الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا وازيكيل جاتكوث ومليارات للانفصال وصمت الأحزاب المخزي!! .. بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 02 - 11 - 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
 بينما إلتأم شمل الجنوبيون في إجتماع الحوار الجنوب الجنوبي لتصفية خلافاتهم وتوحيد صفوفهم نجد أن قيادات الأحزاب الشمالية التقليدية إلتزمت صمت الحملان وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد ؛ أو كأنها تنصلت من حلفاء الأمس ؛ أو أنها ليست تلك التي كانت تستقوى بالحركة في يومٍ ما على النظام ، أو أنها ليست التي كانت متحالفة مع الحركة الشعبية في تجمع المعارضة في اسمرا والقاهرة؛ بعد أن جذبتهم إلى ذلك بعض الرموز لتصبغ الحركة تكتيكياً بالصبغة القومية ؛ فيجدون المسوغ للتحالف معها دون حرجٍ أو عتب ؛ فتوافر لهم الغطاء فتدافعوا دون أن يكون هناك ما يدعوهم للحياء أوالاستحياء لأن الحركة ليست انفصالية جهوية عرقية بل حركة تدعو للوحدة ولسودانٍ جديد !!. أليس هذا كافياً لتبرهن الحركة الشعبية على وحدويتها ؛ وأنها حركة وحدوية تبشر بسودان جديد سوف تقتسم الأحزاب التقليدية المتحالفة معها السلطة ليحكم بهم ؟! فهل خابت آمال تلك الأحزاب فصمتت صمت الحملان وانتبذت مكاناً قصيا ؛ أشبه بالبيات الشتوي؟!!
 لو كنت مكان قيادات تلك الأحزاب التقليدية لحاولت التكفير عن ذنبي وخطيئتي في حق الوطن والمبادرة ولبادرت بالتنادي والتضامن مع المؤتمر الوطني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان بحسب أن الانفصال أمر واقع لا محالة ؛ ولكن علينا أن نتضامن لنحزم أمرنا وانهاء الأمور العالقة . قادة هذه الاحزاب تدرك هذا أكثر من غيرها؛ لأن الانفصال هو نتيجة لمعطيات ومسببات ؛ ومن ضمن تلك الاسباب الرئيسة لهذه النتيجة تواطوئها مع الحركة الشعبية في مراحل عدة من تاريخ المكايدات للإنقاذ مما يثبت بالدليل القاطع أن هذه الأحزاب تفتقد الرؤية الوطنية الشاملة وتنغلق على ذواتها ومصالحها الحزبية الضيقة دون مراعاة للمصلحة الوطنية العليا .
 كنت أعتقد أن قيادات هذه الاحزاب ستتنادى وتتداعى للحوار من أجل مواجهة الخديعة الكبرى التي تعرضت لها من قبل الحركة ؛ وكذلك تعرض لها االمؤتمر الوطني. أن هذه الأحزاب والمؤتمر الوطني حقاً هم ضحايا خداع الحركة الشعبية التي تتخذ مبدأ هاماً هو أن السياسة لعبة قذرة مباح فيها استباحة كل شيء حتى ولو كانت القيم والمباديء وأي خطوط وطنية حمراء أو أي محظورات تهدد الأمن الوطني للبلاد حتى تصل للخديعة والغدر؛ ولأن السياسة لعبة قذرة يكسب فيها الداهية الذكي . فالمؤتمر الوطني صدق كل شعارات الوحدة التي كانت الحركة قد رفعتها للاستهلاك المحلي رافعةً شعار" من أجل سودانٍ جديد " . شخصياً كنت على يقين تام بأن كل هذه الشعارات ما هي إلا تكتيك وخديعة وليست مباديء استراتيجية تعتمدها الحركة الشعبية في أدبياتها وقد كتبت كثيراً عن قناعاتي هذه في هذا العمود. كان ينبغي إدراك هذا الأمر منذ المبتدأ وليس التنازلات النوايا والحسنة هي التي تحكم شأن أي نزاع . كذلك الحال بالنسبة للأحزاب التقليدية التي دوماً ما كانت تقودها شهوة الحكم وأطماعها الأزلية في الحكم بحسب أنها " وُلِدتْ لتحكم )!!. فسال لعابها للجزرة التي مدتها لها الحركة