لم يكن يوم أمس الاول بمقر الخارجية المصرية يوما عاديا ، فجدول اعمال الوزير احمد ابوالغيط تلون بكل ذات صفة او وضع بالسودان من المبعوثيين الدوليين الي ممثليين الامين العام للامم المتحدة فعبر أربع مقابلات منفصلة ومتتابعه التقي ابوالغيط بكل من تابو مبيكى رئيس الجنة حكماء افريقيا، و إبراهيم جمبارى المبعوث الخاص المشترك لسكرتير عام الأممالمتحدة ، بالاضافة الي هايلى منكاريوس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ، والجنرال سكوت جريشن المبعوث الأمريكي للسودان. ، وهي لقاءات تعكس بوضوح حجم الحراك الاقليمي والدولي الواسع الذي تشهده القاهرة ، التي وقبل ذلك بايام احتضنت وزير الدولة للخارجية كمال حسن علي وتستعد بعد ايام لاستقبال نائب الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان ، والهدف محاصرة الخلافات بين شريكي الحكم في السودان ، بالاضافة الي تحقيق اربعه اهداف رئيسية خلال الشهور الاربعه المتبقية والفاصلة قبل قيام الاستفتاء ، وهي اشهر ينظر اليها باعبتارها "حرم" لاينبغي فيها تجدد الخلافات بين الشريكين او تعكير صفو الشراكة بما يؤثر سلبا علي مصير الاستفتاء ، وهو الامر الذي امنت عليه الاطراف التي حضرت الي القاهرة وباركت الخطه المصرية التي تري بان ماتبقي من وقت يجب ان يستثمر في صالح تحقيق الوحدة الطوعية ، او- بحساب اقل - قيام الاستفتاء وان كان علي عاتق الانفصال ، فالاهم ان تتم العملية بصورة سلسه ودون ان تلقي باثار العنف وغياب الامن والاستقرار عن السودان او المنطقة ، علي ان تتحق الاهداف الاربعه التي أشرنا اليها أعلي ، وذلك فى مرحلة الإعداد لإجراء استفتاء حر ونزيه يعبر عن الإرادة الحقيقية لأبناء الجنوب، كما اشار بذلك ل " الاحداث " السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية الذي وضع علي راس تلك الاهداف : دعم أية اتفاقات يتم التوصل إليها بين الشريكين بما يضمن حفظ الأمن والسلم فى مختلف أرجاء السودان وعدم العودة إلى الحرب - حث شريكي السلام على الاتفاق على منهج واضح يهيئ الأجواء لإجراء الاستفتاء ويحدد معطيات ما بعد الاستفتاء - تشجيع الجهود الإقليمية والدولية المعنية للحفاظ على العلاقات الجيدة والتجانس بين الشمال والجنوب - والعمل على ترسيخ مفهوم الشراكة وتعزيز الاستفادة من عناصر التجانس والمصالح المشتركة والارتباط فى الموارد الطبيعية بين الطرفين أياً كانت نتائج الاستفتاء. الاطراف والقوي الاقليمية والدولية ذهبت في ذات الاطار بل ودعت الي ضرورة التحرك عبر مسارين الاول قبل الاستفتاء والثاني بعد ذلك ، وطرح ثامو مبيكي البدائل التي يمكن ان تكون حاضره عند الاستفتاء مثل ( الفدرالية – الكونفدرالية – الوحدة – الانفصال ) مطالبا في حديثه للصحفيين عقب اللقاء : بان يتم الترويج لبدائل اخري خلاقة تضمن الاستقرار ولاتصادر حق المواطن الجنوبي بل ربما تطور الخيارات ، وتدفع في مجال الاستقرار ، مشيرا الي ان تلك البدائل من صميم اتفاق السلام الشامل والذي يمثل بروتوكول مشاكوس لعام 2002 جزءاً مهماً منه، موضحاً أن الاتفاق نص على ضرورة التزام كافة الأطراف بالعمل على جعل خيار الوحدة جاذباً، والتزام شريكي السلام بالامتناع عن أى شكل من أشكال الإلغاء أو الأبطال من جانب واحد فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق، وإنشاء آلية لحل أية خلافات قد تظهر خلال تنفيذ الاتفاق. الحراك الدبلوماسي الواسع الذي شهدته القاهرة لم يمر دون ان يعبر علي مشكلة دارفور ، وأن كان كان العبور عن طريق الاستفتاء ، وراي ابراهيم جمباري بان معالجتها قبل يناير، قد يدعم خيارات تحقيق السلام الشامل في السودان ، مضيفا للصحفيين بان هناك استراتيجية جديدة تحظي بدعم اقليمي ودولي واسع سيما وانها تراعي الجوانب السياسية والامنية والتنموية ، وفي القضية التنموية تري القاهرة بانها كانت سباقة باحتضانها لمؤتمر الاعمار والتنمية في مارس الماضي وان الحل السياسي علي اهميته يجب الا يكون علي انقاض المشاريع التنموية والاقتصادية بل ان يكونا معاً. ammar fathi [[email protected]]