مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وصول الرئيس السوداني إلي الدوحة ... خيبة أمل أوكامبو وسطوع نجم البشير .. بقلم: خضر عمر إبراهيم


خيبة أمل أوكامبو وسطوع نجم البشير
أتنبأ حصوله علي فترتين رئاسيتين إذا خاض الانتخابات
الاولي بسودان موحد ..والثانية بدون الجنوب وميلاد دولة السودان الجديد
كثيرين مثلي معظمهم لا يكنون الولاء إلي البشير وربما هناك اختلاف أيدلوجي حزبي هو مربط الفرس وان كان الكيان الذي انتمي إليه قد وقع اتفاق سلام معه ولم يكن بمستوي الطموح ولكن أقولها صراحة كان ذلك أعلي سقف يمكن الحصول عليه وباعتراف قوي دولية وذلك لتداخل المصالح الدولية والإقليمية في موضوع الشرق وضعف البنية السياسية للتركيبة التي تقود النزاع وتأثير الطيف القبلي علي الوجهة السياسية والتوجه في قياس المطالب ولا اعتقد أن هناك أية جهة يمكنها نيل أكثر مما أتت به اسمرا وذلك لدخول المصالح في الخط..
نفس الشيء حدث مع إخواننا في ابوجا..حيث تم الانفراد واستئثار البعض علي الآخر..لرؤية وأجندة أمريكية واضحة وهي إطالة عمر الصراع..بطريقة تجعل من أمريكيا ممسكة بالعصا من النصف مع الجميع حكومة وحركات وذلك لتأجيل الإطار النهائي لما بعد الفراغ من مشكلتي الشرق الأوسط والأقصى ..هذا هو نهج الإدارة الأمريكية دائما في تسوية الصراعات الإقليمية.. تدخل الطرف الأضعف في لعبة السلام ليظل الملف هشا وتحتفظ بالطرف الأقوى خارج اللعبة يمكن التلويح به عند الضرورة ولا يمكن إدخاله في العملية إلا بعد ضمان تأسيس المصالح العليا لأمريكا في المنطقة.. وهذا ما يحدث بالضبط في موضوع ملف دارفور..
فصانعي السياسة الأمريكية وخبراء المصالح العليا يعملون بأيدلوجية وجدول منضبط في إدارة الصراعات حول العالم..وهذا واضح في تبني الكثير من الملفات بغض النظر عن التوجه الفكري أو العقائدي أو السياسي لأية جماعة تدير الصراع..والشواهد كثيرة وأكثر الأمثلة جدلا مجموعات أفغانستان العقائدية ..كانت صديق الأمس وأصبحت عدو اليوم.. وواضح من تعامل الإدارة الأمريكية مع ملف حرب الجنوب..برغم من توجهات الحركة وقيادتها السياسية التي تتعارض مع الإمبريالية نجدها تبنت الملف حتى النخاع وذلك لأولوية المصالح العليا للدولة وتأثير اللوبي الصهيوني ..فأينما تجد إسرائيل موطئ قدم يتم توجيه وتحويل مسار التوجه الأمريكي بصورة دراماتيكية لخدمة الدولة العبرية.. وكما هو معروف وواضح للجميع أن أمن إسرائيل أولوية حتى علي أمن أمريكا..لآن أمنها يمثل عمق استراتيجي لأمن الولايات المتحدة..
لذا كان الدعم المفتوح للحركة الشعبية أثناء الحرب وكان بقوة أثناء عملية مفاوضات السلام ولا يزال موضوع جنوب السودان والسلام فيه يعد من الأولويات لأمريكا وبناء علي ذلك يتم التعامل سياسيا مع حكومة الخرطوم لآن أي إخفاق مع حكومة الخرطوم تكون الإدارة الأمريكية سببا فيه سيعصف بهذا الملف.. ومن ثم سيصعب علاجه في الآونة الحالية وفي ظل أزمة المحكمة الدولية والتي لم تحبذ الإدارة الأمريكية دخولها علي الخط وقد تبقي علي استحقاق ملف الجنوب ثلاث سنوات.. نعم ثلاث سنوات..والتي بعدها سيتم تقرير المصير لدولة جنوب السودان تحت مسمي السودان الجديد وقد تم إعداد النظام الإداري والقانوني والسياسي لها منذ عام تقريبا.. والمسألة مسألة وقت فقط.. لذا أي خلل يتسبب في تعطيل ملف الجنوب سوف يعود بالأمور إلي المربع الأول...
ما علاقة ما ذكرته أعلاه بعنوان الموضوع؟؟
قد يعتقد الكثيرين أنني أسوق لحكومة البشير وهذا ما يتهمني به الكثيرين عندما يحتدم النقاش حول توضيح وشرح وجهات نظر رؤية المستقبل السوداني في ظل المتغيرات السياسية والعالمية التي تتفاقم يوميا..ويصفني بعضا منهم بأنني مؤتمر وطني والبعض الآخر بأنني جبهجي..وهلم جرا كما يقول السيد... ولكنني لا أأبه لذلك. فأنا لا من هذا القبيل ولا ذاك... و حتى أصبح لي رأي فيمن أنتمي إليهم..وكثيرا ما اختلف معهم...وإنما أنا فقط اعبر عن رؤية لتحليل ما هو واقع وقراءة ما يمكن إن يتمخض من التفاعلات علي الساحة العالمية..
