من حكم الله تعالى أن جعل كثير من شعائر الاسلام وسائل دعوة وآليات اعلام تدعو اليه وتنادي في الناس وتحرك وجدان وهي تؤدي وتترك استفهامات في ذهن المشاهد من شاهدها وتوسوس في قلبه حتى ولو حاول التخلص من ذلك والهرب ولذلك عندما علم الذين كرسوا جهدهم ووظفوا وقتهم واعلامهم للصد . عن الاسلام عندما علموا ذلك أزعجهم ذلك اللاعب الذي سجد لله في ملعب كرة القدم في بريطانيا واعتقلوا المسافرين الذين أرادوا الصلاة في مطار من المطارات الاروبية واكثر ما ازعجهم ارتداء الحجاب الذي سنوا القوانين واجمعوا امرهم على منعه لانه ملفت وجاذب ومغري للفتيات المسلمات وغير المسلمات كما منعوا الاذان وتاسيس المساجد خوفا من انتقال العدوى التي تنتقل بمشاهدة تلك الشعائر تؤدى فكان الحج اكبر تلك الوسائل واوسعها انتشارا وذلك عبر ماسخره الله من سبل اتصال ونشر وفضائيات وغيرها ولذلك قال الرسول صلي الله عليه وسلم :(جعلت لي الارض مسجدا وترابها طهورا) لتتحقق تلك الاعلامية والمناداة للاسلام ولتقام الحجة والشهادة علي الناس. فالحجيج يجتمعون في ذلك المكان وكانهم ينادون في الناس ان تعالو وقد انزوت الامكنة واقتصرت الازمنة واصبحنا وكاننا لا اقول في قرية واحدة لكن اقول في غرفة واحدة لا لنتحارب ونتناحر ويضرب بعضنا رقاب بعض ويظلم بعضنا بعضا ولكن ليعرف الانسان اخاه الانسان ويتعاون معه ويعيش حياة في مستوى ما وصل اليه الانسان من تقدم وتقنية وينشا علاقة قائمة علي المودة والتعاون في اعمار الارض ونشر الفضيلة والأمن تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا تعالوا لنجتمع في هذا المكان الذي سقطت فيه فوارق اللون والعرق وتلاشى التمايز بسبب المال والجاه والوظيفة وقد اصبحنا عباد الله اخوانا تعالوا وانضموا الى صف الامة الواحدة ذات الرب الواحد والقبلة الواحدة تعالوا وقد انزلنا لواقع التطبيق ما يرفعه الاسلام من شعارات في هذا المكان وهي ان : 1-لا فرق بين عربي على اعجمي ولا اسود على ابيض الا بالتقوى كلكم لآدم وادم من تراب. 2- نأمل ان تستغل الفضائبات الاسلامية هذه المناسبة ليطل الاسلام علي العالم واظهار ما فيه من تسامح وقد اجتمعت البشرية في مكان واحد علي اختلافها تعالوا الي هذا الوعاء الجامع وقد ذاب فيه كل ما يؤدي الي الفرقة والتمايز تعالوا وقد اجتمع اهل الكرة الارضية في هذا المكان شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا علي البر والتقوى ويلبون نداء ربهم (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)تعالوا وقد تجردنا من ملابسنا الملونة والمزركشة التي تدل علي التنوع والاختلاف ولبسنا زيا واحدا بلونه الابيض حاسري الرؤوس متجردين من المحيط والمخيط رمزا للوحدة والمحبة والسلام وسد لاي ثغرة يلج من خلالها شيطان التباين والاختلاف رامزين الي وحدة المسلمين ظاهرا وباطنا اصلا وشكلا زمانا ومكانا وكانهم معلنين اعلانا داويا للعالم اجمع بالصوت والصورة هذا هو الاسلام ليكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول شهيدا عليهم .لا زال الحجيج ينادون من مكانهم ذاك تعالوا بعد أن بلغت الحضارة الانسانية ذروتها وبعد ان وصل الانسان الي ما وصل اليه من نضج عقلي ورشد فكري وبعد ان اصبحت سبل المعرفة والترجمة متاحة لكل انسان وفي كل مكان وزمان وبأقل تكلفة عبر الشبكات وغيرها تعالوا بعد ان كثر الهرج والمرج وعمت الفوضي وظلم الانسان اخاه الانسان واستكبر عليه بسبب لونه وعرقه تعالوا وقد اصبح لا بقاء الا لقوي ولا كلمة الا لغني وبعد ان تنكر الغربيون علي مبادئهم واداروا ظهرهم لشعاراتهم وفعلوا كل مايسئ الي الانسان والي انسانيته . بعد ان حدث كل ذلك لسنا في حاجة لجهاد