بسم الله الرحمن الرحيم بدا حياته السياسية شابا طامحا متامرا على السياسى العتيد المحجوب مع الوطنى الأتحادى لأسقاط حكومته وقال معلقا (ما نشهده اليوم الا أزمة علاقات أنسانية ومن العار أن الذين دافعت عنهم طوال حياتى يستعيضون سيف الفولاذ بسيف من خشب) وسنرى أنه ما زال وسيظل شابا طامحا طائشا فبعد عملية الغزو الفاشلة كان لقاء المصالحة فى بورتسودان الذى كان مقابله صفر بالنسبة للنهج السياسى للحكم وما قدمه لك الا وعود كاذبة وبعد أن أطمئن الى تحييد المعارضة زاد النظام من جبروته والتضييق على المنظمات وعلى الحريات وعلى ألأحزاب وعلى أستقلال القضاء وأحتواه أخوان الشيطان حيث أنتشروا فى مؤسسات الحكم وتمكنوا حتى أقنعوه بأ صدار قوانين سبتمبرالمشئومة ثم نقفز سريعا ألى فترة ألأنتفاضة الذى كان دورك فيه سلبيا ولم تظهر على مسرح ألأحداث ألا بعد أن تيقنت تماما بزوال حكم النميرى ثم ترأست الوزارة فكانت فى قمة أجندتك السياسية كنس آثار مايو وألغاء قوانين سبتمبر لأنها كما قلت (لا تساوى الحبر الذى كتبت به) ولم تفعل شيئا بل أنتهى بك ألأمر الى رفضك أتفاقية الميرغنى قرنق التى كانت أيجابية حيث فتحت قنوات الحوار والتفاهم مع الحركة الشعبية وأبرز ما فيها تجميد وليس ألغاء الحدود وعقد المؤتمر القومى الدستورى ووجدت قبولا واسعا وعريضا من الشعب السودانى وقوبل الميرغنى عند عودته من أديس ابابا أستقبال الفاتحين وكان الملايين فى انتظاره رفضها لأنها جاءت من الحزب الحليف سياسى لا يرى أبعد من مواطى قدميه جاهلا مصالح البلاد القومية العليا أدى هذا الى خروج ألأتحادى الديمقراطى من الحكم والسقوط فى احضان الجبهة رغم المعارضة الشديدة من أقطاب الحزب وقوى ألأنتفاضة التى أساء لها ألأمين العام نور الدائم رحمه الله قائلا (البلد بلدنا ونحن سيادها ودعى جماهير ألأنصار لتأديب هؤلاء الرقعاء ) وقال عديل عن حالهم فى حكومة الوفاق مع الجبهة أصبحن متفرجين وتدار الحكومة فى الخفاء وتصدر القرارت من وراء ظهورنا ونعلم بها من ألأذاعة مثل أى مواطن وفى تلك ألأثناء أستخدمت الجبهة ألأسلامية آ لتها ألأعلامية بنشر الشائعات وزعزعة ألأستقرار وزرع الكراهية والفتن لهز النظام الد يمقراطى فانشاوا بما يسمى الهيئة القومية للدفاع عن العقيدة والوطن وثورة المصاحف والمساجد بل أكثر من هذا عندما أخطرك مدير المخابرات العسكرية بأن الجبهة تخطط لأنقلاب عسكرى كان ردك (متى يعرف الناس أن الجبهة أختارت الديمقراطية كخيار. نهائى) قبل شهر من أنقلاب ألأنقاذ المشئوم أعلن الترابى فى 6 يونيو 1989 فى مؤتمر صحفى بحضور أركان المكتب السياسى ومجلس شورى الجبهة التعبئة القصوى والجهاد وحشد كل أجهزة الجبهة وأمكانياتها فى عمل سياسى من نوع خاص وعلى مستوى مختلف .