علاقة الموضوع بما ذكرته ..أن المجتمع الدولي لا يريد أن تتأزم الأمور أكثر من ذلك في قلب أفريقيا بحيث إن وصلت إلي درجة الانفلات سوف تجر كل أفريقيا إلي مستنقع صرا عات طويلة في ظل ألازمة المالية العالمية والكساد الاقتصادي المتوقع..حيث يسهل الشراء ولبلدان بأكملها.. فما بال بعض الكيانات السياسية والحزبية هنا وهناك..وبعض الجماعات التي لها نفوذ والمؤثرة إقليميا سواء كانت قبائل أو جماعات مسلحة..يمكنها العمل لمصلحة البعض علي زعزعة الاستقرار هنا وهناك علي مستوي أفريقيا الإقليمي..مما يجعل الأمر صعبا علي المنظومة الدولية للتعامل معه..
تريد أمريكا إن يستمر الحال كذلك في السودان إلي عام 2011 العام الذي سيحدد فيه مصير دولة السودان الجديد..وحتى يكتمل النصاب الانتخابي الذي سيصوت لصالحة الإخوة في جنوب السودان لغرض الانفصال وتأييده لا بد من توافر عوامل طاردة وليست جاذبة للوحدة. .مثل استمرار أزمة دارفور للسنوات الثلاث المقبلة لتكون حافزا وإنذار مبكر لحس الناخب في جنوب السودان .. بأنه إذا استمرت الوحدة مع السودان سوف يتحول جنوب السودان إلي مخيمات إعاشة للمواطنين..
لذا لا ترغب الإدارة الأمريكية في أن يتم اعتقال البشير حاليا..ومن عدمه هو الأفضلية..
رد أمريكا علي اوكامبو سابقة قانونية خطيرة
الرد الأمريكي علي طلب اوكامبو لدي زيارته لأمريكا قبل قرابة الأسبوعين ليطلب من الإدارة المساعدة في اعتقال البشير.. خرج المتحدث الأمريكي للإعلام ليدلي بسابقة قانونية تصب في مصلحة الحكومة السودانية ولخدمة البشير..
وهذه السابقة في تصريح وتفسير الناطق عن الإدارة الأمريكية لطلب اوكامبو بأنه لا يوجد إلزام أو التزام قانوني علي أمريكا نحو تنفيذ مذكرة الاعتقال..
قال لي احدهم مجادلا عندما قلت له أن تفسير اوكامبو يوم الرابع من ابريل لقانونية اعتقال البشير يتم من قبل الدول قاطبة وكررها منتشيا بأن المذكرة بجانب أنها تلزم الأعضاء الموقعين علي نظام تأسيس المحكمة بالإضافة إلي جميع أعضاء الأمم المتحدة..وأمريكا واحدة منهم.. أجابني زميلي بأن أمريكا لم تصادق علي المحكمة.. فقلت له كذلك السودان.. فقال لي أن أمريكا تملك حق النقض..واعتبر رد صديقي هذا عقم في فهم قانون تأسيس المحكمة رغم تفاخره بأن حركته هي التي حركت موضوع طلب اعتقال البشير في الأصل..فأجبته بأن هناك صفقة قد تمت ولن يعتقل البشير ولن يمس بسوء طالما أن هناك ملفات معلقة..وذكرني بما قلته سابقا بأن الحركات المسلحة سوف توقع وكراعها فوق رقبتها. ولم يحدث ذلك ,,. وأكدت له أن ذلك سوف يتم عما قريب.. وآن الأوان لأصرح وأؤكد أيضا وللمرة الثانية أنه وفي خلال فترة وجيزة وبعد انفضاض مؤتمر الدوحة سوف تأتي الحركات المسلحة مرغمة وليست مختارة إلي الدوحة... وسوف يكون أول الواصلين الأستاذ عبد الواحد قبل الدكتور خليل.. لآن إنزال علم الدولة العبرية عن صاريته في سماء الدوحة ليس بالأمر إلهيين علي الدولة العبرية والإدارة الأمريكية علي وجه الخصوص وعودته مرفرفا مرة ثانية ثمنه رأسي عبد الواحد ودكتور خليل في طاولة مفاوضات الدوحة..وسيكون ذلك شاء الجميع أم أبوا...لآن المصالح الدولية يأتي دوريا وبقوة هنا..
لذا السابقة القانونية التي سطرها الأمريكان في حق اوكامبو يمكن لآية دولة أن تلجأ إليها وتتذرع بها..لآن روح ونص القانون الخاص بأمر تنفيذ المذكرة من قبل دول العالم يقول إذا لم تتقيد دولة ما بتنفيذ النص يتم اللجوء إلي مجلس الأمن لمناقشة الموضوع وتوبيخها..اكرر توبيخها فقط وليس إلزامها..هذا إذا ما تم في الأصل تفويض أمر الاعتقال من قبل مجلس الأمن..حيث المذكرة مضي عليها قرابة الأسابيع الاربعة ولم تتحرك..واحتمال أن تظل هذا للأربعة سنوات القادمة..
