في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    ((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))    من يبتلع الهلال… الظل أم أحبابه؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحة القول في الزمان المريض: حقنة وسجم ... بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 22 - 10 - 2010


1-حقنة كمال عبيد التي سار بذكرها الركبان
عرضت يوماً على منبر جريدة الصحافة مفهومي عن الهرج. وقلت إنه حالة تعطل فيها صفوة البرجوازية الصغيرة الفصيحة المعايير لأن الهرج هو ماؤها العكر للصيد. قل لهم إن هناك فساد في الشمال مثلاً فيقولون ولكن هناك فساد في الجنوب. وكأن الفساد معيار يبطل مفعوله متى عمّ البلاد بشقيها. وللجماعة في الهرج حياة. صعدت به إلى مراقي السلطان قفزاً بعمود الولاء لا الكفاءة وذبحت المهنية بسكين التطهير. وقلت في المنبر إن الذي يلجيء البرجوازية الصغيرة للهرج أنها تغربت عن أهلها بفضل نظام التعليم الغربي الذي خضعت له ولم تسترد نفسها منه بعد. وألغت الشعب في حمى غربتها وأصبحت في " روحها العزيزة".
عشنا في الأسابيع الماضية حالة من الهرج حتى بغير أن ندري. فقد طفحت وسائط الإعلام بتصريحين لوزراء من المؤتمر الوطني ثم اتضح أن كلمهما محرف عن موضعه. فقد كشف علاء الدين يوسف أن تصريح "الحقنة" لوزير الإعلام كمال عبيد داخله سوء نقل. واتهم جريدة "أجراس الحرية" بأنها من وراء ذلك لقولها إن الوزير صرح بأنه "لن يكون الجنوبي في الشمال مواطناً ولن يتمتع بحق المواطنة والوظيفة والامتيازات ولا حق البيع والشراء في سوق الخرطوم ولن نعطيه حقنة في المستشفى". وجاء علاء بتسجيل كلمة الوزير فإذا به قد قال إنه إذا انفصل الجنوب فالجنوبي لن يكون مواطناً في الشمال : "ولا ح يتمتع بأي امتيازات . . . هم ما مواطنين ما عندهم حق الحقنة في المستشفى ولاعندهم حق المقعد في المدرسة ولا عندهم حق الوظيفة في المؤسسة العسكرية والمدنية ولا عندهم حق البيع والشراء في أسواق الخرطوم".
سيقول لك عتاة المهرجين إنه لا فرق بين العبارتين. حقنة حقنة والبادي أظلم. وهذا أول تفريط في المعيارية. فمن حق المرء أن يرى تشابه العبارتين ولكن ليس قبل صحة النقل وإقامة الدليل بالتحليل. وهذه الأمانة في ذمة الناقل.
قال شكسبير إن للشر نهجاً وكذلك للهرج. فما أخرج علاء لضبط نقل كلمة الوزير ليس نبلاً مهنياً قيماً. بل أراد إحراج جريدة "أجراس الحرية" المائلة للحركة الشعبية. فأوسعها تعريضاً ووصف مهنيتها ب"الفضيحة" وتداعى أنصاره على سودانيزأونلاين ما تركوا للأجراس جنباً ترقد عليه. ثم انقلب السحر على الساحر. فخرج عليهم دنق قوك، كاتب العمود الراتب بالأجراس، وكشف صغائر علاء ورهطه من الحملة على جريدته. فقال لهم إن الأجراس لم تنقل خبر كمال بالمرة. وكل علاقتها به أنه نشر عموده فيها (29-9-2010) معلقاً على "حقنة" الوزير. وطلب من علاء تبرئة الأجراس قبل كل حساب. ثم كانت المفاجأة اعتراف دنق بأنه أخذ عبارة الوزير سئية النقل من جريدة الرأي العام (25-9-2010) المحسوبة على الحكومة والتي لا ترقى الظنون إلى ولائها لها. ولم يتحسب علاء لذلك. فحبل الهرج قصير أيضاً.
لم يكن للأقلام المعارضة للإنقاذ شغلاً غير "التريقة" على "حقنة" الوزير على مدى الأسابيع الماضية. وكردة فعل نشأ بين مؤيدي المؤتمر الوطني والمتعاطفين "تريقة" مضادة عن "جالون بنزين" قيادي الحركة مارتن ماجوك. فقد نٌسِب إليه إنه قال إنهم متى انفصلوا فلن يعطوا الشمال جالون بنزين واحد. ولا ندري إن قالها أو قالها بنفس الصيغة أو لم يفعل. وبلغ من قوة الهرج بحقنة الوزير أن تعهد الرئيس بحماية الجنوبيين في الشمال تلافياً لمفعول تصريح وزيره المحرف. وتواترت التصاريح من الجنوب عن التزامهم بحماية الشماليين في الجنوب بنبل مزعج.
وسنتطرق لهرج آخر حول قول الوزير كرتي المزعوم عن سجم زعماء المعارضة.

2- وسجمانين كرتي
اتصل فيّ من اثق بشهادته وقال إنه حضر لقاء الوزير كرتي ببعض جالية واشنطون ولم يسمعه يصف السيدين الميرغني والمهدي بأنهم "سجمانين". وكان معه من شهد اللقاء واستفزه التبليغ السيء وظل يبحث عن تسجيل للكلمة ليزداد يقيناً من براءة كرتي من شينة "سجمانين". وليس أياً من الرجلين من صف الإنقاذ. وإذا صنفتهما فهم في عداد المعارضين. وانصرفت عن الأمر حتى حرك ساكنه ما تواتر عن التحريف الذي جرى لحديث الوزير كمال عبيد الإذاعي. وهو ما ألقيت الضوء على حيثياته أمس. وانزعجت لهذه التغذية الفاسدة للحوار الوطني في هذا الوقت الفاصل من تاريخ الوطن. فيكفي أن "تقوقل" الشبكة الدولية ب "كرتي سجمانين" أو "حقنة عبيد" لتقف بنفسك على الطاقة السلبية التي اندلقت فزادتنا ضغثاً على إبالة.
تحدثت إلى محرر نيوميديانايل التي أذاعت الخبر أول مرة. فوجدتها أخذته ممن قال إنه حضر اللقاء. وراجع المحرر قبلي الحسن أحمد الحسن، الصحفي بإذاعة سوا بواشنطون، الذي قال إنه نقل ندوة كرتي ولم يسمعه يصف السيدين ب"السجمانين". وبحث عن التسجيل ليبعثه لمحرر "نيوميديانايل": الكمدة بالرمدة. ولم يحصل عليه بالنظر إلى تقنية في التسجيل وصفها لي لايبقى منها شيء بعد إذاعة المادة. وهكذا بلغنا من الأمر وضعاً يسمية الإمريكان "أنا قلت، أنت قلت" فلا سبيل لقطع شك الخبر ببينة التسجيل. وقلت لمحرر الوسيط مع ذلك إنه ربما كان أحسن صنعاً لو تطرق إليه الشك حين حوى التبليغ على كلمة "نابية" مثل "سجمانين". فهي مما لا يجري على اللسان السياسي في العلن عادة. وأكد لي الحسن أنه أعد النشرة ولم ترد الكلمة في حديث الوزير. وقال لي أكتب ذلك على مسئوليتي.
يكتنف سوء الظن سياسيّ هذه الفترة في بلدنا. و"الفترة" في العربية هي زمن عسر ومشقة وهول. وما كنا نريد لوسائط الإعلام أن "تخترع" عبارات لسياسيين لا يحسنون التعبير أصلاً. لقد "تورت" عبارة بدرية سليمان "تصعيب الاستفتاء" عجاجاً كثيراً. وكذلك تعجج المناخ السياسي بقول مسئول شمالي في لجنة الاستفتاء عن تأجيل الاستفتاء. وزادت الطين بلة تصريحات رئيس لجنة الاستفتاء عن تهرب الأعضاء الجنوبيين عن اجتماعات لجنته. ناهيك عن اقوال لقوش ونافع والعشرة الكرام. فلسنا ناقصين في مادة سوء الظن حتى تتبرع وسائط الإعلام بإختلاقات بحسن نية أو سواها.
