في الحلقة الثانية من هذه المقالة , أستعرضنا ملامح الاستراتيجية الجديدة , التي دشنها نظام الأنقاذ ( الاربعاء 29 يوليو 2010م ) لحلحلة ازمة دارفور داخليأً وأمنيَّاً ؟
ونواصل في هذه الحلقة الثالثة أستعراض تداعيات أعلان الأستراتجية الجديدة علي المجتمع الدولي , وبالأخص الموافقة الأمريكية الساكتة علي الأستراتجية الجديدة !
صراع الفيلة في يوم الخميس الموافق 5 اغسطس 2010 , تم عقد اجتماع في البيت الأبيض , شارك فيه السبعة العظام الممسكون بملف السودان . ترأس اوباما شخصيأ هذا الأجتماع , برجاء شخصي من القس فرانكلين جراهام . صرع الجنرال غرايشون (بمساعدة الدكتورة سمانتا باورز , والقس الغائب الحاضر) , وبالضربة القاضية , السفيرة سوزان رايس , في هذا الاجتماع العاصف . أذ أخذ الأجتماع بتوصية الجنرال غرايشون المهادنة للأنقاذ (الجزرة) , والتي كانت معاكسة لموقف السفيرة سوزان رايس المتشدد (العصا ) , بخصوص السياسة الأمريكية في السودان , خلال فترة الأربعة شهور القادمة الحرم المتبقية علي عقد الأستفتاء !
أتفق الاجتماع علي التركيز علي أخذ ضمانات فولاذية من نظام الأنقاذ بتسهيل وتبسيط عملية الأستفتاء , وعقد الاستفتاء في مواعيده , بغض النظر عن اي موانع لوجستية , او قانونية , او دستورية , والاعتراف بنتيجة الاستفتاء , وتسهيل ميلاد دولة جنوب السودان الجديدة , اذا أختار الجنوبيون الانفصال . مقابل هذه الضمانات الانقاذية , توافق الادارة الامريكية , وخلال فترة الاربعة أشهر المتبقية علي موعد الأستفتاء (الأشهر الحرم) , بمماشة نظام الانقاذ في كل المسائل الأخري , بما في ذلك وضع ملف دارفور علي الرف (بل في الديب فريزر) خلال هذه الفترة , والسماح للرئيس البشير بالسفر في رياح الدنيا الأربعة, خلال هذه الفترة ! في هذا السياق , شبهت الدكتورة سمانتا باور مشكلة دارفور بحيوان الهيدرا في الأسطورة الإغريقية ، الذي كلما قطعوا له ذراعا نبتت له ألف ذراع ! فرك أبالسة الأنقاذ أياديهم فرحأ وطربأ ! وقرروا أن يعملوا السبعة وذمتها في دارفور , خلال فترة السماح الأمريكية , التي سوف تمتد للاربعة أشهر القادمة ؟ أرجع نظام الأنقاذ الفرحان الاسانسير للجنرال بأن: + وافق علي ( طلب – أمر ؟ ) الجنرال بعدم تأجيل موعد الأستفتاء , لاي سبب من الأسباب , حتي لو كانت فنية وقانونية ودستورية ! + وبأصداره أحكامأ قاسية في مواجهة بعض ضباط سجن كوبر المتسيبين , تماما كما طلب الجنرال ! وفي المقابل دعم الجنرال الاستراتيجية الانقاذية الجديدة لحل أزمة دارفور , وأقنع أمبيكي واليوناميد بدعمها ! اللذان ركبا الموجة الامريكانية مع الجنرال , وبدون تردد ؟ ولكن دعم الجنرال والكمبارس الافريقي – الدولي دعم هوائي ولفظي فقط لا غير ؟ لم يتعهد الجنرال وكمبارسه بالمساعدة في ايجاد مصادر لتمويل تنفيذ الاستراتيجية . كما فعلت أمريكا بخصوص تمويل أستراتيجية تنمية جنوب السودان , في مؤتمر اوسلو للمانحين ؟ كما لم يتعهد الجنرال بتقديم أي دعم لوجستي وفني امريكي لتنفيذ الاستراتيجية , كما تفعل أمريكا في جنوب السودان حاليأ ! دعم الجنرال ل الاستراتيجية الانقاذية الجديدة في دارفور دعم هوائي ديكوري , لتسهيل عملية الاستفتاء حصريأ ! دعم الجنرال يحاكي دعم مولانا الميرغني لخيار الوحدة .... دعم لفظي ؟ كلام والسلام ؟ هو الكلام بقروش , يا هذا ؟ أذن نحن موعدون بأربعة شهور عسل بين العريس الجنرال , والعروسة الأنقاذ , وحتي ليلة الدخلة في الاحد الموافق 9 يناير 2011 . بشرط ان لا تخرخر العروسة خلال شهور العسل , وبالاخص في ليلة الدخلة ( ليلة الاستفتاء ) ؟ حقا وصدقأ ليلة الاستفتاء ليلة الدخلة , ليس فقط للعروسة الانقاذ , وانما للعروسة بلاد السودان ؟ وكل ذلك علي حساب معذبي دارفور ! وبسبب عجز الحركات الدارفورية الاميبية , وقلة حيلتها ! ولكن نظام الانقاذ لن يستطيع أن يتجنب , الي ابد الأبدين , تنور سخط الدارفوريين وغضبهم المبرر ! بما قد يؤدى إلى الانفجار الكارثي فى نهاية المطاف ... بعد ليلة الدخلة في الاحد الموافق 9 يناير 2011 .!