الشعبية ؛ فمنتها باقتسام السلطة وهي - نقطة ضعف هذه الاحزاب التي تدركها الحركة جيداً وتلعب بها ككرت رابح - بعد أن منت الأحزاب بأنهما سوياً يمكن أن يسقطا حكم حزب المؤتمر الوطني ؛ رغم أن الحركة التي كانت تحمل السلاح وتحارب مقتنعة باستحالة ذلك منذ معركة الميل (40) ؛ الطرفان إقتنعا وخاصة الحركة الشعبية وعبر ظهيرها [ان هذه الحرب لن يكون هناك فيها منتصر على الاطلاق وأن الاستمرار فيها هو تمديد لأمد الحرب التي تحصد الضحايا من الطرفين . لذا آثرت الحركة اللجوء إلى الدهاء بعد أن قبلت نصح من يظاهرها الذي أمدها بالعتاد الذي كان يعتقد أنه يؤدي لنصر حاسم من قبل الحركة الشعبية ؛ لذا قبلت مبدأ التفاوض وأعد له السيناريو المنسب من توزبع أدوار تيلعب فيه ما سمي يومذاك " بأصدقاء الايقاد " وقد تم تدريب مفاوضو الحكة على استخدام كل وسائل الدهاء والخديعة في التفاوض السياسي مع إبداء حسن النوايا للطرف الآخر!! . صُدِمت الأحزاب وأدركت كم كانت مرة تلك الخديعة ؛ وأنها كانت الضحية الأولى ؛ ومن أجل تلك المطامع التي كانت تحلم بها لتخرج بغنيمة تقاسم السلطة كنتيجة حتمية لذاك التحالف . الكل يعلم أن السر وراء انسحاب بعض تلك الأحزاب من انتخابات ابريل الرئاسية والتشريعية كان تعضيداً الحركة الشعبية بحسب أنها الشريك القادم في حكم البلاد ؛ والذي نسق مع شركائه على الانسحاب من الانتخابات في قطاع الشمال لانجاح اسقاط المؤتمر الوطني!! . وقعت الأحزاب في الفخ الذي نصبته الحركة الشعبية لها وأكلت الطُعم ؛ بالرغم من أنه يفترض تعلمها الدرس من تجاربها السابقة مع الحكة ولذا صح عليها المثل القائل " علِّم في المتبلم يصبح ناسي"!! . فقد كررت تلك الأحزاب ذات الأخطاء دون أن تتعلم أو تكتشف الافخاخ المتكررة التي نصبتها اها الحركة ونفس الشيء ينطبق على المؤتمر الوطني ؛ فوقعت الأحزاب في كثير من فخاخ الحركة ووقع المؤتمر الوطني في قليلها ؛ خاصة حينما هرولت الأحزاب التقليدية لمؤتمر جوبا وكذلك عندما خرجت في مظاهرات الاثنين التي صورتها لها الحركة الشعبية بأنها الانتفاضة الثالثة التي ستذهب بحكم المؤتمر الوطني ؛ وهذا هو سوء تقدير وتقييم لحسابات استقراءآت الرأي العام عشوائياً ودون أسس علميةحدث هذا وكان نتيجته عدم استصحاب الدروس والمعطيات بواقعية لتستخلص النتائج التي كانت شهوتها للحكم هي السبب الرئيس لإجهاض مكاسب الانتفاضتين وبالتالي أدى هذا النهم والجشع لسوء إدارة استثمار نجاح انتفاضتي اكتوبر 1964 ورجب /أبريل إذ اتضح بعدها جلياً وأقنعت القوى الحديثة الثائرة بأن الانتفاضات قد تقود الشعوب للمجهول إذ يتغول عليها اخطبوط الاحزاب التقليدية الطائفية المُجربة والتي تستغل آليات معينة ومعروفة كالمصاهرة للانقضاض عليها واجهاضها فتعود لكراسي الحكم ليتكرر مشهد الانزلاق إلى هاوية الفوضى تحت مسمى براق وهو ممارسة الديمقراطية الليبرالية بشكلها الغربي وخاصة ديمقراطية " ويسمنستر"!! . أيضاً علينا أن نتذكر حثاً وقع مؤخراً ؛ حين تجمعت قيادات الأحزاب في منزل فاروق ابوعيسى تحت عنوان براق هو " تجمع قوى المعارضة " ؛ يومها تساءلت بألمٍ شديد ؛ بهد كل تجاربها وخديعة الحركة لها ؛هل لم تعي هذه الأحزاب الدروس ؛ وهل ما زالت هذه القيادات سادرةٌ في غيها وضلالها غير آبهة بمحاكمة التاريخ لها ما سيؤول له مصير الوطن؟!!
