ببالغ الحُزن والأسى اتقدم عبر سودانايل لأسرة المرحوم إيهاب حسن خيري بأسمى آيات التعازي بوفاته التي حدثت إثر حادث حركة مؤلم في قلب القاهرة خلال ايام عيد الميلاد ، رحل وهو في ريعان شبابه رحل وكأنه كان يدرك بأنه راحل وبأنه أمام سفر طويل فكل كلماته وعباراته وهمساته وسكناته و إبتساماته تنم على انه إنسان مودع وكأنه يقول يا عبد الله بن عُبيد الله ويا إخوتي أدوني رضاكم قدامي سفر طويل انا سعيد لأنني راحل الي جوار ربي وسعيد لأنني راحل قبل ان يُقسم السودان الي عدة دويلات سأرحل وأتركه كما ورثته عن الأجداد وطناً واحداَ كما عهدته وان كان الجنوب مُنفصلٌ ودارفور ستحذو حذوها والشرق مُنفصلٌ والنيل الأزرق مُنفصلٌ والإقليم الأوسط مُنفصلٌ ، فإنني والحمد لله سأرحل عنكم وأترككم تقسمون السودان قطعة قطعة . هكذا كان لسان حاله وهو يبتسم للجميع إبتسامة مودعِ هاشاً باشاً وحقاً هذة الدنيا ليست داراً لأصحاب القلوب النقية والنفوس الطاهرة الجميلة فهم ضيوف راحلون عنها للإلتحاق بما يستحقونه من سلام وطمأنينة في جنات الخُلد وفراديس الرحمن حيث مُلتقى أصفياء الله ، بينما نظل نحن المتعاركون نتقاتل ونتشاكس ونتشابك من أجل الحصول على حق المشاركة في حُكم السودان وحق الإعتراف بالتعدد الديني والإثني والعرقي وإنزاله لأرض الواقع وإن ادى ذلك لتقسيم السودان ليس حُباً في التقسيم ولكننا مُجبرين ومُرغمين على ذلك ما دام القائمون على أمر البلاد يتمسكون بأخطاء الماضي ويتشبثون بالإستعلاء العرقي وتهميش الآخرين عنوة !! رحل إيهاب حسن خيري عن دنيانا الفانية ولم يترك لنا سوى الحُزن الذي يعتري قلوبنا ومن هنا نعزي كل آل خيري على إمتداد السودان وبالأخص أصدقائه ومعارفه على الشبكة العنكبوتية الذين فُجعوا برحيله المفاجئ حيث عرفوه أخاً عفويا يحمل بين جنباته وبين حنايا أضلعه قلباَ ليس ككل القلوب وروحاً ليست ككل الأرواح آلمنا رحيله لأنه إنسان مُتفرد بنبل خصاله ودماثة أخلاقه وأصالة معدنه وإنا لفراقك يا إيهاب حسن خيري لمحزونون رحمك الله يا أخي وألهم أهلك وذويك حُسن الصبر والسلوان وانا لله وإنا اليه راجعون أخوك دوماً وأبداً عبد الله بن عُبيد الله ناشط دارفوري مطالب بالإستقلال والإنفصال ولاية إنديانا الولاياتالمتحدةالأمريكية Jombo Rombo [[email protected]]