فمن يتجرأ علي اخذ الأمر إلي مجلس الأمن إذا كان الكبار لا يريدون ذلك أن يحدث.؟... وان اخذ لهنآك سوف يتم تعطيله..كما لا يوجد سقف زمني محدد للتعامل مع موضوع المحكمة ولا الكيفية والآلية التي يمكن إتباعها..وحتى إن كانت هناك آلية فالطريق إليها شائك جدا..جدا..ويستغرق وقتا أطول..ويائس
تعثر حظ اوكامبو
جولات البشير المكوكية وكسره لحاجز الجدل حول اعتقاله حال مغادرته الأجواء..حسب تصريحات وتبجح اوكامبو كانت بمثابة ضربة قاضية وتحديا لأمر الاعتقال.. حيث أول أجواء يدخلها البشير هي الأجواء الاريترية ومن يعلم الأجواء الاريترية وما يحيط بها يظن إن البشير في قبضة اوكامبو.. ولكن واقع الحال يقول أن هناك سفن حربية إسرائيلية وأمريكية علي بعد عشرين كيلومترا من بور تسودان في عرض البحر الأحمر تراقب أكثر من أربعين قاربا يمنيا يقال إنها للصيد ولكنها ليست مجهزة لذلك وغايتها العمل في عرض البحر الأحمر ووجهتها مبهمة..وتخشي الإدارة العبرية أنها سوف تعمل علي تهريب السلاح إلي غزة..لذا تراقبها عن كسب.. ولا شك إن طائرة البشير ألقت التحية علي تلك السفن الحربية وتلقت عبارة ..شالوم...شالوم..
كما إن هناك قاعدة إسرائيلية في اريتريا وعلي مرمي حجر منها قاعدتين ..أمريكية وفرنسية وسرب طائرات ألماني في جيبوتي.. وأيضا رأت الطائرة الرئاسية في سماء اسمرا.. ولم تفعل شيء .. وفي تلك الأثناء كان الوجيهان مصطفي إسماعيل وكوشنير يجتمعان في الرياض.في حوار متواصل حتى فرغ الرئيس البشير من زيارة اريتريا ... وواصل تلبية الدعوة أو أمر القاهرة بالمثول أمامها علي جناح السرعة قبل أن يجف شعر رأسه..برغم صلف الإدارة الفرنسية بأنه يمكن اعتقال البشير علي الأراضي الفرنسية...فتعتبر جيبوتي من ضمن الأراضي الفرنسية فلماذا لم يتعرض له سرب من الطائرات الفرنسية؟؟ وكذلك كان علي مرمي حجر من تواجد القوات الفرنسية في تشاد وشرقها وغرب ليبيا في إقليم إوزي..ولم تعترض طائرة البشير بعد مغادرتها أجواء ليبيا..
وقد حدث..ذلك علي جناح السرعة.. والطائرات التي انتهكت كرامة السودان في عقر داره وحاضرة ثغره الباسم وفي وضح النهار.. كانت تحوم في الأجواء..وودعت البشير وطائرته حتى سماء القاهرة.. لتتأكد من وصوله واستلامه للرسالة الشفهية التي كان قد حملها الوزير عمر سليمان مهندس السياسية المصرية من البيت الأبيض لصديقه وحليف المستقبل عمر البشير..والتي تعد بمثابة صفقة تم الاتفاق عليها بين الإدارات الثلاث.. الأمريكية والمصرية والسودانية بخصوص موضوع مذكرة محكمة الجنايات الدولية والتي يعلق إخواننا في المعارضة آمالا كثيرة عليها وكذلك قطاعا كبير من المعارضين لأجل المعارضة..
والدليل علي حدوث صفقة مواصلة البشير لجولته المكوكية إلي ليبيا لاستلام باقي نص الرسالة الأمريكية والحبشة الغير معلنة..والتي تعتبر معقل أمريكا في أفريقيا ويدها الطولي التي امتدت للصومال في مهمة عاجلة انتهت حاليا بعودة المجموعة المنشقة إلي حضن الإدارة الأمريكية والتي توج بموجبها شيخ شريف رئيسا للصومال..بعد أن كان العدو الأول لأمريكا.. ولا غرابة في إن تكون هناك أجندة واتفاق خفي بين الخرطوم وواشنطن.. ولا علاقة للشتائم والاستعراض الحاصل علي شاشات الفضائيات السودانية بالأمر.. هذا خط جبهة داخلية وذاك خط ومنهج جبهة خارجية.. والأمر يتطلب ذلك..لضمان تماسك الجبهة الداخلية ومن ثم حماية الظهر خارجيا..
ما دار في الخفاء وفي مطابخ كل من أسمرا والقاهرة وليبيا وأديس.. خيب أمل اوكامبو بل أحبطه لدرجة انه قال إن البشير لا يستطيع إن يذهب إلي أبعد من ذلك..ليطمئن نفسه بأمل واهي..للمرة الثانية..وشكك في وصوله إلي الدوحة..
الموضوع أصبح منازلة..كلامية فقط بين البشير و اوكامبوا وسيستمر ذلك..
..وهذا ما تريده القوي النافذة في المجتمع الدولي لينشغل به العالم حاليا لحين الفراغ من الهم الأكبر .. الكساد والركود..
