رسالة مفتوحة إلى/ السيد الإمام الصادق الصديق الإمام عبد الرحمن الإمام المهدي بسم الله الرحمن الرحيم السيد الإمام الصادق الصديق الإمام عبد الرحمن الإمام المهدي الموقر ؛؛؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛؛ أ.علم الهدى أحمد عثمان / الخرطوم [email protected] في الوقت الذي بدأت فيه خطوات التغيير تنتظم كل أنحاء العالم ؛ تطلعا للحرية والديمقراطية ؛والشعب السوداني ليس بمعزل عن نسيج هذا التغيير المنشود الذي يرمى إلى الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد؛ ففي الوقت الذي بدأت فيه خطى التغيير تخطو خطوات غير مسبوقة في السودان لدرجة انتظمت كل الشارع السوداني على قلب رجل واحد وحس جمعي توقا للتحرر من ربقة القبضة الأحادية؛ مستلهما بقوة دفع ذاتية مستقاة من واقع الظلم والغبن والإقصاء والتهميش إلى درجة تضيق الخناق على الناس في ظل تنامي درجات كتم الأنفاس؛ في هذه الأثناء تجئ تحركات حزبية غير واعية وغير محسوبة بدقة تفسد كثيرا أجواء التغيير الذي بات راجحا في السودان؛ وأصدق شهادة على ذلك (لقاء المهدي البشير ) الذي نعت بأنه مفاجئ أي إرتجالى ووثبا فوق إرادة القوى السياسية الأخرى وسائر جماهير الشعب السوداني الذي كم ظل متطلعا للخلاص متعطشا للتغيير؛ رجاءا .. لا تفسدوا أجواء التغيير؛ السيد الإمام توجهي بهذه الرسالة لسيادتكم الموقرة افتراضا لحسن الظن ابتداء قبل نقيضه؛ بحكم أننا يجمعنا هم وطني مشترك هو التغيير في المقام الأول يتبعه التعديل على كافة الأطر؛ وذلك من إتجاهين ؛ الأول :أنه وفي الوقت الذي نهيئ فيه نحن مع سائر القوى السياسية الشارع بأسره للتغيير تأتي اجتماعاتكم بالمؤتمر الوطني – في الإتجاه المعاكس- فتكسر روح الأمل وتثبط همم المتطلعين إلى التغيير في كافة جهات السودان شمالاً وشرقاً وغرباً ووسطاً وما بين ذلك ؛ والثاني: أن هذا ما معناه أن ثمة عنوان الخطاب (التعديل أو التغيير) الذي تلوتموه أمام جماهير الأنصار ببلدة الجزيرة أبا لا يستقيم ودواعي التغيير التي باتت راجحة وأكثر واقعية في السودان؛وكان حريا بكم السيد الإمام على خطى المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقكم تاريخا ومعاصرة؛ ولا طالما جنحتم إلى القول؛فكان حريا بكم أن تقولوا:(التغيير أو الطوفان بدلا من : التعديل أو التغيير) فالسياسة لا تجرى الأحداث فيها وفق قواعد تأخير ماحقه التقديم؛ والنقيض يجعلنا إثر وضعية الهوان وأمرنا يصبح أكثر من أنه مستهان به (ومن يهن يسهل الهوان عليه ؛ولئن جاء إثر تكرر اللقاءات الثنائية الصالونية بشأن المسائل الأكثر أهمية لكونها وطنية ومصيرية)؛لأن قول (التعديل أو التغيير ) بحسب ما جاء في خطاب الإمام ؛ أمر يضمر( باسم المجموع وعلى حساب المجموع) مساومة غير معلنة إثر لقاءات غير مرتب لها مسبقا أو فجائية كما جرى في هذا اللقاء الذي تم مؤخرا (لقاء المهدي البشير ) ؛ برأيي هذا اللقاء لا يفيد الشعب السوداني كثيرا في شئ ولا تساوى قيمته أمام خطى التغيير الذي أطرح مدرسته طي (كتاب التغيير) قيمة الوقود الذي حرق في المسافة من مقر إقامتكم حيث تقيمون إلى بيت الضيافة حيث انعقد هذا اللقاء المشار إليه ؛السيد الإمام هدئ البال؛ أبطيء الخطى ونحن نعلم ديناميكية حزبكم وأنكم من قبل قد أعلنتم أنكم ضد إبرام أي تفاهمات ثنائية مع نظام دكتاتوري ؛ فنتطلع إلى يظل مسعاكم إثر (خطوات تنظيم) إلى حين ديناميكية جماعية وليست ثنائية لا تسمن ولا تغنى الشعب السوداني من جوع ؛وكم ظل الشعب السوداني جائعا جراء هذه السياسات الأكثر ضيق وإندفاع ؛وفق مسعى غير مدروس الخطى وغير مأمون العواقب؛ لأننا السيد الإمام؛ أمام نظام حكم متمرس؛ جَبُلَ على وضع الخطط وحبك السيناريوهات تضيعة وتسويفا للزمن وسائر عوامل الاستهلاك السياسي؛لا نُعلِّمَكُمْ بها فأنتم أنفسكم أعلم ؛ فكيف بكم في مثل هذه الظروف الدقيقة ؛فإن عقد ثمة لقاءات أشبه بالصالونية؛ تكاد تكون خارج دائرة المسئولية الوطنية التي لم تزل تلقى على عاتق سيادتكم مهام جسام حيال العباد والبلاد ؛إذ لا مدعاة لخشية لأجل نصرة الحق وقوله ؛إذاً لا بد من الإيمان بحتمية التغيير وفق تكثيف الجهود بكلية لا ثنائية ولا أحادية إلى أن يصبح التغيير واقعا معاش ؛ وإلا ستتحملون المسئولية الوطنية والتاريخية جراء مثل هذه التحركات إزاء القضايا المصيرية؛هانحن ترانا فرطنا في الجنوب فانفصل وسائر انفراط حبات عقد الوطن تنتظر في مشهد شعبي مأساوي وأليم؛ و دور هزيل من قبل كافة القوى السياسية السودانية حكومة ومعارضة ؛ ماذا تبقى إذن من مسئولية وطنية ؟! لقاءات ثنائية فجائية مشوبة ببرغماتية أم نفره جنتلمانية ؟! ذلك أن الشعب السوداني الذي ظل مغلوباً على أمره لايزال يتوسم في قادته شيباً وشباباً أن يجمعوا إرادتهم من أجل التغيير الحميد ؛ والله من وراء القصد .