السيد وكيل وزارة التربية والتعليم قال انهم في الوزارة يفكرون في امكانية الغاء الامتحان المؤهل للمرحلة الثانوية ويستعاض عنه بنظام التقويم المستمر(فكرة والله). في تقديري ان المراجعات في السياسات التعليمية أمر لابد منه، فالمناهج والاستاذ والكتاب والبيئة الدراسية والتقويم والقياس والنشاط المصاحب وكل هذه الفنيات التربوية ينبغي ان تكون قيد النظر والمراجعة طول الوقت، فلا توجد دولة في العالم لا يتحدث التربيون فيها عن النظام التعليمي وتخلفه حتى في الولاياتالمتحدة وبريطانيا لا بل اليابان وماليزيا يشكو علماء التربية فيها لطوب الارض من تخلف النظم التعليمية وذلك ببساطة لأن علماء التربية ينشدون المثال، والمثال لا يمكن تحقيقه فكلما اقتربت منه يبتعد عنك باستنباط مطلوبات جديدة لذلك يكون السعى له سرمدياً - أي - مؤبداً. فكرة السيد الوكيل ليست جديدة في عالم التربية، فكثير من الدول ألغت امتحانات مرحلة الأساس أو الابتدائي أو الأولي سمه ما شئت حتى دول من العالم الرابع مثلنا فعلت ذلك لا بل نحن في السودان ألغينا من قبل وفي زمن سبدرات مرحلة كاملة بامتحانها وهي المرحلة الوسطى أو المتوسطة، فالسؤال هل قيمنا هذه التجربة تقييماً فنياً بعيداً عن السياسة؟ قرأت لبعض التربويين كتابات مفادها ان هذه التجربة دخلت على نظامنا التعليمي بالساحق والماحق (هذه قصة أخرى). لو نظرت الوزارة لمدراس الأساس ذات الخمسة نجوم التي يدفع فيها تلميذ الروضة الملحقة بالمدرسة عشرة ملايين (قديمة) في السنة ثم يرتفع المبلغ تدريجياً كلما تحرك التلميذ للامام وحيث توجد في المدرسة معامل للعلوم ومراسم للفنون ومسارح للموسيقى ولابات للحاسوب (والشنو والشنو) ويوجد معلم مقابل عشرة تلاميذ، فهنا يمكن للوزارة ان تلغي نظام الامتحانات وبجرة قلم لأن النظام المقترح مطبق اصلاً وان الصلة بين البيت والمدرسة من أبدع ما يكون، ولكن لو خرجت الوزارة من تلك المدارس وذهبت أطراف الخرطوم ذات نفسها سوف تطرح السؤال: هل هذه مدارس أم حاجات تانية؟ ثم ثانياً ومن حيث ترتيب الأولويات يمكننا أن نقول ان الأولى بالنظر واعادة النظر هي المناهج التعليمية ذات نفسها، فمناهجنا التعليمية أقل ما يطلق عليها انها قروأوسطية مناهج عفا عليها الزمن، مناهج غير جاذبة وغير مواكبة مناهج تجاوزتها الحياة العامة ممثلة في أجهزة الاعلام والشارع العام. قديماً كانت المدرسة أجمل وأنظف مبنى في القرية اليوم أضحت خرابة وأصبح الفصل سجن بالنسبة للتلميذ هذا من حيث البيئة، أما الأستاذ فهو الآخر حاله يغني عن سؤاله أصبح (يقابض) ويكمل عشاؤه بالماء لذلك صارت كليات التربية تدخلها أقل النسب المؤهلة للدخول للجامعات (أقل منها نسب كليات الزراعة فقط) فاذا كانت الوزارة (فيها عمار) فلتبدأ بالمعلم وعليها وضع سياسة تجذب أكثر الطلاب ذكاءً وتحصيلاً لكليات التربية، فالمعلم هو عصب العملية التربوية وبعد المعلم عليها اصلاح المنهج وجعله مواكباً لما هو حادث في العالم، ثم تحسن البيئة المدرسية، بعد ذلك تفكر في عمليات التقييم والقياس ونكرر بيت الدوبيت (الراسو بوجعو ما بربطو ليهو كراعو).