على الرغم من مساحات التواصل التي وفرها الفيس بوك و التي جعلت منه المنبر الاجتماعي الأشهر في العالم, فقد شاهت بعض ملامحه بسبب السلوكيات القبيحة التي تمارس فيه. ما يهمنا هنا هو سلوك السودانيين في الفيس بوك, حيث أن ما نكتبه أو نضعه من مقاطع فيديو و صور, خاصةً الصور الشخصية هو إعلان عن مخابر شخصياتنا. فمن خلال ما نسطره على صفحاتنا نعلن عن خبايانا و نُسَوِقُ به لما نريد للآخرين الظن بنا. بلمحة سريعة في هذا العالم اللامحدود نجد أن البعض (من الجنسين) لا يدركون خطورة هذا الكائن الذي نعطي من خلاله رسائل جلية للآخرين تُفشي عما نعتقد و ما نؤمن به و ما نتمنى. و لكن بعض مسالكنا في الفيس بوك قد ترسل رسائل خاطئة لا تشابه ما نحن عليه و الملامة هنا تقع على سوء الاختيار لما يجب أن يوضع في صفحاتنا فتعطي إيحاءات سلبية ربما تصل حد التشويه. مثلاً وضع الصور الشخصية في الفيس بوك يعرضها لسوء الاستخدام من قبل أناس ربما لا نعرفهم طالما أنها متاحةً للجميع و هذا خيار الغالبية التي تجهل التعامل مع إعدادات الفيس بوك. هذا المسلك عادةً ما يكون بحسن نية لا تبرر العواقب المحتملة, فالكيِّسُ من تحاشى ما لا يُرمم بعد الانكسار. بعض مستخدمي الفيس بوك يضعون صوراً ربما جعلت صاحبها أو صاحبتهاً في موضع الشبهات. فبعض الفتيات يتحاشين وضع صورة شخصية في البروفايل و لكن يلجأن لما هو أسوأ بوضع صورةٍ العاري فيها أكثر من المخبوء لأحدى المشاهير أو مجاهيل النت, فماذا تريد أن تقول لمستعرضي صفحتها من خلال هذه الصورة؟ سؤال ربما لم يخطر على البال و ربما كان التعامل معه بسوء تقدير يصل حد (السبهللية). و البعض الآخر يضع صوراً شخصية ذات إيحاءات مخلة بالذوق العام و تخدش حياء المارين بها و تدعو ضعاف النفوس لتحميلها و ربما استخدامها فيما يُسيء و لا يُرضي. للأسف الشديد كثير من بناتنا من الجهل بحيث يرتدن الفيس بوك كأنهن يتكئن في الحوش الخلفي و لا رقيب! الظاهرة الأخرى هي الحسابات الوهمية و التي يوحي منشؤها أنها لفتاة تضع مجموعة من الصور الساخنة و أخرى مخصصة للبروفايل تكون أكثر سخونة تجذب بها اللمم و الهوام حتى يتعدى عدد أصدقائها بضعة آلاف لا يدركون أنهم قد صادقوا الوهم. و تجد تعليقاتهم المخجلة على الصور التي لا يمكن أن تضعها ذوات الخدور و يعلنون بتعليقاتهم عن صدور تغلي بالصدأ فتنضح ما يسيء لأخلاق السودانيين الموسومة بالعفة و الستر. ألا يعقل هؤلاء؟ كيف لعاقل أن يضيف شخصاً لا يعرفه لمجرد رؤية ما يثير غريزته,, ثم تتدفق حمم شهوته أمام كائن ليس غريباً عنه فحسب بل غير موجود في واقع الحال؟؟ و هل سينعكس هذا السلوك الافتراضي على واقع حياتنا؟ متى نتعامل مع هذا الكائن المتمدد بعقلانية و قراءة متبصرة للممكن حدوثه قبل تحميل صورةٍ أو فيديو أو كتابة تعليق على صفحات الفيس بوك المفتوح في فضاءات لا محدوده؟