بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس v عجبٌ ممزوج بمرارة وألم اعتراني حينما قرأت نص الحوار الذي أُجري مع السيد ياسر عرمان نائب أمين الحركة الشعبية (لقطاع الشمال) - على صفحات سودانايل - وقد استوقفني قوله : "" أنه سوف ينذر باقي عمره ليعود السودان موحدا"" .!! عجبت لهذا التضاد ما بين أقوال وأفعال عرمان ؛ فالرجل عمل بيديه ورجليه وفكيه وأسنانه لأجندة الانفصال التى كانت تخفيها الحركة وكأنها ( كرت الجوكر) في لعبة الكونكان ؛ وإن حتى إفترضنا - حسن النية - أن الحركة خدعته ضمن من خدعت ؛ وأولهم هو لرمز لكوادرها الشماليين؛ فلماذا لا يخرج علينا مقراً ومعترفاً بخديعته فلربما هذا يخفف من وطأة الحنق ومرارة وغضب الشماليون عليه بدلاً من أن يخرج علينا بشعار خادعِ أدوف معلناً نذر ما تبقي من عمره الغالي ليعود السودان موحداً ؛ فلماذا لم ينذر عمره الذي مضى من أجل ذلك؟!. بداءةً لم يقل لنا إن كانت الدول الغربية ستسمح لمثله وهي التي تواطأ معها وتواطأت معه لتحقيق الانفصال.!! لابد أنه قد تأكد لعرمان أن المواطن السوداني إما ساذج " بريالة " أو متخلف عقلياً ؛ وفي هذا سوء تقديرٍ منه.!! v يا أخ عرمان دعنا الآن من تسويق وترويج هذا الشعار الدونكشوتي ؛ فالانفصال أصبح حقيقة واقعة وهو خيار إخوتنا وشركاؤنا من أبناء الجنوب في هذا لوطن ؛ ونحن نبارك لهم خيارهم ؛ بل ونعترف بدولتهم الوليدة كتوأم لنا ؛ فطالما هناك أصوات عقلانية مثل لوكا بيونق وبرنابا بنجامين والكثر من أمثالهم من أبناء الجنوب المعنيين مباشرة بالعلائق الانسانية بين دولتي الشمال والجنوب وليسوا ممن هم منتمون بالمعية أو المصاهرة ؛ فهناك أمل في الاتفاق على خارطة وفاق تحفظ العلائق والاواصر والوشائج ولا نعول على تلك النخب التي تعبيء الشارع الجنوبي شعبوياً ضد أهله في الشمال . يمكننا القول أن هناك أمل في إجتياز كثير من العقبات والصعوبات من أجل بناء علاقات انسانية واجتماعية وذلك بأن تحل جميع المسائل العالقة بأسلوب يصبح الجميع فيه رابحٌ وليس هناك من خاسر.!! v فبدلاً من أن يبشرنا عرمان بأنه سينذر ما تبقى عمره من أجل الوحدة – وكلنا لم يتبقَ لنا من عمرنا أكثر مما مضى – فعليه بدلاً من هذا النذر لأمر شبه مستحيل في المنظور القريب والمتوسط أن ينذر عمره ليصلح بعضٌ مما اغترفت يداه عسى أن يُكفّر عن ذنوبه وربما عندها يتقبل الشعب السوداني في ( قطاع الشمال) توبته حتى وإن كان على مضض ؛ وعليه يترك أمر الوحدة حالياً ولا ينذر لها مما تبقى من سنوات عمره الغالي وبدلاً عن ذلك فليبدأ بالمشاركه الفاعلة الفعلية – إن كان صادقاً - فليس بإطلاق الشعارات وحدها يمكنه أن يكفر عن خطيئته فذلك ماعاد يجدي ولا تُقبل منه إلا إن تاب توبة نصوحاً وأول شروطها الندم.!! v حينما يكتشف مؤخراً أي شخص مثل عرمان؛ وهو من كان يؤمن ويعتنق مباديء معيناة بأنه خدع ؛ عندها لا يجد مناصاً إلا أن يحاول تغطية خيبته بخيبة أكبر ؛ وذلك من باب " فقه المتضادات" ؛ رغم علمنا بأنه لا يملك القدرة أو المقدرة حتى على معاتبة من ظنّ أن مولاته بالنسبة لهم لا تنفي عنه انتمائه ناهيك عن شجاعة تمكنه من أن يوجه لهم سؤالاً هاماً فيقول لهم : لِمَ خدعتموني كل هذه المدة؟! ولكن ربما يجد من الطرف الآخر من يهمس في أذنه دون الجهر بالقول: أن في معتقدكم الاسلامي حديث يقول " أقضوا حوائجكم بالكتمان " والكتمان يجوز أن يطبق حتى على الأخ عرمان لأنه بالنسبة لهم يعتبر مجرد صهر وليس جزءً أصيلاً من العائلة . ويهمس في أذنه متسائلاً : أليس في صلواتكم ما هو سر وما هو جهر؟!! . وكأنما يريد ايصال رسالة لعرمان مفادها ؛ أنه من لم يؤمن ويعمل بمقولات معتقده فلا يمكننا الثقة به.!! v يبدو أن ياسرعرمان أدرك متأخراً أن " العرجاء لي مراحها " وأنه لم يدرك بعد إن الأذي الذي أصاب أهل السودان منه ومن كثير من النخب الانتهازية وأتباعهم من الأقلية من مختلف التوجهات الحزبية التقليدية اليائسة والبائسة أذيً جسيم قد يستطيع غفرانه وللكن بالتأكيد لا يستطيع نسيانه!! . ولن يغفر أو ينسى له تلك الأحزاب التقليدية التي استصحبها بعد أن اوعزت له الحركة بأن "" يؤلف بين