ماذا وراء ترحيل المهاجرين من السودان؟    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيها العقيد: إذا رحل جار السوء سلم من أذاه بقية الجيران فناموا واطمأنوا!! . بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 03 - 03 - 2011


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم
(2/3).
عودنا الأخ القائد الانبطاح عند أول منعطف يهدد سلامة كرسيه ؛ فعندما حصل الغرب على الأدلة الكافية لجره ومحاكمته أما محكمة لآهاي لإرتكابه جريمة لوكربي الأرهابية تفتقت عبقرية القائد على فكرة لا تخطر على بال إبليس ؛ فمن الوهلة الأولى وعند الاعلان عن الفكرة الجهنمية لا تجد أي صلة تربط بينها وبين لوكربي لانعدام الصلة تماماً ؛ فما علاقة أن يعلن القائد الأممي عن إلغاء الحج إلى مكة واستبداله بالحج إلى القدس؟! هل هناك عاقل موحد بالله يلغي فريضة مامن أركان الاسلام فرضها الله فيقرر إلغاء الحج إلى مكة على أن تكون وجهة الحج إلى بيت المقدس؟! ، حقاً هذا هو العجب العجاب.!!
ينتفي التعجب إذا ما إكتشفنا الهدف الذي قاد العقيد لإلغاء الحج إلى مكة وتغيير فوجهة الفريضة عندما أرسل حجيجه من رجال المخابرات واللجان الثورية للتفاوض مع اسرائيل حتى تتوسط ووتفاوض مع عائلات الضحايا وبعضها عائلات يهودية وتحله من شرك لوكربي ؛ فكان المقرحي وزميله هما كبشا الفداء إضافةً إلى ثلاث ميارات تعويضات للغلابة من الضحايا!! من أجل كرسي الحكم يبدد القذافي ثلاث مليارات دولار من ثروة الشعب الليبي ويحول وجهة فريضة الحج من مكة المكرمة مهبط الوحي زهوى أفئدة المسلمين إللا بيت المقدس.!! . القائد الأممي أكد أنه ليس حاكماً ولا يجلس على كرسي حكم ؛ هذا ما يندرج عليه القول الساخر عندما يسخر الساحر من الطاغية : "على هامان يا فرعون"!!
منذ مجيئ العقيد القذافي الى الحكم وهو في حالة مد وجزر, حب وكراهية مع دول عربية عديدة وهو لم يتوان في بعض الاحيان في غزو هذه البلدان عسكريا, او محاولة زعزعة انظمة حكمها, ليعود ويعلن توحده معها مما اعاق بالتالي مراحل نموها واستقرارها وتطورها. فبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر الذي اطلق على القذافي لقب "امين القومية العربية" , دخل في صدامات سياسية ثم عسكرية مع الرئيس الراحل انور السادات, ولم ينج بالطبع الشعب المصري من حروبه الاعلامية وتصرفاته. كما كان السودان منذ السنوات المبكرة لحكم القذافي , هدفا لتحرشاته رغم كل ادعاءاته القومية وشعاراته العروبية, الا ان دعمه لايران ضد العراق اثبت عكس ذلك.
وذاقت تونس لسنوات عديدة تحرشات القذافي العسكرية والامنية, وعلى رأسها محاولة احتلال مدينة (قفصة) التونسية, ومحاولة نسف مقر الجامعة العربية بتونس العاصمة, وكذلك محاولة اغتيال العشرات من الشخصيات السياسية والصحافيين التونسيين, الذين نادى في خطاب له ب "قص السنتهم وقطع اياديهم".
لقد خاض القائد الأممي ملك ملوك أفريقيا وعميد الرؤساء والملوك العرب حروبا طويلة اهدرت فيها الارواح والاموال في محاولات لغزو تشاد, وكانت المغرب وملكها الحسن الثاني هدفا لسنوات طويلة خلال دعمه للمنشقين في الصحراء المغربية, وفي حالات كثيرة لم ينج العمال العرب من مزاجية القذافي, الذي كان يرمي بهم خارج الحدود كما حدث مع العمال المصريين والسودانيين والتونسيين والفلسطينيين.اما القضية الفلسطينية فنالت هي الاخرى نصيبها من القذافي, واتهمه بعض قادتها بانه عمل على شق وتفتيت صفوف الثورة الفلسطينية في محاولات عديدة, وذلك بتأليب ودعم فصائلها المختلفة وفي محاولات لاحتوائها, ولعل اشهر مواقفه عندما دعا الثوار الفلسطينيين اثناء حصار بيروت عام 1982 الى الانتحار الجماعي.