الناس ليومنوا وان الذي يحدث من تفجيرات في الكنائس وتقتيل للمسلمين وغيرهم ليس من الاسلام في شئ ولا زلنا نشك ان يفعل المسلمون ذلك ولكننا نظنه من صنائع الاستخبارات الاسرائيلية والامريكية فنحن بحاجة لعرض الاسلام بصورته الحقيقية كما هو في عرفة حيث وقف الحجيج علي صعيد واحد حيث تسوية الصفوف والكتف مع الكتف والقدم مع القدم لا انساب بينهم ولا يتفاضلون كانه ذلك اليوم المجموع له الناس وذلك اليوم المشهود. ليفهم و يعرف كل الناس هذا هو الاسلام دون عنف واكراه وعلي كل من يريد ان يعرف الحقيقة ان يتخلي عن كل فكرة مسبقة عن الاسلام ويتجرد عن كل فهم موروث او مسموع او مكتوب من قبل اعداء الاسلام حينها سيجد الحقيقة التي لا تدفنها الرمال ولا يخفيها الظلام ولا اكراه في الدين فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر . فالحج مع رسالته الاعلامية فهو رحلة ايمانية كريمة مباركة تغفر فيها الذنوب وتمحي فيها العيوب وتطهر القلوب رحلة تسكب فيها العبرات وتستجاب فيه الدعوات ويرجع اصحابها بمغفرة من رب الارض والسماوات كيوم ولدتهم الامهات ان الحج مناسبة عظيمة ارتبطت باعظم حادثة واكبر بلاء في تاريخ البشرية ابتلي به انسان وقد امر بذبح ابنه الذي رزق به بعد الكبر وقد احبه واشتغل به وشغل به قلبه وباله ولما كان الله اغني الغنياء عن الشركاء ولما علم ان ابراهيم احب اسماعيل واشرك حبه مع حب الله اراد الله لابراهيم ان يخرج حب اسماعيل من قلبه ليكون الحب لله وحده وحب ما سواه تبعا له حتي يكون ابراهيم اهلا للخلة والاصطفاء فكان ذلك البلاء العظيم امتحانا فنجح ابراهيم في الامتحان وابنه اسماعيل فاستحق ابراهيم الخلة واسماعيل النبوة وجعل الله في ذريتهما النبوة والكتاب واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فصارت الاضحية سنة ماضية الي يوم القيامة ((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم)) والتقوي التي تناله عز وجل ان يخرج كل محبوب سوي الله من القلوب وكل مراد سوي الله وتكون الهجرة الي الله ورسوله هاجرين كل شئ طلبا للتقرب والثواب .فالنجعل الاضحية مناسبة لذبح كل خلق سئ وقبيح اذبحوا الشحناء والبغضاء اذبحوا الغل والحسد اذبحوا الشح والبخل اذبحوا التفاخر بالاموال والاولاد والقبائل والانساب وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخ المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقوه كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه اذبحوا كل ذلك مع ذبائحكم واريقوا دماءه اذبحوا كل ذلك في قلوبكم واحيوا المحبة والاخاء والانفاق والعطاء والتواضع والسخاء احيواالعفو والتسامح والايثار والتصالح هذه هي التقوى التي تنال الله واليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه افعلوا كل ذلك حتي يكون قلبك بيتا للرب مصدرا للحب افعل ذلك حتي تكون قد ضحيت كما ضحي ابراهيم واستجبت كما استجاب اسماعيل فتكون بذلك حنيفا مسلما ولم تكن من المشركين فهذه غاية ما تعنيه الاضحية وذلك تقصده التلبية وهذا ما يهدف اليه التهليل وهو ما يفسره التكبير بان الله ورسوله اكبر عندك من كل شئ وفي هذا رد عملي لقوله تعالي ( قل ان كان ابآؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا) وهو ان الحجيج كانهم يردون علي الله بحجهم ولسان حالهم يقول الله ورسوله احب الينا من سواهما وفي الحديث(من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما وجد حلاوة الايمان). واختم حجك بزيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم وهو السبب في كل هذا الخير وهو القائل (من حج ولم يزرني فقد جفاني ) . ahmed altijany [[email protected]]