«الخوارج الجدد يكفرون الناس كما يتنفسون» الإمام الصادق المهدي مفكر الوسطية مدخل ثاني: «لو بعث علي لحاربك الداعون وسموك شيوعياً» الشاعر مظفر النواب «1» أدعياء السنة وظاهرة الخروج عن النص إن من أسوأ الظواهر هو ظاهرة العنعنة التي تهدم في اصل الحياة اليوم، وتغيب دور الدين في العصر، وصلا الى الآخرة دون المرور على الحياة الدنيا، مغفلة بذلك لدور الانسان خليفة الله سبحانه وتعالى في الارض، واذا اخذنا بمنطقهم في الحفظ دون الوعي، لعجز الانسان من اكمال رسالته في الخلافة والتكريم الذي خص به دون الخلائق الاخرى في الكون. ومن الخطورة بمكان افساح الساحة لاستشراء ظاهرة اولئك الببغاوات من مرددي النص كحاملي «الاسفار من .....» فهؤلاء قد عطلوا العلم واعدموا الدين. لماذا؟ لان مداخل كل الرسالات السماوية الابراهيمية وعبر التاريخ كانت تنادي بالعلم «اقرأ يا محمد» وكل الانبياء والرسل من لدن آدم عليه السلام وإلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم كانت حركة التجديد والاصلاح لكل حسب معطيات زمانه والمخاطبة بمقدرات العقول، وهذا ما وجب الالتفات اليه عسى ولعل نطرق على باب قد اغلق باسم موميات من علماء السلطان ما انفك السوء يجري على ألسنتهم «مجرى الدم من الجسم». فإذا كانت هناك اصنام كالتي هدها نبي الله ابراهيم عليه السلام، فاليوم ذهنية الاصناع التكفيرية هي في اشد الحاجة الى ابراهيم جديد ليهدمها. فيا ويل الاسلام من عبدة النصوص. فالانسانية اليوم في حاجة الى عقول تدرك فعالية الحوار من باب «التناصح ونصف رأيك عند اخيك» لا عقلية ما سمى «بالباحث الحسيس في علم الحديث»!! وليس الإسلام في حاجة الى دعاة يرغبون فيه «وينفرون منه» عبر بوابة الترهيب «رحم الله ابو الليق السمرقندي على حسن اجتهاده وتجديده». وليس الإسلام في حاجة لبناء للمساجد الضرار!! طالما «ان كل ارض الله مسجد» والدين المعاملة «لا الاساءة والسباب» ولا جدال الا بالحسنى كما اتى في «النص» يا عبدة حافظي النصوص. «2» فقاسات الوارد ومعاداة الواعد الملي ان المدارس الاسلامية من صوفية وسنة وشيعة يجمع ما بينها التوحيد، الله واحد ونبيهم واحد محمد صلى الله عليه وسلم يبقى ادعاء التوحيد عبر مدارس الوافد من اكبر «البدع» الكهنوتية والتي تقود الى تفتيت شمل المسلمين، بل هي من صميم المدارس والتي عزلت الاسلام كديانة للبشرية جمعاء وألقت به بعيدا في عالم التهويم وخارج معطيات وتاريخ هذا الزمان، والأدهى من ذلك سلبها لمقدرات العديد من الشباب المغرر بهم بحياكة تفاصيل بدع «حجاب العادة دون العبادة» او بالاصح ما سمى «بالزي الإسلامي» لتحرر بذلك للنقاب شهادة براءة لما يقوم به النينجا ومتلثمي الوجوه من اعمال تخالف الفطرة وحسن الآداب مما يقود الى فتح ابواب الارهاب على مصراعيه باسم الاسلام، والاسلام برئ من ذلك «الفعل الدخيل» خاصة في السودان ومن الاشياء المدهشة ايضا ادعاء التمثل بحياة السلف من الصحابة عليهم رضوان الله عبر تضخيم الابدان بالاكثار من تناول المطيبات من «المحمر والمشوي والحلويات» بحجة ان «المؤمن حلوي» والسؤال «ما بال المرارة في طعم الدواء، أليس فيها الشفاء»! وليعلم هؤلاء ان نعمة الله في التذوق «حلوها ومرها» بالعافية!! ونزيدهم في «الشعر بيتا» ان ادعاء احياء سنة النبي قولا وفعلا لا تتم بالتكسب المادي ومضاربات الكسر في «السوق» لان استيعاب بنية النص المعنوي اقيم وافيد من بنية «النص المادي» «وبلا ربط البطون بالحجارة ما من السنة يا شيخ ابو زيد»؟! وألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وايضا ألم يقل: «حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه...» ؟! هكذا تكون الاشارة الى الاستيعاب دون ترديد أدعياء السنة لمفهوم «السلف حصريا» ثم من تكالبهم على المجتهدين والمجددين من الساعين الى اخراج الدين من ممياء العدم التي ادخله فيها ادعياء الارهاب الى براح وتنوير