بسم الله الرحمن الرحيم المؤكد أن السودان سوف يتأثر بما يجرى من أحداث في البلاد العربية الآن . تلك الأحداث التي تنامت وأسرعت وكأنها مرسله من جهة مدبره أمرها . ويقيني أنها ترتيب من عند الله القوى القدير لان الفساد بلغ مبلغاً لا يمكن احتماله فجاءت دعوات الصالحين والجائعين وأنات الأتقياء المحرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة .التي واجب على الحكام توفيرها لكل المواطنين .استجاب الله جل شأنه لدعواهم فحل العذاب بالأرض وشملت الفتنة كل البلاد العربية والزعماء نيام لم يدركوا معنى مايحدث إلا بعد فوات الأوان . خرجوا جميعاً وبمسرحية واحده ، هددوا وتوعدوا ورغم ذلك ذهبوا دون رجعه وأصبحت سيرتهم تبث استخفافاً بدورهم وسخرية لشأنهم وظلوا مضحكة ومهزلة عند شعوبهم وسوف يسجل التاريخ مواقفهم المشينة والمحزنة في معاملة شعوبهم .السيد الرئيس إن هذه الثورات ليست هي ثورات معارضة كما ادعى بعض الرؤساء وليست مدعومة من الخارج وليست ضد الدين الاسلامى ،أي ليست من ضمن المبررات التي سمعناها من الزعماء الذين ذهبوا والذين ينتظرون دورهم للرحيل أنها ثورات سببها الظلم والفساد والفقر . والفقر هو العدو اللدود لكل الشعوب بما فيها الشعب السوداني . لذلك لا بد أن تدرك إن كل المصائب لا تأتى إلا والفقر هو القائد الرئيسي لكل هذه الثورات ، ألا قاتل الله الفقر فكم أشقى وكم أهان من علماء ومفكرين وكم أذل أناس لا تستحق إلا التكريم ، أخي الرئيس قفز بعض الأغنياء فو ق ظهور العظماء الفقراء فكسروا ظهورهم وبنو فوقها مجداً مزيفاً لا يليق إلا بهم ، أن الفقر هو الدافع الرئيسي لكل الأحداث التي تجرى في العواصم العربية . وعلينا أن ندرك جميعاً المقولة المشهورة بأن سيف الفقر لا يرحم و لا يحتمل ولا يطاق . وقد تكون نتائجه أكثر مما نشاهد الآن . لذلك لابد من البحث عن وسائل تخفف معاناة المواطنين ولا بد من مساندة الضعفاء ولابد من وجود مشاريع تدعم الاقتصاد الفردي ، ولا بد أن تعلم أخي الرئيس أن الجمعيات والتنظيمات التي تدعى بالتكافل والتي ترفع تقرير إليكم فإنها لا تخدم إلا نفسها ولك الحق في استفسار المواطنين عنها والله لأخبروك بالعجب الذي ظل مخفي عنك لفترة طويلة وأصبحت كل اللجان بما فيها الصناديق التي تعرفها ويعرفها كل مواطن ظلت تثير سخط الناس كلما ذكروها . التقارير المرفوعة واهية ولا تتطابق مع الواقع تأكد بنفسك ولا تسمع الأصوات المرفوعة حولك .فإنها تجردت من قول الحق . لذلك لابد من المحاسبة الفورية لا لاتهام أحد ولكن لتبرئة ذمة المخلصين من أبناء السودان . المحاسبة ضرورة ومهمة لمراجعة النفس ومحاسبتها قبل أن يحاسبها الشعب وقبل أن يحاسبها الله يوم الحساب .