وهاهو البشير يتحدى اوكامبو ويحط الرحال في الدوحة..ويكسب الجولة هذه المرة.. وربما سيطيح باوكامبوا إذا ما عاد إلي الخرطوم سالما .. بذا سيصبح بطلا أفريقيا.. وعربيا وخاصة إذا ما تم دعمه من قبل مؤتمر الدوحة ووقوف الدول العربية بجانبه في تأمين النقص في الخدمات و الفجوة الغذائية بسبب طرد المنظمات التطوعية العاملة في دارفور والتي عولت عليها حركة العدل والمساواة في موضوع سلام الدوحة وربطهم ببعض.. واعتقد إن الحركة أخفقت في هذا الخيار..لأن الإدارة الأمريكية عند تفسيرها لموضوع طرد السودان للمنظمات وماذا هي فاعلة.. كانت تصريحات المسئولين واضحة للعيان.. حيث قالت الإدارة الأمريكية ..إن علي الخرطوم إما إعادة المنظمات التي طردت أو سد الفجوة.. واختارت الخرطوم الثانية..ما دام ذلك قد تم فيسقط طلب عودة المنظمات..
لذا أصبح موضوع رهان العدل والمساواة علي عودة المنظمات خاسرا.. ولو كنت محل الحركة لطالبت بخيار إشراك الحركة في الإشراف علي سد الفجوة التي خلفتها المنظمات المطرودة سواء بالمشاركة الإدارية او الإشراف المباشر وبإشراك المنظمات الدولية..كان سيكون ذلك خيارا أفضل ويمكن دعمه دوليا لان الجميع يعلمون أن الخرطوم لن توافق علي هذا الطرح بسهولة ولكن يمكن استعمال ذلك كضغط عليها لاتخاذ خطوات لازمة أو إضافته إلي اتفاق إطار التفاهم الذي وقع في الدوحة كبند أضافي مواكبا لعملية المفاوضات وجزءا منها..لأنه لا يوجد إلزام قانوني يحتم علي الخرطوم الاستجابة لمطلب العدل والمساواة لان الإطار الموقع للتفاهم لا يحوي إضافة من طرف واحد لأي شرط..لمواصلة التفاوض..
لماذا يمكن للبشير الفوز برئاستين متتاليتين في الانتخابات المقبلة؟؟
كما أسلفت انه حتى يمكن قيام دولة السودان الجديد لابد من توافر الظروف السياسية الملائمة لذلك ليصوت أبناء الجنوب لصالح إعلانها بالانفصال..يتطلب تواجد البشير لإنجاز ملف نيفاشا لان خروجه يعني تعطيل هذا الملف والعودة للمربع الأول..لذا رأت الإدارة الأمريكية أن يهدأ اللعب مع البشير خلال السنوات المتبقية من عمر الاتفاقية..ولتضفي الشرعية علي تواجده في ظل الالتفاف الشعبي في عين الإعلام المحلي حول البشير ولا احد يجزم بالنفي أو التأكيد. .لغموض الموقف في السودان والقراءة الغير واضحة للأمور والتي تتغير علي مدار ساعات اليوم..وتربك القارئ للأحداث هناك..
فالتحدي الأكبر أمام البشير والمجتمع الدولي إذا ما نجح الأول في العودة إلي الخرطوم سالما.. لا شك سوف سيتقبل كبطل سوف يمثل تحولا جديدا لصالحه والذي سيجعله قادرا علي خوض الانتخابات الرئاسية في السودان والفوز بها والأرجح لفترتين رئاسيتين متتاليتين وليست لمرة واحدة فقط.. الفترة الأولي تحت سودان موحد..أما الثانية ستكون بدون الجنوب. حيث سيتم الانفصال ويعلن قيام دولة السودان الجديد. وهذه الفترة الثانية هي التي سوف يتفتت فيها السودان..فيما بعد.
إذا ما حدث إن فاز البشير في الانتخابات سيكون أمرا مسلما به وذلك سوف يجعل المجتمع الدولي يشدد علي القول بأن الانتخابات الديمقراطية الحرة أتت به, ولا أحد يمكنه الاعتراض علي ذلك لا الأحزاب التي سوف لن يحالفها الحظ ولا الحركات المسلحة والتي في الأصل بعد إجراء انتخابات واعتراف المجتمع الدولي بنتائجها سوف تصبح آنذاك غير شرعية....ولن يسمح لها بتقويض الديمقراطية.., نفس سيناريو انتخابات العراق..وذلك لضمان تنفيذ ما اتفق عليه في كل من اسمرا ..القاهرة..وطرابلس.. لأن استيفاء واستحقاق المصالح يتطلب وجود طرف قوي يساعد علي تلبية مطالب مصالحها..وهذا ما تخطط له منظومة الأقوياء..
كيف تمت الصفقة ومع من؟؟
دخول الصين علي الخط قبل أسبوعين..وموضوع استعدادها لدعم النظام المالي الأمريكي .وتلويحها باستبدال الدولار بعملة عالمية جديدة وتأييد كل من روسيا وإشارة استراليا إلي النظر في الأمر..جعل من الإدارتين الأمريكية والصينية الاتفاق علي أجندة تبادل المصالح بينهما..وكانت الصفقة بأن يترك البشير في شأنه مقابل أن تدعم الصين أمريكيا ماليا. وان تفتح قنوات مع الدلاي لاما شريطة تخليه عن الغرب وارتباطه لفقط بأمريكا..كما استدعت الصين علي عجلة بيونغ يانغ واتفقت معها علي موضوع الإطلاق الصاروخي الذي لا احد يعلم كنهه غير الصينيين إذا ما كان صاروخا يحمل قمرا او عابرا للقارات يحمل في رأسه تهديدا للأمن القومي الأمريكي..
