قطبي المهدي يذرف الدمع سخياً على مشروع حضاري مهر بالقتل والتعذيب وإبادة المواطنين العذل!! قطبي: الغرب يسعى لتدمير المشروع الحضاري الخرطوم: الأحداث حذر المؤتمر من تحول ما أسماه الهم الخارجي الساعي لفصل الشمال عن الجنوب إلى أداة تساعد في عرقلة الجهود الداخلية المكثفة لحسم الخلافات حول الاستفتاء وترسيم الحدود وتقاسم الثروات النفطية بين الجانبين. ولفت أمين المنظمات بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي في تصريح أمس إلى وجود منظمات دولية غربية تسعى لتدويل موضوع الاستفتاء وتحويله إلى هم خارجي عبر دعاة الانفصال بدول أوربا الغربية وأمريكا، مستدلاً بالحراك الإسرائيلي الضخم بأوغندا وبعض دول الجوار الساعي إلى إضعاف وتمزيق الدولة العربية الإسلامية بالسودان علاوة على تدمير المشروع الحضاري الإسلامي للمؤتمر الوطني. وقال المهدي إن اللوبي الصهيوني يهدف عبر تحركات أمريكا وغرب أوروبا والكنائس «المتصهينة» إلى تفكيك الدولة الإسلامية من خلال تبني التيار الانفصالي بالجنوب.))))))))) ألا يا أيها الغرب المتصهين أبنك الذي لم يُبرك! يجأر بالشكوى!! أي دولة عربية إسلامية في السودان يتحدث عنها ربيب الغرب؟ وأي دولة إسلامية تلك التي يخشى من تفككها؟ بدءاً مشروع الإنقاذ الذي دعي حضارياً أدخل غرفة إنعاشه يوم حدث الطلاق البائن بين عراب الإنقاذ وحوارية، وشيع الإنقاذيين مشروعهم لمثواه الأخير يوم أن بصموا على برتوكولات ماشاكوس ووقعوا على اتفاقية نيفاشا!. خمسة أعوام مضت منذ أن بصم شيخ الصبية على ما حاكته دهاليز المخابرات الأميركية في ضاحية ماشاكوس، وأن فشلت بقايا سافاك الشاه الفارسي في عجم عود من هيأ! متأسلماً لإقناعنا بأن دولة الدين الإسلامي في السودان لا يعبد طريقها سوى جماجم البسطاء من أبناء هذا الشعب، فلا غرو من أن يتباكى على أولائك الذين قلبوا لهم ظهر المُجن يوم أن حان وقت فراقهم!. خمسة أعوام مضت و أولائك الذين تمرقوا في نعيم الغرب المتصهين! واسترضعوا من ثورة الإسلام التي شبت على ركائز الشاه الفارسي، غافلون، لاهون ويرفلون في جنات من البترول التي تنزلت عليهم ولم يدر بخلدهم أن لكل بداية نهاية، أن لم يعلمهم دينهم الذي به يلهجون أن بعد الحياة مماتاً وإن اكتنزوا من مال الدنيا ونعيمها ما يحسدهم عليه بلاط هارون الرشيد وغوانيه، فكيف لهم أن يعرفوا بأن هذه النيفاشا عدتها ستة سنوات لا تزيد، وأن تذاكوا فما هو آت! سيجفف حتماً منابع تلك الدولارات " عملة هذا الغرب المتصهين " التي تتهاطل عليهم من آبار نيفاشا، حريٌ بهم أن يذرفوا الدمع مدراراً على نعيمٍ يوشك أن يولي!. أكثر من عقدين من الزمان وعصبة الإنقاذ تعيس فساداً في السودان، بيوت أشباح جلبوها لنا من بقايا نظام الشاه الفارسي روعت الأهل قبل الضحايا وأرسلت أجساداً بريئة لمقابر منسية! لا يدري عنها أحدٌ شئ، حتى أولائك الذين إستخدموا أدواتاً في إدارة بيوتهم سيئة السمعة تلك!!، تم سحلهم وكأنا بهم يودون محو التأريخ!! تأريخ حياة أبناء السودان وتأريخ التمثيل والتنكيل بهم!. ولم تشفي غليلهم بيوت أشباحهم، فاستدعوا من العالم الآخر جناً يركبون خيلاً " جن جواد " وعاسوا بهم اغتصاباً وقتلاً وتدميراً في غرب البلاد حتى أفرغوها من أهلها مابين لاجئ وهائمٌ على وجهه بين بوادي وفيافي بلاد الفور!!. ما حصدته الإنقاذ في عهدها التليد هذا!!!