أكثر ما حيرني أنه لا كمال ولا كرتي اكترث حتى لتبرئة أنفسهما من سوء النقل الذي سمم الأجواء السياسية. أو الاعتذار بمسئولية عن اعتلال قولهما في الزمان المريض. فلم يتحرك الإعلام الوزاري ولا إعلام سفارة واشنطون ولا إعلام الخارجية ولا صحافة المؤتمر الوطني وأشباهها لتنقية الأجواء السياسية التي تلبدت بفعل عبارت وزارية محرفة. بدا لي أننا اصبحنا عندهم "ما همية" كما يقول السودانيون. فقد تكاثرت "العلقات" عليهم وفاتت ولم يموتوا. لقد اندبغ جلدهم بالحكم فلم يعودوا مسائلين أو حتى سائلين. وللسخربة اصبح أمثالي من المعارضين من يرد عنهم غائلة سوء النقل. وقيل (على بؤس المثل) السعيد من خدمه أولاد العرب أو من هم في معارضته على خط مستقيم.
أرجو ألا يمر سوء النقل الذي أخذ سياستنا في جناحه الضال طوال الأسابيع الماضية وأفسدها ونحن قبايل إستفتاء. أرجو أن يراجع مجلس الوزراء أداء الدولة الإعلامي والقيادي الضعيف الذي أدخلنا في متهاهة من التنابذ بأخبار جزافية. وأرجو أن يأخذ اتحاد الصحفيين الأمر بجدية لمعرفة من أين يتسرب سوء النقل إلى صحافتنا. فلو لم يفعل لجاءنا "أبوالكجمجم" وورانا أياهو.
الموضوع : عطية المحسي المنتدى : المنتدى السياسي

بتاريخ : 10-03-2010 الساعة : 02:32 PM
نص حديث د. كمال عبيد :
الناس بتكلموا الآن عن الانفصال لكن الجنوبيين يكونوا موجودين في الشمال ، نحن لما نتكلم عن الانفصال نتكلم عن انفصال الأرض والشعب لانو ده ببقى مواطن لبلد تانية اخوانا ديل بقولوا الوحدة ما جاذبة لانو مواطن الجنوب في الشمال درجة تانية . ده ما صحيح لانو ما في قانون بفرق المواطنين لمستويات، لكن لو حصل الانفصال بكرة المواطن اللي اخوانا ديل بالقانون هو مواطن زيو زي الاخرين وبجي داخل باجراءات معينة هل يمكن ان نقنع المواطن الجنوبي انو عندنا قطعة ارض يمكن ان نفصلها لمجموعة سياسية تديرها ويكون هو مواطن في الدولة الاخرى؟ هذا موش ممكن طبعا، دي من القضايا اللي حقو نحن نتكلم عنها بوضوح وصراحة وبنقول بالتالي انحن مصلحتنا في الوحدة ولا مصلحتنا في الانفصال؟ مصلحتنا في اننا نكون مواطنين في دولة واحدة نطور آليات اللي بتكلم عنها د.لوكا عشان تجعل الشعور بالرضى عند المواطنيين بانهم مواطنين في هذه الدولة على قدم المساواه شعور مكتمل وكل انسان شاعر بالقصة دي ده شغلنا مع بعض. لكن ان تذهب مجموعة تقول للناس ما عندكم اهلية المواطنة وتجي جهة تانية تقول انا عايز اقسم الارض عشان ادير فيها، الحكاية دي لازم نتكلم عنها بوضوح وصراحة ونخلي المواطن على الاختيار الصحيح.
المصدر..
