لاحظت ان اخبار الجريمه فى امريكا تتصدر الاخبار فى التلفزيون والراديو وتحتل العناوين الرئيسيه فى الصفحات الاولى للجرائد وهى تتقدم على اخبار الحروب التى تخوضها امريكا فى العالم وعلى اخبار الرئيس الامريكى الذى تتقدم اخباره نشرات الاخبار فى كل العالم ماعدا فى بلاده ...... والجرائم التى تنشرها وسائل الاعلام الامريكيه هى جرائم بشعه ومخيفه ومحبطه مما جعل الكثير من الامريكان يقاطعون القنوات التى تبث نشرات الاخبارحتى لايصابون بالاكتئاب من سماع اخبار الجرائم والحروب والمجاعات فى بداية يومهم ويفضلوا الاستماع لقنوات الاغانى والرقص والفكاهه وبذلك تلقائيا يبتعدون عن الاهتمامات السياسيه والجاده .......... وكنت اتساءل دائما عن السر فى بداية نشرات الاخبار باخبار الجرائم البشعه ولكن وجدت الاجابه فى مقال لاستاذ جامعى ليبى بجريدة الحياه يحلل فيه هذه الظاهره التى تجعل الاعلام الامريكى يعطى مواطنه جرعه صباحيه مكثفه من اخبار الجرائم البشعه فيجعله يخرج من بيته وهومحبط ومرتعب لايعرف من هول ماسمع ان كان سيعود لمنزله سالما ام ستنتاشه رصاصه من مجهول ........ ويقول الاستاذ الليبى فى مقاله ان ذلك مقصود ويتم توظيفه لصالح النظام الراسمالى المسيطر فمثلا عندما يصحو المواطن ويفتح التلفاز تهجم عليه اخباره وهو يفرك عينيه عن الابن الذى قتل والديه وعن الاستاذ الجامعى الذى كان داخل حمامه فى منزله استعدادا للذهاب لجامعته فجاءته طلقه طائشه من الشارع اودت بحياته واخر دخل بمسدسه لمطعم فحصد ارواح تسعه اشخاص لم يحدث ان قابلهم فى حياته وهكذا يخرج الموطن الامريكى وكل اهتمامه مركز حول امنه ولا يمتد اكثر من ذلك فهو لايريد ان يعرف ماهية الصراع الفلسطينى الاسرائيلى او لماذا تناصر بلاده اسرائيل فى هذا الصراع ؟ وهو غير معنى بسيطرة اليهود على المال والاعلام فى امريكا ولايبحث عن اسباب امتصاص الراسمالى الامريكى لجهده ؟ ..... فهو معنى فقط بامنه الشخصى وامن اسرته (وهذا مفهوم لان الامن دائما مقدم على كل ماعداه) وهو لايثق فى مجتمعه ولايطمئن حتى وهو يتجول فى شوارع حيه فتجده يذهب ليعمل باذلا مجهودا كبير ليعود وهو منهك فيدخل لغرفته لتواصل اللآله الامريكيه طحنه بالاخبار اياها التى تخلص على ماتبقى لديه من بقية شجاعه فينام مسلوب الاراده بعد ان يكون قد تجرع مايجلب لعقله خدرا ينسيه هذا الرعب الذى يحيط به هذا عن امريكا اما فى السودان فقد لاحظت بعد مجىء الانقاذ للسلطه اصبح الاعلام الموجه والذى تسيطر عليه الدوله تماما يهتم كثيرا باخبار الجريمه ويضعها فى مكان بارز حتى جعل المواطن يتابعها ثم يهتم بها ثم يركز عليها فانشا له الصحف المتخصصه فى نشر اخبار الجريمه وبعناوين بارزه وبتناول مثير وجذاب فجاوز توزيعها ومعها صحف الكوره الصحف السياسيه وهذا مايريده النظام ولاحظ ان هناك صحف متخصصه فى الرياضه ومخلوطه بنشر اخبار الجرائم الشاذه وهذه جرعه مقصوده اتت اكلها فى تنامى اهتمام الفرد