[email protected] • لأنني لست من النوع الذي يؤمن بفكرة الظفر بنقطة واحدة من الخارج التي كثيراً ما تسببت في خروج فرقنا من البطولات الأفريقية خالية الوفاض، كنت أتعشم في حصول الهلال على العلامة الكاملة في المرحلة الحالية من كونفدرالية هذا العام.
• الفوز بجميع المباريات في الدور الحالي كان سيلعب دوراً كبيراً في إرهاب منافسي الهلال.
• كما كان سيهيء للهلال فرصة أكبر للظفر بلقب البطولة.
• وقد كان بالإمكان تحقيق هذا الهدف لولا تفريط الجهاز الفني الهلالي بالأمس.
• ميشو مدرب جيد، وقد وفق مع الهلال حتى الآن.
• وطارق أحمد آدم مساعد مدرب مهول الإمكانيات، ما في ذلك من شك.
• لكنهما بالأمس فرطا في المباراة.
• فقد بدأ الفريق بتشكيلة غريبة بعض الشيء.
• رغم سوء أرضية الملعب وهذا أمر سنأتي إليه لاحقاً، جلس سادومبا المتمرس مقارنة ببديله على الدكة،فيما لعب بكري المدينة اليافع صاحب التجربة المتواضعة.
• أشرك الجهاز الفني للهلال صدام وعبد اللطيف وأسامة والتعاون كمان!
• التعاون استغربت لوجوده في كشف الهلال حتى يومنا هذا، فإذا بميشو وطارق يشركانه في مباراة صعبة كمباراة الأمس.
• لا يمكن قبول عذر غياب لاعبين أساسيين هما علاء الدين يوسف ويوسف محمد إن كنا نتحدث عن فريق كبير عينه على البطولة.
• ففرق البطولات لا تتأثر بغياب لاعب أو أثنين.
• ظني أن سبب هزيمة الأمس الأساسي هو التشكيل الخاطئ الذي بدأ به الهلال.
• لو أن الهلال ضغط على خصمه منذ اللحظات الأولى وهاجم لتسجيل هدف لدون أن يجاري الخصم في طريقة لعبه لما خرجنا مهزومين.
• لكن بدا واضحاً من تلك التشكيلة الغريبة أن جهازنا الفني راودته أفكار ريكاردو وكروجر ( حكاية النقطة الواحدة) ولذلك عمد على ملء الملعب بلاعبي وسط جلهم من المدافعين.
• وقد فات على ميشو وطارق أن هؤلاء الصغار لا يملكون الخبرة الكافية للتعامل مع مباريات بهذه الصعوبة ولذلك كانت الهزيمة.
• المعز محجوب ساهم في الهزيمة بصورة واضحة.
• للمرة المليون أقول أن الهلال إن خرج من كونفدرالية هذا العام بخفي حنين – لا قدر الله - سيكون هذا المعز سبب الخروج.
• منذ سنوات وأنا أقول وأعيد أن المعز ( الذي يعتبره بعض كتاب الهلال أفضل حراس أفريقيا ) يقع في العديد من الأخطاء القاتلة.
• لأكثر من مرة خرج المعز من مرماه في توقيت غير سليم وهذا أحد أكبر عيوب هذا الحارس.
• الهدف الأول غير الصحيح الذي احتسبه حكم المباراة رغم رفض مساعده له، ما كان له أن يلج المرمى لو لا طريقة المعز الغبية في التعامل مع بعض الكرات.
• لو كان المعز واقفاً في المكان الصحيح لتمكن من تحويل الكرة إلى ركنية بصورة مريحة.
• لكنه كالعادة لم يكن في المكان المناسب وظل ينظر للكرة معتقداً أنها ستخرج، إلى أن اقتربت منه ليكتشف قربها من سقف الزاوية اليسرى وبعد ذلك حاول إبعادها بعد أن عقد المهمة على نفسه كثيراً.
• لذلك لمسها بطرف أصابعه فأخذت دورتها فوق العارضة ثم عادت ليسجل منها مهاجم الفريق المالي الهدف الأول.
• في شوط اللعب الثاني واصل المعز خروجه الخاطئ من مرماه ولو لا عناية الله لخرج الهلال مهزوماً بعدد وافر من الأهداف.
• صحيح أن المعز أنقذ بعض الكرات الخطرة، لكنه هدد مرماه بنفسه في مرات أخرى دون داع.