هذا القائد الأممي لا يحترم فوارق السن ولا التاريخ النضالي للرموز؛ فقد وصف القذافي ياسر عرفات انه مجرد "عريف في الشرطة الاسرائيلية" وبان كل دوره هو حماية اسرائيل. كما طلب منه "ان يأتي للعمل في ليبيا بدل عمله في الشرطة الاسرائيلية وانه لو حضر الى ليبيا فانه لن يستقبله ولن يوجه اليه أي نصح, كما نقد القائد الأممي والمنظر والمفكر معمر القذافي عملية السلام بين بعض العرب واسرائيل ما يراه المحللون البعد الرئيسي في "ظاهرة العقيد" بكل تناقضاتها وازدواجيتها. فبعد حملاته وشعاراته المتوالية ضد عملية السلام, فاجأ القذافي العالم بارسال وفد من الحجيج الليبي الى القدس وهو ما جئت على ذكره آنفاً. وقد علق تاجر السلاح الايراني يعقوب نمرودي حينها في مقابلة مع تلفزيون تل ابيب: إن شيئ ما حدث للقذافي , اريدك ان تعلم انه ابدى رغبته الشديدة في تبديل موقفه, لقد اخبر عدنان (عدنان خاشقجي) بانه يحب اسرائيل وله اصدقاء يهود, واحدهم هو الذي رتب لزيارة الحجاج الليبيين. ورغم تبرؤ القذافي اعلاميا من هؤلاء الحجاج, الا انه اتضح ان وفد الحجيج كان يتكون من افراد واعضاء من رجال الامن واللجان الثورية. ولقد فاجأ العقيد العالم مرة اخرى بترحيل الفلسطينيين ورميهم على الحدود الليبية المصرية, وبرر العقيد قراره بانه يقدم خدمة للفلسطيمنيين لاعادتهم الى بلدهم, كما صرح للمرحلين امام معسكر لهم قرب الحدود الليبية المصرية بانه :" لا يستطيع احد ان يزايد على معمر القذافي بالنسبة للفلسطينيين فانا حبيبهم الاول وانا المدافع الاول عن الشعب الفلسطيني, وانا احرص من أي احد على الفلسطينيين في أي مكان من الكرة الارضية", واضاف" انا على استعداد لاحضار خيمتي ونصبها الى جوار خيامكم في الصحراء حتى نعود جميعنا الى ارضنا المحتلة".!! (تعليق: نكتة حلوة!!)
الأخ العقيد القائد الأممي تفنن في تبديد ثروات الشعب الليبي فماا إن رُفعت العقوبات الدولية عن الجماهيرية الليبية في العام 2004، حتى وضع النظام هناك استراتيجية متكاملة لإعادة تسليح البلد وتحديث مؤسسته العسكرية. فرنسا وروسيا كانتا قبلة العقيد القذافي لإرضاء رغبته في استيراد السلاح الثقيل من طائرات ودبابات ومدافع. وعلى الرغم من أنّ الجيش الليبي حاليا وقوامه 76 ألف رجل لا يتناغم مع عدد سكان الجماهيرية البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، إلا أنّ تاريخ الصراعات العسكرية التي خاضا القائد الأممي في السابق ( الجيش الأحمر في ايرلندا ومصر في العام77، و الحرب مع تشاد ؛ تدريب وتسليح أطفال موسفيني ، تدريب وتسليج منقستو هيلا مريام مروراً ببوروندي وكابيلا في الكنغو و وتدريب وتسليح المعارضة الدارفورية) فجعل التسلح من أولويات النظام القائد ملك ملوك افريقيا خصوصا في فترة ما بعد العقوبات الدوليّة وإمكانية الاستفادة من عائدات الثروة النفطية.
زار العقيد معمر القذافي العاصمة الروسية موسكو في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني ) من العام 2008، وتوصّل حينها إلى صفقة عسكرية وصفت بالتاريخية تمّ بموجبها شراء 12 مقاتلة متطورة من طراز ميغ 29 و12 أخرى من طراز سوخوي 30 أم كيو ودبابات من طراز تي 90، وغواصتين من طراز 636 تعمل بالنظام المزدوج الكهربائي و"ديزل".