السودانى بالرياضه بشكل مكثف ومرضى وخوفه وابتعاده من عالم السياسه واضمحلال علاقته بالخارج عموما .... اقرباء جيران اصدقاء فالخارج عنده اصبح مخيفا بهذه الجرائم التى انتشرت وهذا الخطر الذى اصبح يلاحقه حتى باب منزله قصة الحيوانات الضاله وعاشه ام ضنب فتقوقع الانسان السودانى داخل منزله طلبا للسلامه ....... ان معظم القيادات الانقاذيه التى تحكم الآن قد تلقت دراساتها العليا فى امريكا عندما كانت علاقة الجبهه الاسلاميه مع امريكا هى علاقة التابع بالمتبوع وهذا تاريخ قريب نتذكره تماما ومازالت علاقة اجهزة المخابرات بين الطرفين على احسن مايرام فهل اقتبست الانقاذ الوسائل الامريكيه فى تطويع الشعب ؟ اننا كنا مجتمع محافظ ذو قيم ومثل عاليه وكانت تصدمنا مجرد الكلمه الشاذه فنستنكرها وكان مجتمعنا متماسك والثقه بين افراده كبيره واهتماماتنا راقيه لذلك قمنا باعمال كبيره مثل ثورتى اكتوبر وابريل اما الآن فاذهب الى اى كشك جرائد ولاحظ عناوين الصحف فتصيبك القشقريره والخوف وتتمنى لو لم تخرج من بيتك وتحس انك تعيش فى مجتمع كله رزيله وعيناك تتجول بين العناوين البارزه اب يغتصب بنته! زوجه تتفق مع عشيقها لقتل زوجها ويقتله .. ..... شابان يغتصبان بنت جارهم الطفله ويقذفان بها داخل بير !! ربة منزل تصعق زوجها بالكهرباء وهو نائم هل هناك مساحه بعد هذا ليهتم الانسان السودانى بفساد الحكام او بغلاء المعيشه او ان يفكر مع الآخرين لتغيير النظام ومن هم الآخرين ؟ الذين صورهم له الاعلام بانهم شياطين سواء كانوا زملاءاو جيران او اقرباء اوحتى اهل لاياتمنهم حتى على شرفه! ولقد توسعت الصحف مؤخرا فى نشر اخبار جريمه ارتكبت فى امدرمان لاسره كبيره ومشهوره ونافذه والتى تمس وقائعها سمعة هذه الاسره وتصدم الضمير العام لمجتمعنا وكنت اتوقع ان يمنع النشر فيما يخص هذه الجريمه منذ مرحلة التحريات الاوليه صونا لهذه الاسره الممتده والتى طالتها ادانة المجتمع وعقوبته قبل ادانة ابنتهم المتهه فى البلاغ وستلاحق الادانه حتى اطفالهم فى المدارس وافراد الاسره الابرياء فى الحى وبين الاهل وحتى فى منامهم وصونا للمجتمع الذى سيتاثر كيانه وتماسكه من نشر اخبار مثل هذه الجريمه التى سوف تهدم لديه اشياء كثيره ولكن استمر النشر وبتوسع والغريب ان هناك جرائم تمس النظام فقط يتم منع النشر حولها مثل قضية المواسير مع ان امثال هذه الجرائم من المفترض ان يوسع النشر حولها لاسباب عديده ولكن الدوله يهمها اولا ان تحمى نظامها ولايهمها حماية المجتمع والقضيه المشار اليها الآن فى مرحلة المحاكمه وكنت اتوقع من محامى الدفاع ان يطلب من بداية نظرها ان تكون الجلسات سريه ولديه من الاسباب الكثير وحتى ولو لمجر الحفاظ على ماتبقى من كرامة هذه الاسره وعلى اطفالها الذين لاذنب لهم وحتى يرحمنا من الاحباط الذين يصيبنا لايام بعد الجلسه عندما نطالع الوقائع المخزيه للجريمه واستجابه لامر ديننا الذى امر بالستر محمد الحسن محمد عثمان قاض سابق