 تلك الأحزاب فقدت رصيدها الوطني منذ أن تخبطت في تحالفاتها فضلت الطريق ؛ وكذلك فقدت تعاطف الشارع ناهيك عن مؤيديها وأتباعها ؛ فلم أر في حياتي مجرمٌ بحق نفسه مثلها ؛ فهي مثل من يحمل سكيناً يقتلع بها عينيه فيفقد البصر فلا يرى ويعيش أبداً في ظلامٌ دامس ؛ والحالة هذه لا تؤهله للإستنجاد بالشارع ليقوده ؛ لذا فإن هذه الأحزاب ضلّت طريقها وفقدت البوصلة التي ترشدها إلى الصراط المستقيم.
 دعوني أطرح تساؤلاً وأجيب عليه في ذات الوقت كالذي يفكر بصوتٍ عالٍ : لماذا كنت دوماً لا أثق بما تصرح به الحركة الشعبية؟! ولماذا في كثير من مقالاتي كنت أستعمل التعبير الانجليزي الذي يدل على أستغلال الحركة لهذه الأحزاب أو لكل من ينتمي لقطاع الشمال بدءً من عرمان مروراً بكمير وغازي سليمان الذين انطبق حقاً عليهم القول(Taken For A Ride)؟! ؛ من نافلة القول علينا أيضاً أن نقرر لحقيقة هامة وهي أن الدكتور منصور خالد هو امن كُلِّف بترويج فرية " السودان الجديد " ووحدوية وقومية الحركة الشعبية ؛ ليجذب كثير من الأحزاب والشارع الشمالي وليوحد بذلك جبهة المعارضة لتستقوي بها الحركة الشعبية ولتكتسي شرعية جماهيرية تكتيكية ولتتمظهر زوراً بالغطاء القومي الجامع فظهر قطاع الشمال الذي أوكل لعرمان فصرف الكثير حتى يجمع شتات قيادات الأحزاب الشمالية التقليدية حول الحركة لأنه يعلم أنك تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى!! . أن كثير من الذين جمعتني بهم حوارات كانوا ً يعتقدون عكس توقعاتي تماماً وكنت أدعو الله صادقاً أن أكون مخطئاً في حساباتي وتقييمي رغم أن كل الشواهد والتصرفات تدل على ما أعتقد به . وسر تمسكي بموقفي راجع المتابعة الدقيقة لما يكتب في الخارج ومن تسريبات متعمدة من المؤسسات الغربية التي تدعم الحركة مادياً وسياسياً ومعنوياً وديبلوماسياً نحو الانفصال بحكم هيمنة الدول الداعمة لذلك على المؤسسات الأممية فوفرت للحركة الغطاء اللآزم لتنفذ الأجندة الغربية ؛ وبينما الحركة تتحرك بنشاط منظم خارجياً ونحن بجميع مؤسساتنا الرسميو والشعبية والحزبية منكفئيين على الداخل ، وحتى الانكفاء على الداخل ليس فاعلاً أيضا.
 وكي أعرض لقناعتي حول مصداقية الحركة الشعبية فأنا أحيلكم إلى حديث السيد/ ازيكيل جاتكوث مع الواشنطن بوست بتاريخ 25/12/2009 وقوله:( أن واشنطن تقدم دعما ماليا سنويا يقدر بمليار دولار للجنوب السوداني، مضيفا أن المبالغ تصرف في إنشاء البنية التحتية وتدريب رجال الأمن وتشكيل جيش قادر على حماية المنطقة.وأضاف: " إن من بين أهداف حكومة الولايات المتحدة هو التأكيد على أن يصبح جنوب السودان في عام 2011 دولة قادرة على الاستمرار ").!!
