كل حكومة عسكرية تقوم على قهر وبطش الأخرين سوف تعلم جيدا في أخر المطاف إن البطش والقهر لن يكون إلا وسيلة الإنسان العاجز الذي لا يعي ما يتطلبه منه شعبه. وسوف تثبت لها الأيام أنهم كانوا في وأدى والناس في وأدى أخر . وسوف يسجل التاريخ سيئاتهم في سطوره , وتقرأ أخبارهم الأجيال جيلا بعد جيل وتلعنهم القرون بفعلهم الشنيع . نعم انفصل الجنوب والكل تأثر لذلك وأحس معظم الناس بان جزءا من أجسادهم قد انفصل,فمنهم من صمت ولم يعبر عن ما بداخله , والبعض تظاهر في الشوارع منددا بما حصل , وبعضهم فرح.لا أجد في كل التعبيرات السابقة غضاضة ولكن حتى لا ينفصل جزء أخر من الوطن الجريح نريد أن يتحكم صوت العقل, وتعلو روح الوطنية فوق كل المصالح الحزبية الضيقة , حتى لا تمتلئ القلوب بالضغائن والغبن وتتحول سماحتنا وطيبتنا السودانية التي شهد لنا بها الأعداء قبل الأصدقاء إلى مقاتلة في الساحات والميادين. لا نريد دما سودانيا يسيل مهما كان الاختلافات في الأراء والأفكار والمنهجيات , نريد منك يا سعادة الرئيس أن ينطبق عليك قول الإعرابي لعمر ابن الخطاب "عدلت يا عمر فا منت فنمت" نريد منك أن تستذكر قول عمر ابن الخطاب حين قال "والله لو عثرت بقلة في العراق لكنت مسئول عنها "نريد منك إن تفتح ذراعيك وتحتضن أبناء الوطن كبيرهم وصغيرهم , ونضع أيدينا فوق بعض ونخرج بالسودان إلى بر الأمان, حتى لا يسألنا أبناؤنا ماذا فعلتم للسودان من قبل أن يتقسم؟ وبعد أن تقسم ؟ نريد أن تكون لنا إجابات لأسئلتهم نحفظ بها ماء الوجه إن كانت فيه بقية. نعم لشرع الله ومرحبا بشرع الله وسوف نكبر ونهلل لشرع الله , ولكن يا سعادة الرئيس لا نريدها شريعة على الضعفاء والمساكين في إقامة الحدود, وعليك أن تتعظ من شريعة النميرى وقوانينه , عليك يا سعادة الرئيس أن تبسط الأمن وتقيم العدل بين الناس وكل الناس الصغير والكبير والغنى والفقير من غير محسوبية ولا جهوية ولا قبلية ولا عرقية ولا مصلحة حزبية ضيقة وان تستمع للرأي والرأي الأخر. وقبل أن تعلن تطبيق الشريعة نريد منك أن يكون هناك سؤال للمسئولين كل المسئولين في الدولة صغيرهم وكبيرهم وإبداء بنفسك واسأل من أين لك هذا؟ واسأل كل والوزراء والمستشارين والمعتمدين وكل من هو في موقع المسئولية . نريدها من أين لك هذا ؟ شفافة يشهد لك بها التاريخ, وتكتب في صفحات حقبتك التي قضيتها في الحكم.نعم نريد أن نعرف كيف حكمتمونا ونريد أن نعرف كل الفساد والمفسدين ويشهد كل الشعب محاكمتهم ليتعظ ويعتبر من يتحمل المسئولية القادمة .وكيف ستحكمنا بشريعة الله إن لمن تكون صادق مع نفسك وشعبك؟ نريد أن نجدد الثقة بأنفسنا ونحس براحة البال في من سوف تولونهم أمرنا. نريد خدمة مدنية تتساوى فيها كل الناس لا تفصلهم سوى مؤهلاتهم العلمية وإمكانياتهم العقلية , لا مكان فيها للقبلية والمحسوبية الجهوية قال تعالى في (سورة النساء الآية 58) (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) وقال تعالى في( سورة المائدة الآية 8 ) ( يا أيها اللذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب إلى التقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) ونريد حديث النبي علية أفضل الصلاة والسلام في حديثة عن العدل في أمر المرأة المخزومية التي سرقت حين قال لأسامة إبن زيد أتشفع في حد من حدود الله " والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها" أن يكون هذا الحديث ديدنك ومنهاجك في المحاسبة نريدها شريعة لا تشوبها شوائب نرتضى بها وجه الله عزة جل. وإلا سوف يسود الغبن, والحقد , والكراهية لنظامكم وحكمكم ويسخط كل من ليس له صلة بكم, وكل من نال منه نظامكم ماديا ومعنويا ولعل ما قامت به الشرطة وقوات الأمن للشباب المتظاهرين في الثلاثون من يناير خير دليل , وسوف تخرج الجموع للشارع وانتم أدرى بشعبكم وثوراته الماضية ولعل أكتوبر وابريل ليس ببعيدة عن ذاكرة الشعب وسوف يعيد التاريخ نفسه. وان اضطر الناس للخروج للشارع وقتها سوف تقع حوادث الموت وان بدت تقع في قمع الطلاب المتظاهرين ولن يقف الشعب مكتوف الأيدي لنظام يقتل أبناءه بحق أو من غير حق.على الرغم من انه لا يوجد حق ولا شرع ولا منهاجا يبيح قتل النفس. ووقتها لا تنفع التعديلات ولا الترضيات وسوف يعلن الناس العصيان هذا إن لم يتقاتل الناس بالسلاح وأنت تعلم كمية السلاح الموجود في العاصمة والأقاليم, يا سعادة الرئيس اجعلوا من الفترة القادمة انحناءة للوطن العزيز ولا تدسوا رؤوسكم في الرمال وتستمعون إلى من هم حولكم اتركوا أبوابكم مفتوحة وصدوركم رحبة تتقبل النقد الهادف والبناء واستشيروا من هم اكبر منكم علما ودينا وباعا في السياسة . وأملي فيكم من بعد الله سبحانه وتعالى أن تكون مفوضية الشفافية والكشف عن الفساد والتي أعلنتم بأنكم على وشك إعلانها أن تكون فعلا مفوضيه للشفافية والكشف عن الفساد والمفسدين. والله من وراء القصد. إبراهيم عبد الله احمد أبكر - تبوك- جامعة تبوك- المملكة العربية السعودية [email protected]