وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا وازيكيل جاتكوث ومليارات للانفصال وصمت الأحزاب المخزي!! .. بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 02 - 11 - 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
 بينما إلتأم شمل الجنوبيون في إجتماع الحوار الجنوب الجنوبي لتصفية خلافاتهم وتوحيد صفوفهم نجد أن قيادات الأحزاب الشمالية التقليدية إلتزمت صمت الحملان وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد ؛ أو كأنها تنصلت من حلفاء الأمس ؛ أو أنها ليست تلك التي كانت تستقوى بالحركة في يومٍ ما على النظام ، أو أنها ليست التي كانت متحالفة مع الحركة الشعبية في تجمع المعارضة في اسمرا والقاهرة؛ بعد أن جذبتهم إلى ذلك بعض الرموز لتصبغ الحركة تكتيكياً بالصبغة القومية ؛ فيجدون المسوغ للتحالف معها دون حرجٍ أو عتب ؛ فتوافر لهم الغطاء فتدافعوا دون أن يكون هناك ما يدعوهم للحياء أوالاستحياء لأن الحركة ليست انفصالية جهوية عرقية بل حركة تدعو للوحدة ولسودانٍ جديد !!. أليس هذا كافياً لتبرهن الحركة الشعبية على وحدويتها ؛ وأنها حركة وحدوية تبشر بسودان جديد سوف تقتسم الأحزاب التقليدية المتحالفة معها السلطة ليحكم بهم ؟! فهل خابت آمال تلك الأحزاب فصمتت صمت الحملان وانتبذت مكاناً قصيا ؛ أشبه بالبيات الشتوي؟!!
 لو كنت مكان قيادات تلك الأحزاب التقليدية لحاولت التكفير عن ذنبي وخطيئتي في حق الوطن والمبادرة ولبادرت بالتنادي والتضامن مع المؤتمر الوطني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان بحسب أن الانفصال أمر واقع لا محالة ؛ ولكن علينا أن نتضامن لنحزم أمرنا وانهاء الأمور العالقة . قادة هذه الاحزاب تدرك هذا أكثر من غيرها؛ لأن الانفصال هو نتيجة لمعطيات ومسببات ؛ ومن ضمن تلك الاسباب الرئيسة لهذه النتيجة تواطوئها مع الحركة الشعبية في مراحل عدة من تاريخ المكايدات للإنقاذ مما يثبت بالدليل القاطع أن هذه الأحزاب تفتقد الرؤية الوطنية الشاملة وتنغلق على ذواتها ومصالحها الحزبية الضيقة دون مراعاة للمصلحة الوطنية العليا .
 كنت أعتقد أن قيادات هذه الاحزاب ستتنادى وتتداعى للحوار من أجل مواجهة الخديعة الكبرى التي تعرضت لها من قبل الحركة ؛ وكذلك تعرض لها االمؤتمر الوطني. أن هذه الأحزاب والمؤتمر الوطني حقاً هم ضحايا خداع الحركة الشعبية التي تتخذ مبدأ هاماً هو أن السياسة لعبة قذرة مباح فيها استباحة كل شيء حتى ولو كانت القيم والمباديء وأي خطوط وطنية حمراء أو أي محظورات تهدد الأمن الوطني للبلاد حتى تصل للخديعة والغدر؛ ولأن السياسة لعبة قذرة يكسب فيها الداهية الذكي . فالمؤتمر الوطني صدق كل شعارات الوحدة التي كانت الحركة قد رفعتها للاستهلاك المحلي رافعةً شعار" من أجل سودانٍ جديد " . شخصياً كنت على يقين تام بأن كل هذه الشعارات ما هي إلا تكتيك وخديعة وليست مباديء استراتيجية تعتمدها الحركة الشعبية في أدبياتها وقد كتبت كثيراً عن قناعاتي هذه في هذا العمود. كان ينبغي إدراك هذا الأمر منذ المبتدأ وليس التنازلات النوايا والحسنة هي التي تحكم شأن أي نزاع . كذلك الحال بالنسبة للأحزاب التقليدية التي دوماً ما كانت تقودها شهوة الحكم وأطماعها الأزلية في الحكم بحسب أنها " وُلِدتْ لتحكم )!!. فسال لعابها للجزرة التي مدتها لها الحركة