 يبدو أن مشكلتنا أيضاً ليست فقط في عدم الاطلاع ؛ وإنما عدم الايمان بجدوى البحوث والدراسات حتى تنشر وتُسرب حتى وإن كانت تمس شأننا الوطني مباشرة ؛ لذلك علينا أن نستصحب دراسة للباحث السوداني عبد الهادي الصديق عن "السودان والإفريقانية". فالباحث أكد في دراسته أن أغلبية الدول الأفريقية حصلت على استقلالها في الستينيات من القرن العشرين، نشأت فيها إبان ذلك حركة أطلق عليها الأفريقانية "حركة الجامعة الإفريقية" ؛ ومنها انبثقت حركة "الزنوجة" التي تعمق الفارق بين كل ما هو شمالي عربي مسلم، وجنوبي إفريقي مسيحي . وأطلت فكرة "الزنوجة" بقوة في المؤتمر السابع الذي انعقد في كمبالا في أغسطس 1994م ، وقد تم تنظيم المؤتمر من قبل مجموعة " التحالف من أجل أفريقيا " ؛ الذين أعدوا وبإدارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق للشؤون الأفريقية هيرمان كوهين ما عرف ب "وثيقة كمبالا" . وتركز جدول أعمال المؤتمر ؛ على العناصر الكفيلة بتجزئة وتقسيم القارة انطلاقا من فكرة "الزنوجة" ؛ في إطار التكريس للمفهوم الاستعماري لتجزئة أفريقيا إلى أفريقيا السوداء جنوب الصحراء, وأفريقيا العربية شمال الصحراء.!!
 كما أن علينا أن ندرك أن هناك أيضاً الأهداف الدينية, فإنه وبرغم المظهر العلماني الذي تبديه الولايات المتحدة في مواجهة العالم, ودعوتها الدءوبة لفصل الدين عن مجريات الحياة لاسيما في شقها السياسي, إلا أننا نجد أن الدين ما زال القوة الأساسية المحركة لسياسات الغرب والولايات المتحدة خاصة تلك التي يواجه بها العالم العربي والإسلامي. فمحاربة الوجود الإسلامي؛ وجعل القارة الأفريقية الجنوبية بحيرة مسيحية؛ تنفر من الوجود العربي والإسلامي بقدر انجذابها إلى العالم الغربي المسيحي؛ كان وما زال على رأس الأهداف التي تصبو الولايات المتحدة لتحقيقها، من وراء مخططها المشار إلي إليه.!!
 يتوجب علينا عندما نقرأ وأن نقرن بين مصالحنا الوطنية وما يدور حولنا ؛ وأنا أورد هنا ما خططت وتخطط له إسرائيل في الخفاء وأرجو أن لا نكون في غفوةً أو غفلة ؛ فمن واقع التقارير التي تنشر؛ ومن أهمها ما نشرته دورية «سيكور ميموقاد» العبرية المتخصصة في الشؤون السياسية والإستراتيجية مؤخرا دراسة أعدها الباحثان الون ليفين ويوفال بستان ترسم ملامح حرب بين الدول الإفريقية المسلمة وكتلة الدول المسيحية الإفريقية في منطقة القرن الإفريقي. و حاول الباحثان تسويق نظرية الصراع من منطلق ديني ومن منطلق التمدد وتوسيع النفوذ غير أن اللافت في خضم طروحاتهما هو الترويج لفكرة «انتشار الإرهاب» في دول مثل السودان والصومال واتخاذ المنظمات الأصولية لعدد من هذه الدول قاعدة انطلاق لما أسمتها الدراسة بالعمليات الإرهابية». والسودان والصومال وفق ما جاء في الدراسة يشكلان أرضا خصبة ومنذ سنوات طويلة لتصدير الإرهاب إلى الدول الأخرى في شرق إفريقيا وأنحاء أخرى من القارة الإفريقية، وضحايا هذا الإرهاب هي الدول المسيحية وعلى الأخص إثيوبيا وكينيا وأوغندا وبدرجة أقل رواندا وبوروندي، هذه الدولة معنية بإحداث تغيير في الوضع الراهن فمن الجهد لتحقيق حسم في الصومال ثم حلم إقامة دولة جديدة في جنوب السودان، الصراع بين التكتلات في إفريقيا هو على شفا اندلاع مواجهات جديدة بين تكتل الدول المسيحية الموالية للغرب وبين الدول الداعمة للإرهاب وهي الدول الإسلامية بصفة أساسية. (وفقا لما ورد في الدراسة).
