اسمحوا لى ايها القراء الافاضل بان اتحدث بلسان حال العديد من بنى جلدتى الغبش ، الذين القت بهم الاقدار بعيداً عن المدارس فلم يدخلوا فصولها ، فصاروا ممن يدعون آمين ، هؤلاء الذين لم يمسكوا قلماً بايديهم طوال تجوالهم فى مدن الارض و قراها . اسمحوا لى بان اتقدم بالشكر لكل الاطباء الذين سهروا الليالى ، بحكم واجبهم الانسانى ، فلم تغمض جفونهم لحظة الا بعد الاطمئنان على حالت مرضاهم الجنوبيين ، و هؤلاء الرسل الذين لم يدخروا جهداً فى محاربة الامراض المستعصية التى فتكت بمئات بل الالوف من ابناء الجنوب . التحية لكل القضاء الذين حكموا بالعدل و القانون لا بالعواطف والحقد و التحيز لاخيه الشمالي . لرجال الشرطة السودانية اليهم منا الف تحية ، خاصة كل من لم يعيش و ابنائه على الرشوة . التحية لعمال المجالس البلدية الذين لم ينفذوا اوامر بعض المسؤلين بمنع ستات الشاى من العمل ، حتى و ان لساعة استطاعت النساء خلالها توفير لقمة عيش لصغارها . التحية و الشكر للمواطن الامين المخلص ، الذى قال كلمة حق حتى وان كانت كلفته فقدان عمله بحق الجنوبين . لكل من انصف جنوبى لا يعلم اللغة العربية بالمركبات العامة . التحية و التجلى لكل شمالى قدم لقمة خبز لطفل جنوبى جائع ، لكونه انسان و استطاع بذلك ان يرسم الابتسامة بوجهه . التحية لكل شمالى اسكن من لا ماؤى له بمنزله حتى وان لحراسته فاستطاع ان يوفر ظلاً امن لبعض الجنوبين. لقد اعتمت المشاكل و الظروف بصائرنا من رؤية بعض الحقائق التى تتطلب سردها ، فها نحن ذاهبون الى دولتنا الوليدة ، لكن تذكروا باننا لن و لم ننسى فضائلكم علينا ، و وقفتكم الشجاعة معنا فى كل المحن التى كانت تتربص بنا . اليكم جميعاً ، والى كل من عجزت الذاكرة عن ذكرهم ، الى من لم تصلنى الآلسن للحديث عن بطولاتهم الانسانية الرائعة . لكم منا شهادة شكر و تقدير كتبت احرفها بدماء الابرياء ، عرفاناً للجميل الذى قدمتموه و ما زلتم تفدموه للانسانية و الوطنية ، فى البلد الذى يعيش فيه امثال الطيب مصطفى . ننحنى احتراماً و نرفع القبعات ، بما فيها قبعة سيادة الرئيس سلفاكير ميارديت تحية ، فى الوقت الذى ترتفع اكف قلوبنا دعوة للمولى العزيز فى ان يحفظكم و يصونكم سالمين . مواطنى جنوب السودان الغلابة عنهم أتيم أتيم بول Atem Atem Bol Atem Ring [[email protected]]