• دفاع الهلال أدى فيه مساوي ( ما شاء الله عليه) بصورة أكثر من رائعة وأكد من جديد أن تحويله لهذه الخانة كان عين الصواب.
• منذ أول ربع ساعة من أول مباراة شارك فيها مساوي في قلب الدفاع شعرت بأن الفتى يشكل عمق الدفاع المطلوب وهو أمر عانى الهلال من فقدانه طويلاً.
• وتمنيت ألا يعيده الجهاز الفني إلى وسط الملعب ونحمد الله أن ميشو وطارق أدركا قدرة مساوي على العطاء المتميز في خانته الجديدة وأبقياه فيها.
• أما بقية المدافعين ولاعبي الوسط الهلالي فلم يؤدوا كما يجب ولذلك كان طبيعياً أن يخرج الفريق مهزوماً.
• حتى الهجوم لم يكن فاعلاً خلال معظم فترات اللقاء وكان تركيز كاريكا ضعيفاً للغاية، مع أن مثل هذه المباريات تتطلب من المهاجمين تحديداً تركيزاً عالياً حتى لا يفرطوا في أي فرصة تلوح لهم للتسجيل.
• دخول مهند وبشة وسادومبا أسهم في تقدم الهلال للأمام بعض الشيء ولو أن الأخير لم يكن فاعلاً.
• أثبتت تغييرات الشوط الثاني أن الطريقة التي بدأ بها الهلال لم تمكن موفقة.
• طبيعي أن يخطئ الجهاز الفني للهلال.
• وليس هناك مدرب يُتوقع منه أن يؤدي بامتياز في جميع المباريات، وكل ما نتمناه أن تكون مباراة الأمس هي تعثر ميشو وطارق الوحيد لأن مباراتي الهلال القادمتين لا تحتملان الخطأ.
• لا نشك في أن أرضية الملعب المبتلة قد ساهمت في الأداء السيئ لمعظم لاعبي الهلال، لكننا نتساءل: إلى متى سنظل نشكو من الأرضيات المبتلة؟!
• قبل أكثر من عام سطرت مقالاً بعنوان " الخطة" تطرقت فيه إلى ما يجب على مجلس الهلال القيام به إن كنا نرغب في بداية قوية للموسم الجديد.
• ومن ضمن النقاط التي ركزت عليها في ذلك المقال " موضوع الملاعب المبتلة"، حيث قلت طالما أننا نشارك في المنافسات الأفريقية كل عام، فلابد أن نعود لاعبينا على اللعب في الأرضيات المبتلة.
• وطلبت من مجلس الهلال أن يبل ملعبه أو ملعب الجامعة لإجراء تدريب واحد عليه كل أسبوع أو أسبوعين حتى يتعود اللاعبون على ذلك، لكنهم لم يفكروا في هذا الشيء.
• كما أننا نستغرب كيف وافق الهلال على اللعب في شوط المباراة الثاني بعد أن تم شطف المياه من الجزء الخاص بفريق دجوليبا فقط حسبما ذكر المعلق.
• انتصرنا في أمدرمان 2/1 وانهزمنا هناك 2/صفر وذلك معناه أننا لو كنا نلعب في مراحل خروج المهزوم لخرج الهلال رغم الشعر والنثر والحبر الغزير الذي سكبه بعض من لم يصدقوا أن الفرصة قد لاحت لهم لتحقيق المكاسب على حساب هذا النادي.
• إلا أن مباراة الأمس أكدت أن الهلال ليس بتلك القوة الخارقة التي نقرأ عنها في أعمدة البعض، ولو كان كذلك لتغلب على ظروف الملعب وغياب بعض اللاعبين.
• المجموعة الأخرى في الكونفدرالية بها فرق شمال أفريقيا المتمرسة والقوية ولذلك لابد أن نفتح أعيننا جيداً ونكف عن الإطراء الزائد وإجراء المقارنات فارغة المحتوى بين أنفسنا وبين إعلام المريخ.
• الهلال يتقدم في البطولة ويحقق الفوز تلو الآخر وبدلاً من الانشغال بأنفسنا والتنبيه لجوانب القصور حتى نبلغ الثريا، ينشغل جل كتاب الهلال بإعلام المريخ ويحدثوننا كل يوم عن عدم قدرة الإعلام الأحمر على التبصير بسلبيات فريقهم ومجلس إدارتهم.