الإذاعة السودانية - دفء الكلمة وصدقها
الخبيثه أجراس الحرية قالت :
كمال عبيد، قال: "لن يكون الجنوبي في الشمال مواطناً.. لن يتمتع بحق المواطنة والوظيفة والامتيازات ولا حق البيع والشراء في سوق الخرطوم.. وتابع لن نعطيه (حقنة) في المستشفى". هكذا تحدّث كمال عبيد بالأمس في مؤتمر إذاعي ولا تعنينا بقية حديثه في شيء ولكن هذه الفقرة تحتاج منا للتوضيح،
وهنا مصدر الحديث الملفق لصحيفة اجراس الحرية.. (اعتذر عن تسميتها صحيفة)
بتاريخ : الأربعاء 29-09-2010 06:08 مساء

حقنة شنو يا زول تمنعها من الجنوبي بالشمال حال استقلال جنوب السودان؟؟
مثل هذه الأحاديث هي التي تدفع الجنوبيين دفعاً نحو الاستقلال حتى الذين كانوا (نص نص) أو الذين كانوا حزموا مواقفهم تجاه الوحدة عندما يجدون تصريحا بهذه السطحية من وزير إعلام لحكومة المطلوب منها في الأساس ضبط مثل هذه الترهات التي تخرج ممن يدعي المعرفة لا بالسياسة والجغرافية ولا بالقانون
.. فيتفاجأ بأنّ المسئول الأول لتنظيم الإعلام وضبطه في أكثر فترة حرجة لتاريخ السودان ينفلت يتحدث حديثاً أقل شيء يمكن أن يقال عنه أنه حديث غير مسئول من مسئول!! "فالأخ" كمال عبيد الذي صرح أول أمس لمؤتمر إذاعي بأنه في حالة استقلال جنوب السودان فإنهم- الشماليون طبعاً- على الرغم من أنه لا يمكن أن يمثل الشمال بأي حال من الأحوال، ولا يمكن أن يرضي الشمال بأن يمثله المؤتمر الوطني أو حتى أمثال كمال عبيد، قال: "لن يكون الجنوبي في الشمال مواطناً.. لن يتمتع بحق المواطنة والوظيفة والامتيازات ولا حق البيع والشراء في سوق الخرطوم.. وتابع لن نعطيه (حقنة) في المستشفى". هكذا تحدّث كمال عبيد بالأمس في مؤتمر إذاعي ولا تعنينا بقية حديثه في شيء ولكن هذه الفقرة تحتاج منا للتوضيح، ليس كمال عبيد فقط بل حتى للذين سمم رأسهم أمس الأول بالإذاعة، أولاً: لحظة إعلان استقلال جنوب السودان فمن البديهي بأن الجنوبي في الشمال سوف لن يكون مواطناً يتمتع بحقوق المواطنة، التي كان لا يتمتع بها أصلاً فأين هو الجنوبي في الشمال، أليس هم الذين يقطنون أطراف المدن؟؟ ويصادرون منازلهم عندما تمتد المدينة فيرحلون إلى الأطراف مرة أخرى، أليس هم الذين ليسوا لم ولن يكونوا في الأصل أصحاب وظائف- خاصة في القطاع العام أو حتى الحكومي منذ الاستقلال. فكم جنوبي في وزارتكم أيّها (العبيد)؟ كم هم الجنوبيون العاملون في جمع الأجهزة الإعلامية التابعة لك؟؟ كم نسبتكم بجميع العالمين؟؟ فهل ترى أنّهم سوف يخسرون شيئاً؟؟ إذا لم يكونوا في الأصل هم موظفون!!! فماذا سيخسرون عندما يعلن جنوب السودان استقلاله... لا شيء... لا منازل وهي الطريقة التي تفتقر لمقومات الحياة لا هم أصلاً أصحاب وظائف حتى يخسروها. أمّا الامتيازات التي أشار إليها كمال عبيد فهي من المضحكات.. فأي امتياز يتمتع به المواطن الجنوبي أصلاً فلنكن دقيقين، أي الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوداني شمالي على جنوبي؟ أليس الامتيازات محصورة فقط على الإسلاميين وحتى بين الإسلاميين أليس الامتيازات محصورة في (خشم بيوت) محددة ومعروفة فيا ترى أي امتيازات سوف يخسرها الجنوبي بالشمال؟؟ يا ترى ما هي هذه الامتيازات التي يمكن أن يخسرها الجنوبي حال أعلن مواطنوه استقلالهم من أمثال كمال عبيد؟؟!! ولكن المحير في حديثه هو قوله أنّ الجنوبي سوف لن يحق له البيع والشراء في سوق الخرطوم.. إذا كان يقصد فئة تجار الشنط في سوق أفرنجي الخرطوم فلا تعليق لدينا فالتجارة تنظمها القوانين، وإذا كانت القوانين تمنع البيع والشراء (للأجانب) في سوق الخرطوم فكمال عبيد يحتاج لمراجعة قوانينه وتعديلها الآن.. فذلك لا يمكن ولا يستقيم عقلاً بان تمنع الأجنبي من الشراء من سوق الخرطوم والقوانين السودانية لا تمنع حتى البيع فكيف يكون الشراء، أمّا كمال فيعتبر أنّ الجنوبيين لن يكونوا أجانب فحسب بل سيكونوا أجانب من الدرجة الرابعة، فلا تطبق القوانين التي تطبق الآن على الأجانب بالخرطوم!! فإذا كان الأمر كذلك إذن فالتعامل بالمثل هو الوارد حسب الأعراف الدبلوماسية المُتبعة. أمّا حكاية حقنة فهي حكاية مضحكة أولاً نقول لكمال عبيد وبالدارجي كده "حقنة شو (ياخوي) تمنعها عن جنوبي.. هو كان لاقي حقنة في الأصل؟؟ هل أطلعت على إحصائيات مستشفيات الخرطوم أو الشمال؟؟ هل تملك الإحصائيات التي توضح من يأخذ حقنة... يأخي هو في زول في الأصل لاقي حقنة في مستشفياتكم دي؟؟ القال ليك منو؟؟ وعددهم كم؟؟ اللقو حقنة علاج عندكم كم؟؟ والجنوبيون فيهم كم؟؟ يأخي كتر خير المنظمات الأجنبية التي خدمت وعالجت الجنوبيين والشماليين الآخرين.. الجنوبي وأي مواطن شمالي ما بلقى حقنة إلا بقروشه أو فى مستشفى خاص (استثماري) برضو لو الجنوبي العندو قدرة وهو الأجنبي زي أي أجنبي في البلد ده ممنوع يخش مستشفى خاص.. لو قاصد كده؟؟ تكون قلت كلام ما عندو رجل بقيف عليها؟؟ لملم حقنك عليك وأدي كدي الأول المواطنين الشماليين وبعد كده لو فاضت الأجانب ممكن يلقوا بقروشهم طبعاً زي ما حاصل حسي دي.. مثل هذه التصريحات في الأصل تزيد إصرار الجنوبيين على الابتعاد عن الخرطوم وفرز عيشتهم، فمثل هذه التصريحات في الأصل عنصرية فجميع الجنوبيين بالخرطوم يعلمون جيداً أنّهم سيتحوّلون إلى أجانب وينطبق عليهم كل ما ينطبق على الأجانب من إقامة وتسجيل وتصريح عمل أو استثمار أو غيره ويتم تقييد خروجهم أو دخولهم.. وهي إجراءات عادية ويحق لكل دولة أن تنظم طريقة تعاملها مع الأجانب بالشكل الذي ترغبه ولكن فوق كل ذلك هناك قوانين دولية تحمي أي أجنبي في أي أرض إذا أُنتهكت إنسانيته أو صُودر أي حق من حقوقه كإنسان..... أمّا أي إجراءات أخرى فلا يجب أن يجتهد فيها المؤتمر الوطني. أمّا إذا كنت تقصد بأنّه سيتعامل مع الجنوبيين كأجانب درجة رابعة وتهينهم كما تفعل الآن مع الأحباش وغيرهم فإنّ الدولة الجديدة لديها آلياتها التي يمكن أن تحافظ بها على كرامة إنسانها في أي بقعة بالعالم.. موش الخرطوم القريبة دي.. كذا الاعتقاد الخاطئ أو ممارسة التذاكي الذي يقوم به المؤتمر الوطني والضغط بواسطة موضوع التواجد بالشمال نقولها بصراحة ده حمام ميت، فلجوبا ملفات ضخمة وكبيرة ضد الخرطوم يمكن أن تمارسها وتضغط بها على الخرطوم ليس لتحقيق منافع لجوبا فحسب أو لمواطني الدولة الجديد في الشمال فحسب بل حتى إذا رغبت جوبا في أن يكون رعاياها مواطنين في الخرطوم من الدرجة السيوبر- أي فوق المواطنين فإنّها تستطيع أن تفعل... وهذا ما سوف نستعرضه في الأيام القادمة.
مرات القراءة: 1149 - التعليقات: 0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.