الحياة «بمعطيات الاصل ومتطلبات العصر» دونما التفات لما يلقيه الخصماء والجهلة من «حجارة الكفر» او الوصم بالخروج عن الدين، وهذا ما اعتدنا على سماعه في سرادق المولد النبوي الشريف من «صاحب الصوت المشروخ والرأي المجروح» من مقلدي الببغاء بخطاب «حصرية القول للسنة». علما بأن النصرة للكتاب والسنة. «3» قنابل التهم الموقوتة سئل شيخ يوما ما في جامعة الخرطوم لماذا لا تتحدث في السياسة؟! فرد وقال بصوته دايرني اخش السجن وانتو تاكلوا البطيخ البارد»؟! لا تعليق!! فمن العجب اليوم «ان العشر قام ليهو شوك»!! وطال «السلعلع» قامة النخيل وهذا ما دعانا الى الاسترسال في «الحديث» من باب الرد الالزامي على تلكم الهجمات التكفيرية وغير الموضوعية من قبل بعض المصدرين «ورافدين» لكوادر الارهاب بالقتل «الذي حرمه الله الا بالحق» بل هم من يقودون اولئك الشباب المغرر بهم الى ارتكاب الجنح والوقوع ضحايا لادانة القانون. والشيء المؤسف ان الفتوى عند هؤلاء قد صار لها «ترزية» يحسنون صنع التفصيل على قدر مبررات ارتكاب الجريمة. فدونكم ما تم «لقرانفيل وسائقه السوداني» من قتل لشخصيهما وازهاق لارواحهما من قبل بعض «مدارس الارهاب في البلد» وبعد ان اكتملت فصول الجريمة، ويكون الحكم هو القصاص «الاعدام حتى الموت» «كانت الفتوى الترزية» هي الهروب علما بأن «قضاء السلف قد منح الدرع لليهودي» فأين نحن من عمر بن الخطاب وعلي رضوان الله عليهم جميعا؟! والسؤال اذا كان الامر جهاداً اما كان من الافضل الثبات على المبدأ حتى تنفيذ الاعدام؟ ام ان الهروب من ساحات العدالة هي احد الوسائل لمدارات الجريمة؟ علما بأن من يقدم باسم الدين على القتل فهو بالضرورة على حق. فهل من صفات «السلف الصالح» هدر الدماء الآدمية ثم من بعد الهروب؟ يبقى يا شيخ «.....» أية وسيلة دون الثبات على المبدأ هي اعادة لمدارس الارهاب في العالم، من لدن كارلس وعصابات المافيا والنموذج الامثل لقدوة السلف الصالح «ما اقدم على فعله الخليفي من قتل المصلين بمسجد الثورة الحارة الاولى بام درمان»!!! ومن صميم احياء سنة السلف جريمة الجرافة «ايضا بالمسجد» بل يعتبر من اعظم مجاهدة الكفار «قتل قرانفيل وهروب القتلة»!!!! «4» الخوارج وهدم القيم السودانية السمحة قبل ان نسدي النصح لا بد من التذكير بالقيم السودانية السمحة والتي كانت وما زالت هي الملاذ الآمن لهذا الشعب الابي من كل سلبيات الوافد سواء كانت اصابته دينية او عولمة غربية. وهنا نقول لا مرحب بالخوارج الجدد، ولا بد من الصد لخطورة الفتوى لهذه الافعال الارهابية الشنيعة والمخالفة للفطرة السليمة للانسان «فطرة الاسلام» وهي في حاجة ماسة الى «فتوى» اكبر واخطر من «الحديث» حول «عبادة وعادة الحجاب» او ما سمى «بالنقاب» وعلى ذكر الحجاب يجب ان يدرك «عبدة النصوص» ان «الحجاب حجاب النفس» قبل «حجاب الزي» وان المخافة من الذئاب البشرية ليست قاصرة وحصرية على «ذكر الانسان» فالغواية عند «انثى الانسان» اكثر كيدا. كما اتى في مضمون النص القرآني، هذا اذا استثنينا مصطلح الجندر العصري. يبقى التداعي الذاتي والبكاء على الحجاب باعتبار انه «النقاب الشرقي» او هو اجتهاد لتفصيل «زي اسلامي ساتر» نوع من انواع المغالاة في الحديث واستجداء غير مبرر للسلطة الحاكمة لتعيد النظر من باب «المحاماة» لقضية ارهابية افتى فيها الشرع بالقصاص. وهنا يكون التبرير واجب «قلب الوالد» ولكن ليس من المقبول السعي الى رمي رجل في قامة الامام الصادق المهدي بالانتقاص من العلم فمن هو العالم اليوم اذا لم يكن الامام الصادق المهدي؟! فاذا كان مفهوم العلم حصريا على الالقاب فامام الانصار السيد الصادق المهدي هو مفكر الوسطية في عالم اليوم، وهو «اولى بالفتوى» الصحيحة دون غيره استصحابا لاصل السلف وادراكا لمعطيات العصر والخلف. وتكفيه شهادة الراحل الشيخ الهدية «زعيم جماعة انصار السنة المحمدية بالسودان» عليه رحمة الله فهذا الامام هو المتمثل