سنوات ثلاث تسارعن تباعا منذ أن رحل عن دنيانا حبيبنا الغالي عادل عوض زودى الذي غيبه الموت في مثل هذه الأيام منذ ثلاثة سنوات مضت .. ولأن رحيله قد جاء مفاجئا و مبكرا فقد ترك حزنا في القلب وألما في النفس فالكل كان بين مصدقا ومكذبا للخبر من هول المفاجأة التي لم يحسب لها أحد حسابا .. وعندما تيقنا من الأمر آمنا أن لكل شئ تحت السماء وقت .. للفرح وقت وللحزن وقت أيضا..وتقبلنا ذلك بإيمان في الرب. لم يترك لنا أبا إيمان سوى ذكريات عطره نستعيدها كلما غمرنا الحنين.. تخفيفا للنفس من ألم الفراق. وها الذاكرة تعود بنا إلى سنين طويلة مضت حين كانت الدنيا بخير... ونحن صغار نلهو ونلعب في منزل الحبوبه الراحلة (تمزقن) بديم النور حيث ارتبط عادل بها كثير نظرا لترحال والده الراحل (عوض زودى) الدائم فى ربوع السودان وفقا لمقتضيات وظيفته الحكومية حيث عمل ضابطا في الشرطة لسنين طويلة . وقد أكمل عادل دراسته بمدرسة الاتحاد ومن بعد القضارف الثانوية . وكانت تلك أيام زاهية قضيناها سويا ومن حولنا رفاق الطفولة و الصبا.. وحينما فرقتنا الحياة ظل عادل مرتبطا بقضروف سعد وأهلها . كان عادل بقامته الممشوقة محبا لرياضة كرة السلة والتي شغف بها من ابن عمته الراحل ( وليم اندريه) وأصبح مهتما بممارستها خلال مرحلة دراسته الوسطى والثانوية . كان ودودا في علاقاته بأهله وأصدقائه .. وكان يحبوهم بعطفه ويغمرهم بحنانه .. يتفقدهم في ضيقتهم ويخفف من أحزانهم.. كل ذلك في صمت ودون ضوضاء.. وكان وجعهم مؤلما برحيله ..كانت أحلامه كبيره وآماله عريضة يرنو إلى آفاق رحبة في هذه الحياة. وعندما التحق ببنك السودان فرع القضارف وتدرج في مناصبه بثقة واقتدار... أكسبه ذلك احترام رؤسائه وكانت علاقاته بزملائه متينة قائمه على الاحترام .. وكانت حياته العملية شهادة حسنه لما يتمتع به من قيم ومبادئ. وقد ترك رحيله فراغا كبيرا ... وافتقده أصدقائه في العمل. كان عادل محبا للحياة .. يتصيد اللحظات الجميلة التي تجمعه بأصدقائه المقربين ... فيحتفي بهم في منزله .. وكان يؤثر أبناء عمومته حين يأتون إليه (بوب) من الشوك و (فايز) من الخرطوم وأخيه (ملاكو) وحتى عندما رحلوا إلى بلاد العم سام كان يتفقدهم باستمرار ... وكانت تلك من اللحظات الجميلة التي يستمتع بها أيما استمتاع حيث يحلو لهم السمر والأنس في روح مرحه وتناغم رقيق. وكانت المناسبات السعيدة في الأسرة تجمعه بالكثيرين من الأهل المقيمين خارج القضارف . فتجده دائما مهتما بهم محسنا لوفادتهم .. مستمتعا بوجودهم.. وكان من ضمن حلقة أنسه المأثورين حبيبنا ( جورج برهى) وآخرين.. يحلو له أن يتحلق من حولهم يجاذبهم أطراف الحديث في أمور الحياة ومشاغلها المختلفة . كان يحلم بغد أفضل لأسرته الصغيرة وعمل كثيرا من أجل ذلك... ولك أن تهنأ أخي فما عملت من أجله قد تحقق... فأحلام آثرت على نفسها أن تكمل المسيرة التي بدأتها وأن تحمل الشعلة من بعدك وهاهي تخطو بثبات نحو الغد الأفضل بإذن الله وقد التف من حولها إيمان وسامر وسمورى التي غدت عروسه صغيره ومن بعدهم والدها ووالدتها وإخوانها وأخواتها وجميع الأهل . عزاؤنا أبا سمر في أحلام وإيمان وسامر وسمورى وفى الغد المشرق الذي ينتظرهم بإذن الله. وهم على عهدك باقون يعضدون بعضهم بعضا يتكاتفون في محبه ويؤثرون بعضهم البعض ....فأنت حاضر بروحك في وسطهم وان غبت في الجسد. أبا سامر لقد افتقدك الكثيرون من الأهل والأصدقاء وتحسر على غيابك الأقربون .. وان كانت الرحلة قصيرة بمعايير السنين والأيام لكن أثرها باقي في النفوس بما تركته من ذكرى طيبه ارتسمت في القلوب . على من لانجد مثيله وقد فقدناه يكون البكاء ويكون الألم.... زكى حنا تسفاى مسقط – سلطنة عمان