كما اشترت ليبيا من روسيا أنظمة دفاع جوية طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى في صفقة ضخمة بلغت ال 2.2 مليار دولار. وأبرمت ليبيا مع فرنسا صفقة عسكرية هامة خلال زيارة للرئيس ساركوزي لطرابلس، تمّ بموجبها تحديث الأسطولين الجويين العسكري والمدني، بالإضافة إلى شراء خافرات سواحل وأجهزة رادار متطورة. وشملت الصفقة تحديث 30 طائرة حربية من طراز ميراج إف1 كانت اشترتها ليبيا قبل فرض حظر على تصدير الأسلحة إليها. وبلغت قيمة الصفقة التي تُؤمنها كل من شركتي "أستراك" و"داسو للطيران"، قرابة العشرين مليون يورو لكل طائرة. وتتميز الطائرات الفرنسية بكونها مجهزة بصواريخ جَو-جَو من طراز "ماجيك". وتعمل مجموعة "إيدس" ( EADS) الفرنسية للتصنيع الحربي أيضا على تجهيز ليبيا بنظام رادار لمراقبة الحدود والمواقع النفطية. وبالطبع مثل هذه الصفقات ناهيك عن أنها تمويل لمصانع الغرب لتدور عجلاتها ورائها من الشبهات وجني العمولات ما ورائها .
للقائد الأممي نذوات عشق وهيام ؛ فحري برجل مهموم مثله بهموم أمتين كالعربية والأفريقية وهو عميد ملوك وأمراء ورؤساء الأولى وملك ملوك الثانية أن يُسّري عن نفسه من هموم هاتين الامتين التلين يحمل مشاكلهما على كاهله ؛ فاهم قصة غرامية للقائد, اشتعلت نيرانها في قلبه وعلى صفحات الصحف والمجلات الدولية, قصة مطاردته المتواصلة للطالبة التونسية ميشكا حنين، وتقول تفاصيل القصة التي بدأت في اواخر السبعينات؛ ان والد ميشكا كان يملك شركة مقاولات كبرى وينفذ مشاريع هامة مع ليبيا؛ وكانت قامت بصحبة عدد من زميلاتها بزيارة مدرسية الى ليبيا, وقد حرص العقيد على استقبال الوفد الطلابي . وبمجرد وقوع نظره على ميشكا بدا عليه الانجذاب والصرع والولهي ومن شدة هيامه بها استبقى ميشكا في طرابلس ووضع تحت تصرفها فيلا للاقامة وابلغ والدها برغبته في الزواج بها. كما عرض على والدتها لتلحق بابنتها على متن طائرته الخاصة، وتقيم ضيفة رسمية عليه، ولكن القذافي اصيب بصدمة قاسية عندما اجابت الوالدة بالرفض وطالبت باعادة ابنتها حالا، وهكذا انتهت مغامرة القذافي مع ميشكا؛ وكانت مجلة "جون افريك" قد علقت حينها حول مغامرة العقيد مع ميشكا:"ان خيبته في تحقيق الوحدة التونسية الليبية التي ما انفك يحلم بها منذ سنوات, حملته على ان يحاول ان (يتحد) شخصيا مع فتاة تونسية.في عام 1972 شن القائد الأممي يومها هجوما شديدا ضد المرأة , وفي لقاءه باتحاد المرأة في القاهرة في ذاك العام وصف العقيد المرأة بانها كالبقرة التي "قدر لها الا تفعل اكثر من الحمل والولادة والرضاعة".
لم تكن هذه التصريحات هي الاولى من نوعها ولكن وعبر مائدة الحوار التي اعدت في يومٍ من ايام القرن الماضي بمبنى "الاهرام" وبحضور رئيس واعضاء مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالجريدة. كان الانطباع السائد في ذلك الوقت يؤكد ان موقف القذافي من المرأة لا يتعدى في احسن الاحوال من موقفه من حيوان اليف.
