سأبدأ مقالي هذا بنقل ما أختتم به ( المسكون بالأوهام ) مقاله أمس الأربعاء والمنشور في ثلاثة من صحف المؤتمر الوطني ( الإسلامي ، راعي المشروع الحضاري ) ، وسأختتمه بما قاله العلامة أبن القيم الجوزية في حق أمثاله وفي حق من يقومون بنشر غثاءه وسوء أدبه بصحفهم يلوثون بها عقول وذوق القراء ويشيعون بها فاحش القول بين الناس ، فهذا الرجل ( أسكته الله ) الذي يكتب ما يكتب في ( آخر الليل ) وهو بين صاحٍ ومغيب العقل ، لا يخاف الله فيما يخط يراعه ، كما ولا يستحي ، ولا يخاف ( سلطان ) قانون جنائي فهو من ( أهل الحظوة ) ولا قانون صحافة ومطبوعات فذاك طوع بنان أمانة الإعلام بحزبه ، ظل وما زال يصر على إطلاق بذاءاته في كل مقال يكتبه ، وأخرها ما هرف وخرف به أمس بمقاله بعنوان ( قالها أحمد سليمان ) ينسبه لرجل ( لعله في ذمة الله ) هو الأستاذ أحمد سليمان المحامي ، : أنقله لفظاً بلا تغيير :
(( ولماذا لا يفعلون ؟! وكيف نطلب من الغرب والكنسية التي تصنع الآن أشواك كادقلي.. ألا تفعل ما تفعل ؟! ويوم نعرف بأي لغة نحدث العالم اليوم يستقيم كل شيء ! وأسلوب المرايا المقعرة الذي تتخذه الحركة مع النوبة والوطني يجعل اللغة الوحيدة المفهومة الآن هي لغة أحمد سليمان .. الذي ، في نهاية آخر اجتماع يخطط لقيام الإنقاذ.. يضرب المنضدة بيده وهو يقول […....] امهاتهم!! ويا أيتها الانقاذ.. خطبة أحمد سليمان التي بدأت بها الانقاذ ما تزال هي الأفصح حتى اليوم - [.........] أمهاتهم وخلاص .)) إنتهى حديث ( الإسفاف )
وبعد ،، أسكتك الله يا رجل بما شاء ،، أأمهاتهم ؟ تبت يداك !؟ أأمهاتهم ؟ اللائي كرمهن الله من فوق سبع سموات ؟ أأمهاتهم اللاتي قال فيهن الرسول العظيم ما قال ، وجُعلت الجنة تحت أقدامهن ؟ أأمهاتهم ؟ وقد قال أعظم الخلق : ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهم إلا لئيم ؟
ما ذنبهن ، ولو كان أبناءهن ( شياطين ) تمشي على الأرض ؟ ألم تعلم بأن الله في علاه قال : ولا تزر وازرة وزر أخرى ؟ أفعل هذا الرسول الكريم وصحابته الكرام بأمهات ( الكفار ) حين غزت جيوشهم وقاتلت في اقاصي الأرض ؟ أخاطب الرسول الكريم جنوده بمثل هكذا قبح لحث رجاله ؟ أأمهاتهم ؟ أوليس لك أم ؟ أترضى فيها ما تدعو إليه ؟ ولو قولاً مجرد ! أسليم فطرة وعقل أنت لتفكر بذلك ! ثم تقوله ؟ ثم تنشره على الملأ بلا حياء ؟
أإن غفر الله لك وغفرالناس سوابق مشيك الكثيرة بالهراء والفسق والفجور والسباب والشتائم بين سطور مقالاتك في حق ( باقان ، وعرمان ، وعلي الحاج ، والترابي ، وسلفاكير ، وغيرهم ، ... ) وسمح لك نظام الغفلة الذي يحكمنا بأن تظل تفعل ما تفعل بلا محاسبة أو عقاب ، أسيغفر الله لك هذا يا هذا !!؟
أسيسكت حزبك وأمانة أعلامه ورؤساء تحرير الصحف السلطانية التي تكتب بها ولها وتقتات من فتاتها ؟ إن سكتوا فأنت منهم ، وهم مثلك في الفسق والفجور وسؤ الخلق سواء . إن سكتوا عليك وأستمر هراءك هذا ، فهو هراءهم هم أيضاً وعلى سحناتهم ووجوهم يهرق !!
