استوقفتني في الجدل الدائر حاليأ حول النقاب , والحجاب , وتضمين مادة توضيح ثقافة الجنس ضمن المواد التعليمية , عدة مؤشرات فارقة ! مؤشرات ليس لها علاقة بمعقولية ومقبولية وصدقية وصحة الرؤي التي يطرحها هذا الطرف أو ذاك ؟ مؤشرات ليس لها علاقة مثلا :
ب هل النقاب عادة أم عبادة ؟
وأنما لها علاقة مباشرة بالسقوط الأخلاقي , والتردي الثقافي , والجهل المعرفي , الذي سقط فيه مجتمعنا السوداني , بعد سنوات التيه والتجهيل الاسلاموي الانقاذي !
وسوف أختار من جميع هذه المؤشرات , مؤشرأ واحدأ أحدأ , احاول تناوله بأقتضاب في السطور التالية !
طريقة السيد الامام ؟
طرح السيد الأمام وجهة نظره في المواضيع المذكورة أعلاه , وأورد بعض الايات القرانية , وشرح هذه الابيات القرانية وسياق نزولها , لتوكيد وجهة نظره . كما أستشهد ببعض الاحاديث النبوية , وشرحها شرحأ وافيأ , دفاعأ عن موقفه . ثم اورد حوالي تسعة بينات اصيلة وأصلية ( ليست من القران ولا من السنة ولا من السلف الصالح ) , بل من بنات افكاره , ومن مخزونه الفكري الموسوعي , لكي يبرهن علي صحيح فتواه , ومصداقية قوله !
خطاب العقل الي العقل !
خطاب العلم والمعرفة والتدبر !
وكل ذلك بلغة بالتي هي أحسن ! لغة سمحة خالية من الشطط والنزق !
نقول ذلك بصرف النظر عن موافقتنا لطرح السيد الامام , أو رفضنا له !
لا نتحدث هنا عن الموضوع , وانما عن كيفية وألية طرح الموضوع !
هذا ما كان من أمر السيد الأمام !
طريقة أصحاب الفضيلة الشيوخ الأفاضل ( التكفيريون والخوارج الجدد ) ؟
دعنا نستعرض ما قال به علماؤنا الأجلاء ( التكفيريون والخوارج الجدد ) في الرد علي ودحض كلام السيد الأمام !
فضيلة الشيخ الاكبر أبوزيد محمد حمزة , رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية , وبدلأ من أن يفند بحججه , أن كان عنده حجج , أقوال السيد الأمام , رمي السيد الامام ب ( الكذب ) ... هكذا مرة واحدة ؟ وأتهمه , جورأ وبهتانأ وبدون اي سند بالطعن في القرآن نفسه ! وأردف قائلأ : ,
( إن الصادق ( هكذا حافة ؟ ) تربى ودرس في أوروبا وثقافته غربية بعيدة عن الدين الإسلامي , وليس له علاقة بالدين ( يا زول ... خاف الله ! ) , حتى يفتي فيه . الصادق ليس من العلماء ولا أهل الرأي المعتبرين ليقطع في أمور الدين ، خاصة وأن البلاد ملأى بالعلماء والفقهاء الذين لهم باع طويل في الفقه وأصول الشريعة، وان الصادق ليس من هؤلاء ) !
أختزل فضيلة الشيخ الاكبر الموضوع في سب السيد الامام واتهامه بالكذب , والطعن في القران , والجهل بالدين الاسلامي ! تناسي فضيلة الشيخ الاكبر الموضوع , وركز حصريأ علي شتيمة السيد الأمام , شتائم شخصية مقذعة , لا سند لها من منطق , أو وازع أخلاقي , أو اسلامي !
ونحن نتسأل بدورنا هل الشتائم الشخصية المقذعة والاتهامات التكفيرية الباطلة مرجعية من مرجعيات جماعة أنصار السنة المحمدية ؟ هل لغة المكارثية ولغة محاكم التفتيش مرجعية من مرجعيات الدين الاسلامي الصحيح , والسنة المحمدية الصحيحة ؟
وعندما سأل محرر جريدة الصحافة فضيلة الشيخ الاكبر عن رأيه في قول السيد الامام ان الحجاب المقصود هو إيجاد فاصل بين نساء النبي والرجال الذين هم الصحابة ، وكيف أن الأمر هنا قاصر على نساء النبي فقط , دون الأخريات، لم يملك فضيلة الشيخ الاكبر غير أن يردد :
( ياسبحان الله ... ياسبحان الله ) !
وقف فضيلة الشيخ الاكبر في العقبة !
قفل 14 !
عجز عن أن يبين !
مخزونه الفكري الناضب لم يسعفه !