دعا القائد الأممي لمصيبة جديدة من مصائبه التي لا تتفتق إلا من شخص مختل التفكير وفاقد للتوازن مثله؛ فقد دعا لانشاء مجموعة الراهبات الثوريات بعد اقل من عشر سنوات على تصريحاته هذه ؛ وكانت بمثابة حركة بارعة للانتقال من كوكب الزهرة الى المريخ. كانت فكرة العقيد تنحصر –على ما يبدو- في انشاء معمل عسكري لتفريخ راهبات ثوريات لحماية الثورة في ليبيا. وكان من الممكن ان تعد هذه الخطوة كواحدة من ابرز علامات تحرر المرأة في الواقع العربي عموما وفي ليبيا خصوصا؛ الا انها خطوة ابتعدت كثيرا عن معطيات واقع المجتمع الليبي؛ خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار طبيعة المجتمع البدوي الذي لم تبذل اللجان الثورية للعقيد اية محاولات حقيقية لتحديثه؛ ليس في الشكل ولكن من حيث مضمون القيم والاعراف. لذلك كان من الطبيعي ان يقف المجتمع ضد هذه الدعوة والا تلقى اذانا صاغية فيما عدا القليل من الفتيات الليبيات.المفترض ان تعداد الشابات ما بين 18-24 عاماً في ليبيا لا يتجاوز 200 الف آنذاك وكان هدف القذافي الوصول الى 5 بالمائة من هذا العدد ليشاركن في جيش الراهبات الثوريات؛ كما وقف المجتمع بتقاليده واعرافه ضد انخراط المرأة في العمل السياسي ؛ فقد كان من الطبيعي ان تكون وقفته اشد ضد رهبانية المرأة؛ وهوتقليد مختلف عليه بشدة ليس بالاسلام وحده ولكن في اديان اخرى. بعد ثلاث سنوات من اعلان القذافي عن رغبته في انشاء وحدة الراهبات الثوريات؛ قام عدد منهن باقتحام مدرسة الزاوية الثانوية للبنات في محاولة لتجنيد اكبر عدد من الفتيات لينضممن الى جيش الثورة الليبية؛ لكن اولياء الامور تصدوا بقوة لهذه المحاولة التي لم تسفر الا عن مزيد من ابتعاد الفتيات في ليبيا عن هذا الفهم لدورالمرأة ؛ انضمت لراهبات الثورة اسماء معروفة مثل عائشة جلود امينة اللجان الشعبية في بلدية الجبل الاخضر وهي اول راهبة ثورية والآن لآجئة في لبنان؛ كذلك هدى بن عامر وهيمن اشهرالراهبات الثوريات فهي عضو المحكمة الثورية ومعروفة بقيادتها للمظاهرات !! .
أحياناً تختلط لدينا المفاهيم عند محاولة سبر غور سلوك هذا القائد الأممي الذي انقلب على الشرعية في بلاده وكان يومها برتبة ملازم أول وفي اليوم التالي لإنقلابه رقى نفسه أربع ترقيات عسكرية متتالية وهذا ليس تصرفاً محتكراً للقائد الأممي فقط ؛ فكثرٌ من الضباط الصغار الذين قاموا بانقلابات رقوا أنفسهم وإختذلوا عدة رتب عسكرية والمثل يقول:( الماسك القلم ما بكتب نفسو شقي ) فمحاولات تفسير تصرفات القائد الأممي لا يتمخض عنها إلا مزيداً من الحيرة على الاجابة ؛ فلا ندري أهي ضرب من جنون أم نوع من أنواع قلة الأدب؟! . عموماً نرجع لبعض الأحداث ومنها ما ذكرته صحيفة الاعلام التونسية عام 1988 إذ تفاجأنا بأن العقيد القائد معمر القذافي قد اصبح مؤلفا للاغاني؛ وفي هذه الحالة أرجو البعض الذي يسخر من شعبان عبدالرحيم أن يقلع عن ذلك وأن يوجه سخريته باتجاه آخر!!؛ إذ قيل أن طل القائد الأممي طاب من الملحن التونسي عدنان الشواشي ان يلحن له كلمات الاغاني التي يكتبها؛ وقد وضع العقيد طائرة خاصة تحت تصرفه لتسهيل تنقلاته بين طبرق وبني غازي وطرابلس. وقبل ان تصل طائرة الشواشي الى قلوب المستمعين كان العقيد قد تحول عن كتابة الاغاني الى كتابة القصة القصيرة, وكان اللقاء في معرض القاهرة الدولي للكتاب في العام الماضي حول مجموعة القائد الأممي التي اختار لها عنوان طويل جدا ربما يشي لنا بحجم عدد الشطحات القصصية ؛ وقد يجد القاري صعوبة على حفظه هو: (القرية..الغربة..الارض..الارض..وانتحار رائد فضاء) وكانت بمثابة باكورة خطوته الثانية في عالم الادب بعد الأولى في عالم الفن , بالمناسبة اشاد عدد لا بأس به من" المثقفين المصريين غير المعروفين " بالمجموعة!! في حين اعتذر الكثيرمن الأدباء المعروفين عن مجرد حضور اللقاء وادارته واعتذر عدد اكبر عن التعليق على هذه المجموعة تفادياً للإحراج ودرءً لعداوة لا تُعرف نتائجها وقد يدفع أحدهم عمره ثمناً لها ؛ فالعر مش بعزقة.!!