جرأة وتحدى للحكومة وللدستور وللنظام السياسى ويعلنها صريحة واضحة بأنه على وشك القيام بأنقلاب عسكرى على النظام ولكنه كان مستيقنا على ضعف وخور وجبن القيادة السياسية ولما كان الزعيم لم يفهم ذلك أوفد له أحمد سليمان المحامى وعرض عليه فكرة ألأنقلاب ثم عرضت على وزير الداخلية أبن عمه مبارك المهدى فبدلا من أعلان حالة الطوارى والزج بقيادات الجبهة فى السجون ومكاشفة الشعب بكل هذا ولكنه الزعيم لاذ بالصمت فى أنتظار رؤيا فى المنام تريه ما يفعل ولما واجهت معارضة شديدة وقوية من قيادات وقواعد الحزب فى الدخول مع الجبهة فى حكومة الوفاق وفى هذا قال البروفسير ابراهيم خليل ( ان تكوينها غير معافى أذ لأول مرة ينفرد الشماليون بحكم السودان وبدات أول خطواتها بالتعدى على أستقلال القضاء والخدمة المدنية) ووصفها سيد أحمد الحسين (انها حكومة حرب معادية للسلام والديمقراطية). ثم جاء أنقلاب ألأنقاذ المشئوم وخرجت فى عملية (تهتدون)وفى عزة وقوة المعارضة والتى كانت قواتها تبعد حوالى عشرات الكيلومترات من خزان الروصيرص حيث كان النظام فى قمة ضعفه وهوانه ويعانى من عزلة دولية خانقة حيث البترول لم يكتشف بعد ذهبت بدون موافقة التجمع الى جيبوتى لمقابلة البشير فى جيبوتى فيما أسماه (نداء الوطن)وبعده قابلت البشير عدة مرات عارضا عليه عدة اقتراحات ومشروعات لأخراج البلاد من هذا المازق فيرمى بها فى سلة المهملات عقب كل مقابلة وهو متحديا المعارضة (نحن أخذناها بالقوة فلو فيكم راجل يجى يقلعها بالقوة)وبعد أتهامه من قبل المحكمة الجنائية الدولية صر حت قائلا (أن تسليم البشير لا يقر به أحد من أهل السودان) وأثيرت عدة أتهامات و تساؤلات عن قبضك أموال من المؤتمر الوطنى فلم يرد عليها بحكم التعالى أو تفسيره أنه نوع من العلو والترفع زعيم تعود أن لا يسأل عن ما يفعل فقياس السياسى ناجح أم فاشل يقاس بسجله وأنجازاته ومواقفه فكلما واجهت النظام أزمة أو ورطة أو فضيحة تبرع الزعيم بخلق سيناريو لأنقاذه وقبل اسبوعين كسرت قوات أمن النظام يد أبنتك مريم فكان ردك أن ( قوات ألأمن كان حماسها زايد شوية) . لو كنت سياسى ناجح و أنت صاحب أكبر حزب سياسى فى السودان ولك أتباع فى كل أقاليم السودان وكل قبائله وكان يمكن أن تكون جورج و اشنطون السودان وما انت فى حوجة لكلما تفعل .دكتاتور بثياب مدنية لا يرضى بأ ى راى معارض فجزاءه الرفض والتنكيل وأجباره على ألأعتذار ولسان حاله يقول لا اريكم ألا ما أرى فكيف يمكن تفسير بانك رئيس للحزب بما يقارب الخمسة عقود من الزمان ,امين عام الحزب أنقاذى لحما ودما و أبناءك يعملون فى أجهزة أمن ألنظام فكيف يفسر أى متابع أو محلل سياسى هذه التصرفات أذا نظام دكتاتورى بوليسى باطش فما أنت الا عنصر منوم ومخدر لهذا الشعب المسكين من أن يهب ولكن الشعب بدا يتخطاك وفقد الثقة فيك بدء بثورة دارفور وأخشى أن لا تدخل من قال الله فيهم (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكموا النار )وأنت مش بتركن لهذا الظالم فقط بل تجاري وتجمل له القبيح وأقول لك أخير ا ما قاله المعصوم ( من مشى مع ظالم ليقويه ويعلم أنه ظالم فقد خرج من ألأسلام )فهذا النظام لا يمكن ويستحيل أزالته ألا بالخروج للشارع ومواجهة ألأجهزة ألأمنية و سقوط الشهداء لأن الحقوق لا تمنح وتعطى وأنما تنتزع أنتزاعا لأن هذا النظام لا يفهم الا لغة القوة وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة . bolad mohamed hassan [[email protected]]