قلوبها "" ودون وعيٌ منه هو وتلك الأحزاب بانها ستُستغل مرحلياً أو ربما كانت واعية ومدركة ولكنها تعمدت أن تُستغفل؛ وطبعاً ما أقصده هنا " بالمؤلفة قلوبهم " من معنى أصبح واضح للشارع السوداني ولا يحتاج لأن نقول عنه أن المعنى في قلب الشاعر!! v عندما شعر عرمان أن مهمته قد إستنفذت وأن لحظة الفراق بينه وبين الحركة قد حانت أحس بمرارة ذلك عندما سمع باقان أموم يقول للشعب السوداني " باي باي" فأدرك أنه ليس أن الحركة ليس لها عزيز ولكنها تعمل وفق مخطط وخطة ؛ المخطط هو الانفصال والخطة إستغلال أمثاله تكتيكياً ودفعه للترويج للوحدة كشعار معلن ولكن الأجندة الخفية هي الانفصال.!! v عندما استشعر عرمان واستيقظ مصعوقاً من غيبوبة شعار" الوحدة " وتأكد له أن لحظات الفراق آتية لا محالة ؛ فكّر ودبر وتحدث عن بقاء " قطاع الشمال" بعد الانفصال؛ وكأنه يريد أن ثُثَبِّت أنه جزء من الحراك السياسي الشمالي ولم يكن مكتب اتصال فقط للحركة الشعبية في شمال السودان ستهدف منه تجنيد بعض من الشارع الشمالي لتتحدث بإسمه عن الوحدة والتهميش حتى لا يتنبه الشارع لخدعتها فينكشف سترها قبل أن تبلغ الأهداف مراميها . وعندما استشعر عرمان أن مجرد سماع إسم "" قطاع الشمال "" بعد أن تمّ الانفصال أصبح يمثل حساسية بالغة في الشارع السوداني ربما تؤدي به للتصرف برعونة ربما لا يتوقعها عرمان . ولكن حتماً ومن المؤكد أن الحركة الشعبية كانت تدرك أنه وأمثاله سيدفعون الثمن باهظاً ؛ وربما هي فقط من سيذكر خدماته بالخير؛ ولكنها في ذات الوقت تعلم أنها خدمات مدفوع الأجر من عائدات نفط الجنوب ليس بمقدوره أن يفتح عينه وينتقد خداعها فالمثل يقول " اطعم الفم تستحي العين ".!! v ما يعجبني في الرفاق المناضلون أن لهم مقدرة وشفافية على استشعارالمخاطر عندما تحيق بهم وتهدد بقائهم على مسرح الأحداث ؛ فأول خطواتهم لتجنب هكذا أخطارحتماً تؤدي لانتحارهم سياسياً ؛ هي محاولة البحث عن مشكلات يرعونها ليضمنوا بها مجرد موطيء قدم لهم في الساحة لمجرد اثبات الذات. فها هو صوت عرمان بدأ يعلو – بعد الانفصال - فبدأ يتحدث عن المشورة الشعبية في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق ؛ ثم بدأ يظهر اعلامياً مع عبدالعزيز الحلو ومع مالك عقار بعد أن خفت بريقه تحت مظلة إعلام الحركة الشعبية ؛ وفي هكذا تصرف دلالة على أن ياسر عرمان ما زال على ضلاله القديم فالمثل يقول: (يموت الزمار وأصابعو بتلعب).!! v حتى رموزالحركة الشعبية من جنوب كردفان والنيل الأزرق أصيبوا بذات الصدمة وذات خيبة الأمل مثلهم مثل عرمان وذلك بعد أن تكشف لهم الأجندة الخفية للحركة الشعبية بخاصة عندما أعلن "" سيلفا كير "" ومن قلب الغرب ؛ من اشنطون خياره للانفصال وأن شعار "" وحدة وتحرير السودان" ما كان إلا مجرد واجهة تختفي وتخفي وراءه الحركة خطط الانفصال. وبالتالي بدأ عبدالعزيز الحلو ومالك عقار التعامل بواقعية وبدء كليهما التحدث عن مطالب مواطني منطقته وأن الحوار عنها هو مع المركز وليس بين حزب وحزب . وهذا ما صرح به مالك عقار والي النيل الأزرق بالأمس وفيه من التضمين ما يوحي بأن بأنه يريد أن يقول لعرمان وبالمحسوس (كفانا خداع ؛ أرفع يدك عنا وابتعد)!! v عندما استشعر عرمان تضمين مالك عقار له؛ فجأةً ظهر علينا بشعار جيفاري معلناً أنه وبعد أن حرر جنوب السودان بانفصاله عن الوطن الموحد ، ها هو يعلن بأنه ""ينذر ما تبقي من عمره ليوحد السودان"".!!.. وبالتالي نعلن له مثل إعلانعه لنبلغه رسالة نقول فيها :((شكر لك وشكر الله سعيكم وجزاك الله عن السودان وأهله كل خير.. فقد كفيت ووفيت ولكننا نطلب منك أن تكرس ما تبقى من عمرك لتربية بناتك فقد دفعت للوطن الجحود والكراهية كضريبة مستحقة عليك والتي عادة ما لا تنظره الأوطان من أبنائها ولكن الأم لا تلفظ أبنائها حتى وإن عقّوا مثلما تلفظ الحركة الشعبية من خدعتهم من أبناء شمال الوطن ؛ فقد آن لهذا الإبن أن يريح ويستريح أو أن يلتحق بجبهة علي محمود حسنين في لندن فهناك الجو بهيج.!! v وأخيراً هذا بلاغ للناس: أيها الناس أسمعوا وعوا : فياسر عرمان سينذر باقي عمره من أجل الوحدة .. نكتة سخيفة أليس كذلك؟!!!