§ هذا الاسبوع كان اسبوع حصار النخب السياسية وسقوط أقنعتها فمن (الجزيرة منتصف النهار) والامام الصادق المهدي إلى الاستاذ/ سيد الخطيب (حتى تكتمل الصورة) إكتشفنا الكثير من النوايا المضمرة والأسرار المُتكتم عليها وعلى ألسنة أصحابها وربما هذه أحد ايجابيات الانفصال !!. § الذي بدا جلياً في هذين وواضحاً ؛ أن كل من يحاول أن يلتف حول الحقائق ويضمر النوايا غير الطيبة أو كان يخفي الحقائق إلى إلى مرحلة تتهيأ فيها الظروف إن كانت الامور تسير نحو الوحدة ولكن إرادة الله ومطمح إخوتنا في الجنوب جعلها تمضي باتجاهٍ سالب ؛ وما كان بالامكان أن تتكشف لو أن توقعاتهم والنوايا الحسنة مع الشريك قد تحققت ؛ وها قد أتى اليوم الذي أجبر فيه عرابو نيفاشا من كشف كثير من الخفايا والخبايا لتبرير نجاح خداع الحركة الشعبية لهم وهذا ما سنأتي للحديث عنه في الحلقة الثانية . § أما اليوم فنبدأ بالامام الصادق وقد استضافة قناة الجزيرة بالأمس في برنامجها (الجزيرة منتصف النهار) ولأنها المرة الاولى التي أرى فيها الامام في مثل هذا الموقف الصعب إذ تمعرت قسمات وجهه من دقة الاسئلة التي أعدت على حقائق وتاريخ؛ وربما أيضاً لأنه برنامج حواري مباشر وأسئلته غير معدة سلفاً أو اتفق عليها بين المستضيف والضيف كما الحال في ندوات الامام التي كانت تبث في (الجزيرة مباشر) ؛ فيها كان يمكنه أن يقول ما يشاء لأن القناة تنقل الحدث كما هو؛ ولا تتدخل في إدارته أو التعليق عليه. § الإمام الصادق كان في وضعٍ لا يحسد عليه ؛ وإني شخصياً أشفقت على الرجل لأن مستضيفته واجهته بأسئلة العارف ببواطن الأمور والأحداث بل وتاريخ مراحلها . لم يوفق الامام الصادق من اقناع مقدمة البرنامج باجاباته ناهيك عن المشاهد السوداني خصوصاً؛ والعربي عموماً؛ لأنهما كانا يعتقدان أن كل ما يصرح به الامام من الحكمة بمكان والصحة بما لا يرقى الشك فيه ؛ وأنه كان يتقمص شخصية القائد المنتظر ليقود الامة السودانية لطريق الخلاص والرشاد وكأنما يحاول رسم هالة المنقذ المنتظر. § الإمام الصادق كان يعتقد أن مستضيفته الاعلامية جاءت دون أن تكون مسلحة بخفايا وحقائق كانت مخفية حتى عنا نحن أهل البلد فشكراً للجزيرة أن كشفت لنا بعض المستور من دهاليز حزب الأمة ومطالبة البعض بمؤتمر استثنائي ونعتقد أن هذا حق ديمقراطي يجب على الامام الاستجابة لهولا يتعنت فيصبح ديكتاتوراً تحت مسمى الممارسة الديمقراطية . ويتضح ذلك من خلال سؤال وجهته للإمام الصادق من مسضيفته عن أسباب امتناعه وتمنعه من الدعوة لمؤتمر استثنائي للحزبإن كان يزعم ممارسة الديمقراطية داخل وخارج الحزب ؛ فأجاب بأن السابع للحزب اختار مكاتبه ومن يطالب بالمؤتمر الاستتثائي هم أنفسهم كانوا حضوراً وباركوا لمن انتخب لذا لا ( نرى) مسوغاً لمؤتمر استثنائي نزولاً على طلب ملح من أعضاء