فقد بشمن وما تفني العناقيد (ابو الطيب المتنبي ) تناثرت جثث الشباب الغض في مصر علي مرائ من العالم كله وقبلها في تونس ومايزالون يرفدون المشارح والشوارع والمقابر في كثير من الدول العربية وبالمقابل تصم الحكومات اذانها وتغمض اجفانها عن المطالب الواضحة والعادلة المتمثلة في حرية التعبير السلمي بشتي اشكاله لبلوغ الحرية وفتح الطريق للمشاركة السياسية حتي نبلغ معاً الديمقراطية وهي اعلي عليين ، فلا نجد اي مبرر أخلاقي لإستخدام العنف من قبل هذه الحكومات في مواجهتنا وتقتيلنا والزج بنا في مواجه هي تعرف عواقبها قبلنا نحن كشباب ،، نحن كشباب لدينا مطالب يجب ان تحترم وأحلام لايمكن ؤادها هكذا ،وهي مسيرة لم تتوقف عند موت الشهيد البوعزيزي ولن تتوقف الا بلوغنا فردوس المطالب سوياً وهو تحقيق الديمقراطية الحقة في اوطاننا كي نحيا بعد ذلك كرماء واحرار في بلدان حرة ، وفي خضم هذا كله نوم عميق تغط فيه نواطير احزاب مايسمي بالمعارضة ولن اعطيها اكثر من نصف السطر هذا فهي لاتستحق منا التفاتة اذاً نحن الان امام واقع مختلف فمن غير الممكن بل ومن المستحيل حقاً أن تستطيع قوة كائن من كانت في ان تصد هذ الحراك المجتمعي والشبابي الخطير والمتسارع ،فالشعوب لديها مطالب اولها أزالة فقرها البائن وعدم تمتعها بالحرية الكافية وشح فرص التعليم وبالتالي التوظيف فهي ترزح من قديم تحت نير الانظمة القمعية الباطشة ،اذن الازمة ازمة شاملة وواضحة وطاحنة ازمة نظام حكم لديه اخفاقات ظاهرة اقتصادية واجتماعية وهي انظمة تحكم برؤية واحدة مرفوضة لدي قطاعات واسعة من الشباب ومن غالبية الشعب ، اليست هذه هي الشمولية بعينها ؟ تتعثر جهود الاعمار في السودان منذ خروج المستعمر بسبب الحكومات العسكرية التي تكرس كل موارد البلاد لمصلحتها الذاتية وهي حكومات ذات نظرة ضيقة وافق ضيق تقسم ثروات البلاد علي عدد من الاشخاص وجموع الشعب انهكها الجهل والمرض والجوع – وسؤالي ماذا تفعل حكومة بجيش من الجياع والجهلاء ؟؟ وقد ظهر جلياً ان الحكومات القمعية تستخدم العنف المفرط في مواجهة المطالب المشروعة المرفوعة من جهة شعوبها فهي حكومات لاتفهم الا لغة واحدة وهي لغة السلاح ، ظناً منها وبحسب منطق تفكيرها وعقيدتها الراكزة بان الحل الامني هو الطريق الامثل!! ولكن هيهات . هنالك مجموعة من الشباب المتعطل عن الفعل وعن العمل ولكنه ظل ولفترة طويلة يقتات علي التفكير والامل في التغير . وكنت اساءل نفسي بصورة شخصية منذ مدة طويلة ماذا بعد أن جربنا قيام الثورات بعد أقامة الندوات التي يتحدث فيها قيادات الاحزاب وبعدها يثير الشارع كالبركان ثم تقوم الثورات ؟؟ وباستحالة حدوث ذلك الان لاننا جيل لاتثيرنا الكلمات الرنانة ولاتدغدت عواطفنا الوعود الزاهية بقيام الديمقراطية وووو الخ... الي أن انتبهنا الي مايصنعة جيل المعجزات فهذه الثورات التي بداءت من الفيس بوك هي رداً ساطعناً وبليغاً باننا جيل فشلت فيه كل محاولات تضليلنا وتغريبنا وتجهيلنا ووصفنا باننا جيل الخنوع ولم تنطلي علينا حيلهم في تصوير أشخاصهم بانهم حماة العقيدة والوطن ، ومن غير الممكن كذلك إغفال مايدور في المنطقة من حراك وتململ والرغبة في التغيير يبداء من الاسافير ثم يتوطن في الشارع ويتشكل حركات تغيير وحركات مطلبية موسعة قادرة علي صنع المعجزات ، وخير دليل وبرهان ثورتا الياسمين التونسية واللوتس المصرية الظافرتان باذن الله. لاتستطيع حفنة من الاشخاص وبرؤية فردية ان تصنع مستقبل بلد كالسودان او ان ترضي تطلعات أجياله الحالية في التمتع بخيره والعيش الكريم فيه، فهو وطن ابائهم واجدادهم، اذأ وايذا هذه التطلعات ما العمل ؟؟ والاجابة هي لابد من توسيع فرص المشاركة الحقيقية ، والاصلاح السياسي الجاد بداءً من استقلال القضاء واطلاق الحريات ومنع الرقابة علي وسائل الاعلام واستقلال وقومية مؤسسات الدولة السياسية البرلمان واجهزة الجيش والشرطة والامن والمؤسسات الاكاديمية واعمال مبداء الشفافية ومحاربة الفساد المستشري في جسد الوطن ،وان تكون مطالب المواطنين محترمة ومقبولة من حيث انهم مواطنين لديهم كافة الحقوق المدنية ويجب ان يتمتعون بها ، ان فعلت حكومتنا السنيه هذا ونحن كشباب ليست لدينا عداوه تاريخية مع نظام الانقاذ وكما اننا كشريحة ضخمة غير منتمين لاي من أحزاب النوم الناعقة كالبوم ، وجزء مقدر منا حارب في صفوف هذا النظام ابان حربة المشتعلة في الجنوب ، ولكنه اليوم يطلب وبصورة راقيه وعملية ان تاخذ مطالبه ماخذ الجد فلدينا اشواق وطموحات لانريد ان نتغرب في قبل الدنيا السبع لتحقيقها بل ارتضينا بلدنا ارض احلام وطموحات فلا عزة لنبي الا في بلده ، إن فعلت الحكومة هذا تكون قد فوتت الفرصة للإنقضاض عليها وحقنت دماءنا من ان تسيح في الشوارع ووفرت علي البلد أبنائه وبناته وثرواته ، اما إذا اختارت طريقاً أخر تراه هي بعينها العمياء _ طريق القمع والترهيب وسياسة الفرد فانها بذلك تحفر قبرها بيدها لان الشعوب الان تنتظمها حركة إحتجاج إقليمية وعالمية واسعة وائل سلامة ناشط في عدة جمعيات شبابية وائل سلامة سلامة [[email protected]]