بسم الله الرحمن الرحيم اسم العامود: أفق آخر ( 1-2) -1- عذراً .... وفيما أذكر أن " إخواننا " في جامعة الخرطوم واغلبهم وزراء الان من الجدد تماما كانوا يعيبون علينا كثيراً ومن ضمن ما يعاب على المنتمين للاتجاه الإسلامي بجامعة القاهرةالخرطوم العلاقة الودية مع التنظيمات السياسية بالجامعة قاطبة . فقد كانت تجمعني انا و المرحوم معتصم الفادني الذي كان رئيساً للاتحاد بالأخ ياسر عرمان علاقة نادرة في ظل اعتصام كل طرف بموقفه وفي ظل الحماس الراسخ بحكم السن وقلة التجربة ... وافترقنا بعد أحداث عاصفة مرت بها الجامعة لا تشبه سمتها وطريقتها المثلى في حلحلة القضايا والتي انتهت باغتيالات شهيرة عام 1986م ..... ولكنني برغم السنين الماضية الطويلة التي لم أر فيها " ياسر " احتفظ له بصورة الملتزم لأرائه مع حدة بالغة لم تتغير برغم كل تلك التجارب العميقة و الكثيرة سواء على المستوى السياسي والتجربة الاجتماعية .... وقد خبرني صديقي واخي المحبوب عبد السلام بأن ياسراً قد تغير كثيراً لكنني ارى ان بعض المسائل الهامه في شخصيته لم تتغير من أهمها كراهية الاسلاميين وطريقة تفكيرهم الا قلة كما يحب ان يراها هو .... عموماً نحن من جيل يؤمن بوحدة السودان تماماً خاصة في الحركة الاسلامية حيث يعتقد ان الجنوب هو البوابة الرئيسية للاسلام لافريقيا ويمثل امتداد حضاري للثقافة العربية الاسلامية من غير عنف او اضطهاد او تسلط انما محبة وتسامح مثلما يعلم الكثيرون ان الانقاذ قد حاولت السلام من ساعتها وخاضت لأجله ملاحم عديدة ... حتى جاء السلام في 2005م و بنى السلام مقابل حق تقرير المصير وكان جون قرنق يومها يدعو لسودان جديد وفي ذات الوقت قاتل ثلة الانفصاليين في الحركة الشعبية .... ورأيت "ياسر " بعد سنوات طويلة وهو يرفع بشارة النصر وهو يتهادى على سلم الطائرة وعلى وجهه ابتسامة عريضة لم أرها حتى ابان أيام الصفاء . - 2 – سعدت جداً ان من دفعتنا من صار قيادياً بالحركة الشعبية حتى يخفف من غلوائها خاصة وهو شمالي وجعلي .... ولكنني بعد برهة قليلة شعرت بالضالة والسذاجة ..... حيث مارس " ياسر " كل الفنون التي تتقنها وتدرب عليها في سنوات عدوانه على وطنه .... وحين جاء بعد السلام كنت اتوقع ان يكون داعماً للاتفاقية التي بذلت جهداً كبيراً في حل القضية ورد المظالم ورفع شأن المهمشين كما يودون ... لكن " ياسر " انفق زمانه كله في " عكننة " المناخ السياسي .... وشوهه صورة الشريك " المؤتمر الوطني " على طريقة الشيوعيين المحترفين الذين ينشروا سواداً لا تستطيع مزيلات كثيرة ان تحدث اثراً خاصة في قضية دارفور والمحكمة الجنائية الدولية وسيناريوهات التلفيق التي ساهمت فيها قوى داخلية كان يعتقد ان تحدث نيفاشا " 2005م " اختراقاً على كل المستويات لأنها بحثت بحثاً مضنياً في كل القضايا الشائكة وجدت حلولاً مرضية اوقفت الحرب ووهبت للجنوبيين حق نقرير المصير مقابل وحدة السودان واستدامة السلام بعد ان ردت الحقوق و رفعت المظالم التاريخية