كما ألمصالح الصين الأفريقية بمستوي مصالح أمريكا الشرق أوسطية والآسيوية..ولا بد من الوصول إلي اتفاق يجعل التوازن يصب في مصلحة البلدين ..ولا يهم من يموت او يحيا..هكذا في السياسة لا قيمة للماديات ذات الاجآل..
لذا كان من الضروري توصيل الرسالة إلي البشير بواسطة طرف ثالث بل عدة أطراف..وعليه اخذ الضوء الأخضر بالجولة الجعلية التي قام بها مؤخرا حيث لم تتصدر هذه اللقاءآت أية تصريحات غير دعم العمل الإنساني ومائدة المفاوضات ..وهذا يبدو من لقاءي أسياس والقذافي..وهما لهما اليد الطولي علي الحركات ..ويمكنهم فعل ما لم تفعله مصر معهم.. بل وافضلية مصر في التعامل مع القوي العظمي اقوي وأمتنن من تعامل الاثنين الآخرين فمصر تجيد لغة التفاهمات السياسية ووضعها الدولي مقبول لتؤدي دورا في المنطقة وهي مشهود لها بذلك.. فهما يتعاملان بثورية .. ويفهمان لغة الثوار...لذا ترك لهما أمر الحركات الثورية..لأن مفاتيحها لديهما مجتمعين..فمصر لا تدعم بالعتاد إنما تدعم بالرعاية السياسية..
وتتضمن الصفقة الاقليمية الأتي:-
- عدم لجوء السودان إلي مجلس الأمن و الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الأخرى التي ينتمي إليها السودان مثل الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لرفع شكوى ضد الجهة المعتدية في موضوع الهجوم بالطيران علي شرق بور تسودان فيما يسمي جماعات تهريب سلاح.. لأن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يجرم الدول التي تقوم بمثل هذا العمل ويعتبر اعتداء علي دولة عضو وانتهاك لسيادتها ولم يكن الهجوم عند نقطة عبور حدودية مما يجعل الدليل علي الزعم الذي من اجله تم الهجوم غير معزز بدليل مادي ملموس.. أما حكاية الصور فيكفي صور كولن باول لدي الأمم
المتحدة بخصوص العراق وأسلحة الدمار الشامل ودوسيه بلير
- عدم تصعيد الأمر بعرض الموضوع في قمة الدوحة فالموضوع يثير الحساسية ضد إسرائيل
حول اعتداءها علي السودان وتنفيذها لمجزرة راح ضحيتها ثمانمائة شخص داخل أراضيه
وهي جريمة يجرمها القانون الدولي والاعتداء يعتبر شحن حرب علي دولة عضو في الأمم
المتحدة وزلا تحدها حدود مع السودان حتى تدعي الدفاع عن أمنها حيث لا يزال موضوع عزة
ساخنا
- في المقابل يقوم البشير بالتحرك بحرية كما فعل حتى الآن علي ا، التعامل مع المحكمة الدولية
حسب الرؤية المصرية ومن خلالها وان يتوقف ما يجري بخصوص المنظمات التطوعية الدولية المتبقية والعاملة في السودان وعدم المساس بها وان تخفف لهجة التعامل في ذلك من خلال الإعلام
- أن تتكفل كل من ليبيا واريتريا بالتعاون مع تشاد بموضوع الحركات المسلحة بخصوص المفاوضات
علي أن تتولي الدوحة مواصلة جهودها لتهيئة الأجواء لجولات المفاوضات المرتقبة قريبا وبحضور
جميع الإطراف
- تسند للقاهرة عملية التوجيه السياسي لحكومة الخرطوم للخروج من المأزق السياسي كما تفعل حاليا مع الفصائل الفلسطينية .. وذلك لإمكانية مصر وقدرتها علي التحرك السياسي ولوزنها الدولي في المنطقة وتركها لتمارس دورها الأساسي كدولة عظمي في المنطقة الوسط العربي والأفريقي.....
هذا يعد تحركا خارجيا إقليميا لاحتواء الموقف...بالإضافة إلي الصفقة الصينية الأمريكية الدولية...
وموضوع العملة البديلة للدولار والتي ستصرف الصين النظر عنها..وتكتفي بدعم اقتصاد أمريكا
أما داخليا فان تقييم القوي النافذة للوضع في السودان يبني علي البدائل.. وفي الوقت الحالي لا يوجد بديل في السودان أو علي الساحة السياسية يمكن أن يملأ الفراغ ويلبي متطلبات الملفات العالقة وخاصة ملف جنوب السودان والذي أسلفنا انه في غاية من الأهمية لا يمكن تجاوزها.. او المخاطرة به في هذا الوقت بالذات..