، يفوق ما حصدته كل الكوارث والحملات التي غزت بلاد السودان منذ أن عرف لهذا البلد تأريخاً مقروءاً. تأريخ دولتك يا أيها المتباكي، تأريخٌ مضرجٌ بالدماء، وهي هنا دماء من يحق لهم الحياة في هذا البلد!، فعن أي دولة يتباكى مهندس تنظيم المؤتمر الوطني؟. هل واجب علينا أن نفرد لدولته سراديب عزاءٍ وهي التي شرعت مأتم شبابٍ نضرٍ في كل بيت سوداني!؟. أم علينا أن ندق الطبول نكاية بمن سلبنا حياتنا ومماتنا!!. اتفاقية نيفاشا قالت بقيام نظامين إسلاموي في شمال البلاد وعلماني في جنوبها، هذا أن لم تلعب في وريقاتها أصابع الخبث الإنقاذي!، فعن أي دولة إسلامية تتحدث؟ وهل أن صوت أهل الجنوب للوحدة فستتم أسلمتهم ومن ثم تمزق أوراق نيفاشا!!؟ لنظفر بدولة الإسلام الكبرى!!. الدولة في السودان حسبما بصمتم عليه في ماشاكوس، دولة سودانية لا مكان فيها لسيادة دينية، قد تكن فيها قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، لكن الحديث عن دولة الإسلام التي صدحتم بها صبيحة سرقتكم لإرادة شعب السودان في ذاك الزمان الغادر، تلك الدولة بيعت في سوق النخاسة "ضاحية ماشاكوس"، ذاك السوق الذي كان عرابه الغرب المتصهين في بكائيتكم اليوم!. ويا من أرسيت أجهزة الأمن الإنقاذية بعد تلك الرحلة الشؤم لبلاد الفرس، أولم يعلمك دينك الحنيف أن من جهز غازيا فقد غزا!!، فهاهي الاستخبارات الأميركية التي هيأت سافاك الشاه قبل عقود خلت! تجلس بين ظهرانيكم، ويقول خطيبها بأنهم في سعي لتجميل أداء دولتكم " الإسلامية في عُرفك "، وأنت من خَبُرَ سافاك الشاه فكيف لك إلا تخبر من عجن عودهم وهم بينكم يمرحون!!. فهل من بعد هذا نصدق قولك بأن الغرب المتصهين يسعى لتفكيك دولتكم!!؟. الدولة السودانية ليست بإسلامية، والغرب المتصهين هو من يقَوم عودكم، وأن كان الأمن الإنقاذي هو من حمى دولتكم حتى الآن، فهاهو يتلقى الدرس من أساتذة يعرفون كيف يطوعون ويشكلون السودان الآتي. فعلام البكاء والعويل! الوالد الحنون يجول بين ظهرانيكم وهو من سيسطر مستقبلكم لكن حتماً لن يكون دولة إسلامية وإن أقتطع من الوطن جنوبه!!. في زمان ليس بالبعيد سقطت طائرة القائد الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار " في الصحراء الليبية، ولم تمر سويعات حتى إنبرت أجهزة الاستخبارات الأميركية تحديداً لموقعها بدقة يحسد عليها. لم يكن الغرب حينها يضع عينيه على الزعيم الفلسطيني بل كان يرنو لأوسلو ومدريد ووجوب وجود أبو عمار باصماً على أوراقها، لذا كان إنقاذ القائد الفلسطيني هماً أميركياً!!. اليوم فتحت مدارس الاستخبارات الأميركية أبواباً لها في الخرطوم، فلا تظنن أن الغرب قد تأسلم، وحريٌ بمهندس تنظيم المؤتمر الوطني أن يسجل بكائيته على أعمدة المشروع الحضاري الذي كان، وهنيئاً لنا بنصب سرادق العزاء لدولة المؤتمر الوطني التي جلب لها نطاسي المخابرات المركزية الأميركية، اللهم لا شماتة!!. عوض محمد أحمد في 05/09/2010م