في محاضرة له في جامعة جورج تاون بواشنطن نقلتها العديد من المواقع الالكترونية السودانية دعا أندرو ناتسيوس المبعوث الأمريكي السابق للسودان الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي توجيه ضربة جوية لحكومة الخرطوم في حالة عرقلتها للاستفتاء لكنه استبعد في الوقت ذاته قيام الإدارة الحالية بتوجيه تلك الضربات ثم أكد ناتسيوس في محاضرته أن الحكومة الحالية هي أضعف حكومة مرت علي السودان منذ الاستقلال و ارجع ذلك لكثرة الثورات المسلحة في البلاد. أن دعوة أندرو ناتسيوس التحريضية لضرب الخرطوم إذا عرقلة حكومة البشير عملية الاستفتاء ورفضت الاعتراف بانفصال الجنوب هي دعوة استفزازية لكل أبناء السودان علي مختلف انتماءاتهم السياسية و مهما كانت التبريرات و الحجج لمثل هذه الدعوة يجب أن تواجه برفض قاطع من قبل كل القوى السياسية السودانية و هي انتهاك لحرمة الوطن و سيادته و معلوم تماما أن حكومة البشير كما قال ناتسيوس هي اضعف حكومة مرة علي تاريخ السودان و دلالة علي ذلك في عهدها سوف يشهد انفصال جزءا عزيزا من الوطن في الوقت الذي حافظت عليه كل الحكومات السابقة منذ الاستقلال ثم شهدت البلاد نزاعات مسلحة عديدة و ما تزال التوترات في العديد من المناطق و هل معني ذلك يظل أبناء السودان صامتين "شماته" في المؤتمر الوطني و يراقبون الوطن يتقطع إربا إربا و تمارس الولاياتالمتحدة ابتزازها. يجب علينا في هذه ألحظات التاريخية الحرجة التي يمر بها السودان و خاصة بعد ما أعلنت الحركة الشعبية أنها ذاهبة في طريق الانفصال لا رجعة و قال رئيسها انه سوف يصوت إلي انفصال الجنوب ورغم أن حديث السيد سلفاكير يعد خروجا علي نصوص الاتفاقية و كان عليه أن يعمل من اجل الوحدة ليس فقط التزاما بالاتفاقية أنما احتراما لبرنامج الحركة السياسي الذي قاتلت من اجله وسكبت دما غزيرا لتحقيقه و رغما عن ذلك إذا كان الانفصال هو خيار الحركة و شعب الجنوب يجب أن يحترم و يقدر و يجب أيضا علي الحركة الشعبية أن لا تمارس ابتزازا لكي تنال أكثر من حدود 1956 و تحاول أن تجند الولاياتالمتحدة و بعض الدول الأوروبية لتقف معها لتحقيق ذلك مستقلة عدم رضي و كره القوى السياسية لممارسات المؤتمر الوطني و انفراده بالدولة و استخدامها لمصلحة أهل الولاء و الحظوة. كما إن التوجه العدائي لأبناء السودان أيضا جاء علي لسان الممثل الأمريكي جورج كلوني الذي زار جنوب السودان مؤخرا يرافقه جون برندر غاست مدير مركز " Enough" في واشنطن و في مقابلته للرئيس الأمريكي أوباما حاول أن يؤكد أن أبيي هي منطقة لدينكا أنقوك و أن الحكومة السودانية تحاول توطين "العرب المسيرية" كما أن حكومة البشير تريد استخدام مليشيات عربية كما استخدمتها في دارفور في منطقة أبيي و هي محاولة استباق لعملية استفتاء أبيي و منع المسيرية من الاشتراك في الاستفتاء بضغط من قبل الولاياتالمتحدة و يحاول الممثل كلوني و غاست مدير "مركز كفاية" استخدام قضية دارفور و الرأي العام المساند لها في عملية ابتزاز علنية لصالح انفصال الجنوب وضد السودان لتحقيق مكاسب و اقتطاع مساحات كبيرة منه في الوقت الذي يتفرج فيه الجميع علي هذا الابتزاز السياسي من قبل الولاياتالمتحدة و الحركة الشعبية. يقول الشاعر للأوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستحق أن الاختلاف السياسي و معارضة النظام و العمل من اجل إسقاطه شيء و الدفاع عن الوطن و حمايته و الحفاظ عليه شيء أخر فيجب أن لا يختل عندنا سلم الأولويات فالدفاع عن الوطن و مواجهة التحديات الخارجية التي يتعرض لها من قبل الولاياتالمتحدة