الأشهر الاربعة الحُرُم ( سبتمبر , اكتوبر , نوفمبر , وديسمبر 2010 )
صرح الرئيس البشير أنّ آخر ميعاد للانتهاء من تنفيذ الإستراتجية الجديدة هو نهاية ديسمبر 2010 !
وهو يقصد بالطبع ليلة الدخلة الأحد 9 يناير 2011 ... ليلة الإستفتاء !
نزعم أن الأربعة أشهر المتبقية علي الإستفتاء ( من سبتمبر إلي ديسمبر 2010 ) , أشهر حرم !
العريس الجنرال غرايشون ( المجتمع الدولي ) وعروسته الانقاذ سوف يسبحون علي موجة واحدة , في فولات دارفور الكبري , طيلة الفترة المتبقية علي الاستفتاء ... فترة الأشهر الاربعة الحرم المتبقية علي ليلة الدخلة الأحد 9 يناير 2011 ... ليلة الإستفتاء !
العريس الجنرال مبسوط من عروسته الأنقاذ هذه الايام , لانها تنفذ , بدون تردد , جميع طلباته ! خصوصأ طلبه الأخير بخصوص عدم تاجيل ليلة الدخلة ( ليلة الاستقتاء ) من ميعادها , تحت كل الظروف غير المواتية عمليأ !
سماحات الجنرال ( المجتمع الدولي ) ؟
تملي أدناه , يا هذا , بعضأ من السماحات المتوقعة للجنرال غرايشون ( المجتمع الدولي ؟ ) تجاه نظام الأنقاذ طيلة الأشهر الاربعة الحرم , مقابل تعهد نظام الأنقاذ بتسهيل وتبسيط عملية الأستفتاء , وعقد الاستفتاء في مواعيده , في كل الظروف , وحتي في حالة وجود موانع لوجستية وقانونية ودستورية , وكذلك اعتراف نظام الانقاذ بنتيجة الاستفتاء , وضمان ميلاد سلس وهادئ لدولة جنوب السودان الجديدة , في حالة أختيار الجنوبيين للأنفصال !
سماحات الجنرال ( المجتمع الدولي ) , يمكن تلخيصها , كما يلي :
+ يعمل الجنرال غرايشون علي أقناع الدكتور خليل أبراهيم للرجوع لمنبر الدوحة , وعقد اتفاق سلام شامل في أطار الأستراتجية الأنقاذية الجديدة , مقابل ان يسمح نظام الأنقاذ بعودة صورية وديكورية , لمدة عدة أيام , لدكتور خليل أبراهيم لدارفور , لحفظ ماء وجهه , واحترام كرامته امام عناصره !
وقد وافق الرئيس دبي علي تسهيل مرور الدكتور خليل ابراهيم الي دارفور عبر تشاد , بشرط أن يوافق نظام الانقاذ علي هذا الاجراء , بل بطلب صريح من الخرطوم . وهذا ما سوف يقوم بتأمينه الجنرال , من وراء الكواليس , ومستعملأ الوسيط الدولي جبريل باسولي كغطاء للتمويه . + يجتهد الجنرال غرايشون , خلال فترة الأشهر الحرم , وبمساعدة الدكتورة سمانتا باور , علي أقناع الرئيس اوباما , بأن يعمل أضان الحامل طرشة , ولا يسمع لطنطنة وجعجعة السفيرة سوزان رايس ! وأن يوافق علي الاتي : أولا : إعادة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدة ونظام الانقاذ , ثانيأ : إعفاء السودان من ديونه الخارجية ، ثالثأ : صدور قرار من مجلس الأمن بتجميد , لمدة عام , تنفيذ أمر قبض الرئيس البشير , رابعأ : رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الداعمة ل الإرهاب. كل الاجراءات اعلاه , مفابل ان يتعهد نظام الانقاذ بتسهيل وتبسيط عملية الاستفتاء , واحترام خيار الجنوبيين !