الشعبية ؛ فمنتها باقتسام السلطة وهي - نقطة ضعف هذه الاحزاب التي تدركها الحركة جيداً وتلعب بها ككرت رابح - بعد أن منت الأحزاب بأنهما سوياً يمكن أن يسقطا حكم حزب المؤتمر الوطني ؛ رغم أن الحركة التي كانت تحمل السلاح وتحارب مقتنعة باستحالة ذلك منذ معركة الميل (40) ؛ الطرفان إقتنعا وخاصة الحركة الشعبية وعبر ظهيرها [ان هذه الحرب لن يكون هناك فيها منتصر على الاطلاق وأن الاستمرار فيها هو تمديد لأمد الحرب التي تحصد الضحايا من الطرفين . لذا آثرت الحركة اللجوء إلى الدهاء بعد أن قبلت نصح من يظاهرها الذي أمدها بالعتاد الذي كان يعتقد أنه يؤدي لنصر حاسم من قبل الحركة الشعبية ؛ لذا قبلت مبدأ التفاوض وأعد له السيناريو المنسب من توزبع أدوار تيلعب فيه ما سمي يومذاك " بأصدقاء الايقاد " وقد تم تدريب مفاوضو الحكة على استخدام كل وسائل الدهاء والخديعة في التفاوض السياسي مع إبداء حسن النوايا للطرف الآخر!! . صُدِمت الأحزاب وأدركت كم كانت مرة تلك الخديعة ؛ وأنها كانت الضحية الأولى ؛ ومن أجل تلك المطامع التي كانت تحلم بها لتخرج بغنيمة تقاسم السلطة كنتيجة حتمية لذاك التحالف . الكل يعلم أن السر وراء انسحاب بعض تلك الأحزاب من انتخابات ابريل الرئاسية والتشريعية كان تعضيداً الحركة الشعبية بحسب أنها الشريك القادم في حكم البلاد ؛ والذي نسق مع شركائه على الانسحاب من الانتخابات في قطاع الشمال لانجاح اسقاط المؤتمر الوطني!! . وقعت الأحزاب في الفخ الذي نصبته الحركة الشعبية لها وأكلت الطُعم ؛ بالرغم من أنه يفترض تعلمها الدرس من تجاربها السابقة مع الحكة ولذا صح عليها المثل القائل " علِّم في المتبلم يصبح ناسي"!! . فقد كررت تلك الأحزاب ذات الأخطاء دون أن تتعلم أو تكتشف الافخاخ المتكررة التي نصبتها اها الحركة ونفس الشيء ينطبق على المؤتمر الوطني ؛ فوقعت الأحزاب في كثير من فخاخ الحركة ووقع المؤتمر الوطني في قليلها ؛ خاصة حينما هرولت الأحزاب التقليدية لمؤتمر جوبا وكذلك عندما خرجت في مظاهرات الاثنين التي صورتها لها الحركة الشعبية بأنها الانتفاضة الثالثة التي ستذهب بحكم المؤتمر الوطني ؛ وهذا هو سوء تقدير وتقييم لحسابات استقراءآت الرأي العام عشوائياً ودون أسس علميةحدث هذا وكان نتيجته عدم استصحاب الدروس والمعطيات بواقعية لتستخلص النتائج التي كانت شهوتها للحكم هي السبب الرئيس لإجهاض مكاسب الانتفاضتين وبالتالي أدى هذا النهم والجشع لسوء إدارة استثمار نجاح انتفاضتي اكتوبر 1964 ورجب /أبريل إذ اتضح بعدها جلياً وأقنعت القوى الحديثة الثائرة بأن الانتفاضات قد تقود الشعوب للمجهول إذ يتغول عليها اخطبوط الاحزاب التقليدية الطائفية المُجربة والتي تستغل آليات معينة ومعروفة كالمصاهرة للانقضاض عليها واجهاضها فتعود لكراسي الحكم ليتكرر مشهد الانزلاق إلى هاوية الفوضى تحت مسمى براق وهو ممارسة الديمقراطية الليبرالية بشكلها الغربي وخاصة ديمقراطية " ويسمنستر"!! . أيضاً علينا أن نتذكر حثاً وقع مؤخراً ؛ حين تجمعت قيادات الأحزاب في منزل فاروق ابوعيسى تحت عنوان براق هو " تجمع قوى المعارضة " ؛ يومها تساءلت بألمٍ شديد ؛ بهد كل تجاربها وخديعة الحركة لها ؛هل لم تعي هذه الأحزاب الدروس ؛ وهل ما زالت هذه القيادات سادرةٌ في غيها وضلالها غير آبهة بمحاكمة التاريخ لها ما سيؤول له مصير الوطن؟!!