لم يجد اي بينة يرد بها علي سؤال الصحفي ودعاوي السيد الأمام , سواء الأختباء وراء وترديد كلمات ياسبحان الله !
ألم يفضح هذا الرد العاجز التصحر الفكري الذي يعاني منه فضيلة الشيخ ؟
هذا ما كان من أمر فضيلة الشيخ الاكبر أبوزيد محمد حمزة , رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية !
عصاية قائمة وعصاية نائمة
دعنا نستمع الي اقوال فضيلة الشيخ ياسر عثمان جاد الله , أمير الإخوان المسلمين (الإصلاح ) ! يقول فضيلة الشيخ إنه رجع إلى 45 مرجعا من تفاسير القرآن الكريم , ووجد أن مذهب الغالبية من أهل العلم , هو ان تغطية الوجه ليست واجبة ؟ إنما مستحبة ؟ وواجبة عن بعض العلماء ؟
فسر فضيلة الشيخ الماء , بعد جهد قراءة 45 مرجعأ , بالماء ! وزاد علي جهلنا جهلأ ؟ اذ ماذا نفهم , نحن السوقة , من ان يقول بعض العلماء ابيض , وبعض العلماء أسود ؟ نمسك في الابيض أم في الأسود ؟
للأسف لم يقل لنا فضيلة الشيخ ياسر رأيه هو في الموضوع , كما فعل السيد الأمام , في وضوح تام ! ردد لنا فضيلة الشيخ , ببغاوية جهولة , اقوال غيره من العلماء من القرن الثامن , والتي حملت الشئ ونقيضه ! تركنا فضيلة الشيخ في عمانا وتخبطنا وجهلنا ... ربما لأنه ليس بأحسن حالا منا , نحن السوقة ؟
وختم فضيلة الشيخ ياسر عثمان جاد الله رؤيته بخصوص النقاب بقوله إن حديث المهدي (هكذا حافة ) عن النقاب عادة وليس عبادة , يصبح مجرد مغالطة !
يا ناس حتجننونا ؟ من الذي يغالط هنا ؟
الكلام الدراب ؟
أما سعادة ( الدكتور ؟ ) يوسف الكودة , رئيس حزب الوسط الإسلامي فقد جزم بان النقاب أمر مشروع إسلاميا , وشعيرة إسلامية ، وان الفقهاء قديما وحديثا لم يختلفوا حول مشروعيته ؟
كلام دراب ملقي علي عواهنه , لم يورد ويستدل قائله ( الدكتور ؟ ) بما يسنده من قران كريم , أو حديث نبوي صحيح , كما فعل السيد الامام في فتواه المحكمة , المكربة بالايات القرانية , وصحيح الحديث !
كلام ( الدكتور ؟ ) كلام ستات شاي !
هل أزيدك , ياهذا , من دراب شيوخنا الافاضل ( التكفيريون والخوارج الجدد ) ؟ أم بطنك طمت ؟
ثم هل من مقارنة بين قمم وقاعات الجبال الفكرية ؟ بين الحق الابلج والباطل الازهق !
السيد الامام ... مصلح وصالح
سؤال في هذا السياق ؟ عندما تقرأ , يا هذا , الاية 117 من سورة هود , الأ تتذكر السيد الأمام ؟ ( وما كان ربك ليهلك القري بظلم واهلها مصلحون). (117 - هود ) لاحظ ( مصلحون ) وليس فقط (صالحون) . نعم السيد الامام من المصلحين قبل أن يكون من الصالحين ! واجبه الذي وضعه نصب عينيه هو توعية بني أدم فكريأ , مستندأ علي تدبره وفهمه العصري لمعاني القران الكريم وصحيح السنة ! مؤوسسأ علي تراكمات أفكار واجتهادات العلماء من السلف الصالح طيلة ال 1400 سنة ونيف الفائته , ومستصحبأ مستجدات العصر , ونحن في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ! يتحفنا السيد الامام بعصارة العصارة عندما يقول : أنا اقول .... ولا يقول أبدأ : يقول العلماء ... يسعي السيد الامام بثاقب فكره , ومخزونه المعرفي الموسوعي الي أصلاح حال المسلمين , كل المسلمين , وتنويرهم بأمور دينهم الوسطي الصحيح ! وأبعادهم عن الخزعبلات والفهم الخاطئ الجهول لمعاني القران الكريم وصحيح السنة ! يجاهد السيد الامام لرفعة ورفاهية بلاد السودان , واهل بلاد السودان , في تجرد ما بعده تجرد , وفي اخلاص تام , رغم الخناجر والسواطير والفئوس والسهام والسيوف , وما رحم ربك , من الذي يسوي ومن الذي لا يسوي . نعم رغم كل ذلك , ومع ذلك , وربما بسبب ذلك , كان ولا يزال واجب السيد الامام , الذي ألزم به نفسه هو الاصلاح , وليس فقط الصلاح !
