بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس [email protected] توطئة: من تابع في قناة الشروق برنامج المحطة الوسطي ليلة البارحة وإجابات ضيف البرنامج الذي استضاف وزير التجارة د. عثمان عمر الشريف ، لضرب كفاً بكف ، ويبدو أن للوزير موقف من الاعلام عموماً ومن الصحافة خصوصاً، وقد ظهر ذلك جلياً في هجومه على مقدمة البرنامج دون مقدمات أو أسبابٍ مقنعة ، وربما كانت للوزير قناعة بأنه لا يحق لمقدمة البرنامج محاورته وطرح هموم الناس عليه ، بل يجب أن يكون تقبل إجاباته وتفسيراته على أساس أنها كلام منزل وأن وزير التجارة لا يأتيه الباطل إطلاقاً أو يفترض كما يقولون أن تُدجّن وسائل الاعلام لتصبح (Her Master's Voice)، أو ربما أنه ليس من المقتنعين بمبدأ أن الاعلام هو السلطة الرابعة ومهمتها متابعة ومراقبة أداء الأجهزة التنفيذية والدستورية، وبالمقابل يجب أن أشيد هنا بسعة صدر مقدمة البرنامج – ولن آتي على ذكر اسمها حتى لا أُتهم بالتعصب لقبيلة الاعلاميين- والتي أشهد أنها تحملت بكياسة وأدب جم وقوة إحتمال بعض(الدراب) الذي لا يليق أن يصدر من شخص قال عن نفسه في البرنامج أنه "مدرس ويفهم ما يقول من قولٍ يصدر عنه أو ينسب إليه"!!، وأعتقد جازماً أنه لو كان الوزير ضيف على غير الفضائيات السودانية لكان لمقدمة البرنامج موقف حازم وحاسم يصل إلى حد إنهاء اللقاء معه ولكن أهلنا تميزوا بالسماحة والتسامح حتى عند التجاوز. وسأعرض لتفاصيل اللقاء والتعقيب عليه. المتن: أولاً وصل الوزير متأخراً حوالي ثلث ساعة عن موعد استضافته متعللاً بأنه كان (يعمل) حتى لحظة وصوله، ولم يوضح للمشاهدين ماهية هذا العمل الذي أدى لتأخيره أسباب لما بعد العاشرة مساءً وهو موعد بدء البرنامج ولا بد وأن يكون هذا الأمر تم ترتيبه مسبقاً ومتفقٌ عليه بين المحطة والوزير، وربما نسي الوزير أننا في عصر الهواتف الجوالة وكان عليه أن يتصل معتذراً على الهواء ويشرح ظروف تأخيره التي بررها بكلمة (عمل!!)، أليست هذه الاستضافة جزء من عمل الوزير خاصة أنه سيواجه الجمهور ويفترض أن يجيب على أسئلة تدور حول قراره برفع الحظر عن السيارات والذي أثار لغطاً بين المتضررين والمستفيدين!! ، وحسناً فعلت مقدمة البرنامج التي بدت محرجة أمام المشاهدين لعدم وصول ضيفها في الموعد المحدد واستثمرت هذا التأخير في استقبال مداخلتي رئيسا شعبة قطع الغيار وشعبة استيراد السيارات لحين حضور سعادة الوزير. أوضح رئيس شعبة قطع الغيار أنه لم يتلقَ في يوٍمٍ من الأيام أي دعوة للشعبة من الوزارة لأي اجتماع تشاوري قبل اتخاذ أي قرار يخص مجال نشاطهم كونهم طرف أصيل في الموضوع وذلك خلال مدة رئاسته والمستمرة حتى الآن للشعبة وهي (3 دورات) لمناقشة أي إجراء ستتخذه الوزارة في مجال تخصص شعبته وعندما حضر الوزير – وكما ذكرت وصل متأخراً – كان بادياً عليه أنه متأبط شراً لأنه ما من سبب لذاك الهجوم على المستضيفة حين واجهته بأن الصحافة نقلت عنه وحسب تصريحه في مؤتمره الصحفي بأن الحظر رفع عن استيراد السيارات ، مما دعا الرئيس في اليوم التالي الاعلان عن الحظر ما زال مستمراً. حاول الوزير أن يبرر قراره برفع الحظر بسوء فهم والتباس الأمر على الصُحفي الذي نشر الخبر على طريقة (لا تقربوا الصلاة)، دعونا نقبل تبرير الوزير، فهل كل الصُحفيين الذين حضروا ونشروا الخبر في صحفهم كانوا يعانون من الصمم؟!. ألم يكن هناك صحفيون غيره وجهت لصحفهم الدعوة وهل سمع الآخرون تصريح الوزير خطأً ؟!