في المغُتربَ بدأ كثير من مواطنو شمال السودان البحث في كيفية الحصول على جنسية جنوب السودان المرتقبه بعد ان تأكد الجميع واولهم الرئيس عمر البشير حسب تصريحاته الاخيرة بأن الانفصال واقع لامحاله . ولكن السؤال لماذا البحث عن جنسيه اخرى غير السودانيه او قل البحث عن جواز آخر غير الجواز الاخضر الذي يحمل شعار صقر الجديان فالاجابه عليه سهله لمن خبر المواني الجويه العالميه ونظرات الشك والريبه لحامل هذا الجواز وتأخير التأشيره فالسودان وبفضل حكومة الانقاذ اصبح موصوماً بالارهاب والاصوليه والتطرف الديني وانتهاك حقوق الانسان بل قتل وابادة مواطنيه ناهيك عن الفساد المستشري والفقر . ان الاحساس بالتمتع بالجنسيه الجنوبيه ليس مثل ( سلخ الجلد) الذي ينتاب من يأخذ جنسية اي دوله اخرى . فالشمالي مطمئن لهذا الشعب الذي خبره وجواره في السكن وخالطه في العيش وجزء من الشماليين عاش بالجنوب ويعلم سهولة المعاملة والتسامح وعدم دس الانف في شئون الآخرين عند اهل الجنوب اي انه لن يشعر ابداً انه تحول عن جنسيته الاصليه . لذلك يدهشني اصوات بعض المسئولين في الشمال وتهديد الاخوة في الجنوب ومساومتهم في موضوع ازدواج الجنسيه وكأن الجنوبييون يستجدون هذه الجنسيه . ان حكومة الانقاذ التي تخوض حرباً منذ مجيئها للسلطه قبل واحد وعشرون عاماً في الجنوب والغرب والشرق اهدرت موارد البلاد واضنت الرجال لا لشئ الا للبقاء في االسلطه ، الم تسمعوا تصريحات (الصوارمي سعد ) باهدار دم مناوي وجماعته وانهم اصبحوا هدفاً للقوات المسلحه ، والجرحى من حركة العدل والمساواة والتي تحرم القوانين الدوليه والشريعه الاسلاميه معاملتهم بسؤ عندما يلجأون لجنوب الوطن للعلاج تعتبرالحكومة في الشمال ان هذا عملاً عدائياً وهي التي كانت تجلس معهم في المفاوضات في الدوحه قبل شهور وتحاول ولاتزال ارجاعهم للمفاوضات وفي نفس الوقت تسعى لابادتهم . ان هذا اللدد والفجور في الخصومه غير مستغرب من جماعه قتلت زملائها في الشهر الحرام في رمضان في بداية عهدها . بعد عشرين عاماً من الحكم لم تتعلم الانقاذ شيئاً وتظل شاهره سيفها وتصرف مالها على التسليح والامن تاركة امر التعليم والصحة وخلاف ذلك من واجبات الدولة . ان الحكومة مشغوله (بالفارغه) اغلاق محلات الشيشه وانهاء الحفلات في الساعه الحادية عشر ومراقبة ملابس البنات الى غير ذلك من مضايقات المواطنين . لقد كان وجود الاخوة الجنوبيين يتيح بعض المناخ المرن لحياة الناس ولكن بعد اليوم سوف يشهد شمال السودان تضييقاً على الحريات ليس له مثيل وامامكم احتفالات هذا العام برأس السنه الميلاديه الذي قد يكون آخر احتفال . ان الإخوة الجنوبيون قد اختاروا طريقهم ( وعليهم يسهل وعلينا يمهل ) ومن الافضل للحكومتين التعاون وحسن الجوار فالنسيج الاجتماعي متشابك ومعقد بين الشمال والجنوب . لقد كتبت ذات مرة منتقداً حكومة الجنوب لعدم سماحها للبنوك الاسلاميه بفتح فروع لها بالولايات الجنوبيه رغم اختلافي مع ممارسات البنوك الاسلاميه الا انه طالما كان هناك قطاع من الناس يفضلون التعامل معها فيجب السماح لهم بذلك فهذا نشاط اقتصادي في المقام الاول والا انهم سوف يكررون نفس خطأ حكومة الشمال بعدم السماح للبنوك التي تعمل بنظام الفائدة العمل في الشمال . ان حكومة الجنوب الوليدة تحظى بدعم عالمي واضح وتعاطف كبير وهاهي ترسل احدى جميلاتها( ربيكا يوم )الطالبه الجامعيه من قبيلة الدينكا للاشتراك في مسابقة ملكة جمال العالم في اشارة ذكيه للعالم المتحضر انها جزء منه وللترويج للسياحه . والجنوب يواجه مهام كبيره في بناء بنيه تحتيه مدمره وقبائل ليست على قلب رجل واحد بالاضافه لانتشار الجهل والمرض ، كذلك الشمال امامه مشكلة دارفور السهله والممتنعه على الحل في آن واحد والانقسنا وجبال النوبه والمعارضه بكل احزابها ذات الثقل الجماهيري والتي تقصيها الحكومة الحاليه ، والدولة مهدده مستقبلاًبعقوبات اضافيه اذا لم تسلم رئيسها للمحكمة الجنائيه الدولية . كل هذا يعني ان تحل المشاكل المعلقه بين الحكومة الشماليه والجنوبيه عاجلاً للتفرغ للمهام الكبيرة فالشعب السوداني شماله وجنوبه ظل صابراً وصامداًوآن له ان يستريح من عناءالسفر. عصمت عبدالجبارالتربي سلطنة عمان