 تلك الأحزاب فقدت رصيدها الوطني منذ أن تخبطت في تحالفاتها فضلت الطريق ؛ وكذلك فقدت تعاطف الشارع ناهيك عن مؤيديها وأتباعها ؛ فلم أر في حياتي مجرمٌ بحق نفسه مثلها ؛ فهي مثل من يحمل سكيناً يقتلع بها عينيه فيفقد البصر فلا يرى ويعيش أبداً في ظلامٌ دامس ؛ والحالة هذه لا تؤهله للإستنجاد بالشارع ليقوده ؛ لذا فإن هذه الأحزاب ضلّت طريقها وفقدت البوصلة التي ترشدها إلى الصراط المستقيم.
 دعوني أطرح تساؤلاً وأجيب عليه في ذات الوقت كالذي يفكر بصوتٍ عالٍ : لماذا كنت دوماً لا أثق بما تصرح به الحركة الشعبية؟! ولماذا في كثير من مقالاتي كنت أستعمل التعبير الانجليزي الذي يدل على أستغلال الحركة لهذه الأحزاب أو لكل من ينتمي لقطاع الشمال بدءً من عرمان مروراً بكمير وغازي سليمان الذين انطبق حقاً عليهم القول(Taken For A Ride)؟! ؛ من نافلة القول علينا أيضاً أن نقرر لحقيقة هامة وهي أن الدكتور منصور خالد هو امن كُلِّف بترويج فرية " السودان الجديد " ووحدوية وقومية الحركة الشعبية ؛ ليجذب كثير من الأحزاب والشارع الشمالي وليوحد بذلك جبهة المعارضة لتستقوي بها الحركة الشعبية ولتكتسي شرعية جماهيرية تكتيكية ولتتمظهر زوراً بالغطاء القومي الجامع فظهر قطاع الشمال الذي أوكل لعرمان فصرف الكثير حتى يجمع شتات قيادات الأحزاب الشمالية التقليدية حول الحركة لأنه يعلم أنك تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى!! . أن كثير من الذين جمعتني بهم حوارات كانوا ً يعتقدون عكس توقعاتي تماماً وكنت أدعو الله صادقاً أن أكون مخطئاً في حساباتي وتقييمي رغم أن كل الشواهد والتصرفات تدل على ما أعتقد به . وسر تمسكي بموقفي راجع المتابعة الدقيقة لما يكتب في الخارج ومن تسريبات متعمدة من المؤسسات الغربية التي تدعم الحركة مادياً وسياسياً ومعنوياً وديبلوماسياً نحو الانفصال بحكم هيمنة الدول الداعمة لذلك على المؤسسات الأممية فوفرت للحركة الغطاء اللآزم لتنفذ الأجندة الغربية ؛ وبينما الحركة تتحرك بنشاط منظم خارجياً ونحن بجميع مؤسساتنا الرسميو والشعبية والحزبية منكفئيين على الداخل ، وحتى الانكفاء على الداخل ليس فاعلاً أيضا.
 وكي أعرض لقناعتي حول مصداقية الحركة الشعبية فأنا أحيلكم إلى حديث السيد/ ازيكيل جاتكوث مع الواشنطن بوست بتاريخ 25/12/2009 وقوله:( أن واشنطن تقدم دعما ماليا سنويا يقدر بمليار دولار للجنوب السوداني، مضيفا أن المبالغ تصرف في إنشاء البنية التحتية وتدريب رجال الأمن وتشكيل جيش قادر على حماية المنطقة.وأضاف: " إن من بين أهداف حكومة الولايات المتحدة هو التأكيد على أن يصبح جنوب السودان في عام 2011 دولة قادرة على الاستمرار ").!!
