قطعا... ولا شك.. ان الشمال يعيش ويمر بأزمة نفسية حادة.. وصعبة جدا..كلما اقترب يوم الميعاد.. والخلاص لشعب الجنوب... التاسع من يناير المقدس..فتزداد ضربات قلوبهم.. وتزداد معها الحيل والمؤمرات..عسى ان ترسى سفينة استفتاء الجنوب الى العدم.. والموت...وكل من يتصفح صحفهم ومقالاتهم وتعليقاتهم وتحليلاتهم هذه الايام.. يخرج المرء بنتيجة واحدة وخلاصة بينة.. وهى ..مدى الهلع.. والجزع..وهول المصيبة.. واليآس ..وقلة الحيلة التى اصابت القوم..فراحوا... يرمون الجنوبين.. بسهامهم ..وبالفاظهم النابية..الحفاة.. العراة ..الجياع.. ويستعجلون رحيلنا ..حتى ولو بدون استفتاء..وآخرون ما زالوا.. يتمسكون بخيط الوحدة ..الرفيع العتيق..يمنون انفسهم السراب..سراب الادغال الذى لم يسمع به احد على وجه البسيطة...تضاربت تصريحات القوم..بين المخاشنة.. والليونة...وحتى بين.. الدموع ..التى لم تبرح ساحة مسرحية القوم الهزيلة فبالامس القريب ..وفى مسلسل المكر والخداع.. خرج علينا الناطق الرسمى.. لمفوضية الاستفتاء.. بمسرحية تقديم الاستقالة.. معللا.. تقطع اواصر البلاد امام عينينه..وكان بامكانه ..ان يرفض الفكرة من البداية ...لكن هى سياسة قتل الزمن.. التى يتقنها القوم.. ونسوا او تناسوا ان الزمن.. ملكنا..وفى قبضتنا والوجه الآخر.. للعبات.. اللحظة الاخيرة..ما اثارته الجاسوسة الانقاذية..التى توهمت انها قتلت اسدا فى الجنوب.. واللقاء الصحفى الذى اجرته مع قائد الشعب ..الرئيس المناضل سلفا..استغلت طيبته..فكانت تلك الدبلجات وكانت هذه المسرحية العارية ...والتى لم تهز شعرة واحدة فى الشعب الجنوبى..بل ازددنا ثقة ويقينا بقيادتنا فى الجنوب.. بعد ان عري الغرض.. وانكشف الهوى...تلك هى الصحفية الانقاذية الجاسوسة.. رفيدة يس.. التى شوهدت فى احدى صالات الرقص.. بعاصمة الجنوب ..جوبا. ..مخمورة.. وشبه عارية.. بمقياس الشريعة الاسلامية.. وهى تراقص احد ضحاياها من الجنوبيين..معتقدة انها باعتهم لاهلها فى الشمال... فى مادتها الصحفية المفبركة..فخسئت ورجعت خائبة..مصطدمة.. بصورها على صفحات الانترنت..كاميرات جوبا لا تنام..ولا يحيق المكر السئ الا باهله..والشعب الجنوبى.. متمسك بقيادته.. الان ..اكثر..كما لم يكن من قبل رفيدة... كانت تريد استدراج السيد سلفا.. والوقيعة.. بينه وشعبه.. وتريد ارباك الشعب الجنوبى.. بوحدوية الرئيس...فنحن ادرى بشعابنا منها..وكم من مرة اكد السيد الرئيس... ان صوته كشخص.. لا يفيد.. حتى لو كان وحدويا..مقابل الاغلبية الساحقة.. من شعب الجنوب.. التى ما فتئت تولى وجهها شطر التاسع من يناير القادم .. للخلاص.. من مخالب الاخطبوط الشمالى ...والاستعمار العروبى الاسلاموى وكانت ايضا... تريد الزج بالجنوب..الدولة الوليدة.. والافريقية ..الهوية... فى الصراع العربى والاسرائيلى..وتخويف العرب.. واثارتهم ..وتاليبهم على دولة الجنوب..جاهلة ..ان اسرائيل حاضرة.. وموجودة.. فى قلب.. القاهرة.. ام العرب. ..بل.. ام الدنيا..وكل العرب لديهم علاقة ..علانية ..او تحت الطاولة.. مع اسرائيل..والفلسطنيين لهم علاقة يومية.. ومباشرة.. والكنست به اعضاء من العرب..فلماذا نكون.. ملكيين.. اكثر من الملوك انفسهم.. ونحن فى عصر المصالح والمنافع المشتركة....ما عادت هذه الشعارات تثير احدا فى هذا العصر... عصر المصالح المشتركة ومهما يكن من امر.. فقد فشلت نخبة الانقاذ.. فى ادارة الصراع مع الشعب الجنوبى.. بقيادة الحركة الشعبية.. وذهبت كل مؤامراتهم ادراج الرياح..وطاشت سهامهم فى سماء الجنوب.. ولم يبقى.. إلا.. ان يرفعو ا الراية البيضاء....فلتبقى لكم عروبتكم... ولنا افريقيتنا.. وفى جوار حسن.. وكفانا.. شر القتال