صفقة ضيظي !
+ يسمح الجنرال غرايشون ( المجتمع الدولي ؟ ) لنظام الإنقاذ أن يقلب ألف هوبة ( مثلا كما في مخيّم «الحميدية» ومخيّم «خمس دقائق» في ولاية غرب دارفور ) ،في دارفور الكبري خلال هذه الأشهر الحرم !
+ يسمح الجنرال غرايشون لنظام الإنقاذ أن يعمل السبعة وذمتها (مثلأ كما في معسكر كلمه وسوق تبرا وجبل مرة ) في دارفور الكبري خلال هذه الأشهر الحرم !
+ يسمح الجنرال غرايشون لنظام الإنقاذ أن يرتكب إبادة جماعيّة ثانية ( تنفيذ الاستراتجية الجديدة ) في دارفور الكبري خلال هذه الأشهر الحرم !
+ يسمح الجنرال غرايشون لنظام الإنقاذ أن يرتكب جرائم حرب , وجرائم ضد الإنسانيّة , وجرائم إغتصاب , وما رحم ربك من جرائم ( مثلأ كما في منطقة قبيلة القمر ) في دارفور الكبري خلال هذه الأشهر الحرم !
+ يسمح الجنرال غرايشون لنظام الإنقاذ خلال هذه الأشهر الحرم , أن يقفل جميع معسكرات النازحين في دارفور الكبري , ويرحّل جميع النازحين الدارفوريين , بالقوّة العسكريّة , الي معسكرات جديدة وهمية , حسب المواصفات الإنقاذيّة (مثلأ كما حدث في معسكر كلمه ) !
+ يسمح الجنرال غرايشون لنظام الإنقاذ أن يعمل كل شئ شين وكعب وعيب ( مثلأ منع الأغاثات عن معسكر كلمه لمدة أسبوعين , من 2 الي 16 أغسطس 2010 ) في دارفور الكبري خلال هذه الأشهر الحرم !
+ يجتهد الجنرال غرايشون , خلال فترة الأشهر الحرم , لدعم مجهودات المناضلة سارا ريال لحماية المرأة الدارفورية , دعمأ لفظيأ !
مساخات الجنرال ؟
+ يجتهد الجنرال غرايشون , خلال فترة الأشهر الحرم , وبمساعدة الدكتورة سمانتا باور , علي أقناع الرئيس اوباما , بأن يوافق علي الأجراءات العقابية الاتية , اذا عرقل نظام الأنقاذ عملية الاستفتاء , تحت أي مسبب من المسببات , حتي لو كانت فنية وقانونية ودستورية :
أولا : حظر نظام الانقاذ من استيراد السلاح ! في هذا السياق , حذر الجنرال نظام الأنقاذ ضد دعم جيش الرب اليوغندي في الجنوب , والمليشيات الأنقاذية الجنوبية , لتنفيذ مخطط الفوضي الشاملة في الجنوب , للتهرب من استحقاقات الاستفتاء ! ثانيأ : وضع ثلاثين من قادة الانقاذ في قوائم الممنوعين من السفر وتجميد ارصدتهم في البنوك العالمية , منهم معالي الاستاذ علي عثمان محمد طه , معالي الدكتور نافع علي نافع , معالي الجنرال صلاح قوش , معالي السيد الزبير طه , معالي السيد قطبي المهدي , معالي السيد علي كرتي , معالي السيد حاج ماجد سوار , ومعالي السيد عوض الجاز . ثالثأ : فرض حصار على ميناء بورتسودان لمنع تصدير النفط !
الاجراءت التاديبية اعلاه سوف يتم تفعيلها , إذا عرقل نظام الانقاذ عملية الاستفتاء , لاي سبب كان ؟
+ لن يسمح الجنرال غرايشون , خلال هذه الأشهر الحرم , لأيٍّ كان من شرفاء السودان والمجتمع الدولي , ( حتي المبدعة حليمة عبدالرحمن ) , بأن يقول بُغم بخصوص محنة دارفور ؟ يمكن للمبدعة حليمة عبدالرحمن ( صاحبة أحتكار الملكية الفكرية لكلمة بغم ) أن تقول ألف بُغم , بخصوص محنة دارفور, بعد ليلة الدخلة, الأحد 9 يناير 2011, ولكن ليس بُغم واحدة قبل ليلة الدخلة !
سوف يقطع الجنرال غرايشون لسانها ( وهو فعلأ طويل أمام الباطل ) أن هي تجرأت وقالت بغم واحدة , بخصوص محنة دارفور , قبل ليلة الدخلة الأحد 9 يناير 2011!
أهه شن قلتي يا حلوم مع بغيماتك المسكينات , اللاتي يحاول الكاوبوي الامريكاني أب مسدس كولت , أن يخنقهن خلال الاشهر الحرم ؟
+ لن يسمح الجنرال غرايشون حتي بلعب القعونج في دارفور الكبري خلال هذه الأشهر الحرم !
+ يسألك الجنرال ( سواق ال ف 16 ) محمرأ :
سمعت يا زول , خلال الأشهر الحرم , بواحد اسمه دكتور خليل أبراهيم ؟
أطرشني !
ولكنه يسرع بتطمينك بأنه قد نجح في تقسيس دكتور خليل أبراهيم, عشان خاطر عيون الاستفتاء ؟
هدؤ كامل وشامل خلال هذه الاشهر الأربعة الحرم , المفضية الي الاستفتاء !
+ يمسك الجنرال بكرت الأتو ( أمر قبض الرئيس البشير ) في أياديه , ويستعمله كلما أراد أن يفتح ابواب قلاع نظام الأنقاذ !
أفتح يا سمسم !
فيتم فتح الابواب فورأ !
ولتقوية كرت الأتو هذا , قام الجنرال بعمل الأتي :
أولا :
أقنع الجنرال قطر باستضافة مؤتمر اقليمى لمحكمة الجنائية الدولية يومى 7 و8 اكتوبر 2010 , ودعمه ماديا , علما بان قطر غير موقعة على ميثاق المحكمة !
من المقرر ان يدعم هذا المؤتمر تفعيل امر قبض الرئيس البشير , خصوصأ بواسطة الدول المشاركة في المؤتمر !
ثانيأ :
أقنع الجنرال كينيا ( التي ربما صار سفيرأ لبلاده فيها بعد الأستفتاء ) بالموافقة علي فتح مكتب اقليمي لمحكمة الجنايات الدولية فى نيروبى لمتابعة أمر قبض الرئيس البشير ! في مخالفة صريحة لقرار الاتحاد الافريقى بعدم السماح للمحكمة بفتح مكتب اقليمي لها فى افريقيا ! + أقنع الجنرال ملك الملوك باستضافة مؤتمر للحركات الدارفورية الحاملة للسلاح ( ربما خلال اكتوبر 2010 ) , بغرض التنسيق بينها , وربما توحيدها سياسيا وعسكريا, لتكون هوابة ضغط , وكرت أتو أضافي , لأستعماله مستقبلأ , اذا فكر نظام الأنقاذ , مجرد تفكير , في الخرخرة عند تنفيذ نتيجة الاستفتاء , وميلاد دولة جنوب السودان الجديدة !
ثم أن عقد هذا المؤتمر سوف يضمن المحافظة علي الهدؤ في دارفور الكبري خلال الاشهر الحرم , لانشغال الحركات بالتحضير للمؤتمر !
+ أقنع الجنرال نظام الانقاذ بالموافقة لدكتور خليل ابراهيم بالرجوع لدارفور , لمدة ايام , لحفظ ماء وجهه , مقابل استتباب الامن في دارفور خلال فترة الاربعة اشهر المفضية للاستفتاء ؟
أذن الجنرال يحمل في أياديه أس الأتو ( أمر قبض الرئيس البشير ) , وشايب الأتو ( الحركات الدارفورية الموحدة والحاملة للسلاح ) ! وسوف يكون مستعدأ لجلد اي كروت يفكر نظام الانقاذ في رميها علي التربيزة خلال الأشهر الأربعة الحرم المفضية للاستفتاء !
بالمناسبة , هذه الأشهر الأربعة الحرم تحتوي علي تسعة تواريخ ومناسبات سودانيّة حُرُم كالاتي :
العشر الأواخر من رمضان , عيد الفطر , موسم الحج , العيد الكبير , 21 اكتوبر , 17 نوفمبر , 23 ديسمبر ( يوم إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان ) , 24 ديسمبر ( يوم تمرير قانون الإستفتاء من المجلس التشريعي القومي ) , وعيد الكريسماس في 25 ديسمبر !
هتاري بالسواحيلى واختنق بالألماني وسوس بالدولي وخطر بالسوداني ... خلال هذه الأشهر الحرم !
إذن العروس الإنقاذ سوف تجاهد للإنتهاء من تنفيذ إستراتجيّتها الجديدة في دارفور الكبري خلال هذه الأشهر الحرم !