 يبدو أن مشكلتنا أيضاً ليست فقط في عدم الاطلاع ؛ وإنما عدم الايمان بجدوى البحوث والدراسات حتى تنشر وتُسرب حتى وإن كانت تمس شأننا الوطني مباشرة ؛ لذلك علينا أن نستصحب دراسة للباحث السوداني عبد الهادي الصديق عن "السودان والإفريقانية". فالباحث أكد في دراسته أن أغلبية الدول الأفريقية حصلت على استقلالها في الستينيات من القرن العشرين، نشأت فيها إبان ذلك حركة أطلق عليها الأفريقانية "حركة الجامعة الإفريقية" ؛ ومنها انبثقت حركة "الزنوجة" التي تعمق الفارق بين كل ما هو شمالي عربي مسلم، وجنوبي إفريقي مسيحي . وأطلت فكرة "الزنوجة" بقوة في المؤتمر السابع الذي انعقد في كمبالا في أغسطس 1994م ، وقد تم تنظيم المؤتمر من قبل مجموعة " التحالف من أجل أفريقيا " ؛ الذين أعدوا وبإدارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق للشؤون الأفريقية هيرمان كوهين ما عرف ب "وثيقة كمبالا" . وتركز جدول أعمال المؤتمر ؛ على العناصر الكفيلة بتجزئة وتقسيم القارة انطلاقا من فكرة "الزنوجة" ؛ في إطار التكريس للمفهوم الاستعماري لتجزئة أفريقيا إلى أفريقيا السوداء جنوب الصحراء, وأفريقيا العربية شمال الصحراء.!!
 كما أن علينا أن ندرك أن هناك أيضاً الأهداف الدينية, فإنه وبرغم المظهر العلماني الذي تبديه الولايات المتحدة في مواجهة العالم, ودعوتها الدءوبة لفصل الدين عن مجريات الحياة لاسيما في شقها السياسي, إلا أننا نجد أن الدين ما زال القوة الأساسية المحركة لسياسات الغرب والولايات المتحدة خاصة تلك التي يواجه بها العالم العربي والإسلامي. فمحاربة الوجود الإسلامي؛ وجعل القارة الأفريقية الجنوبية بحيرة مسيحية؛ تنفر من الوجود العربي والإسلامي بقدر انجذابها إلى العالم الغربي المسيحي؛ كان وما زال على رأس الأهداف التي تصبو الولايات المتحدة لتحقيقها، من وراء مخططها المشار إلي إليه.!!
 يتوجب علينا عندما نقرأ وأن نقرن بين مصالحنا الوطنية وما يدور حولنا ؛ وأنا أورد هنا ما خططت وتخطط له إسرائيل في الخفاء وأرجو أن لا نكون في غفوةً أو غفلة ؛ فمن واقع التقارير التي تنشر؛ ومن أهمها ما نشرته دورية «سيكور ميموقاد» العبرية المتخصصة في الشؤون السياسية والإستراتيجية مؤخرا دراسة أعدها الباحثان الون ليفين ويوفال بستان ترسم ملامح حرب بين الدول الإفريقية المسلمة وكتلة الدول المسيحية الإفريقية في منطقة القرن الإفريقي. و حاول الباحثان تسويق نظرية الصراع من منطلق ديني ومن منطلق التمدد وتوسيع النفوذ غير أن اللافت في خضم طروحاتهما هو الترويج لفكرة «انتشار الإرهاب» في دول مثل السودان والصومال واتخاذ المنظمات الأصولية لعدد من هذه الدول قاعدة انطلاق لما أسمتها الدراسة بالعمليات الإرهابية». والسودان والصومال وفق ما جاء في الدراسة يشكلان أرضا خصبة ومنذ سنوات طويلة لتصدير الإرهاب إلى الدول الأخرى في شرق إفريقيا وأنحاء أخرى من القارة الإفريقية، وضحايا هذا الإرهاب هي الدول المسيحية وعلى الأخص إثيوبيا وكينيا وأوغندا وبدرجة أقل رواندا وبوروندي، هذه الدولة معنية بإحداث تغيير في الوضع الراهن فمن الجهد لتحقيق حسم في الصومال ثم حلم إقامة دولة جديدة في جنوب السودان، الصراع بين التكتلات في إفريقيا هو على شفا اندلاع مواجهات جديدة بين تكتل الدول المسيحية الموالية للغرب وبين الدول الداعمة للإرهاب وهي الدول الإسلامية بصفة أساسية. (وفقا لما ورد في الدراسة).
