اهداء: الى عمال الشحن والتفريغ بمدينة بورتسودان اهداء : الى عمال الشحن والتفريغ بمدينة بورتسودان
إلي مدينة تطل باهرة وساحرة خلفها عتمة من الظلام والجياع والحق المضاع الدم المراق في ساحة للشهداء دون خيمة للعزاء وحاكم من جنس الدم المشاع لايروقه منظر الجياع من جلدته بعد أن ظلل الزجاج وخلفه الحياة وارفة بالظلال وكل شئ حلال والعالم في منتهي الانسجام يكفه كي ينام لايهمه من نام ومن صحا ومن شكي ومن بكي في ريفنا البعيد أوحتي عند قصره المنيف وظله الوريف فالحاكم قد نسي البداويت والشحن والتفريغ من زمن أغلق الكلات والمخازن وجمل ا لرصيف والكورنيش بألوان زاهيات وفنارات اسرات والمدينة لم تزل تضج بالغرباء والغربان في كوريا وديم عرب ترب هدل وراس الشيطان الذي أوصد المخازن بأحكام وكمم الأفواه والخيام ليترك المكان للفئران والجزران ويذهب الجميع الي سلبونا وطردونا وزقلونا ان لم يكن راس الشيطان رائقا لهم فالاحياء عند الحاكمين سواسية مادامت الحافلات عند كل ناصية فالمدينة أضحت عصرية وعاصية والحاكم اسلامه مشهود وبيته ممدود ورصيفه شاهد علي الحكمة والورع والخلود ورصيده بلا حدود وقد بني الحاكم الأرصفة الجميلة والحدائق بنية نبيلة للعشاق من جوعي المدينة حتي ينسي الناس الشحن والتفريغ والعذاب ويسدل الستار علي الجوعي والأحجاروالرمال مثلماهوحال كل المدن القديمة في بيزنطة وروما لاحوجة للفقراءوالنبلاء مجتمعين في مدينة يتيمة والرمل والأحجاروالتجار والحاويات والالات اباءنا الجدد بعد أن طوت المدينة ذكري اباءنا الحزينة القديمة ان شئت سمي الالات بالبداويت فلا فرق بين الالات وعمال الشحن والتفريغ فنحن في الألفية الثالثة فلندشن عصرنا الجديد بالحديد وساقط النشيد لتسقط الكلات ويصمت ابائنا القدامي للأبد فهذه مشيئةالاله فلنسبح ونشكرالاله قرب عمارات شاهدة وشاهقة فالبداويت عندك ياسيدي تورث التعاسة ولاحوجة لتذكر الناس بالتنوع والكياسة وعلي العموم لاحوجة للهموم وتعدداللغات والتصالح مع الذات فهذه موضة قديمة ودعوة يتيمة انتهت مع الأسكندرالأكبر وبيزنطة وروما فالتنمية والحداثة عندحاكمنا تجلب التعاسة فالتتوضأ المدينة من الفقروالجريمة عند كل مساء ولتخرج بحلة بهية فالفقراءفي أسوار فقهك جلهم من الأرزقية لم يفهموا العصر ولم يدخلو القصر وعطشي قرب البحر وتبقي للحاكم شئ وحيد وفريد أن يبني الأسوارليبعد الريف عن المدينة وكل مايجلب العاروالهزيمة فليصمت كل من يتضرع للمولي بأن يطعم الخلق من المجاعة وبأن يوقف الفاقة مادامت المدينة تمتع بالسحروالأناقة سمعاوطاعة والحوانيت ملا بالبضاعة والمساحيق والمكياج وكل حديث عن الفقر شئ مصطنع الا موج البحر ولون الأرض وأحزان النساء في الصباح والمساء وجوقة الفقراء لنصلي جميعا بجميع اللغات الجميلات بالعربي وبالبداويت ولننسي ضيق المدينة وحزن المدينة امتدادها الي الريف وعبق الرصيف