، وطالما أن الوزير يعمل بالتدريس وينتقي الألفاظ - كما قال - بدقة، فأرجو أن يتسع صدره لي لأن هذا مجال تخصصي، لأبين التعريف الهندسي والمروري وأيضاً المعتمد تداولياً من قبل الهيئات الدولية التي ترعى مجال النقل وسلامة المركبات والشاحنات كهيئة ((CITA وهي الهيئة الأممية المتخصصة وتابعة للأمم المتحدة ، فإن تعبير (رفع الحظر عن السيارات)، يعني بوضوح لا لبس فيه( السيارات الصغيرة) وهي جزء من التعريف الكلي لمصطلح (المركبات) التي تعني أي آلية مدولبة معدة تنقل الأفراد والجماعات وحتى الحافلات أياً كانت حجمها مع تحديد سعتها تندرج تحت هذا التعريف، أما الآليات المدولبة المعدة لنقل البضائع فتم تعريفها بمصطلح آخر هو (الشاحنات)، فمحاولة الوزير تبرير أنه كان يقصد بالسيارات فقط الحافلات والشاحنات والآليات الزراعية فلم يكن مقنعاً لأحد. وأعتقد حتى مؤسسة الرئاسة عندما بادرت بنفي فك الحظر فهمت حديث الوزير مثلما فهمه الصحفيون الذين دعاهم لمؤتمره!! الهامش: ولما حاولت مقدمة البرنامج أن تبدي له فهم الرأي العام لقراره بفك الحظر - كما أوردته كل الصحف-، بدأ الوزير هجومه عليها واتهمها بأنها منحازة لزملائها فمن قبيلة الصحافة وأنها كإعلامية يجب أن تراعي المهنية (والأدب)!!. حقيقة صعقت وأنا أسمع من مسئول بدرجة وزير مثل هذا التعبير عندما كان يطالبها في معرض حديثه بالمهنية و(الأدب)، ووقع على رأسي كما الصاعقة، فهل هذا تعبير لائق يصدر من وزير استضافته وأكاديمي مرموق يوجه لمقدمة برنامج هي المضيفة ليوضح للمشاهدين أمرٌ أثار بلبلةً ولغط؟! دعونا نسأل طفل تلميذ في مرحلة الأساس فإن سألناه: ما عكس( الأدب).! .. بالطبع ستكون إجابته:(قلة الأدب!!)، فلما كان الرجل أستاذ جامعي وتفاخر بانتقاء عباراته وألفاظه فلماذا مثلاً لم يستعمل كلمة ( أدبيات)؟!! عموماً يقال في الأمثال (الملافظ سَعْد)!! لم يتوقف سعادة الوزير في هجومه على مستضيفته بل تعداها لمهاجمة بعض الصحف إلى وصنفها إلى (محترمة) فحدد صحفاً بعينها تندرج تحت مصطلح " محترمة" هي :( العام والصحافة والأيام) وبالتالي وبديهياً فإن المشاهد المستمع يستنج أن خلاف ما ذكر من صحف تصنف حد تعبيره في خانة (غير المحترمة) فتحت هذا التصنيف الأخير تندرج صحف على سبيل المثال لا الحصر (كأخبار اليوم والسوداني والتيار والوفاق والانتباهة.. الخ). بالله هل هناك وزير يسعى لاستعداء الاعلام المرئي والمسموع والصحافة المقروءة ؟! نترك الاجابة لذوي الألباب وللقراء الأعزاء إناثاً وذكوراً. إجابات الوزير عن الأسئلة التي وجهتها له مستضيفته أن يوضح تعاملنا مع الكوميسا والتجارة البينية والرسوم الصفرية، فقد كانت تدل بأن الوزير لم يكن يحضر نفسه ولم يأتِ ومعه البيانات الاحصائية أو القوائم لأنه بدأ يقلب في أوراقه دون إجابة قاطعة وأنه غير ملم حتى بعدد السلع الواردة في اللائحة، وأيضاً سألته لتحديد ال(14) سلعة المعفاة في منطقة التجارة البينية بعد افتتاح الطريق البري بين مصر والسودان ، فسألها من قال إنها (14)؟! ولم يحدد عددها ولم ينفِ المعلومة!! ربما حاول الوزير التخفيف من حدة لهجته حينما بدأ بتوجيه الدعوة للشروق لحضور مؤتمرات صحفية وورش عمل عن التعاونيات الحاشية: حقيقةً إن ما خرج به المشاهد المستمع ليلة البارحة إن كانت هناك فائدة من الحوار؛ هو أن مقدمة البرنامج حازت على الإعجاب لسعة صدرها وتحملها ما لا يحتمل والذي ما كان ينتظر أن تتفوه به شخصية عامة بقامة الوزير د. عثمان عمر الشريف، ولو كنت مكانه وخرجت مني مثل تلك العبارة لبادرت بالاعتذار فوراً وعلى الهواء مباشرة ودون أن تأخذني العزة بالإثم، وأن لا استنكف أيضاً عن الاعتذار لبقية الصحف التي استثناها من تصنيفه!!.. حقاً أن لكل جوادٍ كبوة!!