 إن موضوع الانفصال أصبح أمرٌ مفروغ منه ومحسوم ولكن حتى لا ننزلق أو ننجر إلى هاوية حروب يخطط لها فتهدد تنميتنا وتشل حركة التقدم لدينا ؛ علينا أن لا نصدق كل النوايا الحسنة التي تبديها الحركة الشعبية التي أثبتت التجارب مدى خداعها ولأنها هي التي تهيمن عسكرياً وسياسياً وكذلك أنصارها على الوضع في الجنوب وقد عبأت الشارع الجنوبي وهيأته للإنفصال. ولتكن أولى أولوياتنا حلحلة كل المشكلات العالقة قبل أن نذهب للإستفتاء ؛ فالانفصال واقع لا محالة وأن الاستفتاء مسألة إجرائية فقط!! فهل نعي الدرس هذه المرة أم نستمر في الغفوة والغفلة؟! وهل سترتفع الأحزاب التقليدية إلى مستوى المسئولية الوطنية أم تظل مقعدة وكأنها الجوعان الذي لا يعمل من أجل توفير لقمة العيش وينتظر من القادرين أن يمنوا عليه الحافاً بلقيمات!!
 لا نريد من الجنوب نفطه ، وسنعتمد على النعم التي حبا الله بها الشمال ولكن على الحركة أيضاً أن تعتمد على نفسها وتتحمل مسئولياتها تجاه مواطنيها فلا يعقل أن يتحمل الشمال مسئولية مكلفة تجاه مواطني دولة الجنوب . المهم حل جميع المشكلات العالقة ولا بد من الاستعانة بجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وتكوين وفداً ليشهد على تفاوض الحكومة مع الحركة للوصول إلى حلول جذرية قبل الاستفتاء ، وها نحن قد سمعنا أن البشير سيحضر مؤتمر الايقاد ولا أدري هل سيحضره أيضاً ما يسمى " بأصدقاء الايقاد" ليزرعوا الالغام التي لا تكتشف إلا مستقبلاً؟!!!
هامش:
 الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية ومسئول ملف دارفور حاياً ؛ الكل يعلم أنه كان المسئول عن ملف التفاوض مع الحركة الشعبية ومسانديها من منظمة الايقاد واصدقائها في مشاكوس ثم بعد ذلك في نيفاشا وفجأة أبعد ؛ هل كان ابعاده بسبب منهجية التفاوض التي لم ترضِ الحركة الشعبية لأنه يدرك مراميها ؛ فلجأت للصريخ وتوجيه سهامها نحو الرجل الذي ربما اتهمته بسوء النية ووضع العراقيل فقط لأنه يدرك ىلآعيبها وفخاخها وما تضعه من سم ٍ في العسل ؛ يبدو أن الدكتور غازي صلاح الدين كان يتفاوضمع الحركة بصراحةٍ ووضوح ويسمي الأمور بمسمياتها وهو كان لها مثل الذئب صاحياً حتى وهو نائم فيدع عين مغمضة وعينٌ مفتحة .؟!! يا خسارة ؛ ليس لنبي كرامة بين أهله.. ( عجبي)!!
 الوزير السفير/ إدريس محمد عبدالقادر؛ قمة في دماثة الخلق ، رحابة الصدر ، وقوة تحمل تفاوضية لا تفتر، تواضع جم ؛ عفة لسان ؛ وطهارة يد .. شهادة أدلي بها للتاريخ لمعرفتي بالرجل عن قرب وفي أوقات كانت عصيبة لا يتحملها إلا رجال من معدنٍ ثمين خالص ؛ ومثله سيذكرهم التاريخ بانصاف كما سيذكر الدكتور غازي صلاح الدين أيضاً .
Abubakr Ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.