بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس إستهلالة: اللواء الوزير عمر سليمان يتمتع بكمية كُره وحقد على الأخوان المسلمين بل وعلى كل التنظيمات والجماعات الاسلامية على مختلف تصنيفاتها وبرأيي ليس كرهاً ولكن كونها أداة من أدوات تحقيق الطموح الشخصي. هذه الحقيقة تجلت فيما كتبه "يوسي مليمان" الكاتب الصهيوني المقرب من أجهزة الاستخبارات الإسرائلية والمقرب أيضاً من السي أي أيه وهو الكاتب المرموق بصحيفة " ها آريتس" . علينا أن نتوقف ونتمعن فيما ذكره وفي ما وضعت أنا تحته خط لأنه ملفتٌ للنظر وجدير بالتفكر والتدبر والتعقل ويجعلنا نطرح كثير من التساؤلات وعلى سبيل المثال: ما هي دواعي وإصرار رئيس المخابرات على شحن سيارة الرئيس المصفحة قبل يوم من سفره ؟! . عند فشل المحاولة لماذا لآحق عمر سليمان الجماعة الاسلامية المصرية فور عودته إلى مصر؟! فإن كان مدبرو المحاولة معروفين بهذه الصورة التي جعلته يأمر بملاحقة الجماعة الإسلامية في مصر فما الداعي للبحث عن مشجب لتعليق المحاولة عليه؟! . إن أقر اللواء عمر سليمان بأن هذه الجماعة المصرية هي المسؤولة عن محاولة الإغتيال فما علاقة السودان بها؟! ، لماذا قام اللواء عمر سليمان وبشكل محموم وبدون رحمة بإلقاء القبض على الآلاف منهم مع عوائلهم وأقاربهم ، بل وتعرض الكثير منهم للتعذيب والتصفية ؟! لماذا إذاً الإصرار على إلصاق تهمة المحاولة بالشيخ الدكتور حسن الترابي وجهاز الأمن ورئيسه أنذاك؟!.. هل يرجع ذلك لكون السودان كان له موقفٌ ضد غزو العراق؟! . الشق الأخر لماذا لم يلقَ القبض على مرتكبي المحاولة بل تمت تصفيتهم؟! .. لماذا تضاربت أقوال الأثيوبيين عن المحاولة ؛ فبرأوا السودان في التصريح الأول ثم تحول موقفهم بإلصاقها بالسودان؟! من كان وراء كل هذه الضغوط عليهم ، هل هي السي آي أيه أم الموساد أم عمر سليمان أم الثلاثة معاً؟! .. كل هذه الاسئلة تحتاج لإجابات شافية سنعرض لها في الحلقة الثالثة في " الهامش" الحاشية كتب " يوسي ميلمان " في صحيفة " هاآرتس " الإسرائيلية في 20/1/2009 نقلته طبعتها الألكترونية باللغة الإنكليزية. [ لكن إسرائيل اليوم تنظر بتركيز أكبر على رئيس المخابرات المصرية واليد اليمنى للرئيس المصري حسني مبارك ( الوزير عمر سليمان ) أكثر مما تركزعلى المجتمع الدولي . فالوزير سليمان كان المسؤول الأول عن النجاح الذي تحقق بإتفاقية التهدئة ( وقف إطلاق النار ) على المستوطنات في جنوب إسرائيل ، والتي منحت الإسرائيليين هناك هدوءاً إستمر حتى التاسع عشر من ديسمبر عام 2008 . عمر سليمان شخصية معروفة وبشكل جيد من قبل العشرات من كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية ، وكبار القادة العسكريين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ، وكذلك رؤساء وزارات ووزراء إسرائيليون .