عندما يصاب الإنسان باى من الامراض المستعصية ترى المجتمع وإهتمامه بمرضه كأن يقولون ما الذى سبب له السرطان وكيف اصيب هذا بالسكرى والضغط وماذا عن النوبة القلبية التى اصابت ذاك وما الذى سبب لفلان الفشل الكلوى وتجدهم يشرعون وينظرون ويكتشفون مسببات الامراض جميعها , وكذلك يقترحون العلاج . فيقول لك احدهم ان مرض الفشل الكلوى سببه المياه الغير صحيه مما سبب الفشل الكلوى وان انسب مكان لزراعة الكلى هى دوله الاردن لأن بها مستشفيات ممتازة وكادر بشرى مؤهل فى الجراحه . ويقول احدهم ان دولة مصر العلاج بها اقل تكلفة وكذالك السكن والإعاشة. وكذلك يصفون لك التغذية لمريض السكرى والاشياء الممنوع اكلها ويصفون بعض وصفات العلاج البلدية كأنهم متخصصون فى أمراض الباطنية والغدد الصماء . أما طائفة اصدقاء ومنظروا الملاريا فحدث ولاحرج وكأنهم بكثرة حديثهم عن الملاريا تحسبهم يعدون جحافل الجيوش لحرب أنثى الأنوفلس وابادتها بصواريخ بعيدة المدى تصل إلى منابع النيل فى هضاب أفريقيا . فالمرض الحقيقى ليس السكرى و لا الضغط ولا الفشل الكلوى لأن هذه الأمراض قد تصيبك وتُشفى منها بأذن الله وجلها أمراض كفارة للذنوب ولكن المرض الحقيقى هو مرض النفس الابية النفس الامارة بالسوء النفس اللوامة المرض هوالحسد الذى يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، المرض هو الكذب الذى اذا تحراه العبد وصار يكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً. المرض هو الرياء والغرور والكبر الذى اتصف به فرعون وادعى الالوهية فحكم الله عليه بالهلاك غرقاً فى اليم هو وقومه. المرض هو السرقة والغش والتدليس الذى تفنن فيه ناس آخر زمن وصار ليس غريباً عندهم . المرض هو متابعة الناس وكشف اسرارهم وملاحقتهم والتدخل فى شئونهم الخاصة ونبش استارهم وهتك اعراضهم بالنميمة والقيل والقال . فالتدخل فى شئون المؤمنين بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة المستمدتان من الكتاب والسنة ومن سيرة السلف الصالح , ومن سلوك علماء الامة العالمين , فهذة الكلمة وتلك النصيحة الصادقة لتشدان الهمم وخاصة لاصحاب المواهب فى الامة بوصفهم مصابيح ظلامها ومعارج رفعتها . نعم ان المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما جاء فى السنة المطهرة . فبتعاضد المسلمين وسلوكهم وتراحمهم تزدهر وتتقدم الامة , ومن هنا جاءت حاجتهم إلى الرعاية الخاصة والنصح والإرشاد مسيسة لان فى هذا تحفيز للنفوس وتقوية للعزيمة ليشمر المرء عن ساعد الجد والإجتهاد فى طريق رضوان الله وبناء الامة القويمة فلا مكان لمتخلف بين متقدمين , ولامكان لخامل بين مجدين . أسال الله ان يعافى جميع المسلمين من أمراض النفس اللوامة fodul abjad [[email protected]]