حول خطاب رئيس الجمهورية أمام المجلس الوطنى: العودة مجددا لبرنامج الحكومة العريضة وطرح برنامج ثلاثى للأقتصاد الوطنى شكل خطاب رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير أمام المجلس الوطنى فى الرابع من أبريل الجارى نقطة تحول هامة للصراع الدائر بين الحزب الحاكم وقوى المعارضة الوطنية فيما يتعلق بالدعوة لقيام أنتخابات مبكرة وأعداد دستور جديد عبر مؤتمر قومى تشارك فيه جميع الأحزاب السودانية . الرئيس عمر البشير قطع بأستمرارية المؤسسات الدستورية ( الرئاسية والتشريعية ) أستنادا كما أوضح فى خطابه على الأنتخابات الماضية فى أبريل للعام الماضى والتى وصفها بالديمقراطية والنزيهة ،وأعلن أستمرارسريان دستور 2005م لحين أصدار دستور دائم بالبلاد .وأوضح سقوط كل البنود المتعلقة بأتفاقية السلام الشامل فى نيفاشا عقب التاسع من يوليو القادم . وأظهر مجددا طرحه لبرنامج الحكومة العريضة ، والتى قال تتولى أمرها الآن آلية أدارة الحوار المنوط بها أستكمال مقترح الحكومة العريضة لتحقيق التوافق الوطنى بالتشاور مع القوى الوطنية السياسية وطرح ملامح برنامج الدولة الأقتصادى للمرحلة القادمة والذى أوصفه بالثلاثى الأسعافى والذى قال يركز على زيادة موارد الدولة وتعويض الفائض الأيرادى . والتركيز على الصادرات غير البترولية والتوسع فى أنتاج البترول بالشمال والتركيز على قطاع المعادن وقد أظهر خطاب الرئيس أمام البرلمان تجاوبا تاما وتنسيقا على ما يبدو فى المواقف ما بين الحزب الحاكم ورئيس المجلس الوطنى أحمد ابراهيم الطاهر فيما يتعلق بأستمرارية النواب الجنوبيون فى المجلس لدورة أنعقاده الثالثة .خلافا لتفسيرات عضو المجلس وكتلة نواب المؤتمر الوطنى محمد الحسن .الذى قال فى وقت سابق بأن لا مانع من حضور النواب الجنوبيون لجلسات الدورة الجديدة . فثناء الرئيس البشير على نواب الجنوب وشكره لهم قطع الطريق أمام عودتهم مجددا مالم تتعرض الحكومة لضغوطات دولية من الضامنين لأتفاقية السلام الشامل بنيفاشا. ضغوطات قد تتعرض لها الحكومة بغرض أكمال بعض القضايا العالقة لأتفاقية السلام ومنها : قضية أبيى والمياه والديون والنفط والحدود . النائب عن المؤتمر الشعبى أسماعيل حسين هاجم خطاب الرئيس البشير ووصفه بالمخيب للأمآل وطالبه بالترجل والأعتذار الى الشعب عقب العجز عن توحيد السودان ووصف آليه الحوار بشراء الوقت .ونعت مؤسسات الحكومة بالأسوأ على مر العهود ، وقال أن طرد نواب الجنوب من المجلس قبيل أجازة مفوضية أبيى وحل قضايا المياه والديون والنفط والحدود ( بالأهانة ) وقال : كان أجدى تخصيص دورة المجلس بمشاركة الجنوبيون لحل القضايا العالقة . حزب المؤتمر الوطنى ألمح وفى مرات عديدة منها أعلان الرئيس بالقضارف حال خروج مواطنو الجنوب وأعلان دولتهم الوليدة بأعماله للدستور الأسلامى وفرض اللغة العربية بالبلاد . وهو ما دفع بالمعارضة الشمالية لأعلان مشروعها بأسقاط حكومة المؤتمر الوطنى والدعوة لخروج عدة تظاهرات الشهور الماضية بمناطق عدة بالسودان يتجدد الآن الصراع حول آلية الحكم وأستمراريته وحسم ما تبقى من قضايا عالقة لأتفاقية نيفاشا بين دولتى الشمال والجنوب ومستقبل العلاقات الودية بين الدولتين الجارتين و أكمال ما يخص ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق من ترتيبات تتعلق بالمشورة الشعبية وأدماج وتسريح مقاتلى الجيش الشعبى من أبناء الولايتين .وتكملة أجراءات سلام دارفور من الداخل مع الحركات الموقعة وتلك التى لا زالت تنتظر ما تجود به الحكومة من مناصب وأدوار .طبقا لأتفاقية أبوجا التى تصر الحكومة على بقاءها ، لتمرير أستفتاء دارفور الأدارى وقيام ولايتين جديدتين بجبل مره وبحر العرب . النائب البرلمانى الأستاذ ديفيد كوكو عن الدائرة ( 5) كادوقلى يقول أن خطاب الرئيس عمر البشير قطع الطريق أمام الدعوة لأنتخابات مبكرة وقيام حكومة قومية تعد لدستور دائم للبلاد .ولم يترك مجالا لوداع الأخوة من النواب الجنوبيون بصورة مشرفة تحافظ على العلاقة بين شطرى السودان .وأوضح أن هناك هوة كبيرة بين حكومة المؤتمر الوطنى وأطراف المعارضة السودانية الأخرى . Ahmed Hamed [[email protected]]