لقد حافظ ومنذ تسلمه منصبه كرئيس للمخابرات المصرية عام 1993 على علاقات وثيقة ومستقرة مع معظم رؤساء مؤسسات الخدمات السرية الإسرائيلية مثل الموساد ، وشين بيت ( الأمن الإسرائيلي ) ، والإستخبارات العسكرية الإسرائيلية . هذه العلاقات التي تجاوزت الطابع الرسمي الى علاقات صداقة شخصية ، فمثلاً هو يتحدث مع " شابتاي شافيت " أحد الرؤساء السابقين للموساد ، وفي جلسة خاصة عن عائلته وكيف أنه فخور بأطفاله الثلاثة وبأحفاده ! في عام 1991 ، تم تعينه رئيساً للإستخبارات العسكرية المصرية ، وبعد سنتين إنتقل للعمل كرئيس لجهاز المخابرات المصرية .. بعدها منح صلاحيات منصب وزير بدون حقيبة وزارية وأصبح عضواً في مجلس الوزراء مع إحتفاظه بمنصبه كرئيس للمخابرات. في 26 ، حزيران 1995 ، وضعت هذه المهمة في موضع الإختبار الحقيقي . لقد كان يجلس في المقعد الخلفي مع الرئيس مبارك في السيارة التي تقلهما الى إجتماع منظمة الوحدة الأفريقية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا . وفي الساعة 8.15 صباحاً ، وبينما كان ركب الرئيس المصري تسبقه الدراجات يشق طريقه من مطار أديس أبابا الى مركز العاصمة ، فتحت النار الكثيفة على الموكب من كمين نصب على الطريق . لم يصب الإثنان بأي أذى ، وكان ذلك بسبب إصرار من عمر سليمان في اليوم السابق لسفر الرئيس الى أثيوبيا على أن يتم شحن سيارة الرئيس المرسيدس الخاصة المدرعة ضد الرصاص لإستخدامها ، وذلك ماكان .. ولولا إصرار سليمان على تلك الفكرة لكان الموقف متغيراً تماماً .. فقد تم إنقاذ حياة الرئيس وتعمقت الصداقة بين الإثنين بعد ذلك . بعد محاولة الإغتيال الفاشلة تلك ، أمر سليمان بملاحقة الجماعة الإسلامية في مصر ، وهي التي كانت مسؤولة عن محاولة الإغتيال ، وبشكل محموم وبدون رحمة . وفعلاً تم إلقاء القبض على الآلاف منهم مع عوائلهم وأقاربهم ، وتعرض الكثير منهم للتعذيب والتصفية ! وبذلك أثبت سليمان أنه صاحب القبضة الحديدية في العمل ضد ( الإرهابيين ) الإسلاميين وبعثرتهم وفي وقت قصير . حتى سنوات قليلة مضت لم يكن الرأي العام المصري يعرف كثيراً عن شخصية عمر سليمان ، ولكن دوره ومنصبه اصبحا معروفين بعدما بدأ بلعب الدور الدبلوماسي . ويقول من زاره من الشخصيات الإسرائيلية في مكتبه ، أنهم لاحظوا وجود صورته مع صور من سبقه في شغل منصبه من رؤساء المخابرات ، وهذا في الحقيقة ليس أمراً متعارف عليه ، إلا إذا كان يقصد من وراء ذلك الإيحاء الى أنه شخصياً لايعتبر منصبه الحالي هو نهاية الطريق بالنسبة له .
يروي أحد رجال المخابرات الإسرائيلية ، أنه وفي لقاء جمعه مع سليمان وممثلين عن وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية في بهو أحد الفنادق ، أنه لاحظ أن الوزير سليمان مد يده وأفرد بين أصبعيه ، وفجأة وخلال لحظات تقدم أحد رجاله ووضع السيكار بين إصبعيه . لقد أعطت تلك الحركة من يده لنا وللأمريكان الإيحاء للجانب الآخر من شخصيته القيادية القوية على الرغم من طريقته الهادئة والمؤدبة في الكلام ، وكذلك لايخفى أيضاً أنه أنيق في ملبسه على الدوام . وعندما قامت إسرائيل بعمليتها العسكرية " الدرع الواقي " ضد