السيد الامام فاعل ذاتي ... صالح . السيد الأمام فاعل متعدي ... مصلح . وهنا يكمن سر عظمة السيد الأمام ... وما يضمن تقدم ورقي ورفاهية بلاد السودان واهل بلاد السودان . وسؤال ثان في هذا السياق ؟ عندما تقرأ , يا هذا , الاية 18 من سورة البقرة , الأ تتذكر أصحاب الفضيلة شيوخنا الأفاضل (التكفيريون والخوارج الجدد ) ؟
أصحاب الفضيلة شيوخنا الأفاضل ( التكفيريون والخوارج الجدد ) هم الذين عناهم الفيلسوف الألمانى عمانويل كانت , عندما قال قولته المشهورة : ( أن الإنسان الضار بمجتمعه ليس عالما تماما ! وليس جاهلا تماما ! وإنما هو شخص لم يتعلم بما يكفى ليكون نافعا ! ولم يكن جاهلا بما يكفى ليكف أذاه عن الآخرين! ) .
هؤلاء هم أصحاب الفضيلة شيوخنا الأفاضل ! هؤلاء هم التكفيريون والخوارج الجدد !
معظم النار من مستصغر الشرر
يحق لأي مواطن غيور علي الحفاظ علي السلم الأجتماعي , والتوافق الديني , والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع المختلفة , أن يدق جرس الانذار المبكر , ويعري ويفضح التصريحات المنفلتة الجاهلة , والفتاوي المغلوطة التي ما أنزل الله بها من سلطان , والتي يطرشها وينبح بها التكفيريون , والخوارج الجدد , وشيوخ وأمراء المنظمات الأسلاموية التي تكاثرت مؤخرأ في السودان تكاثر الفطريات ! هذه التصريحات والفتاوي والخطب والاصدارت غير المسئولة والتكفيرية يجب علي نظام الانقاذ أيقافها فورأ , والا عمت الفتنة , وهي أشد من القتل ! يرعي نظام الانقاذ , ويقدم الدعم المقدر لهذه الجماعات التكفيرية والخوارج الجدد ! ولكنه لا يدري ان الجني عندما يخرج من القمقم , سوف ينقلب علي عرابه الانقاذي , الذي لن ينجح عندها في ارجاع الجني الي قمقمه مرة اخري , بعد أن يتم تكفير نظام الأنقاذ نفسه !
مستصغر الشرر الان ربما تحول غدأ الي معظم النار , للأسباب التالية : + الشعب السوداني شعب طيب ومتدين وعاطفي , ويمكن لهذه الجماعات التكفيرية والخوارج الجدد استغلاله وتجهيله بسهولة ! + نسبة الامية في السودان تقارب السبعين في المائة , وأغلب الباقين أنصاف جهلة ( بسبب نظام التعليم الأنقاذي ) , مما يسهل تجهيلهم واستغلالهم باسم الدين ! + ثورة الاتصالات تجعل الراعي في بوادي الكبابيش ( كما تقول السيدة العالمة المقدداها ام سلمي الصادق , التي كنت أحسبها , جهلأ مني , من الدقدق والصير بالمقارنة مع اهرامات الكنداكة ) , والمجتمع الدولي ملمان بتخرسات التكفيريين والخوارج الجدد , ساعة النطق بها ! + ليس هناك منطقة وسطي في أمور الدين ! فاما حق أو باطل ! أما أبيض أو أسود ! لا وجود للون الرمادي ! وهنا تكمن الفتنة ! + سوف لن يقف المجتمع الدولي مكتوف اليدين ! بل سوف يتدخل كما تدخل في أفغانستان والعراق ! وبعدها ... الطوفان ! + التكفيريون والخوارج الجدد دخلوا في الحكومة الانقاذية الجديدة بكثرة ! من كان يحلم بأن يصير الدباب الذي صفع معلمه حاج ماجد سوار وزيرأ ! هل تذكر , يا هذا , كيف أباح نائب والي الولاية الشمالية الأنقاذي دم السيد الأمام لانه قال وقتها بجواز قبول قوات اليوناميد , التي كانت ترفضها حكومة الانقاذ بشدة , وحلف الرئيس البشير بالايمان المغلظة المثلثة ... والله العظيم ... والله العظيم ... والله العظيم ... أنها سوف لن تدخل دارفور وهو حي ! التكفيريون والخوارج الجدد ... أن هم الأ يخرسون ! وما تنسي , يا هذا , أن تحاسب من المطرة ... كما قالت استيلا الجنوبية !