اجتماعات مكثفه وملئيه بالتفاصيل ابتدرها وزير الدفاع الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين في القاهره علي مدي يومين ، توجت بلقاء الرئيس المصري حسني مبارك ، كما التقي أهل الحل و العقد الممسكين بملف السودان في مصر ، ، وما بحث علي طاولات الاجتماعات المغلقه هناك ربما لن يبقي طئ الكتمان طويلا ، فالملفات التي حملها معه الوزير عبدالرحيم اتصلت بقضايا شديدة الحساسيه ، لكنها وفي معظمها تتصل بقضيه الجنوب واستفتائه ، وماخرج للعلن – حتي الان - ارتبط بالشق السياسي للمباحثات دون عن بقية القضايا الاخري ، ومايجب ان يتم من تفاهمات حيال امور محدد ، - حلها قد يفضي الي قيام الاستفتاء في موعده - ، وهي تلك التي ترتبط بالحدود بين الشمال والجنوب والاتفاق علي منطقه ابيي ، اي ان قيام الاستفتاء قبل انجاز تلك القضايا يبقي من المستحيلات كما اعلن ذلك وزير الدفاع ، والذي اضاف ل " الاحداث " بان حل القضايا العالقه يجب ان يتم في اطار الدوله الواحده ، والعمل علي تجاوز المطبات التي يمكن ان تتحول في حال بقيت علي حالها الي الغام قد تفجر الوضع في اي وقت ، وهو بذلك يأمل في اصابة امرين .. الاول : تجديد رفض حزبه لقيام الاستفتاء طالما بقيت تلك القضايا علي حالها ، ومن طرف ثاني دعوة القاهره الي بذل جهدها والمساعده في تجاوز تلك الخلافات ، وفي الاخيره اصاب ما اراد اذ لم تتأخر الاستجابه لذلك الطلب باعلان القاهره ارسال وفد برئاسه وزير الخارجيه احمد ابوالغيط ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان الي كلا من الخرطوم وجوبا خلال ساعات ، كما اكد ذلك الناطق باسم الخارجيه المصريه السفير حسام زكي ، مشيرا الي ان الزياره المرتقبه ستبحث في عرض تصورات مصريه لتجاوز الامر ، وهي في ذلك بحسب السفير زكي لاتتناقض مع جهود اخري مبذولة بل لعلها تكملها ، الا ان الخارجيه المصرية لم تفصح بنوع تصوراتها التي تحاول عبرها تجاوز الخلافات ، لكنها افصحت بوضوح كامل عن تحفظها علي تصريحات الوزير عبدالرحيم التي ادلي بها بعد لقائه بالرئيس مبارك ودعا فيها للاحتكام الي العقل والمنطق الذي ينصح بتاجيل الاستفتاء ، وهي من وراء ذلك ترمي للحفاظ علي دورها المرتقب لدي الطرف الثاني ، وان كانت تدعو الله سرا ان يهدي الحركة وقادتها للاستماع لصوت العقل و المنطق الذي نطق به عبدالرحيم . قريبا من تعقيدات المشهد السياسي في السودان وبعيدا عن تناوله سياسيا ، بحثت الزيارة في تعزيز التعاون الاستراتيجي العسكري بين البلدين ، وظهر الحديث عن طلبات قُدمت للقاهره للمساهمه في تطوير قدرات الجيش السوداني ، بعد ان اعلن وزير الدفاع السوداني بانهم ماضون في تطوير قدرات الجيش فنيا وبشريا ، تمهيدا لمرحله قادمة سيكون للجيش فيها نصيب الاسد ، والهدف المعلن حيال ذلك الدور المرتقب – حسب الوزير - حفظ السلام والدفاع عن امن واستقرار البلاد ، بينما لمح البعض الي ان المطالب تركزت حول تسليح الجيش لمخططات قادمة تستهدف استقرار السودان وتعمل علي التدخل في شئوونه ، من خلال توجهات بعض القوي الدوليه لنشر قوات دولية علي الحدود بين الشمال والجنوب ، وهو مارفضه الوزير بصورة قاطعه ، بينما راه ممكنا الخبير الاستراتيجي الدكتور عبدالعزيز جمعه مؤكدا ل " الاحداث " الي ان المطلوب ربما يتصل بتجهيز للجيش السوداني لمعركة يمكن ان تكون حاضرة في حال قرر الجنوب الانفصال ، لكنه اشار من زاوية اخري الي ان القاهره لن تكون سعيده باندلاع حرب جديده بين الشمال والجنوب ، لكنها واقعه تحت تأثير "المعادلات الصعبه " التي سيفرضها انفصال الجنوب ان وقع ، وهي تري مصالحها في علاقه طبيعيه لكنها في حاجه الي التعامل مع الطرف الاقرب لاستراتيجيتها ، وهنا يظهر الطرف الشمالي اقرب و اقرب ، مع بقاء حبل الود متصل جنوبا . وما يعزز من غرض الزيارة العسكري ، المباحثات التي انجزها قبل اسابيع رئيس هئية الاركان المشتركة الفريق عصمت زين العابدين مع وزير الدفاع المصري المشير حسين طنطاوي ، والتي تطرقت لذات القضايا ، الا ان الجهات المصرية وعدت حينها برفع المطالب للرئيس مبارك الذي ناقش الامر خلال مباحثاته مع الوزير عبدالرحيم امس الاول . وبالمجمل فان مباحثات عسكرية واخري سياسيه شكلت معالم الزيارة التي قام بها وزير الدقاع للقاهره ، ويبقي الهدف في الحالين واحد الحفاظ علي وحدة السودان سلما كان او حربا .