المكتب السياسي الفاعلين ربما أن عقده يخاف من توجيه انتقاد له إذ أن أعضاء اسرته تقاسموا هذه المناصب المؤثرة مثل ابنته مريم الصادق ؛ وعجبت شخصياً لرفض الإمام الذي دوماً كان يعطينا دروساً وعظات في وعن الديمقراطية بحسب أننا قصر سياسياً ونحتاج لوصي!! § أما سؤال مقدمة البرنامج للإمام الصادق لأن يتكرم ويشرح للمشاهدين مبرراته لرفض الاقتراح الذي قدمه الرئيس البشير ضمن خطابه في ذكرى الاستقلال عن تكوين حكومة ائتلافية عريضة وسن دستور دائم بدلاً عن الدستور الانتقالي الذي سينهي بإنتهاء الفترة الانتقالية ما بعد الاستفتاء في 9/7/ 2011وهو ما كان يدعو له الامام نفسه ؛ إذ قالت له: بدلاً عن المشاركة الايجابية في ظرف عصيب تمر به " بلادكم" فأنتم تدعون لاسقاط النظام وتكوين حكومة قومية ومؤتمر دستوري والرئيس البشير أمن على هذه المطالب شخصياً كنت أتوقع من الامام – وهو الذي لا تنقصه الحصافة والرؤية السياسية فيستصحب معه تجاربه السابقة في رئاسة الحكومات قصيرة الأجل؛ ويقول أنهم كحزب منفتحون ونقدر الظرف الذي تمر به البلاد ولكنه بدأ يتحدث عن برنامج المعارضة وأسهب في شرحه دون أن يأخذ في الاعتبار أن المشاهد السوداني والعربي وأنا منهم أن يردوا عليه قوله ببالتساؤل عن كيف يمكن بحث برنامج وأنتم لم توافقوا للجلوس مع المؤتمر الوطني للإتفاق أولاً على أجندة ثم البحث في برنامج وطني يتفق عليه كل أهل السودان ولا تنفرد به الأحزاب التقليدية فقط!!. § لجأ الإمام للتهويل عبر" فزّاعة" الاسطوانة المشروخة التي إستهلكت وهي ذات العنوان والشعار" الأخطار المحدقة بالسودان" بعدأن يتم استفتاء الجنوب وبعد أن يختارانفصاله - حسب زعم الامام- فأن المؤتمر الوطني هو وحده من يتحمل مسئوليته الانفصال؛ ولكن المستضيفة كانت مذاكرة جيداً وفاجأته مستضيفته التي أكثر من مناداتها " يا سيدة غادة" محاولاً اقناعها إذ قالت له: أنكم أيضاً مسئولون مثلهم إن كان هناك من يتحمل المسئولية لأن هذه التراكمات بدأت وتطورت في عهودكم وليس من العدل أن تُحمّلواالمؤتمر الوطني المسئولية وحده لمشكلة بدأت في 1955 قبل حتى الاستقلال واستمرت وتطورت على يد الحكومات المتعاقبة . وأجاب بأنه كان على وشك توقيع اتفاق مع الحركة الشعبية في العام 1989 ولكن الانقلاب لم يمهله. § علينا أن نذكر الامام الصادق فالذكرى تنفع المؤمنين بالاتي فلربما نسي أو تعمد نسيان وقائع لا يمكن تجاهلها أو نستغل جهل الجيل الحالي بها كونه لم يكن مدركاً لها لأنها حدثت في أيام ميلاده: 1) مذكرة الجيش التي قدمت لرئيس الوزراء 2) وصول الحركة للناصر 3) مصادرة وزير الداخلية لجوازات النخب المثقفة عندما قررت الاجتماع بالراحل جون قرنق والاسباب معروفة وهذا التصرف ينطبق عليه المثل ( لا ترحم ولا تخّلي رحمة الله تنزل)!! 