استولت الانقاذ على الحكم وكان مبررها ان الوطن فى خطر بعد ان تمددت الحركه الشعبيه فى جنوبه وليس الوطن وحده وانما الدين ايضا فى خطرمع الحركه الشعبيه التى تلف حول عنقها الصليب وتنادى بالعلمانيه ... وهللت الانقاذ وكبرت ورفعت شعار الجهاد واقتحمت الجنوب داعيه الشباب لدخول الجنه بقتلهم لاخوانهم فى الوطن الواحد فقتل الالاف من الشباب من الشمال والجنوب وحرقت القرى ودمرت المدن والخاسر هو الوطن نقلت الانقاذ الصراع من خانة الصراع السياسى الى خانة الصراع الدينى وعندما لم تفلح فى حربها وخاب املها رفعت الرايه البيضاء وغيرت ثيابها الملطخه بالدماء بثياب السلام ودعت للوحده بين ابناء الوطن الواحد ورفعت شعارات جديده فالصلح خير والدين لله والوطن للجميع وصاحت الله اكبر ... هانلولا وابرمت سلام نيفاشا مع الحركه الشعبيه واتفاقية القاهره مع التجمع واسمرا مع جبهة الشرق وجيبوتى مع الصادق المهدى ... ونادت الانقاذ بالسودان الديمقراطى ... السودان الجديد ... مع المنادين فتفاءل الناس خيرا وصدقوا ماسمعوا ومادروا ان الانقاذ لم تكن مخلصه فى دعوتها للسلام والديمقراطيه وانها فقط كانت تتجمل لتظهر بوجه جديد يسر الديمقراطيين لتخدع الجميع وتبلع الجميع وتنجح فيما فشلت فيه بالحرب عن طريق السلام وانطلت لعبتها على المعارضه الشماليه الساذجه فبلعت الطعم ونم اصطيادها وفشلت فى ان تنجو من شبكة الانقاذ فاصبحت تفرفر وهى داخل الشبكه .... اما الحركه الشعبيه فقد كانت ادهى من الانقاذ فتظاهرت بالسذاجه وهى تعرف هدفها ( الانفصال ) وتعمل من اجله فانطلت لعبتها على الانقاتذ والمعارضه الشماليه ( وهذا موضوع مقال آخر) وجدت الانقاذ نفسها فى نهاية المطاف قد خسرت الحرب وخسرت السلام فسلمت الجنوب طائعه للحركه الشعبيه وببتروله وغدا سوف تسلم جنوب كردفان والنيل الازرق وحتى دارفور والسودان اصبح فى عهد الانقاذ كمريض السكرى المهمل الذى يفقد اطرافه واحدا اثر آخر ... وقد بدانا بفقد اخواننا الجنوبيين الذى عشنا معهم عمر وطن وبالرغم من صراع السياسيين فالصراع لم يتجذر فهو صراع فوقى صراع سياسيين وطبقه مثقفه ومن يرى عمال المونه الشماليين وهم يتحلقون حول صحن بوش مع معلميهم الجنوبيين يتسامرون ويضحكون يتاكد تماما ان هذا شعب واحد رغم انف السياسيين ... وساظل اذكر ماحييت ابنى عباس فنى الدش الجنوبى الذى كلما قابلتنى مشكله اتصل به فيهرع لمساعدتى واحيانا كثيره يرفض الاجر مرددا ( دى حاجه بسيطه ياعمو ) ولن انسى جيراننا الاسره الدينكاويه التى اصبح بيننا وبينهم عشرة ملح وملاح وبيتر المبيض والذى يناقشنى بعمق وود وطيبه خاطر ويجعلنى هذا اتساءل هل يمكن ان تنفصل هذه الوشائج بسكين السياسه ؟؟ والآن ونحن فى هذه المعاناه ومابين مصدق ومكذب لكارثة الانفصال الوشيكه تبشرنا الانقاذ بان تقطيع اوصال الوطن سيفيض علينا بالخير فى الشمال وتعلن وبفرح انها لن تقيم سرادق عزاء لفقدنا لجزء من جسدنا وتطلب منا ان نهلل ونفرح وتبدأ بنفسها فتذبح الذبائح فى امبده احتفاء ببداية البتر ويتهلل وجه الانقاذ بضياع نصفنا الآخر وتريدنا ان نشاركها الفرحه فالانقاذ تريد ان تقلب الماتم الى عرس كما كانت تفعل فى ايامها الاولى عندما فوجت الشباب لحرب الجنوب وعندما ينعى الناعى احدهم يتقاطر الشباب الانقاذيين من الجنسيين على منزل الفقيد يهللون ويكبرون ويطلقون الرصاص وتدق الدلاليك وتزغرد النساء ويعرض الرجال ويبشرون وترقص الفتيات وياتو بوالد الفقيد ليصفق ويهلل مع المهللين وبوالدة الفقيد لتزغرد وترقص مع الراقصين وياتى الشيخ الترابى ليعقد للمرحوم على احدى بنات الاحور ....... ويتكرر الآن نفس مشهد عرس الشهيد فى عرس الانفصال فقط ينقصنا الشيخ !! محمد الحسن محمد عثمان قاض سابق امدرمان .. المهندسين Mohamed Osman [[email protected]]