و إن كان هذا ما تقوله أنت وتنسبه لأحد ممن خططوا لهذه ( الأنقاذ ) وتنشره ثلاثة من صحف المؤتمر الوطني الحاكم بأمره ، إذاً : ما الذي يمنع الناس و يمنعنا من تصديق ما نسبه ( شيخكم حسن ) لكبير الإنقاذ عن حرائر دارفور والشرف المُدعى بإغتصابهم ؟ ما الذي يمنع الناس ويمنعنا من تصديق دعوى العميد المعاشي المعارض الذي أتهم رجال أمن نظامكم في وضح النهار بالإعتداء الجنسي عليه ؟ ما الذي يمنعنا ويمنع الناس من تصديق إدعاءات المحكمة الجنائية في حق الرئيس وربعه ؟ ما الذي سيمنعنا من تصديق ( صفية ) وغيرها من بنات بلادي إن صحن ( إغتصبوني الكلاب )؟ ما الذي سينفي عنكم ما يقال عنكم بأنكم ( محترفي سياسة بلا دين ولا أخلاق ) ؟ مع من تعمل أنت إذن ولمصلحة من ؟ أتدافع عن الإنقاذ أم تتعمد الإساءة لفكرة مشروعها ( الحضاري ) المزعوم !!؟
بحق أمك وأمي ( حفظهما الله ورحمهما ) : أسكتك الله بما شاء . بحق أمهاتنا الفاضلات الطيبات جميعهن : أسكتك الله بما شاء . بحق ديننا الحنيف وأخلاقنا السمحة : أسكتك الله بما شاء . بحق ما تبقى في نفوس إسلامي السودان من أمل بالإصلاح : أسكتك الله بما شاء .
أما حزب ( الأموات ) المؤتمر الوطني وامانة إعلامه ومسئولي الصحف التي تنثر وتنشر ما يكتب الرجل ، فقد خاطبناهم وخاطبهم كثر في الرجل ، لكن لا حياة لمن تنادي ، بل أفادنا من نثق في قوله عن التصفيق والإعجاب الذي يجده الرجل وسط ( إسلامي آخر الزمان ) !!
لن ننفك ، برغم ذلك ، نسوق لهم النصح ، فنهديهم قول العلامة إبن القيم الجوزية ، وكأنه ( أبن القيم ) قد قال ما قال وهو ينظر إليهم ، أو كأني به يُحدث عنهم إذ يقول :
(( وقد غر إبليس أكثر الخلق بأن حسن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا والانقطاع ، وعطلوا هذه العبوديات ( يقصد إحقاق الحق وتنفيذه والجهاد فيه ) ، فلم يحدثوا قلوبهم بالقيام بها ، وهؤلاء عند ورثة الأنبياء من أقل الناس دينا ; فإن الدين هو القيام لله بما أمر به ، فتارك حقوق الله التي تجب عليه أسوأ حالا عند الله ورسوله من مرتكب المعاصي ; فإن ترك الأمر أعظم من ارتكاب النهي من أكثر من ثلاثين وجها ذكرها شيخنا رحمه الله في بعض تصانيفه ; ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه هو وأصحابه رأي أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا ، والله المستعان ، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان ؟ شيطان أخرس ، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين ؟ ، وخيارهم المتحزن المتلمظ ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد ، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه . وهؤلاء - مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم - قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون ، وهو موت القلوب ; فإنه القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى ، وانتصاره للدين أكمل )) إنتهى النقل .
و تذكيراً للقارئ الكريم بسوابق الرجل في الفسق والفجور وبذاءة القول تجدون أدناه روابط لمقالات سابقة كتبتها في حق الرجل ، حيث لا حياة لمن تنادي :