لحياة النبي صلى الله عليه وسلم والتي عاشها في «خاصة نفسه» قولا وفعلا واذا كان هناك انصاف «للعلماء» وادراك لمفهوم النص حقيقة لما تطاول على قامته «الاقزام» ولكن «الله غالب» بل لكان الشكر والثناء على الاجتهاد والتجديد لقراءة النص المقدس هو المعادل الموضوعي لمساهمات الرجل الفكرية النيرة، في اخراج سماحة الدين الاسلامي وتكاليفه الربانية من «حجاب الارهاب» وافواه الببغاوات ومن ترديد الاحاديث «المشوهة» لمظهر الانسان المكرم بحجة الخروج من معطيات الحياة بالوعي والادراك للطرق على بوابة القدوة من السلف الصالح ثم من بعد الانفتاح «الديمقراطي» على معطيات كل زمان ومكان وفق قاعدة الامام المهدي عليه السلام «لكل وقت ومقام حال ولكل زمان واوان رجل» علما بان التاريخ والدين لا يلزمان العبد بالسكون و«تحنيط الممياء» دون الحركة، واذاطرقنا على باب الحوار مع هؤلاء الخوارج الجدد، وسألنا، ما الفائدة من اعادة تجربة وتكرار خبرة فاقت «التسعين عاما» ولم تبرح تلكم «الدوغمة» المعرفية نفسها قيد انملة، الا في اعادة وانتاج نص «التكفير» وتصدير فتاوى «الحيض والنفاس» كما وصفهم الدكتور حسن الترابي. فغياب الفاعلية بالضرورة قاد الى استكانة المعرفة لذا كان حتما ان تتحول الى قنابل موقوتة. ما امامها الا المساهمة في تفجير البنيات الفكرية عند العلماء والمفكرين بدعاوى التكفير. من قبل ما تعمل على هدم «صوات اليهود وكنائس النصارى» وبذا تكون قد نجحت في هزيمة الاسلام من الداخل. واكدت ما اتى في «فورمان المخابرات المركزية الامريكية» ابان حقبة قوانين سبتمبر 1983م حينما جاء في ذاك الفورمان «ان الاسلام لا يمكن محاربته من الخارج لذا لا بد من محاربته من الداخل». وقد كان.. فهؤلاء قد شرعوا اليوم يلقون برشتات الكفر «على قفا من يشيل» يمنة ويسرة علما بأن مساهماتهم ودورهم في حماية الارض والعرض «صفر كبير» بل لا يتجاوز الامساك على حبال «تعدد الزوجات» مثنى وثلاث ورباع، ويا حبذا اذا رحلت احداهن لتحل «صغيرة السن المليحة» الى «جوقة الحريم» ودونما النسيان والاضافة للتعدد «بما ملكت ايمانهم» وهذا هو اعظم حقل وكسب لهم في «باب الاجتهاد والتجديد» دونما احترام لمفهوم «النص المقدس» ولن تعدلوا وان حرصتم. واذا ذكرت لهم ان الخطاب موجه الى الذكر والانثى «المؤمنين والمؤمنات وان حظ الانثى لحظ الذكر في الحياة من كسب مادي وعبادة لقالوا لك انه قد صبأت وخالفت الشرع لماذا لان القوامة للرجال دون النساء والذكورية هي معيار الافضلية بين البشر، وكل ذلك فقط من اجل الحفاظ على الوضع المادي المميز والذي حاذوه «قسرا» عبر تفاسيرهم الارهابية التكفيرية لمفاهيم النصوص في «الكتاب والسنة». عموما إن خطورة هؤلاء الدعاة «الشيوخ التسعينيون» بالغي الغبن من العمر. اذا لم يرعون بالضبط ولحماية الدين من خطابهم التكسبي التكفيري العدائي والذي يجد الدعم بفاره «الرايات الحديثة» من عائد زكاة وصدقات رجال البر والاحسان من الساعين لتخليد اسمائهم في افريقيا من بعض الاثرياء في دول الخليج لتصل تلك الاتاوات الى ايادي هؤلاء المبشرين. والسؤال هل نشر الاسلام في بناء «المساجد الضرار»؟ على شاكلة التي ترمى كل المصلين من المسلمين بحميم التكفير؟! وبراجمات الشرك؟! وهل نشر الاسلام يتم بتزيين فعل الحكام الجائرين، وبتوجيه هجمات الوصف بالجهل لحماة الاسلام في السودان الحقيقيين؟! ختاما: لابد من مواجهة هؤلاء الاعداء من الخوارج الجدد كما قال الامام الصادق المهدي ومفكر الوسطية عبر بناء رأي عام قوي ضد نهجمهم الجالب للفتنة ولا بد من ضبط الفتوى وحماية اعراض الناس من السب والتجريح وحماية الاديان من التشويه بل لا بد من تفعيل دور السلطات ضد الاحكام الجزافية لتجنب الفتن بين الفرق من السنة والشيعة وفتح باب الاجتهاد والجدل بالتي هي احسن وان تكون العلاقة مع الآخر بالتسامح والتعايش الملي. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.