اغضبنى شديداً ماقرأته بالامس فى وسائل الاعلام وبعد اللقاء الذليل التى جمعت بين الامام الصادق المهدى والرئيس المطلوب عمر البشير، بأن احزاب المعارضة قد اجمعت وقررت التحاور مجدداً مع الحكومة. الحوار فى حد ليست بمشكلة ولكن الطريقة المخزلة ااتى اعلنت بها هذه الاحزاب قرارها بضرورة الحوار مع الحكومة كانت ذليلة وتدل على الخوف والرعب التى اصابتها و خاصة عقب التصريح التى صرح بهالدكتور نافع على نافع "عدم قيام دولة تعارض الشريعة في السودان أو حكومة مدنية بإجماع وطني وصفه بالموهوم، واعتبر الحكومة المدنية حكومة علمانية ترضي الغرب وتتبنى التسويف" واما الشروط التى اضافتها المعارضة لقيام حوارها مع الحكومة هى مجرد اداة للتجميلlip service ارادت بها تغطية قرارها الخضوع للتهديدات الموتمر الوطنى من جهة، واقناع جماهيرها بأن زمام الامور مازالت فى يدهامن جهة اخرى .المؤتمر الوطنى تعلم تماماً مدى حشاشة عظام قادة المعارضة لذلك لا تريد ضربها الان ، وقد احتفظت لنفسها بمساحة من الوقت انتظاراً لمرور العواصف التى تهب هذه الايام بكل من تونس ، مصر واليمن. وحتماً سياتى الوقت المناسب الذى سيضرب فيه المعارضة فى مقتل.فالمعارضة يجب عليها ان تختار خياراً واحداً المواجهة او الاستسلام فلا منطقة وسطى بينهما، الذى اراد ان يغير النظام القمعى عليه الاستعدااد ان يتحمل الضرب والموت وان يتعود ان ينام مع الفئران فى المعتقلات وبيوت الاشباح . المؤتمر الوطنى ليست حزب المحافظين البريطانى او الحزب الديقراطى الامريكى، القوة السياسية والتعبئة الجماهيرية هى مفتاح الفوز بالحكومة فى واشنطن ولندن، ولكن فى السودان حيث المؤتمر الوطنى، هنالك منطق القوة والقهر هى سيدة الموقف فماذا انت فاعل؟؟؟؟.. يبدوا ان اخوتنا فى المعارضة قد تناسوا ان الانقاذ لم تأتى الى السلطة بانتخابات ديمقراطية شرعية وان وجودها فى السلطة مسالة انتقالية اوانها قطعت على نفسها وعداً بتسليم السلطة للشعب. التعامل بهذه السذاجة ورعونة هى التى اطالت عمر هذا النظام، عليكم التعاطى مع التاريخ والسوابق، فالانقاذ فى سبيل بقائها يعمل المستحيل وعندما تكون فى مركز قوة لاتعرف غير منطق القوة والاقصاء، عليكم بتاريخها الطويل مع الجنوب، فهى جربت كل الوسائل من الجهاد وتقسيم الحركة الشعبية وصولاً للحوار عندما اقتنعت بأن الظروف فى ارض المعركة والمجتمع الدولى اصبحت خصماً من رصيدها، وفى الوقت المناسب اختارت كرسيها وبقائها على اى اعتبارات اخرى حتى ولو كانت تقسيم السودان الى اى عدد من الدويلات. هذه هى عقليتهم فاَى حوار او شروط يستمسكون بها؟ اما التهديد والوعيد كالتى جاءت فى بيان المعارضة- "وقد أثبتت الأيام أن هذا المنهج لن يقدم حلا شاملا للأزمة الوطنية". وهدد التحالف بالدخول في مواجهة -إذا ما أصر الحزب الحاكم على الانفراد بالحكم، واتباع سياساته القديمة القائمة على القمع والحروب- "سيكون الخاسر فيها المؤتمر الوطني، مثلما خسر حزب التجمع الدستوري التونسي الذي اتبع ذات النهج".- هذا اسلوب عقيم اثبتت الايام عدم اكتراث المؤتمر الوطنى بها، كما قالها نافع بكلاستفزازواحتقار: ان الحكومة لاتخشى تكرار ما حدث في تونس بالسودان، وقال ان الشعب الذي خبر تلك الاحزاب لن يستبدل النظام القائم» بهؤلاء» ،واضاف ان الحكومة الحالية دخلت كل البيوت ولها صلة وثيقة بقضايا الناس.المؤتمر الوطنى عندما تستفز قيادة المعارضة تريد بذلك قياس نبض الشارع والنخوة فى المواطن السودانى أن كانت مازال موجودة ام انها قد قتلها بعد هذه السنين الطويلة من الازلال. ولكن يبدوا انها فعلاً قد انتهت او اصابتها الخمول، ولكن من المؤكد انها فارغة وميتة عند زعمائهم الذين يتقاضون الاجور والرشوات من القصر الجمهورى تحت مسميات وبنود كثيرة. ولكن الامل وكل الامل فى الشعب الذى صنع اكتوبر وابريل واسس حركة شعبية عملاقة كالحركة الشعبية لتحرير السودان. يوم كان هؤلاء زعماءالاحزاب البائسة يأكلون فتات موائد الحكام الدكتاتورين وعساكرهم كان الشعب الكادح يحمل مطرقة و منجلاً يصنع فى صمت ثورة شعبية تزيلهم من على صدور الشعب. يا شعبنا يا والدا ًأحبنا يا من منحت قلبنا ثباتك الأصيلا إليك هذه الرسالة القصيرة الطويلة إليك من زنزانة تخاصم الفصولا إليك رغم أنف كل بندقية وحقد بربرية وكلمة شقية إليك الحب والسلام والتحية ودمت يا حبيبنا، وبعد أدبتنا ........ ولكم عظيم تقديرى امبروس م الور المحامى