداً منقسماً إلى شطرين، ولا يزال أمثال هؤلاء يتشاطرون ويتلاعبون بعقول الناس، ويصرون على محاولة ذر الرماد على العيون،وكأنهم لا يعلمون ما هي المشكلة!! وأسوأ من ذلك لكونهم يراهنون رهاناً أساسياً على أن أصحاب القضية أنفسهم، والمضامين من هذا الخداع، لا يعرفون ما هي قضيتهم!! فيصورنها لهم وكأنها تنحصر في مثل هذه المواضيع الهامشية، التي تتعلق بمواعيد الحفلات، والبيع والشراء أثناء صلاةالجمعة، ومدى طول وقصر ملابس النساء!! كأنهم لم يسمعوا بقضايا مثل متطلبات التحول الديمقراطي، وحقوق الإنسان المتساوية في دولة المواطنة، لا دولة الشريعة التي تعامل المواطن الجنوبي باعتباره مواطناً من الدرجة الثالثة، مطالب بأني دفع الجزية عن يد وهو صاغر، أي ذليل حقير مهان، حسبما فسر لإبن كثير الآية الكريمة! نا حسرة على كل هذا الضياع، وإهدار الوقت الغالي في اللغو الذي لا طائل منه ويا ناس يا هم، كفاية غم!! نبينا الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، يذكرنا بأن “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر قليقل خيراً أو ليصمت” !! ومثل هذا الحديث المخادع لا يعدو غير كونه إضافة الأذى للإساءة، علم أمثال هؤلاء من هواةالسياسة والمكر في الزمن الضائع، أو لم يعلموا!! ولكن الله من ورائهم محيط، وهم يمكرون، ولا يبدو أنهم آبهون للمكر الإلهي، وسيرد الله كيدهم في نحرهم، ويحفظ بلادنا سالمة من ظلم الظالمين، بإذن الله! bederelddin ahmed [[email protected]]