كما انه لا يوجد بديل إقليمي علي الساحة الأفريقية لمليء الفراغ خلال فترة الكساد المالي والركود الاقتصادي المتوقعة والتي بدأت فعليا خلال هذا العام وستستمر خلال المقبل وربما الذي يليه إذا لم توجد حلول منعشة يمكنها إيقاف هذا..والتي لم يتنبأ أي مركز دراسات في العالم حتى اللحظة إلي متي سوف يستمر وضع الكساد المالي والانهيار الاقتصادي والركود وحسب تقارير المنظومات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي . سوف يؤدي إلي قيام حروب وانهيار الأمن وانفلات اجتماعي وتزايد معدل الجريمة للحصول علي أموال لسد الفجوة والحاجة الشخصية وبالنسبة للدول الفقيرة ستزداد فقرا .. أما الكبرى فان ضعف الاحتياطي المركزي والفدرالي لديها لإعادة تأهيل النظام المالي والبنوك..بل إنما كل يوم يظهر عجز جديد ..وانهيار جديد للعديد من المؤسسات المالية والاقتصادية..وذلك لخلل وضعف النظام المصرفي في العالم..مما دفع مثل الصين التفكير في إيجاد عملة بديلة للدولار وتعهدها للإدارة الأمريكية بدعم اقتصادها..أي سوف تقرضها.. ولعدم وجود أصول يمكن التأكد من سلامة ديمومتها..كانت الصفقات بموجب المصالح المشتركة بينهما حول العالم الضامن الوحيد.. أي تقسيم مناطق النفوذ بينهما ..ما حد ش يجيي ناحية الثاني.. ويترك جماعة كل واحد في حالهم.. ويشمل ذلك أفريقيا وبالأخص السودان وعلي وجه الخصوص البشير...ما دام وانه وافق وانضم إلي جماعة محاربة تهريب السلاح إلي غزة. لإرضاء الدولة العبرية والتي لها دورا كبيرا في تأجيج الصراع في السودان وتمويل الحركات ودعمها بالسلاح.. فنجده. قبل وسكت عن الضربتين ...الجويتين من قبل الطائرات الأمريكية أو الإسرائيلية.. فليس هناك فرق فالتكنولوجيات والمعلومات والسلاح بما فيها الطائرات أمريكية ..ولكن السواق إسرائيلي.. والمعلومات أمريكية.. وموافقة ورضا الجيران..وربما انطلاق من أراضي تواجدهم علي الأرجح..ومن قاعدة اريتريا بالذات..أو البحر الحمر المباح..رغم النباح..لذا لابد من قبض ثمن لقاء ذلك السكوت وبنصيحة الأصدقاء وتوصيل الرسائل..فيتم بذلك تطويل موضوع المذكرة والضغط علي الحركات لتلتحق بمجموعة الدوحة وسوف يحصل ذلك لا محالة..فالمتغيرات ليس معها رفض أو خيار..ورغبات وطلبات الدولة العبرية فوق الجميع..ولابد من رفرفة نجمة داوود فوق في سماء الدوحة ونواكشوط
لذا كانت رسالة اسمرا للبشير ..ما تجيب سيرة لي موضوع بور تسودان والضربتين والثمانمائة قتيل..معقول؟؟ دي فرقة كاملة بحالها.. وبعدين جو من ويين..؟؟ و كانوا ما شين ويين..؟؟ ومن والمسئول؟؟ قالوا نقل الرأس بي ألفين دولار فقط للأراضي السودانية -- المصرية... فكم ثمن نقل قطعة السلاح إلي غزة؟؟؟؟
وقبلها كانت القاهرة قد استقبلت الصادق المهدي والذي تضاربت تصريحاته ..وفيما بعد تناول موضوع قيام حكومة من جميع الأحزاب .وكنا قد طرحنا طرحا مشابها في الثالث من ابريل ولكنه يختلف عن طرح السيد الصادق بحيث تكون حكومة من تكنوقراط وليست من الأحزاب ..كما لا يرغب السودانيين...لآن دور الأحزاب في المرحلة القادمة يجب أن يتمحور حول العمل علي ميلاد نظام ديمقراطي منها عن طريق الانتخابات ولا يجب دخولها حاليا في أية تفاعلات سياسية لأنها بذلك تؤجل الانتخابات..
ولكن الآن اختلف الوضع فلا حاجة لحكومة تكنوقراط ولا قومية من أحزاب..لأن الكبار و حلفائهم لا يؤيدون ذلك في المرحلة الحالية بالذات.. في الوقت الذي نجد فيه أن المعارضة السودانية والأحزاب علي وجه الخصوص في هذا الوقت الإدارة الأمريكية ومجموعتها غير راضية عنها ولا عن أدائها ولا تستأمنها علي ملآ الفراغ.. ولا يثقون فيها بأن تقوم بأي دور يمكنه أن يحقق مصالحها في أفريقيا..أو لعب أي دور يخص الملف السوداني و خاصة جميع المشاكل التي تعانيها الإنقاذ وحكومة البشير هي ناتجة عن تركة أرست قواعدها الأحزاب علي مدي الخمسين عاما الماضية بل ولعب بعضها دورا مهما في الطبقية التي أفرزت الغبن الحاصل في العديد من مناطق السودان إذا ما قيست المشاكل كل حسب معاقله.
فنجد أن معقل الأمة دار فور وكردفان بل لنقل الإقليم الغربي..نجده قد لعب دورا مهما في إهمال المنطقة وتقسيمها إلي حوا كير نفوذ طبقي.. ونفس الحال ينطبق علي الاتحادي والديمقراطي..نجد أن الفقر والجهل قد عشش في معاقلها في الشرق والشمال والوسط وبالأخص النيل الأزرق وفي منطقة الوسط وفقر المزارعين وكساد مستقبل أولادهم بسبب إهمال المشروع.. لذا لا يعول علي من كان سببا في هذا الاحتقان الاجتماعي للأجيال أن يعهد إليه تعديل مسار الوضع الحالي..حيث لا يقبل أهل دارفور ولا الشرق بذلك لاعتقادهم بأن الأحزاب لعبت دورا مهما في الوضع الذي يعانونه حاليا.. ولا يحبذون عودتها إلي أقاليمهم...
