ويل لتلك الأنظمة الهشة بظلمها وقهرها من غضب الشعوب، والويل لأنظمة نخرة كمنسأة سليمان، لا تحتاج إلى عناء كبير في لكزها كيما تتساقط كأوراق الشجر،أنظمة مهترئة بالفساد والمفسدين، بحاجة فقط لمن يملك الشجاعة في وضع الجرس على عنق القط، لتبدأ المعركة بين الحق والباطل، أنظمة فاشلة في سياساتها، لم تفلح في تحقيق مطالب شعوبها، فآن لها أن تترجل من عرش الملك، أنظمة صارت مؤخرتها تفوح عنفاً من طول مدة قضتها وهي جالسة على الكرسي السلطة، لم تتحرك منه سنوات طوال عجاف، الويل لأنظمة تناست الميثاق العالمي للأمم المتحدة الذي منح سيادة الدول للشعوب، في مقدمة الإعلان العالمي الذي بدأ بعبارة " نحن شعوب العالم" فكان إقراراً بالسيادة للشعوب، وليست الحكومات، ومن منطلق هذه السيادة لابد لهذه الشعوب أن تتدثر بالشجاعة وتنتفض لمواجهة الحكومات الظالمة ، التي لم تجلب للشعوب سواء الفقر، والمرض، والجهل، الكبت، وآن لتلك الشعوب أن تواجه سلمياً تلك الحكومات بالرفض لكافة أشكال الظلم والقهر. الحراك الشعبي الذي ضرب المنطقة الشرق أوسطية، أكد أن طوفان التغيير، لن يتوقف عند ثورتي تونس، ومصر، وبرهن للشعوب، أن قادة الدكتاتورية في المنطقة العربية والأفريقية مجرد (نمور من ورق) وأن التلاقى الشعبي، الإرادة الصادقة في التغيير، هما الوقود لإحراق النمور الورقية، وثورة رجب_ أبريل 85، ضد النظام المايوي في السودان، هزمت النظام بالتلاحم بين كل مكونات الشعب جماهير، وأحزاب، وحقوقيين، وإعلاميين، ونقابات، وموظفيين، وطلاب وعمال، وشماسة، حتى مؤسستي الجيش والشرطة وقفتا بجانب الشعب ، ولم تعط إهتماماً بمواقف قادتها الذين أختار بعضهم الوقف بجانب النظام ، ونادوا( بضرب الشعب في المليان)،بل كانوا مع القادة الذين قالوا (نحن لا نقتل أولادنا)، وكان موقفاً شجاعاً جعل الشعب السوداني يكن الإحترام، للشرطة والجيش،ولم تكن أغاني البنات التي تمجد الجيش خرجت من فراغ، بل خرجت من رحم تلك اللحمة بين الشعب والجيش(جياشة والجيش نقلوا فتاشة حي أنا،) ، (يا قايد الجيش أنت وين ماشي مخليني) وأكيد في المقاطيع تناجي الشاعرة الجيش بضرورة استمراره في حمايتها. في جميع الأنظمة الديكتاتورية فإن القوات الأمنية الخاصة،لا تثريب عليها، ولأحد يطالبها بالحياد، لأنها نشأة لخدمة وحماية تلك الأنظمة، وليس لحماية الشعوب ، بإعتبار أن القداسة للنظام وليس للدولة، وستظل تؤكد للنظام حرصها على حمايته، حتى يتبين لها الخيط الأبيض من الأسود من فجر حتمية التغيير، عندئذ يقولون لسادتهم شغلتنا أنفسنا وأهلينا،عن حماية سلطانكم. رغبة الشعوب في التغيير ، أصبحت رغبة عنيفة، لا يمكن كبح جماحها، لا يُرجئها دق (القُراف) لإخافة الجمل، لأن البعض وصل إلى قناعة أن الموت بكرامة أهون عليه من الحياة بذل، حياة يتخطفها، بغاث الطير، الجهالون هم سادتها، الظالمون فيها أصحاب القرار، المرجعية فيها للمزاجية، وليست للقوانيين، سئمت هذه الشعوب السجن والسجان، فتطلعت للحرية، والديمقراطية، والحياة الكريمة، وهي حقوق مشروعة كفلتها كافة الأديان السماوية، والمناداة بها ليست ضرباً من الجنون، أو دعوة للكفر،أو خروجاً من نواميس الكون ،كما يصورها الذين بلغت قلوبهم الحناجر خوفاً من غضب الشعوب، وها هو لسان حال الشعب الليبي، والبحراني، اليمني يقول طف الصاع ، وخرج المارد من المسجون ليسترد كرامته .