كشف لي مقالي السابق بعنوان ( الوالي البيطري وحديث الشريعة والقانون )، ان من ارادت ان تثكله امه ، فليهبش الاخوة الاطباء البيطريين بكلمة . اول لكمة تليقتها كانت ( من الداخل ) عاجلني بها شقيقي الاصغر ، وهو طبيب بيطري ، اتصل بي هاتفيا وعاتبني على ( حشر ) مهنة البيطرة في صدر المقال وبطنه وعجزه ، ثم فتحت بريدي الالكتروني ووجدت ( قائمة عابدين ) التي تملآ بريدي كل صباح ، قد تراجعت لتفسح مكانها لعشرات الرسائل من اطباء بيطريين من الداخل والخارج ناقمين ولائمين و - بعضها – شاتمين . توفر لي تعليقات القراء على المقالات والاخبار المنشورة بموقع صحيفة الراكوبة الاسفيري ، متعة تفوق – في احيان كثيرة – متعة الاطلاع على المقالات نفسها ، فهي قياس حقيقي لاتجاهات الرأي وتحتوي – احيانا كثيرة – على ما هو اقيم وافيد مما يرد بالمقالات نفسها ، وان كانت بعض تلك التعليقات تحتوي على عبارت خادشة وبذيئة وغير لائقة ، وقد تطوعت بتنبيه اسرة تحرير الموقع المحترم لهذه الملاحظة منذ فترة ولا اعتقد انهم قد اقاموا وزنا لملاحظتي ، رغم انني على الصعيد الشخصي – ولله الحمد – لم يطالني – حتى الآن – شيئًا مما شكوت منه لاسرة التحرير . افسدت على نفسي متعة تعليقات القراء بمقالي الاخير ، فقد جاءت – في معظمها – ضربًا تحت الحزام وفوق الحزام ، من الاخوة البيطريين ومن غيرهم ، حيث خاطبني احد المعلقين يقول ( لا فرق بينك وبين قدو قدو ، فقد استخدمت نفس سياط الاهانة والافتراء والظلم ) فيما اورد طبيب بيطري تعليقا جاء نصه ( نحن البياطره اشد حساسيه ورفقا بالحيوان ما بالك بالانسان ومش مقبوله منك ولو بحسن نيه ان اردت ان تعير انسان بمهنته واظن جانبك الصواب ولم تبتعد من نمط تفكير الابالسه ) . الواقع انني اوردت الصفة ( البيطرية ) للحديث الفضيحة لوالي ولاية الخرطوم ، لانه تحدث فيما يجهل في حديث الشريعة والقانون ، وهي ذات ( الفضيحة ) التي يرتكبها رجل القانون اذا تحدث في الطب البيطري او البشري ، وليس في هذا تزيين لما قلت به ، فعنوان المقال ومحتواه لم يخرجان عن هذا المعنى ، وهو بحق حديث فضيحة ولا اريد العودة اليه ، فقد قيل فيه ما يكفي ، ولا بد ان الوالي نفسه يقبع – الآن – قيد الحساب امام مولانا البروفسير الدستوري احمد علي الامام المتفرغ لشئون التأصيل ، فقد آتاهم الوالي الفضيحة في امور الدين والشريعة التي قالوا انهم يحكموننا بها فكشف لهم الوالي انهم لا يدرون عنها شيئًا ، فالذي اساء لمهنة الطب البيطري الوالي لا حديثي ، تماما كما يسيئ مصطفى اسماعيل في فجر كل يوم يهل لمهنة طب الاسنان . من جانبي ، كنت قد فكرت في تخصيص فقرة تذيل القادم للاعتذار لاخوتي الاطباء البيطريين ، مما اصابهم من رذاذ غير مقصود جلبه اليهم الوالي الاعجوبة ، ولكني رأيت انه من حقهم علي الا يأتي اعتذاري متلبدًا خلف موضوع آخر ، فآثرت ان اتقدم بهذا الاعتذار المخصص والمخصوص ، فأنا بيطري بالنسب ، شقيقي الذي افاخر به اسقاني حب هذه المهنة ، وقائمة اصدقائي يزينها بياطرة اجلاء ومحترمون وعلماء ، وبلدي الذي اتغنى به بعد ان قذفتني عصبة الانقاذ في آخر ركن من اركان الدنيا ، لا ارى فيه مستقبلا دون ان يكون للطب البيطري دور الريادة فيه ، فأرجو ان يجد القبول منهم . لا يمكن ان اختم هذا الحديث ( الناشف ) دون ان اورد تعليق القارئ عبدالفتاح يس على المقال بموقع الراكوبة الذي جاء فيه نصًا (أخي قد جانبت الصواب فوالي الخرطوم زراعياً وليس بيطرياُويفترض أن يكون حديثك موضوعياُ دون الاساءة إلي المهنة البيطرية التي نعتز بالإنتماء لها ) فقلت في نفسي ، الله يستر علينا من الزراعيين . ارفع خالص التحية لابناء وطني المخلصين من اطباء بيطريين وبشريين وزراعيين ومهندسين وعمال وفلاحين ، فكلنا في الضيم نحترق ، والعصبة تعمل فينا بالكرباج .