بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس § ربما تفاجأ أو ربما لم يتفاجأ بعض القراء بما نشرته شبكة ديارنا الشاملة نقلاً عن (SMC) لقيام قيادة الحركة الشعبية بتقليص ميزانية قطاع الشمال وأيضاً لم يفاجأ بما كشفت عنه الحركة الشعبية من إجراءآت جديدة قام بها نائب الأمين العام للحركة الشعبية (قطاع الشمال) ورغم نفيها الذي أُعلنَ كما جاء في بعض الصحف ومنها الالكترونية كسودانايل؛ ولكن ما تعودنا عليه من رموز الحركة بالتصريح ونفي التصريح؛ وفي ممارستها لسلوكٍ متناقص أحياناً ؛ وأحياناً متضاد ومن خلال تعامل قطاع الشمال بالحركة فيما سبق يجعلنا دائماً نُعمِل حاسة الظن في أقوالها وأفعالها وآخرها طرد الحركات المعارضة التي استقطبتها الحركة الشعبية ووفرت لها الملاذ في الجنوب ؛ وبالطبع لتمارس عدائياتها ضد الشمال. § ولندخل في لب الموضوع لايمكننا تحليله بموضوعية دون أن نطرح بعض الاسئلة التي تحتاج لإجابات لا نملكها ؛ ومن يملكها هي نائب الأمين العام للحركة الشعبية – قطاع الشمال الاستاذ ياسر عرمان؛ لأن الاجابة عليها تنطوي على مساعدتنا في فهم المواقف الضبابية وتسعفنا في التحليل . هذه الاجابات قد تشفي بعضٌ من رغبة في نفوس من لهم مواقف سالبة ضد الحركة وربما قد تحسن من صورة قطاعها الشمالي إن كانت تتسم بالصراحة والوضوح ؛ فتشفي غليل صدور كثير من أهل الشمال ولكن بعد أن يقوم القاريء بالاطلاع على ما ورد تحت عنوان: (قطاع الشمال بالحركة يغلق مكاتبه ويتجه إلى العمل السري): § [شبكة ديارنا الشامله / وكالات: [ لم تذكر اسمائها] دفعت الإجراءات التي قامت بها قيادة الحركة الشعبية والخاصة بتقليص ميزانيات تسيير العمل بقطاع الشمال، إلى اتجاه الأخير لإغلاق مكاتبه بالولايات الشمالية وإصداره قرارات لكافة عضويته بأهمية الاتجاه للعمل السري وكشفت مصادر مطلعة بقطاع الشمال ل(smc) أن رئيس قطاع الشمال ياسر عرمان قام بانتهاز الفرصة واستغلالها لصالح حل كافة الأطر التنظيمية للقطاع وتحويله إلى جهاز عمل استخباري يخدم أجندة الحركة الشعبية التي عملت جاهدة للاستفادة من قطاع الشمال بعد الانفصال. وأشارت المصادر إلى أن قرارات عرمان التي قضت بأن يتم تغيير أسلوب العمل بالقطاع تحت غطاء السرية التامة تأتي في هذا السياق، مؤكدة أن هذا الاتجاه ستتم مواجهته بالرفض لا سيما بعد أن تكشف للبعض أن قرار تقليص التمويل من قبل قيادة الحركة الشعبية جاء نتيجة لحسم الحركة الشعبية أمرها بالتوجه إلى خيار الانفصال، متهمين الحركة الشعبية باستخدامهم إبان الحرب في معركتها مع الشمال.] انتهى النص . § وقبل أن نبدأ الاسئلة لا بد أن نقر بأن الاستاذ/ ياسر عرمان هو مواطن سوداني شمالي يتمتع بكل حقوق المواطنة وحقوق الممارسة السياسية طالما لم تنتزع منه بأي حكم قضائي؛ قد نختلف أو نتفق معه ولكن هذا لا يعني أن نغمطه حقه الدستوري ولكن طالما هو يمارس العمل العام بإسم الحركة الشعبية فإن هناك كثير من الاسئلة التي تحتاج إلى اجابات شافية نتمنى أن نجد لها أجوبة حتى تستقيم العلاقة بين الحركة الشعبية وبين كثير من أهل الشمال الذي ربما يتحسس أو يقف ضدها حد الخصومة ؛ والتي