السلطة الفلسطينية في عام 2002 ، أضطر عرفات للتوسط لدى سليمان راجياً إياه بإتخاذ بعض الخطوات ولو بشكل رمزي للإعراب عن إستيائه مما يحدث .. إلا أن عمر سليمان لم يلتفت الى طلب عرفات وأهمله ومكّن اسرائيل من المضي قدماً في حصار السلطة الفلسطينية لدرجة قاربت من إنهيارها بالكامل . ويضيف رجل المخابرات الإسرائيلي : لن أنسى كيف أنه أي عمر سليمان وفي لقاءٍ لنا مع بداية الإنتفاضة الثانية ، كيف إنتقد ووبخ عرفات وذلك عندما شعر أن عرفات لم يأخذ بنصائحه قبل الإنتفاضة ! مثل هذه المواقف ووضع إمكانياته لمساعدة وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية في ملاحقة القاعدة واستجواب المحتجزين ، جعلت وكالة الإستخبارات الأمريكية ترى في المخابرات المصرية حليف جيد وعلى أهمية كبيرة تجعلها موضع ثقة وحليف بمستوى جهاز الموساد الإسرائيلي !! هذا السبب نفسه هو الذي جعله يتخذ موقفه من حماس التي يعتبرها إمتداد لجماعة الإخوان . ثمة شخص واحد على علم بهذه المواقف وبالضد منها وهو " مارك بيري " المدير في المنتدى الأمريكي للنزاعات ، والذي هو عبارة عن منظمة يرأسها "ألستر كروك" وهو مسؤول سابق في المخابرات البريطانية. يقول " بيري " : أنه ومنذ حوالي سنتين إلتقيت عمر سليمان في محاضرة نظمها معهد البحوث الأمريكي في واشنطن ، وقد سألته تحديداً ، هل يمكن لحماس التي تم إنتخابها أن تعمل على خلق إستقرار وعمل إيجابي كحكومة فلسطينية .. أجابني على الفور : كلا ! أنا أعرف هؤلاء ، إنهم من الإخوان المسلمين وأنهم سوف لن يغيروا من أساليبهم . إنهم كذابون ، والشيئ الوحيد الذي يفهمونه هو منطق القوة !! . إستناداً الى إستطلاع تضمن شهادات مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية ، فإن سليمان يلتزم بخط السلام (مع إسرائيل) ، وتقوية العلاقات الإقتصادية معها وعمل بنشاط من وراء الكواليس لإتمام صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل . المستفيد من تلك الصفقة هو رجل الأعمال الإسرائيلي "يوسي مايمان" ومن خلال شراكته مع "شابتاي شافيت" الذي تربطه معرفة وعلاقة جيدة مع سليمان. معظم الإسرائيليون يثنون على حكمة وبعد نظر عمر سليمان ويتفهمون أهداف ودوافع سياسته .. وهو والرئيس مبارك لايرغبون برؤية حماس قوية على أبواب مصر ولكنهما ايضاً في واقع الحال لايريدان إيقاف عمليات التهريب التي تجري عبر الأنفاق من مصر. الأنفاق هذه في واقع الحال يعتبرانها وسيلة ضغط عندما يريدان التوسط بين إسرائيل وحماس ، إضافة الى إستخدامها كصمام لتخفيف الضغط عنهما من قبل المعارضة الإسلامية داخل مصر ولجعلها تقف مكتوفة الأيدي جهد الإمكان عندما تهاجم إسرائيل الفلسطينيين. بالمقابل ، وعندما نأخذ هذه الرؤية بعين الإعتبار ، فإن ذلك يعني وببساطة أن الجنرال عمر سليمان لم يذرف دمعة واحدة نتيجة الضربات التي تعرضت لها حماس من قبل الجيش الإسرائيلي . )) يتصل مع " الهامش" غداً بإذن الله abubakr ibrahim [[email protected]]