بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل في المطاعم الشعبية كان اذا خلص ايدام احدهم وبقية لدية شوية رغيف يطلب ما يسمى (وصلة) أي كمية اضافية وستكون فول فاصطلح على تسميته بالانسانية فمثلا يصيح النادل للطباخ ذاكرا طلبات الزبائن (سمك,,واتنين شية,,, و معاك انسانية يا ...) فالسر في التدليع واضح وهو ان الفول الاضافي يقدم مجانا وهنا يظهر التعامل الانساني . مناسبة الرمية هذة ان مفردة انسانية اصبحت هي عنوان المحطة الحالية في قطار اوكامبو طرد الحكومة لثلاثة عشر منظمة غير حكومية عاملة في مجال الاغاثة في دارفور تسيد الاخبار وغطى على قرار الجنائية لان قرار الجنائية به ثقوب كثيرة وليس كفيلا بتحريك الراى العام الغربي كما ان عدم توقيع الولاياتالمتحدة واسرائيل على ميثاق روما اضعف (شاكوش) الجنائية الذي اراد البعض ان يهوي به على راس السودان لذلك ارتفعت نبرة الادارة الامريكية مع طرد المنظمات وبسببها انفتح باب البيت الابيض امام يان كي مون الامر الذي جعل اوباما لاول مرة يذكر اسم السودان بعد توليه الرئاسة ثم تحميل هيلاري كلنتون الحكومة السودانية مسولية أي وفاة في دارفور واخيرا تعيين المبعوث الرئاسي الخاص للسودان فهذا يعني ان خط التعامل الامريكي القادم مع السودان سيكون عنوانه الانسانية فقط بالطبع سيحاول السودان ان يجعل من بند الجنائية مقابلا موضوعيا للانسانية طرد المنظمات احد الكروت التي في يد السودان وفيه اشارة الي الكورت الحمراء يمكن ان تصل بقية المنظمات العاملة والتي يبلغ عددها اكثر من مائة لابل صدر تصريح من ريئس الجمهورية بان العمل الاغاثي سوف يسودان من ميناء بورتسودان أي ان المانحين عليهم توصيل اغاثاتهم الي الميناء وبعد ذلك تتولى المنظمات الوطنية عملية التوزيع كذلك فيه تلويح الي ان الكروت الحمراء قد تطول القوات الدولية لابل حتى البعثات الدبلوماسية بعبارة أي ضغط من الخارج سوف يقابله طرد من الداخل سودنة العمل الطوعي ليس فيع بدعه فكل المانحين الدوليين كبرنامج الغذاء العالمي وغيره ليس لديهم مانع من التعامل مع المنظمات الوطنية ولكن اين هي المنظمات الوطنية؟ المعروف ان عددها قليل وقدراتها محدودة وهذة يمكن التغلب عليها بان تتدخل اجهزة الدولة تدخلا مباشرة بالدعم والمساعدة والعمل المباشر في مجال الاغاثة ولكن تثور مشكلة اخرى وهي ان النازحين ومتلقي العون لايرغبون في التعامل مع المنظمات الطوعية المحلية ولايثقون فيها ففي احد المعسكرات رفض الاهالي حتى الجازولين الذي تدور به وابورات المياه مفضلين العطش فهذا يتطلب من الحكومة جهدا مضاعفا لكسب ثقة الاهالي فالاغاثة للاسف دخلت سوق السياسة عالميا و محليا الذين يرفضون اويتحفظون على قرار الجنائية حجتهم في ذلك ان السلام يجب ان يقدم على العدالة مع اهميتها هي الاخرى ولكن ترتيب الاولويات يوجب تقديم السلام فالان جاءت المسالة الانسانية وفرضت نفسها وتقدمت على العدالة وعلى السلام نفسه فبالتالي يتوجب على الحكومة السودانية منذ الان ان تتجه بكلياتها نحو البعد الانساني هذا ولعل في هذا فرصة لشراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع خاصة المجتمع المحلي في دارفور لانه المدخل الوحيد لهذة المعسكرات كذلك على الذين يحملون السلاح ان لايعرضوا هولاء الابرياء للموت من اجل غايات سياسية كما انه لابد للحكومة ان تتحلى بالمرونة في تعاملها مع العالم الخارجي في موضوع الاغاثات هذة لانه يمس شريحة ضعيفة ولتعلم الحكومة انه لايمكن تجييش العالم ضدها من اجل الجنائية ولكن يمكن باسم الانسانية فعليها (,,,,, و واحد انسانية يا... )