مثلما تتفتح الوردة الجميلة، وتنشر شذها، وتعبر عن وجودها، بمنح النفوس سعادة، برونقها وعطرها، وهي تحتضر، مثلما تشق سمكة الدرب، إلى البر لتعلن عن وجودها للملأ، وتقول إنها ليست وهماً، وتدق طبول الاحتفال بالحياة، وهي متدثرة بالموت، وتغادر، الدنيا،وسط تصفيق، الموج، هاهي الشعوب المقهورة في الالفية الثالثة، تأبطت العزم على التغيير، خرجت للسطح لتعلن عن وجودها، وإن كان الثمن حياة شعب، فكانت ثورة تونس ملهمة الشعوب في عصرنا هذا، بداية للخروج من سنين الدكتاتوريات العجاف، وتلتها، ، الثورة المصرية الشعبية العظيمة، وكل الشعوب المقهورة في الدرب سائرة. بمقدار عظمة الحرية، كانت تضحيات، الشعوب التي أثبتت بجلاء أنها ، خرجت من طور الصمت،لتصلح ما أفسده عبث الديكتاتوريين بالأوطان، دكتاتوريين، متشابهون في السوء، متعفنيين، بالفساد، تصرفاتهم تأتي مبرأة من الحكمة، ، جميعهم مصابون بأمراض نفسية عصية على العلاج،يتلذذون بعذاب الشعوب، فتركوا رعايهم للفقر يزيل ماء الوجوه ، تركوهم للمرض ينهش أجسادهم، دون أن تأخذهم رأفة في عباد الله ،وشعوب وضعتهم الدكتاتورية في دوامة الجهالة يرثونه صاغر، عن كابر، يشغلونهم، بالجهل لتتحول فاتورة، علاجهم،و تعليمهم،و غذائهم، أرصدة في حسابات الديكتاتورين بلا حسيب ،ولا رقيب. كل تفاصيل الثورات الشعبية في المنطقة، بدءً من ثورتي أكتوبر، وأبريل في بلادي، ووقوفاً في محطة الثورة المصرية التي هزمت أمس الأول، عنجهية رجل تربع، على العرش ثلاثون عاما، ولايريد التراجع عن ديكتاتوريته قيد أنملة فكان الخروج المذل. الثورتان، الشعبيتان التونسية الأولى، و المصرية الأخرى، أكدتا للمستبدين في المنطقة العربية والأفريقية، بل لكل العالم ،أن لا أحد منهم أقوى من إرادة ،وعزيمة الشعوب، ثورتان في أقل من شهرين،أبرقت للطغاة الذين يراهنون، على القوى الأمنية الخاصة بحمايتهم،ونظمهم، ، برقيات مفادها أن الصرح الأمني، أهون من بيت العنكبوت، وجبان في لحظات الشدة، ولا ترى منهم أحدا إذا حمى الوطيس، وانتفض الشعب ليقول كلمته. أن الآوان لأن نقول بكل فخر إن الشعوب المقهورة غادرت مسرح اللا جدوى، وكسرت ديدن الرتابة، في عالم الديكتاتوريات،وأصبح محل الديكتاتورية حرية بريقها سيتسع أفق كل المنطقة، ما يحدث الآن في منطقتنا العزيزة بشعوبها، ليس زلزال، أو بركان في أرض مسطحة، لم تحدثنا الأحاجي، والأساطير شيئاً عنها ، بل هي حرب ضد الإستكبار،ضد الفرعنة، ضد الهمجية، والسياسات البربرية،وإنه الإنتصار لكرامة الشعوب، ولحريتها، الانتصار للديمقراطية، ولحقوق الإنسان. بعد ثورة مصر لمن يستجيب القدر؟ (إياك أعني فأسمعي ياجارة) fatima gazali [[email protected]]