السواد من صنع الخالق جل وعلا الذي خلق كل شئ وهدي وهو القائل في كتابه فيما معناه أن لافرق بين أسود وأبيض الإ بالتقوي يعني التقوي هي معيار للتفضيل بين البشر. نجد الكثير من البشر يذمون بعضهم البعض بسبب سواد اللون ويري أكثرهم أن ذوي البشرة السوداء هم أدني مستوي" من البيض ، ويقولون (فلان سود وجهي أمام الناس) بمعني – أراق ماء وجهي – وهنالك بعض الناس يعتبر أن الغراب الذي ينعق في الصباح نذير شؤم بسبب سواد لونه ، وأن اللبس الأسود يرمز للحداد علي الميت. وجادت قريحة الشاعر العباسي بسبب الإستهتار بالسواد وقال: يا فتاة ما للهوي بلد وأنا ماخلقت في بلد في حماه الحب يضطهد ولأن السواد يغمرني أنا ليس لي فيه يافتاةُ يد وسوف تنأي خطاي عن بلد حجر قلب حوائه صلد وسألثم الجراح في كبدي غائرات ما لها عدد بيد أن الأبيض والأسود مخلوقين من حمإ مسنون (طين متعفن) وبعد كل هذا يردون الي اللحود بيت الدود وتفني أجسادهم وتتحلل وتختلط وتمتزج بالطين الذي خُلقت منه يوما ما. فهنالك السواد في البيت الحرام ( الكعبة الشريفة) أفضل وأقدس وأجمل بقاع الله في الأرض لايضاهيه مكان في قدسيته وحرمته وحرمة البلد الذي فيه. وسواد الليل جعل الله فيه عبر كثيرة بقوله : ( وجعلنا الليل لباسا" ، وجعلنا نومكم سباتا") فالسُبت _بضم السين- يعني الراحة وقطع لمتاعب النهار حتي يستعيد الإنسان نشاطه ليوم جديد ، ولولا سواد الليل لما أنبلج الفجر. وفي الليل أيضا" تتجلي قدرة الخالق وفي سكون الليل محاسبة النفس وتأنيب الضمير وفي قيام الثلث الأخير من الليل حيث تتجلي رحمة ربنا الي الدنيا غفران للذنوب ولو كثرت. وفي سواد ليالي الخريف المطيرة رزق وفير رغم الظلام الدامس ففيها سهرة مع الملائكة فيأمر الله تعالي الرعد وهو ملك من الملائكة موكل بسوق السحاب وفي يده مطراق من نار هو البرق يسوق ويزجر به السحاب الي البلد التي أراد الله أن تمطر فيأتي الغيث. وتغني الفنان الراحل ابراهيم الكاشف وقال: عاجبني طول الليل الليل طويل وجميل الليل نسيمه عليل . و القطران الأسود الذي يصنع من حب البطيخ بعد حرقه يساعد في علاج الجدري عند الإبل فهذه من فوائد السواد . وسواد انسان العين اذا فقده الإنسان أصيب بالعمي وأظلمت دنياه ولو صبر عليها عوضه الله بالجنة لأن العينين هما الحبيبتين للإنسان . ومن جماليات السواد ( عيون جدي الغزال الداعجتين) وفي الغابة المظلمة المليئة بالحيوانات المتوحشة والأشواك والأدغال جمال شجر الأبنوس اللامع السواد . أما سواد لجة البحر ففيه العبر والعظات ومناداة نبي الله ذا النون (يونس) لربه في الظلمات حين دخل في ظلمات ثلاث ( ظلمة قاع البحر، وظلمة الليل ، وظلمة بطن الحوت) فنادي ( لآ اله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين ) فاستجاب له ربه ونجاه وأنبت له شجرة اليقطين لعلاجه. أبعد كل هذا لا يعني السواد الإ الإضطهاد؟؟؟؟؟