تدل كل المؤشرات أن نشاطها بالشمال قد ينتفي بانفصال الجنوب والاسئلة كالاتي : § السؤال الأول: كم كانت ميزانية قطاع الشمال الذي تموله الحركة الشعبية؟! § السؤال الثاني: من أين كان هذا التمويل ؟! § السؤال الثالث: هل كان هذا التمويل يدفع من نصيب الجنوب من مداخييل البترول والتي كان يفترض أن تذهب لتنمية الجنوب؟! § السؤال الرابع : ماهي أوجه صرف هذه الميزانية بقطاع الشمال؟! § السؤال الخامس: هل هناك أموال دفعت لشخصياتٍ عامة أو حزبية أو أحزاب؟! § السؤال السادس: هل تم تمويل صحف تتبنى الاتجاه الفكري للحركة في الخفاء؟! § السؤال السابع: ما المقصود بتقليص التمويل من قبل الحركة الشعبية حسب ما أورده المصدرأعلاه § هل سيصبح قطاع الشمال فرع لحزب أجنبي بعد اعلان نتائج الاستفتاء؟! § السؤال الثامن: ما المراد بحل جميع الأطر التي تحدث عنها ؟! § السؤال التاسع: ما المراد بتحويل قطاع الشمال إلى جهاز عمل استخباري يخدم أجندة الحركة الشعبية؟! § السؤال االعاشر: يعتمد على السؤال التاسع الذي ر بد من أن يتبعه سؤال آخر وهو: هل يقع إقامة مثل هذا الفرع ضمن طائلة التجسس والتخابر مع دولة أجنبية فيعاقب عليه قانون أمن الدولة كخيانة عظمى؟! § السؤال الحادي عشر: هل توصيف مثل هذا العمل ضمن توصيف تهمة التخابر والتجسس مع دولة أجنبية ؟! فما رأي الحركة إن قام بهذا العمل حزب شمالي في الجنوب فهل توجه له هناك تهمة قيام تنظيم استخباراتي والتخابرلمصلحة دولة أجنبية هي الشمال؟! § السؤال الثاني عشر:هل يجوز قانوناً فتح فرع حزب أجنبي حاكم في دولة ذات في دولة أخرى جاورة وذات سيادة ؟ § السؤال الثالث عشر : هل كل ما جاء في الكشف الصحفي يعني أن الأستاذ/ ياسر عرمان يزاول ذات التكتيك - تكتيك - الذي مارسته الحركة الشعبية حيمنا كانت تنادي بالوحدة بينماأجندتها الخفية كانت الانفصال؟! § ما معنى أن يخرج عرمان علينا بالأمس معلناً أنه نذر ما تبقى من عمرة من أجل اعادة وحدة السودان وفي ذات الوقت يريد أن يزاول عمل استخباري لصالح دولة أجنبية – إن صحّ فرضاً التوصيف قانونياً - كانت بالأمس جزء من كيان اسمه السودان وانفصلت واصبحت دولة ذات سيادة؟! § عندما كانت الحركة تحارب الحكومة كانت لها علاقات استقواء بكثير من الدول الغربية التي ساندتها ضد السودان ؛ فكيف يستقيم أن تمارس الحركة – قطاع الشمال نشاطها السياسي بعد الانفصال في الشمال وهي التي استنفرت هذه الدول ضد السودان؟ § وعدت أمريكا بشطب إسم السودان من قائمة الارهاب إذا ما ظهرت نتائج الاستفتاء بانفصال الجنوب واعتراف الحكومة بنتائجه ؛ أليس في هذا دليل ضمني على مدي ارتباط الحركة بدولٍ - على أقل تقدير- يمكن أن يقال أنها لا تكن وداً للسودان؟ § وكيف يستقيم تقبل نشاط الحركة في الشمال بعد الانفصال وهي التي مارست دور المستقوي بالأجنبي على السودان وبسببها تم الحصار الاقتصادي وضرب مصنع الشفاء وادراج اسم السودان ضمن لقائمة الدول الراعية للإرهاب؟! § أليس البترول الذي استخرجه الشمال في ملحمة قهرفيها صعاب إنعدام البنى التحتية لنقل معداته؛ أليس هو نفسه التي نادت الحركة الشعبية بفرض عقوبات لمنع تصديره وزعمت بأن الشمال عائداته لشراء السلاح لمحاربتها ؟! § أحلالٌ على الحركة الحصول على الدعم العسكري والسياسي والمالي من دولٍ بعينها وحرامٌ على السودان أن يتسلح للدفاع عن نفسه ؟! § وبعد كل هذه الاسئلة أتمنى أن يكون القاريء قد اطلع على مقال ٍ شلومو بن عامي وعنوانه ( جنوب السودان : والحدود الجديدة بين أفريقيا والعالم العربي )؛ والعنوان فقط سيعطي القاريء مؤشر لما يمكن أن يكون عليه شكل العلاقات بين الشمال والجنوب في ظل تصريحات متضاربة من رموز الحركة ؟! South Sudan, a new border between Africa and the Arab world? By Shlomo Ben-Ami Saturday, January 08, 2011 § يتحدث الاستاذ/ ياسر عن انتخاب والي في النيل الأزرق ونائب والي جنوب كردفان تحت مظلة الحركة الشعبية ؛ أليس من الأصوب كان أن يبحث في تكييف وضع فرع الحركة من منظور مواد الدستورالانتقالي وتأثيرالالغاء التلقائيا للمناصب الدستورية والتشريعية والخدمة المدنية والعسكرية والتي كانت ضمن نسبة الحركة الشعبية في اقتسام السلطة مع المركز والوضعية الدستورية والقانونية لمن إنتخب تحت مظلتها إن كان سيصبح تلقائياً مستقلاً أوأن عليه العمل تحت مظلة تنظيم سياسي جديد يسجل ليكسب شرعيتة القانونية؟ § هل يعتقد الاستاذ/ ياسر عرمان أنه من الحكمة والحنكة السياسية أن يظل متمسك بإسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيش تحريرالسودان ليمارس في الشمال العمل (الحزبي السلمي) كما صرح بذلك في قناة ابوني بالأمس وما بين الهلالين جاء على ؟ § جاء في مقابلته مع قناة ابوني بأن قوات الحركة في الشمال أضعاف قوات جميع حركات دارفور، فهل هذا مؤشر للعمل الحزبي السلمي الذي أشار إليه ؟! أم أنه نوع من الترهيب والابتزاز لحفظ ماء الوجه بعد انكساره السياسياً ولإيجاد موطيء قدم في المعترك الحزبي بالشمال ؟! أم أنها وسيلة ابتزاز سياسي للإعتراف به في الحياة السياسية بالشمال بعد أن فقد أرضيته بالحركة وبعد انهيارمشروعها الذي حمل عنوان السودان الجديد والذي خدع به كثير من أهل الشمال ؟! § آلا يتفق معنا الاستاذ عرمان أنه ليس هناك ما يؤكد أيضاً أن الراحل جون قرنق نفسه كان يؤمن بالانفصال وأن وحدة السودان الجديد كان مجرد تكتيك سري متفق عليه لاستقطاب تأييد وسند البعض في الشمال للإنضواء تحت حركته ليسبغ عليها زخم قومي تخاطب به الخارج ؟ بالطبع هذه مسألة جدلية ما كان حسمها ممكناً إلا إن كان جون قرنق حياً ولكن ستظل مبهمة لأن الموتى لا يتكلمون؟! § أسئلة كثيرة تحتاج لاجابات حتى لا نقول أن الحركة الشعبية سحبت يدها وبركاتها من قطاع الشمال الذي قيل – إن صح القول- أنه سيقلص نشاطه واغلاق بعض مكاتبه في الشمال ولا ندري أمن ضيق ذات اليد أم لأمر نجهله ؛ فالتوضيح والوضوح لامان في هكذا مواقف ضبابية الملمح ؛ فما عادت الحركة الشعبية جسم شرعي بعد الانفصال ؛ فعلى قطاع الشمال أن يتعامل بشفافية ويجيب على أسئلة كثيرة مثل التي وردت تدور في عقول وألسنة أهل ما تبقى من السودان بعد الانفصال الذي كان للأستاذ/ ياسر عرمان القدح المعلى فيه.!!.. اللهم أكفنا شر أبنائنا؛ أما أعدائنا فنحن كفيلون بهم!!.. ربنا أرنا الحق حق وارزقنا اتباعه.