الا ان الفترة الانتقالية لعبت الحركة فيها أدوارا خبيثة ... فقد آثرت الحركة الشعبية طيلة الفترة الانتقالية دور المعارضة وظل " ياسر عرمان " يمثل زعيم المعارضة في البرلمان مع انهم الشريك الأكبر .... لكن غلبت طريقة اهل اليسار على قيادة الحركة الشعبية ... واذا عدد المرء المشكلات التي أثارتها الحركة الشعبية وإبطالها ياسر عرمان وباقان اموم لا تعد وتحصر . هذا العناد والاستهداف المُلح واعتصام النائب الاول لرئيس الجمهورية في الجنوب لا يمارس سلطته الاتحادية الا لماماً عصفت بكل محاولات " توزيع الثروة و السلطة " مع ان الجنوب حكم نفسه بالمطلق طيلة الفترة الانتقالية ونال من الثروة ما يكفي ويسد عين الملهوف .... ولكن ياسر وصحبه كانوا يمارسون المعارضة بنزق جارف جعل الكثير من اهل السودان يزهد من وحدة ثقيلة على النفس .... تشعر العديدون بالاحراج بأنهم يتاهفتون على وحدة السودان .... والنخبة الجنوبية الحاكمة تعمل على فصل جنوب السودان ليل نهار . - 3 – ولمّا استقام د. لام اكول وزير خارجية السودان مع سياسة السودان قامت عليه قيامة الحركة الشعبية وفصلته بعنف حتى خرج واسس حزباً اخر وسمى لام كوز لانه عمل بيقين بسياسة التي من المفترض ان يكون عليها اهل الشراكة الواحدة . انفق " ياسر عرمان " زمانه في الفترة الانتقالية في البحث عن التشاكس مع المؤتمر الوطني ونسى ان يؤسس لقطاع الشمال حياً يوازي كل هذه التهافت في ترسيخ مصطلحات متداولة التهميش واولاد الجلابة والحرية غير المسؤولة التي تفتح مسام البلاد ليدخل منها الاعداء .... فقامت الارض ولم تقصد في اجازة قانوني الصحافة والامن وغيرها من المنغصات التي كان بطلها بجسارة يحسد عليها صديقي ياسر عرمان !!!! وعندما قاربت ايام الاستفتاء " المقدس " صار ياسر يتباكى على البطل " على عبد اللطيف " وينقب في تاريخه بحثاً عن الجنسية المزدوجة للجنوبيين البسطاء الذين اتاحوا لنخبة الحركة الشعبية التحكم وتنفيذ كل السياسات العنصرية . الان يا صديقي " ياسر " الحركة الشعبية لم تبذل جهداً متواضعاً لتكون الوحدة جاذبة ... لان الوحدة لا تأتي من طرف واحد والتاريخ شاهد وان تنقل اسرتكم الكريمة الى بريطانيا للرحيل عن السودان " المقطوع " !!!! لا نريد يا ياسر ان تذكر اهل السودان بالتاريخ المشترك فقد بذل حرباً وسلماً ليكون السودان من حلفا الى نمولي واحداً .... حيث لم تصبروا حتى تحققوا السودان الجديد لمدة خمس سنوات لا تكفي للكفاح المدني نرجو ان يحقق المشروع في الدولة الجنوبيةالجديدة وان ينزع " ياسر " ان بقى أنياب الديكتاتورية وبطش افراد استخبارات الحركة الشعبية العلو " الاثنى " لقبيلة الدنيكا دون سائر القبائل الجنوبية الاخرى !!!! أما إذا بقى ياسر بنفس الأثر والقوة قبل الانفصال ... أتمنى ان تعمل الدولتان على تنمية الأواصر المشتركة وهي كثيرة وان تنحسر كل الظنون والمؤامرات التي تحاول ان تبقى العداوة !!! كما أرجو ان لا يفسد الاختلاف للود قضية .... أتمنى ذلك .