 إن موضوع الانفصال أصبح أمرٌ مفروغ منه ومحسوم ولكن حتى لا ننزلق أو ننجر إلى هاوية حروب يخطط لها فتهدد تنميتنا وتشل حركة التقدم لدينا ؛ علينا أن لا نصدق كل النوايا الحسنة التي تبديها الحركة الشعبية التي أثبتت التجارب مدى خداعها ولأنها هي التي تهيمن عسكرياً وسياسياً وكذلك أنصارها على الوضع في الجنوب وقد عبأت الشارع الجنوبي وهيأته للإنفصال. ولتكن أولى أولوياتنا حلحلة كل المشكلات العالقة قبل أن نذهب للإستفتاء ؛ فالانفصال واقع لا محالة وأن الاستفتاء مسألة إجرائية فقط!! فهل نعي الدرس هذه المرة أم نستمر في الغفوة والغفلة؟! وهل سترتفع الأحزاب التقليدية إلى مستوى المسئولية الوطنية أم تظل مقعدة وكأنها الجوعان الذي لا يعمل من أجل توفير لقمة العيش وينتظر من القادرين أن يمنوا عليه الحافاً بلقيمات!!
 لا نريد من الجنوب نفطه ، وسنعتمد على النعم التي حبا الله بها الشمال ولكن على الحركة أيضاً أن تعتمد على نفسها وتتحمل مسئولياتها تجاه مواطنيها فلا يعقل أن يتحمل الشمال مسئولية مكلفة تجاه مواطني دولة الجنوب . المهم حل جميع المشكلات العالقة ولا بد من الاستعانة بجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وتكوين وفداً ليشهد على تفاوض الحكومة مع الحركة للوصول إلى حلول جذرية قبل الاستفتاء ، وها نحن قد سمعنا أن البشير سيحضر مؤتمر الايقاد ولا أدري هل سيحضره أيضاً ما يسمى " بأصدقاء الايقاد" ليزرعوا الالغام التي لا تكتشف إلا مستقبلاً؟!!!
هامش:
 الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية ومسئول ملف دارفور حاياً ؛ الكل يعلم أنه كان المسئول عن ملف التفاوض مع الحركة الشعبية ومسانديها من منظمة الايقاد واصدقائها في مشاكوس ثم بعد ذلك في نيفاشا وفجأة أبعد ؛ هل كان ابعاده بسبب منهجية التفاوض التي لم ترضِ الحركة الشعبية لأنه يدرك مراميها ؛ فلجأت للصريخ وتوجيه سهامها نحو الرجل الذي ربما اتهمته بسوء النية ووضع العراقيل فقط لأنه يدرك ىلآعيبها وفخاخها وما تضعه من سم ٍ في العسل ؛ يبدو أن الدكتور غازي صلاح الدين كان يتفاوضمع الحركة بصراحةٍ ووضوح ويسمي الأمور بمسمياتها وهو كان لها مثل الذئب صاحياً حتى وهو نائم فيدع عين مغمضة وعينٌ مفتحة .؟!! يا خسارة ؛ ليس لنبي كرامة بين أهله.. ( عجبي)!!
 الوزير السفير/ إدريس محمد عبدالقادر؛ قمة في دماثة الخلق ، رحابة الصدر ، وقوة تحمل تفاوضية لا تفتر، تواضع جم ؛ عفة لسان ؛ وطهارة يد .. شهادة أدلي بها للتاريخ لمعرفتي بالرجل عن قرب وفي أوقات كانت عصيبة لا يتحملها إلا رجال من معدنٍ ثمين خالص ؛ ومثله سيذكرهم التاريخ بانصاف كما سيذكر الدكتور غازي صلاح الدين أيضاً .
Abubakr Ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.