قبل أيام قلائل تابع العلماء شهاب ملتهب سقط فوق بحر البلطيق. شوهد لمدة وصلت إلى ثلاث ثوان وقد يكون هذا الشهاب قطعة نارية كبيرة تصل إلى كيلوجرام أو أكثر ولم يستبعد العلماء أن يكون هذا الجسم الحجري قد اشتعل بأكمله لدى دخوله الغلاف الجوي للأرض حيث تنشأ هذه ظاهرة ضوئية عن تأين الهواء وجزيئات الجسم الفضائي.هذا الحدث يعد إلى أذهاننا ذكري (نيزك حلفا) الذي نعيش هذه الأيام ذكرى سقوطه. شهد شمال السودان وخاصة منطقة الصحراء النوبية في أكتوبر من العام 2008 م أهم حدث علمي تاريخي ليس على صعيد السودان فحسب بل علي صعيد العالمي وذلك إثر سقوط نيزك (TC3 2008) الذي كان يسير بسرعة يسير بسرعة 12.8 كيلو متر في الثانية الواحدة (000,29 ميل في الساعة) ليسقط بعد 19 ساعة تقريباً من تحليقه محترقاً في الغلاف الجوي ليمثل بذلك أول مرة في تاريخ العلم يتمكن فيها علماء الفلك من رصد مسار كويكب بالتلسكوبات، وهو يتجه نحو الأرض ويسقط عليها .. يزن النيزك يزن 83 طنا انفجر على بعد عشرات الكيلومترات فوق سطح الأرض بطاقة تساوي (0.9 إلى 2.1) كيلو طن من مادة (TNT) أي ما يعادل (عُشر طاقة انفجار قنبلة هرشيهما كما قدرها بروفسور معاوية شداد ) أطلق الباحثون على الكويكب المحترق اسم «المحطة ستة» نسبة إلى الموقع السوداني الذي سقط فيه. أي محطة القطارات بين وادي حلفاوالخرطوم بالقرب من مدينة (عكاشة) بالولاية الشمالية. وقال العلماء إن الكويكب من نوع نادر يسمى «أوريليت» وهو من «صنف إف»، وهو الصنف الذي يشكل نسبة قليلة من الكويكبات لا تزيد عن 1.3 في المائة. ويحتوي على العديد من العناصر أهمها مادة الكربون ويعتبر من النوع الذي يندر وجوده (CI/CM carbonaceous ) وقد أظهرت تحليلات مكوناته أنه حديث التركيب إذ لم تمض عليه سوى عدة ملايين من السنين داخل المجموعة الشمسية. ولقد اعتمدت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الصورة التي التقطها محمد الحسن عبد اللطيف ماهر المدير التنفيذي لمنظمة نوب الخيرية لسقوط النيزك الذي عبر سماء مدينة وادي حلفا يوم 7 أكتوبر، كصورة فكلية معتمدة لديها، وقامت بنشرها في صدر صفحتها واجهة موقعها الإلكتروني لتكون المرة الأولى التي تعتمد وكالة عالمية مثل ناسا صوراً من السودان عن حدث يعتبر الأهم فلكياً على نطاق السودان والمنطقة المجاورة.. عقدت و رشة حول هذا الحدث العلمي في جامعة الخرطوم بحضور عدد من العلماء البارزين من دول أمريكا و ألمانيا و فرنسا وجمهورية التشيك و فنلندا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا و د. سمية محمد احمد ابو كشوة عميدة كلية العلوم د. عمر إبراهيم عبيد رئيس قسم الفيزياء بجامعة الخرطوم وبروفيسور محمد احمد الفحل أمين الشئون العلمية بجامعة الخرطوم والبروفسور شداد هدفت الي عرض نتائج الأبحاث التي أجريت حول هذا الحدث . إن من أهم سمات هذا الحدث العلمي انه وكما ذكرنا انه مثل المرة الأولى التي يتمكن فيها العلم من متابعة نيزك حتى سقوطه .. الأمر الثاني هو أن العديد من الأشخاص يتداولون على مر السنين أن هناك أصوات يتم سماعها عندما تظهر الشهب المتوهجة في السماء. - وقد يبدو ذلك مستحيلاً، عندما نضع في الاعتبار السرعة البطيئة نسبيًا للصوت. فأي صوت ناجم عن أحد الشهب الموجودة في الغلاف الجوي العلوي مثل صوت الطائرة وهي تخترق حاجز الصوت، لا يمكن أن يُسمع حتى يمر عدد كبير من الثواني بعد أن يختفي الشهاب من السماء هناك العديد من الباحثين كانوا يعتقدون أن هذه الأصوات متخيلة وليست حقيقية - أي أن هذه المؤثرات الصوتية يضيفها العقل أثناء رؤية الضوء. ولكن بعد سقوط نيزك حلفا تبين أن هذا الأمر ممكن. إن من أشهر الأحجار النيزكية التي سقطت على الأرض هو الحجر النيزكي بيكسكيل والذي تم تصوير فيلم له في 9 من أكتوبر 1992 من قبل 16 شخصًا على الأقل من مصوري الفيديو الذي يعملون لحسابهم الخاص. فالأخبار التي نقلها شهود العيان توضح أن دخول الكرة النارية للحجر النيزكي بيكسكيل قد بدأ من غرب فيرجينيا في الساعة 23:48 بتوقيت جرينتش العالمي (± دقيقة واحدة). فلقد كانت الكرة النارية التي تتحرك في أحد الاتجاهات الشمالية الشرقية تتميز بلونها الأخضر الناطق، كما أن درجة سطوعها قد وصلت إلى أعلى درجاتها وهي 13-. وفي أثناء الوقت الذي استغرقته رحلة الضوء والتي تجاوزت 40 ثانية، استطاعت الكرة النارية أن تقطع طريقًا أرضيًا وصلت مساحته من 700 إلى 800 كيلومتر. إن الحجر النيزكي الذي تم استعادته في بيكسيكل في نيويورك (والذي ينتسب في الاسم إلى المكان الذي سقط فيه) (عند 41.28 deg.N, 81.92 deg. W) قد بلغت كتلته 12.4 كيلوجرام (27 رطل)، وقد تم تعريفه باسم الحجر النيزكي البريشي (أي الحجر المتكسر والذي يحتفظ بنوعه الأصلي بمعنى أنه يقاوم الاصطدام دون امتزاج أو اختلاط بأي نوع آخر من الصخور يغير من تركيبه الكيمائي الأصلي) بدرجة H6., لقد أوضح تسجيل الفيديو أن الحجر النيزكي بيكسكيل من الممكن أن يكون معه العديد من الأحجار النيزكية الأخرى التي كانت تصاحبه في رحلته فوق نطاق واسع من الأرض خاصة في المنطقة الواقعة بالقرب من بيكسكيل. ولكن الآن نستطيع أن نقول إن نيزك حلفا هو الأشهر ...ويظل بذلك حدثاً علمياً نادراً. محمد [[email protected]]