4) تدهور حال القوات المسلحة وجهوزيتها وتدني الروح المعنوية لإنعدام العدة والعتاد ووصول الأمر يطال مظهرها العام والذي كان مسيئاً للسودان وشعبه وينم عن انهيار هيبة الدولة.!! 5) هل نسي الامام مؤتمر أسمرا المسمى بمؤتمر"القرارات المصيرية" والذي أقر فيه التجمع حق تقرير مصير الجنوب. أما كان المجتمعون في كامل وعيهم عند إقراره وهل لم يتنبهوا بأنه سيقود للآنفصال لا محالة أم كانوا يتوقعون شيء آخر؟! 6) هل التجمع براء براءة الذئب من دم إبن يعقوب ؟ أم أنهم عندما أقروا بحق تقرير المصير كان من باب التكتيك المرحلي لإستمالة الحركة الشعبية والاستقواء بها ضد الانقاذ عملاً بالمثل "عدو عدوي صديقٌ لي" 7) في مشاكوس وناكورو ونيفاشا أقر التجمع بتفويض الحركة للتفاوض عن بقية تجمع المعارضة فهل من يدمج قواته ضمن قوات الحركة الشعبية يتنصل عن تفويضه للحركة ويأتي عند الاستفتاء للتنصل عن مسئولياته التاريخية والوطنية. كيف يمكن الوثوق بهكذا أحزاب معارضة لا تلتزم بما تقر؟! § الامام الصادق حاول أن يعطي مستضيفته انطباعاً بأن هذا النظام يستعمل العنف حتى أن ابنته أصيبت غصابات بالغة وذلك عندما سألته عن أسباب عدم الحصول على ترخيص لمظاهرة يوم الجمعه التي تصدى لها الأمن فأجاب لم تكن تلك مظاهرة بل أناس ذاهبون لصلاة الجمعة وقال عادة المظاهرات تبدأ بعد صلاة الجمعة وليس قبلها ؛ دعونا نؤمن جدلاً بما قاله الامام الصادق لمستضيفته ونسأله ببراءة دعونا نسأل مولانا الامام بمنتهى البراءة : وهل كانت أيضاً يا سيدي الامام إبنتك مريم والتي قلت أنها أصيبت أثر الهجوم الوحشي لقوات الأمن ؛ هل كانت ذاهبة أيضاً لصلاة الجمعة ؟! وهل صلاة الجمعة واجبة على المرأة ؟! .. ألم أقل لكم أن الامام الصادق ما زال يؤمن بأن الشارع السوداني أهبل ويسهل استغفاله والضحك عليه؟! يبدوإنه سوء تقدير من الامام أو أنه لم يصدق أن هذا الشعب ما عاد ينطلي عليه التدليس.!! § بعض تجمع المعارضة " العريض" عليها أن تفكر ألف مرة وبرشد بأنه آن لزمان المزايدات والمكايدات أن يتوقف وأن يولي لغير رجعة ؛ فما عاد الشعب يحتمل الآعيب كثير من الساسة التقليديون - من رحم ربي - فقد عفا عليها الزمن وكما أن على مولانا الامام أن يقر بأن هذا الشعب يعيش عصر المعلومة والفضاءآت المفتوحة فأرجو أن لا يضطره للإنتفاض ضد كثيرٍ من قادة الاحزاب التقليدية الذين يشكلون تهديداً لوحدة النسيج الوطني وعليه أن يتذكر أن هذا الشعب الذي انتفض على من هم أعتي منهم .. يمكنه أن يبعكس الاتجاه هذه المرة .. أقول لمولانا الامام كفى .. وهذه دعوانا لهم: أن تفكروا وأعقِلوا !! ؛ فقد ينفجر ضدكم الصامتون الذين عاشوا تجاربكم المريرة من صفوف خبزٍ وسكر ووقود أما الخدمات فهم أدرى بسيرتها الأولى!!. فأرجو الله أن لا يأتي الوقت الذي فيه تندمون حيث لا ينفع الندم!! § يتصل...