لذا نجد أن أمريكا وحلفاؤها يبحثون عن حكومة قوية يمكنها أن تؤثر علي مستوي أفريقيا في المرحلة القادمة واري أنهم لا يجدون بديلا قويا للمؤتمر الوطني في الوقت الراهن...وعليه عقدوا العزم علي التعامل معه..وغض النظر علي الملا سنة الحاصلة حاليا وهم لا يعيرون لها انتباه..وكما أنهم يحبذون استمرارها هكذا..إلي حين ترتيب الأوراق الإقليمية والتي بدأت بدول الجوار وتعاملها مع الخرطوم..مع استبعاد شاد في الوقت الحالي لحساسية الموقف..ولكن سيناط بها دور خفي غير معلن...
وعليه في عدم وجود من يسد فراغ المؤتمر الوطني..وحساسية علاقة الحركة الشعبية وإمساكها لأعصابها ببرود مما يحدث .. حفاظا علي الملف العالق في يديها وحتى لا تتهم من قبل الشريك بلعب دور خفي لصالح أجندتها.. نجدها بين المطرقة والسندان..ونجد أن المجتمع الدولي يتفهم وضعها ولا يطلب منها أكثر من ذلك حتى لا تخسر ما بين يديها.وكما أن المؤتمر الوطني أطلق العنان الاقتصادي للحركة وفسد فيها من فسد لإرباكها ونتيجة ارتباكها في التعامل مع المليارات التي ضخت لها من عائدات نصيبها في البترول..فنجد أن العسكرتارية تتطلب وقتا وجهدا وتدريبا شاقا للتعامل ميري مع المشاريع والبناء..كما تتخبط الحركة في الرقابة علي أوجه الصرف والمخصصات ووجود قيادات عسكرية متقاربة الرتب يصعب محاسبة بعضها لبعض..كما أنه هناك عدم انصياع للوائح الإدارية بين العسكرتاريا والسياستاريا في الحركة..وحكاية من يحاسب من أصبحت سرطان يستشري في جسد المؤسسة للحركة ولا أحد يريد أن يتقدم خطوة لمحاسبة أي أحد.. فمن يستأثر بشيء لا أحد يمكن انتزاعه منه..بل واغلبه قد صرف بسخاء في الترف..ولا يوجد ما يمكن رده واسترداده..وكل من يواجه بفتح تحقيق يهدد بدخول الغابة..وهكذا الحال.. وأمريكا وحلفاؤها يعلمون بذلك ولديهم الأرقام..ويحتفظون بها ليذلوا بها مغترفيها..ولإجبارهم علي تمرير أجندة المصالح لاحقا. .لذا هم موفرين لليوم الأسود..
لذا ستعمل القوي المسيطرة في صنع القرار علي التعامل مع حكومة البشير لأنه لا أحد يسد فراغ المؤتمر الوطني..لآن الشعبي لا يصلح لتطرفه الزائد..ولوجود علاقات مشبوهة بينه وبعض القوي الإقليمية التي يكرهها الكبار..ومهما كان خلافه والمؤتمر الوطني فيعد من ضمن المنظمة الإسلامية والمدرسة الواحدة التي تخرج منها المؤتمر الوطني والذي كان جسما واحدا مع الشعبي منضويا تحت راية الجبهة الإسلامية....وده المجنن بوبي..يعني العامل سأفوته للكبار في المجتمع الدولي .. كل شيء ولا التطرق الصرف..فتطرف المؤتمر الوطني تحول إلي تطرف اقتصادي مادي ومن ثم سياسي وهو اخف وطأة من الشعبي ويمكن التعامل معه وتطويعه في مرحلة من المراحل.. ويمكنه التعامل حسب متطلبات المرحلة وما يفرضه الواقع..أي يملك سلطة القرار السياسي..ولا يتأثر بالقرار العقائدي كثيرا.. وإنما بمثابة شعار دعم..بعكس الشعبي..حتى العدل والمساواة هناك علامات استفهام حول قبولها كونها تقوم هلي خلفية عقائدية وبشهادة أقرانها في الحركات الأخرى .. ناهيك عن الخلفية الايدلوجيه لمؤسسها ومنتسبيها.. وجميع من يحمل لقب دكتور كان عنصرا مهما في الحركة الإسلامية يوما من الأيام وبعضهم جزءا من المنظومة السياسية التي تتربع علي عرش السودان حاليا أو تلك التي انسلخت منها تحت مسمي الشعبي..و لا أحد يستطيع أن إنكار ذلك.. فالانخراط في الحركة الإسلامية والانتساب إلي العمل الإسلامي يتخلله ميثاق شرف وقسم ولا لا يمكن الانسلاخ منه بسهولة مهما طال الزمن أم قصر .وكما يقول المثل .. العرجا لي مراحها..
