ازاح التصويت لصالح استقلال جنوب السودان عقبتين كبيرتين من طريقه يوم الخميس بعد ان اقر الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الاستفتاء وقالت مفوضية استفتاء جنوب السودان ان الاقبال الكبير على التصويت يعني ان النتيجة ستكون ملزمة. ويتوقع على نطاق واسع أن يختار أهل الجنوب الانفصال عن الشمال في الاستفتاء الذي دخل يومه الخامس يوم الخميس. ونص اتفاق السلام الذي أبرم عام 2005 وأنهى حربا استمرت عقودا بين شمال السودان وجنوبه على اجراء الاستفتاء. وقال كارتر الذي يقود احد اكبر فرق مراقبة الاستفتاء للصحفيين "أعتقد أنه سيتماشى مع المعايير الدولية فيما يتعلق بسير العملية وأيضا الحرية التي يدلي الناس بأصواتهم في ظلها." واضاف "من الواضح أنه مازال أمامنا يومان لكنني لا أعتقد أن هناك أي شك في أن النتائج ستقبل دون اعتراضات خطيرة." وقال كارتر للصحفيين انه يعتقد أن الدائنين الدوليين يجب أن يشطبوا معظم ان لم يكن كل الديون التي تعيق السودان لمنح الشمال والجنوب فرصة تلقي أموال جديدة بعد الاستفتاء. وقالت المفوضية المنظمة للاستفاء اليوم ان نسبة الاقبال على الانتخابات تجاوزت 60 في المئة وهو الحد الادنى اللازم لجعل النتيجة ملزمة مؤكدة على توقعاتها السابقة. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي قالت فيه قبائل المسيرية والدنكا نقوك يوم الخميس انهما توصلتا الى سلسلة من الاتفاقات بعد ان اندلعت بينهما اشتباكات على الحدود بين الشمال والجنوب منذ يوم الجمعة. واندلعت الاشتباكات بسبب الخلاف بشأن الموقف غير المحسوم لاقليم ابيي المنتج للنفط بوسط السودان الذي تطالب به قبيلتا المسيرية ودنكا نقوك المرتبطتين بالجنوب. وقتل 46 شخصا على الاقل منذ يوم الجمعة وفقا لتقارير صادرة عن الجانبين. وقال سلطان دنكا نقوك كوال دينق مجوك لرويترز ان الجانبين التقيا يومي الاربعاء والخميس واتفقا على دفع الدية لبعضهما البعض عن الاشتباكات التي وقعت عام 2010 وعلى حماية سلامة العائدين والسماح للرعاة بالبدء في ترحالهم السنوي مع ماشيتهم نحو الجنوب. وشهدت جوبا عاصمة الجنوب هدوء يوم الاربعاء بعد المظاهر الاحتفالية التي استقبلت بها بدء الاستفتاء. وبدا الجنوبيون راضين بهدوء عن عملية الاستفتاء. وقال مارتن يوكي (39 عاما) "الان وقد اصبح الاستفتاء صالحا فهذا يعني ان الشيء الوحيد الذي لا نعرفه هو رد فعل الشمال. رد فعلهم على الانفصال هو المجهول الوحيد الباقي." وكثير من أهل الشمال غاضبون من الاستفتاء الذي يرجح أن يحرمهم من ربع أراضي السودان ومعظم مخزوناته النفطية. وما زال الخلاف قائما بين قادة الشمال والجنوب بشأن الحدود وكيفية اقتسام عائدات النفط والديون. واشتبك طلبة مع الشرطة في مدينتين بشمال السودان أمس الاربعاء في احتجاجات شعبية نادرة على ارتفاع الاسعار والتي أشعلتها أزمة اقتصادية تفاقمت نتيجة مخاوف من الاثر الاقتصادي لانفصال الجنوب. وقال كارتر "اعتقادي هو أن جزءا كبيرا من الدين القائم يجب أن يشطب وربما كله لان كلا من الشمال والجنوب بحاجة لتلقي تدفق صاف من الاموال في المستقبل حتى يمكن أن يتقبلا الصدمة التي سيسفر عنها انفصال الدولتين. "هناك الان ديون بحوالي 38 أو 39 مليار دولار ويقول لنا البنك الدولي ان نحو 30 مليار من هذا المبلغ متأخرات في الدفع. وهذا عبء كبير جدا من الديون. لدي قائمة بالدائنين ولا يمكنني أن أرى في القائمة من لا يمكنه التغاضي عن دينه." وتقول منظمات اغاثة ان الاف الجنوبيين الذين يحاولون العودة الى ديارهم من أجل المشاركة في الاستفتاء علقوا في الشمال بسبب مشكلات تتعلق بنقلهم وبسبب الهجمات في المناطق الحدودية واصبحوا الان يعتمدون على المساعدات الانسانية. وصرح مسؤول في منظمة الهجرة الدولية بأن أكثر من 600 من الجنوبيين عالقون في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي تحيط بأبيي بعدما هاجم مسلحون قافلتهم يوم الاثنين. ويجري الاعلان عن النتائج الاولية للاستفتاء في أوائل فبراير شباط مع توقع اعلان النتائج الرسمية بعد اسبوعين