من نافلة القول أن نذكر للقاريء العزيزبعض من أفعال هذا الرجل الفذ النادر الفريد التي إما قد بدد فيها ثروات شعبه وإو جلب لنفسه ولشعبه مشكلات عويصة . ان الأخ القائد في حقيقة الامر ليس اكثر من ارهابي اقام نظام حكمه على القتل والتفجير والاعدام والخطف بعد ان زرعته اسرائيل في خاصرة مصر منذ عام 1969 ومن يتتبع مسيرة هذا الملازم الهامل الذي لم يكمل الثانوية العامة والذي رقى نفسه الى رتبة عقيد سيكتشف ان القذافي صنيعة اسرائيلية وانه قدم لاسرائيل ولا يزال خدمات لم يقدمها اقرب حلفائها العرب من طراز الملك الراحل حسين وملوك المغرب رحم الله الاحياء والأموات منهم.!!

 القائد الأممي حاول الان تغيير الاسم التاريخي لفلسطين الى اسم هجين هو"اسراطين".
 موافقتة على دفع ثلاثة مليارات دولار لاهالي الضحايا هو بمثابة اعتراف من نظام القذافي بأنه يقف وراء جريمة اسقاط الطائرة المدنية ..
 كان وراء الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني في لبنان حيث تبين انه كان يزود مختلف الاطراف المتقاتلة بالمال والسلاح.
 هو الذي اجج الحرب العراقية الايرانية وكانت الصواريخ الايرانية الاولى التي ضربت بغداد مشتراة بأموال ليبية .
 هو الذي وقف وراء خندقة الصحافة العربية إذ تمكن من ايجاد وتمويل صحف عميلة قامت بدور رئيس في إلهاء العرب عن قضيتهم الاولى وادخالهم في معارك داخلية وطائفية .
 هو الذي قام بطرد العمال العرب وبخاصة الفلسطينيين والتونسيين والسودانيين من ليبيا بعد ان صادرممتلكاتهم وهو يتخذ الان من تبقى منهم في ليبيا بخاصة اللبنانيين كرهينة للتفاوض بهم على خلفية صراعه مع حركة امل التي تحمله مسئولية خطف موسى الصدر.
 هو الذي طالب بكل وقاحة ادخال اسرائيل كعضو في جامعة الدول العربية ؛ وهو الذي يلعب دورا تخريبيا في كل مؤتمر من مؤتمرات القمة العربية يحضره كما فعل في مؤتمر شرم الشيخ الاخير.
 القائد الأممي معمر القذافي هو الديكتاتورالذي يفاخر بلا حياء بأن الشعب الذي يحكم عبر لجانه قامت بقتل الالاف من ابناء ليبيا وعلقت الطلبة الليبيين على اعواد المشانق في مدارسهم وجامعاتهم وخطفت خصومه السياسيين ت باغتيال المئات منهم في اوروبا والدول العربية وامريكا وهو يزعم أنه لا يحكم ليبيا لا هو ولا اولاده وبناته حكما مطلقا بل هي قرارات الشعب عبر لجان الثورية.!!

سبق أن قرأت كتاباً تحت عنوان " ما لا تعرفه عن القذافي" الشيخ محمد الطواري وهو كتاب مشوق كتب بأسلوب ساخر مبكي وكنت كلما اصبت بالهم والغم أجد فيه ملجأً أروح به عن نفسي وللتعرف على آفات ونوادر هذا الزمان الأعجف؛ فمثل هذه الظاهرة؛ ظاهرة القائد الأممي معمر القذافي لا تتكرر بسهولة؛ لذا فمن أسعده الحظ نهل من نوادره وشطحاته ؛ شخصياً كلما ضاق صدري تناولت هذا الكتاب وقرأت فيه حتى تنفرج اساريري ؛ وحتى إن وجدوني في هكذا حال؛ تلقائياً أنني أقرأ في كتاب الدكتورالطواري لأنهم ما انفكوا يجدونني أضحك ملء شدقي. وعليه لا أود أن أحرم القاريء العزيز هذه المتعة لذا فلا مناص من حلقة ثالثة لأن الحديث عن هذا القائد النادر الفلتة لا يملز!!... يتبع
abubakr ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.