بسم الله الرحمن الرحيم الرهان الواثق المطمئن لدى قادة المؤتمر الوطني على أن الشعب السوداني سوف لن ينتفض وسوف لن يرفض الحكومة وسوف لن يتجاوب مع دعوات الداعين إلى إسقاط النظام رهان غير موضوعي و مستند فقط على مجرد إطلالة سطحية على الراهن الآني , فالقضايا التي يمكن أن تثير الناس وتدفعهم إلى كسر حاجز الخوف والإندفاع إلى الشارع موجودة في بلاد الله هذه واولها ..واولاها بالذكر والتنويه الحالة المعيشية للناس ,ففي بلادٍ كبلادنا – حالها مثل حال سائر بلاد العالم المسمى مجازا بالثالث – في بلاد كهذه لا يعتمد الناس في تحديد مواقفهم من الحكومات على الايدلوجيا ولا حتى على النظرة الموضوعية للإنجازات السياسية ,فالعامل المرجح والرئيس في تحديد جهة إصطفاف الناس ومن ثم في تحديد مواقفهم العملية من الحكومات بغضا وكراهية ثم خروجا وتظاهرا وربما إطاحة هو بإختصار وضعهم الإقتصادي والمعيشي . وههنا تحديدا ليس للإنقاذ ولا مؤتمرها الوطني في أيامنا هذه على الأقل اي ملمح من ملامح النجاح , فالحديث عن الإنجازات الهائلة في مجالات البنية التحتية – وإن كان صحيحا بمقدار ومفهوما ومقدرا لدى النخبة المثقفة والمتعلمة فهو بلا شك لايجد أدنى درجة من درجات القبول لدى الكثرة الكاثرة والغالبية الغالبة من السودانيين والتي ما لمست حتى يوم الله هذا أية إنعكاسات جدية لهذه الإنجازات في واقعها المعيشي فهي مازالت تكابد في اغلب الأحوال شظف العيش وتعاني في توفير الحد الأدني من مقومات العيش الكريم خبزا وسكرا وصحة وتعليما ..الخ إننى أقدر وأعى ان فلسفة الانقاذ تقوم أساسا على إرساء بنية تحتية قوية لدولة غد ربما تنعم أجيالها القادمة بالرفاهية والعيش الرغيد , لكنني أذكر هاهنا بأن أي حركة من حركات إستنهاض الامم وبناءها لا بد ان يكون إنسان اللحظة هو محورها ومركزها ولا بد أن تراعى كذلك حوجاته الأساسية في أن يعيش كريما محترما ماوسعه ذلك حتى يستطيع ان ينهض بالدور المركزي المطلوب منه في حركة النهضة هذه ,هذا لانك ببساطة لا تستطيع أن تواصل حركة إرساء البنيات التحتية لدولة الغد المرتجاه هذه دون ان يكون إنسان اليوم شريكك في حركة البناء هذه. ثم إن مقدرتك علي إدامة حركة بناء دولة المستقبل هذه تعتمد أيضا على نجاحك في خلق حالة من الاستقرار السياسي والتراضي على كيفية إدارة هذه الحركة النهضوية وصناعتها وتوجيهها , وهذا لن يتاتى أيضا الا بإسترضاء الشعب إسترضاءا حقيقيا لا شكليا في مسألة من يمكن ان يكون شريكا لك في ادارة عجلة النهضة هذه . فمن غير المعقول أن تدعي انك انت وحدك المؤهل والمؤتمن للنهوض بهذا الشعب وأن غيرك الفعاليات السياسية والمدنية والأكاديمية لايملك من مؤهلات الكفاءة والأخلاق والحدب على الوطن ومصلحته مايؤهله لذلك . قليل من الحساسية الإجتماعية تجاه الشعب ومطلوباته المعيشيه وكثير من التسامح والظن الحسن بالآخر كفيل بأن يجعل للمؤتمر الوطني الفضل في إعادة انتاج دولة إفريقية عملاقة ربما أصبحت بعد خمسين او مائة عام نواة من نويات إستدارة الغلبة الحضارية . waleed salih [[email protected]]