يجب الوقوف ضدها لكي تعلم الولاياتالمتحدة و غيرها أن السودان ليس ملكا للحركة الشعبية و المؤتمر الوطني يمكن أن يتنازلوا عن أرضه أنما هو وطن لكل السودانيين فإذا كانوا قد قبلوا بالسكوت عندما انحصرت مناقشات السلام في نيفاشا بين الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني ووافقوا علي الاتفاقية لأنها قد أوقفت الحرب و أكدت علي عملية التحول السياسي و ليس معني ذلك السكوت عن كل ما تحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية فعله ضد السودان فالوطن فوق الجميع و الدفاع عنه فرض عين فإذا ظلت القوي السياسية تلزم الصمت تجاه الابتزاز الذي يتم فإنها هي أيضا سوف تكون مشاركة علي ضياع الوطن و تقطيع أوصاله. لقد شدني موقف السيد محمد عثمان الميرغني رغم معارضتي لسياسته التي يطبقها أن كان في الحزب الاتحادي الديمقراطي أو غيره عندما قال هذا ليس وقت خذلان و أن هناك تأمرا كبيرا يحاك ضد السودان لفصل الجنوب عن شماله" حقيقة أن الظرف الخطير الذي يمر به السودان يتطلب تضافر الجهود و الوقوف صفا واحدا ضد مخططات تفتيت السودان و السياسة العدائية للولايات المتحدة ضد أبنائيه و هي سياسة قد زادت في الآونة الأخيرة حتى بدأ البعض يطالب بضرب الخرطوم بالطائرات و البعض يطالب بوضع قوات علي الحدود حماية للإخوة الجنوبيين من هجمات الشماليين و المسلمين و هي في الحقيقة قوات من اجل السيطرة علي أبار النفط و مثل هذا الصلف الأمريكي يجب أن يواجه بموقف قوى من قبل القوى السياسية و عدم التهاون و لكن في هذا الظرف الخطير الذي يمر به الوطن في ظل الابتزاز الخطير الذي تمارسه الولاياتالمتحدة لكي تستقطع من مساحات السودان كما ترغب و ليس هناك من يتصدي لذلك غير راية المؤتمر الوطني فيجب علينا كلنا أن نكون مؤتمرا وطنيا و أتذكر قول الشاعر بلادي و إن جارت علي عزيزة و أهلي أن ضنو علي كرام يجب أن نفرق تماما بين الموقف من المؤتمر الوطني و سلطته و دعوتنا من اجل الديمقراطية و الحرية التي يقف المؤتمر الوطني عائقا لها و بين الوطن الذي يتعرض إلي محنة في بقائه و إذا و افقنا علي انفصال الأخوة الجنوبيين باعتبار أنهم فضلوا طريق الانفصال و بناء دولتهم المستقلة أننا نسعي من اجل أن تكون العلاقة بين الدولتين في المستقبل علاقة حسن جوار و تعاون و روابط من خلال مشاريع مشتركة تجعل التفاعل القوي بين الشعبين يجبرهم في المستقبل لإيجاد صيغة توحد بينهم و لكن لا نرض بالابتزاز و محاولة الاستفادة من علاقاتهم الوطيدة مع الولاياتالمتحدة من اجل نيل أكثر من استحقاقاتهم وللآسف هي السياسية الجارية الآن و تجد الصمت من كل القوي السياسية السودانية أعتقد أن الكل ضد الحرب و ضد من يحاول إشعالها و لكن أيضا ضد الاستفادة من الظرف الاستثنائي و استقلال صمت الحكيم. أن الدفاع عن الوطن و استحقاقه و الوقوف ضد المخططات التي تحاك ضده لا يوقف المعارضة و النضال من أجل إسقاط سلطة الإنقاذ و العمل من اجل البحث عن حل لمشكلة دارفور و عودة النازحين إلي مناطقهم و حواكيرهم و تعويض المتضررين و محاسبة الذين ارتكبوا جرائم و خطاء و لكن إذا أهملنا الوطن ألان سوف لا نجد شيء نتنازع عليه لان الولاياتالمتحدة و حلفائه لا تريد غير مصالحها الذاتية و هو الشيء الذي بدأ يشكوا منه السيد سلفاكير من ألان في مقابلة صحفية آجرتها معه مجلة نيوزويك الأمريكية حيث قال " اعتقدت دائما أن أمريكا يمكن أن تفعل أي شيء لكن في حالتنا لا يحدث ما يؤكد ذلك إنهم مشغولون بالتزامات أخري كثيرة" و في الختام ليس لدي ما أقوله غير أن تنصروا الله ينصركم و الله الموفق.