وعليه يمكن إصلاح ذات البين بين العدل والمساواة وحكومة الخرطوم في إطار اتفاق سياسي ولكن مع بقاء الحال شبه متحسنا في دار فور لفترة من الزمن وان تم توقيع اتفاق بين الخرطوم والعدل والمساواة فلن يغير ذلك من حال دارفور شيئا..وان تمخض عنه تفريغ المعسكرات وإعادة النازحين والمهجرين إلي قراهم رويدا رويدا..ولكنه سوف لن يلبي السقف الأعلى للمطالب..ما دامت المطالب الحركية السياسية سوف تلبي.. فلا ضرر ولا ضرر.. والدليل المساعدين.. أركو مني مناوي وموسي محمد أحمد.. ماذا جري ؟؟ فهما موجودان في القصر وعلي الأرض لا يوجد شيء..اللهم لافات صناديق الاعمار تلمع في سماء ارقي الأحياء في الخرطوم وتحفها تحفة من السيارات الفارهة لأصحاب بدل الاسموكن. فقط تمكن أركو من توقيع عقد لبناء مؤسسا ت الإدارة المرتقبة لدار فور مع شركة الزامل....ولا يعد ضمن إطار الاعمار..لأنها مباني حكومية.. يعني من دقنو وافتلو..علي حساب صندوق الاعمار .والناس في الشرق والغرب الحال في حالو...والمثل القائل.. أطعم الفم تستحي العين ساير...
كما أخذت تهديدات القاعدة هذه المرة بصورة جدية..فقد طردت من السودان من قبل البشير.. وعودتها في ظل الأوضاع الحالية تحت أي ذريعة لتجد موطئ قدم لها في أفريقيا يعد اخطر من حكومة البشير نفسها. ناهيك عن خطورتها علي حكومة البشير بسبب الانتقام مما جري لها علي يد حكومته..ويمكنها دعم بعض الحركات المسلحة في دارفور والظروف مواتية لذلك وهناك من يشاطرها التوجه العقائدي..ومن الأصدقاء القدامى..
لذا فان حكومة الخرطوم ومن يلحق بها يمكنها التعامل مع المد والجذر الحاصل بينها والمجتمع الدولي. واوكامبو...إلي حين إن تنقشع محنة الكساد الاقتصادي والركود العالمي. والارتباك الحاصل في منظومة المال العالمية..والأغنياء الكبار الذين أصبحوا علي حافة الإفلاس.. وذلك .بدون إحداث خسائر حقيقية علي الأرض يمكنها أن تضعف البنية التحية السودانية تماما لتجعله عرضة للتفتيت لأن ذلك ليس في محله ولا أوانه قد حان .. وليس في مصلحة أفريقيا وان حدث سيعد شرارة حارقة وانطلقت في أحراش أفريقيا ولا أحد يمكنه أن يطفئ لهيبها..وأيضا ذلك لا يلبي طموحات القوة النافذة في العالم.. فالبشير يتوقع له أن يصبح مشرف أفريقيا..كما كان مشرف باكستان يتحكم في كل من باكستان وأفغانستان وأصابه الغرور حتى افسد اللعبة فجيء بذرداري.والذي تم تهديده بنواز شريف قبل أسبوعين فتراجع بسرعة والتزم مكانه..
والأرجح أن البشير سوف تقوي شوكته ..في الأيام القادمة..وهذا ما يرضي أن يسمعه الآخرين مني.. ولكنه حقيقة يمكنها أن تتحقق..لا محالة. وسوف يناط به دور مشابه.. وذلك لأن الإدارة الأمريكية الجديدة أكدت اولوياتها حول دارفور بخيار السلام..وكما أكد أوباما أن إتباع الطرق الدبلوماسية هو أنحج الحلول لفض النزاعات وليست الآلة العسكرية..وقد أدلي بخصوص دارفور بأن السلام والعمل الإنساني أولوية لأدارته..
فالإدارة الأمريكية لديها ملفات ساخنة مثل العراق أفغانستان وإيران بالإضافة إلي ملف كوريا والذي دخل ضمن التسوية بين الصين وأمريكا شاملا السودان.. والمشكلة الاقتصادية وانهيار السوق..يمثل هاجس من اكبر الهواجس والمشاكل التي تواجه إدارة أوباما وربما تعصف بها.. وذلك لوجود خلاف حاد بين ضفتي الأطلنطي حول كيفية معالجة المشكل الاقتصادي وتذمر الكثيرين من مجموعة الدول الأوربية ومنطقة اليورو في أن الأسباب المالية التي تعاني منها بلادهم بسبب الإهمال في النظام المالي الأمريكي وضعف الدولار جراء ألازمة المالية الأمريكية التي انعكست سلبا علي بلدانهم..
والاهم من ذلك أن إن أمريكا لا يمكنها فتح جبهة جديدة في أي مكان في العالم الإسلامي..كما أن أولوية التعامل مع إيران سوف يساعدها علي الخروج من مأزق ملفي العراق وأفغانستان..
لذا أري أن زوبعة المحكمة الدولية ومذكرة اوكامبو سوف تهدأ تماما عما قريب..وتصبح فقط ملا سنة كلامية بين الخرطوم ولاهاي(اوكامبو) إلي حين..
وحتى ذلك الحين.. كما قال جحا عندما عرض إن يعلم حمار السلطان في خلال عشرة سنين..استغرب الناس هذا الموعد وسألوا جحا ؟ لماذا اخترت عشر سنوات؟
فقال في هذه السنوات العشر سوف تنحل المشكلة..
قالوا له كيف؟
قال.. أما أن يموت السلطان.. أو جحا أو إن يموت الحمار..
فنفس المثل ينطبق علي موضوع مذكرة محكمة الجنايات الدولية...مع اختلاف الزمانوالمكان
..والله ورسوله أعلم...
والي أن يعود البشير من الدوحة سالما
لنا لقاء....
ودمتم
خضر عمر إبراهيم
باحث وناشط سياسي وحقوقي-
بريطانيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.