• إعلام المريخ لا يفعل ذلك..طيب ماذا عنكم أنتم؟!
• من يقولون أن إعلام الهلال يبصر بكل سلبية تطرأ يجافون الحقيقة.
• فجل كتاب الهلال كانوا يطبلون ويهللون لمجلس صلاح إدريس رغم أخطائه الواضحة والكبيرة التي أوصلت هذا النادي إلى ما لم يتوقعه أي كائن في يوم.
• وعلى ذكر صلاح إدريس فقد أحزنني جداً حديث الكاردينال لإحدى قنواتنا الفضائية قبل فترة حين سألوه عن إمكانية فوز الهلال بلقب الكونفدرالية.
• قال الكاردينال " الكونفدرالية دي my baby) ( يقصد أنه قد دفع ودعم الفريق للفوز بها وإن تحقق ذلك فسوف يعتبر نفسه المساهم الفعلي في تحقيق اللقب.
• وفيما قاله الكاردينال ظلم كبير للكثيرين وأولهم الأرباب الذي اختلفنا كثيراً مع أساليب إدارته للنادي.
• فإن كنت تعتبر لقب الكونفدرالية لو تحقق ( your baby) يا كاردينال فماذا يقول الأرباب الذي كان وراء تسجيل معظم لاعبي الهلال الحاليين، علاوة على التعاقد مع المدرب المقتدر ميشو؟!
• اتقوا الله فينا يا رجال المال وبلاش غرور زائف، فالداعم الأول للهلال هو جمهوره الكبير.
• أعود لكتابات البعض لأقول أن هؤلاء الكتاب الذين يحدثوننا عن هلال الخريجين الأوائل ويزعمون أنهم ضد المجالس المعينة أو التي ينتمي أعضاؤها للمؤتمر الوطني، بل وينكرون على المجلس الحالي قبول تبرع الوزير، نجد أن معظمهم يستفيدون من هذا المؤتمر الوطني.
• فكيف يستقيم أن يستفيد الكاتب الفرد من المؤتمر الوطني الذي يحكم البلاد وينكر نفس الكاتب على كيان كالهلال قبول تبرع من وزير؟!
• هؤلاء الكتاب الزرق ( جماعة أهلية الحركة الرياضية وهلال الديمقراطية) ناصروا البشير في حملته الانتخابية وأفسحوا مساحات أعمدتهم للكتابة عن تلك الحملة.
• أشادوا بفكرة إطلاق البشير حملته من إستاد الهلال وجاءوا بعد ذلك ليحدثوا الأهلة عن المجلس ( المسيس).
• لا أسميه تناقضاً بل هو كذب صريح وضحك على عقول الناس.
• الإعلام الرياضي كما ذكرت مراراً هو آفة كرة القدم السودانية الحقيقية.
• عموماً نقول أن ( العترة تصلح المشية) وكل العشم أن يتحلى ميشو وطارق بالمزيد من اليقظة في مقبل الأيام حتى لا نضيع لقب الكونفدرالية من بين أيدينا.
• وأرجو من مدربي الحراس في الهلال أن ينتبهوا لأخطاء المعز الواضحة وأن يجهزوا الحارس الاحتياطي بشكل جيد.
• فالأداء المهزوز للمعز في مباراة الأمس كان يتطلب تغييره، ومن غير المعقول أن يلعب المعز في كل الأوقات وتحت كل الظروف.
• الدعيع كان جيداً للغاية قبل إصابته لكنه لم يجد الفرصة الكافية.
• وجمعة بدأ بصورة جيدة أيضاً، لكنهم أعادوه للكنبة سريعاً ليفسحوا المجال للمعز ( أفضل حراس أفريقيا) في نظر بعض كتاب الهلال الذين يبصرون بالأخطاء ويتحدثون عن السلبيات كما زعموا!!!
• اليقظة مطلوبة يا ميشو وطارق، لأن الاتحاد الليبي بات منافساً قوياً على صدارة المجموعة.
• وبما أن صدارة المجموعة تعتبر نصف الطريق نحو البطولة فمباراة الاتحاد معنا في أمدرمان لن تكون سهلة.
• كما أن تأمين نقاط مباراة الجيش بملعبه لن يكون أمراً يسيراً، لكننا نثق في قدراتكما وخبراتكما الواسعة.