إن الحياة الكريمة هي أقل ما توفره حكومة لشعبها لكي يعيشوا شرفاء بكرامتهم في تراب أرضهم ولا بد أن نأخذ العبر ولا ننتظر المحن . ويتبع ذلك إصدار قرارات قوية لمحاربة الفساد الذي لازم البلاد لفترة حتى أصبح مباحاً على مرأى ومسمع كل الناس الفساد المالي والفساد الوظيفي الذي امتلأت به كل مرافق ومكاتب الدولة وإبتعد المؤهلون وظلت لجنة الاختيار مكاناً كرهه الخريجين . احتكار الوظيفة يعنى قمة الفساد لان صاحبها لا يفيد لان فاقد الشيء لا يعطيه وهذه من اكبر المشاكل التي تواجه الناحية الإدارية في البلاد . فالفساد بكل أنواعه والظلم بكل أشكاله يجعل الإنسان يحس بالمرارة والغبن وعندما يثور تكون ثورته عارمة لا يقف أمامها امن ولا جيش والدلائل أمامنا الآن . والذي يحمى ويدافع عن الخطأ يفعل ذلك لنفسه لتغطية فساده . راجع السيد الرئيس سجلات الوظائف في الدولة وأعطيك مثالاً واحداً فعله مدير جامعة الخرطوم الذي تمت إغالته من الجامعة ظلماً وحاول أن يقابلك ويوضح لك ملابسات الأمور ولم يتمكن من ذلك فكانت النتيجة مؤلمة ومحزنه للغايه . المدير راجع الوظائف بالجامعة ووضع يده على الفساد الادارى فشكل اللجان للإصلاح والمحاسبة معاً . فترته بسيطة ورغم ذلك أنجز .كان يجب أن يشكر وتفتح له كل الأبواب ليعمل لأننا نحتاج لمثل هؤلاء المخلصين .قصدت من هذا المثال أن أوضح أن التقارير التي ترفع لسيادتكم تحتاج لمراجعة وتحتاج لتحرى وتحتاج لدقة .هذه صوره تجعل القريب والبعيد من النظام ينظر إليه نظرة محفوفة بالمخاطر لذلك لابد من متابعة الأمور المهمة التي تتعلق بمصير ومستقبل الدولة بتأني وتروى . ومعالجة الازدواجية المرفوضة المبنية على المصالح التي لا تحقق إلا زيادة في الغبن والظلم . فلنعيد النظر في الأحداث التي اجتاحت العواصم العربية في ثلاثة اتجاهات الأول هل استطاعت كل القوات نظامية وأمنية وخاصة إيقاف المد الثوري بل نلاحظ أنها انسحبت وانهارت واخذ بعض القادة يعلنون أنهم مع الثوار وهذا إدراك لصعوبة الموقف الشعبي والاتجاه الثاني تصرفات بعض الحكام وتعصبهم وتشنجهم ويظهر ذلك خلال مخاطبتهم للثوار لهجتهم تنبئ بالنهاية فلم يحسن بعضهم التصرف وأمامنا الآن مثال أنظر حالة ملك العرب وإفريقيا الآن ، تخبط وتسلط وقتل ثم رحيل آجل أم عاجل لان النهاية تأتى بأمر الله الذي ينزع الملك من صاحبه الظالم نزعاً . لذلك يكون الرئيس كأنه فاقد الوعي تماما لانريد ذلك لك ولا لبلادنا تجنباً للفتنة خاصة وأعداء البلاد كثر . وآخر الاتجاهات تخلت كل الدول العربية والغربية عن هؤلاء الحكام ولم تساندهم ولم تسمع صيحاتهم بل عندما تأتى النهاية تصدر الدولة الإدانة والوقوف مع الثوار ولكل دولة مصلحة حتى المنظمات الدولية الأممالمتحدة لم تصدر بياناً لمسألة ليبيا وغيرها إلا بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام أما جامعة الدولة العربية فحديثها لا يسمن ولا يغنى من جوع .والمؤسف أن الرئيس يتحمل كل مسئوليات الأخطاء وينصرف عنه أعوانه كما ينصرف السمار من ليلة فرح أو عرس . أختم حديثي سيدي الرئيس لابد من إدراك الأمر قبل فوات الأوان ، لابد من سماع الرأي الآخر لابد من الخروج من هذا المأزق قبل أن يدق ناقوس الخطر حاسب المفسد أنصر المظلوم ساعد الضعيف حث كل الذين حولك لقول الحق لا تعتمد على التقارير التي تأتيك من معاونيك بل تحرى مما فيها والله قد تكتشف ما لايخطر ببالك . والذي لم يتعظ مما يحدث لن يقدره الله على أعمال خير وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون